طبعًا المحاضرة هذه التي تكلمنا عنها والتي تناولت الوضع الجامعي أسست فيما بعد لفكرة إنشاء منتدى للشباب موازٍ لمنتدى جمال الأتاسي الاعتيادي يعالج قضايا الشباب التي تهمهم ويكونون مجلس إدارته، وهم يحددون عناوين المحاضرات والمتحدثين وإلى آخره، ويكون هناك إطار للنشاط كمنتدى يتحول إلى شبه مؤسسة عندها عدة نشاطات منها الندوة الشهرية هذه التي تجري لنقاش موضوع معين وكان من المفروض أن يكون مجلس إدارته نتيجة انتخابات بين مجموعة دمشق ومجموعة حلب على اعتبار أنهم أكبر وأبرز مجموعتين شبابيتين استطاعوا أن يجمعوا بعضهم خلال السنوات الماضية ويشتغلوا عمل مشترك معارض. 

وجرت هذه الانتخابات وصارت في حلب وتشكلت هيئة إدارية للمنتدى، لكن للأسف الشديد الموضوع لم يتم لأنه صار هناك اعتقال لمجلس إدارة المنتدى بعد المحاضرة الشهيرة التي ألقيت فيها كلمة "الإخوان المسلمين"، والتي تزامنت مع الانسحاب السوري من لبنان مع كلمة بشار الأسد على ما أعتقد في مجلس الشعب والإعلان عن الانسحاب السوري في لبنان. 

جرت المحاضرة والاعتقالات حصلت بعدها يعني صارت على أثر المحاضرة، أنا أذكر وقتها أنه كان يوجد إعلان عن محاضرة تالية كان الأمن وحفظ النظام مطوقين المكان والناس تنفضّ ونحن قسم منا كان قد وصل أبكر من الموعد المعتاد حتى نقيم باعتصامًا من أجل المنتدى، ووقتها جاءت مسألة القرار بإغلاق المنتدى، وأظن حسب ما أذكر تم رفض القرار وبالتالي الاعتقال صار لإدارة مجلس المنتدى. 

ونحن كنا نحاول أن نتضامن مع مجلس إدارة المنتدى بحيث أنه لا يكون هناك إغلاق ولا يصير اعتقالات، لكن اعتقل مجلس إدارة المنتدى وصدر قرار بإغلاقه. 

حاولنا نعمل اجتماع لاحقًا من أجل إحياء فكرة منتدى الشباب وصار هناك عدة حوارات بهذا الموضوع، لكن القرار النهائي آخر شيء رسى على عدم السير بالمسألة؛ لأن القرار الرسمي قرار النظام كان واضحًا، وصار يهدد مجلس إدارة المنتدى مرة ثانية أنه الأمر انتهى سيغلق المنتدى وسيحدث اعتقال ولم يعد هناك مجال للعمل بهذا المعنى.