أنا كنت موجودًا في تل رفعت، كان عندنا قصف طيران شبه يومي، يعني كل يومين كل ثلاثة أيام تأتينا غارة من النظام المجرم ومن الروس، الناس تعيش في رعب وخوف، طبعًا الناس يعني لا يعرفون ما يفعلون، أغلب الأيام عندما نسمع أن الطيارة قادمة الناس تركض، من عنده سيارة يخرج بسيارته نهرب بين الكروم وبين الزيتون، فقضينا الأيام كلها شتات وصعبة ورعب، الأهالي كلها كانت تعيش في رعب، بداية 2016 النظام كثف الحملات الجوية والغارات الجوية النظام المجرم والروس، طائرات الروس، يوميًا أنا شاهدت بأم عيني كنت في إحدى المقابر نجهز قبورًا، يعني يصبح [لدينا] شهداء مرات يأتوننا في الليل لتكون الأمور جاهزة، فأنا كنت في المقبرة ومعي تركس، ست طائرات كانت تحوم في السماء وتضرب وتقصف مدينة تل رفعت، فأول نزوح كان في 16 شباط/ فبراير 2016 الناس هنا لم تعد تحتمل الغارات الجوية صار عندنا شهداء كثر في تل رفعت ودمار شيء كثير، فاضطررنا للنزوح للشمال السوري، عبرنا على أساس ندخل إلى تركيا وما تم الدخول أو السماح لنا بالعبور إلى تركيا، قطنّا في بلدة سجو على الحدود السورية التركية معبر باب السلامة، وهناك بدأنا أيضًا عملًا، يعني هربنا من الحرب وقصف الطيران، الناس يحتاجون مأوى خيام سكن يعني لتقعد فيها، طبعًا شاركنا نحن الحمد لله رب العالمين يعني ما توقفنا نحن في ثورة وجهاد إن شاء الله تعالى، خدمنا الناس نحاول نبني خيامًا نتعامل مع المنظمات بحيث نسكّن (نؤمن سكنًا) لأكبر عدد من أهالي تل رفعت والمناطق المجاورة لمدينة تل رفعت الحمد لله رب العالمين يعني قضينا نحو 20 يومًا و25 يومًا كانت صعبة جدًا لتأمين الخيام، قعدنا في هنجارات الرجال وحدهم والنساء وحدهم لحين تبنى الخيام وكل عائلة تأخذ خيمة وتقطن فيها، نحن هنا لما صارت الحملة في 16 شباط/ فبراير 2016 الضغط الذي حدث سأرجع قليلًا للوراء، كانت الهجمة على مدينة تل رفعت شرسة جدًا من السماء من الجو، ومن الجنوب الجيش الخائن السوري، كان من الجهة الغربية الحزب العميل (حزب العمال الكردستاني)، من الشرق كان "داعش" الغدر، كانت تضرب بظهرنا بخاصرتنا فالناس اضطروا للنزوح، يعني صرنا بين فكي كماشة (محاصرين) من جميع المحاور ليس أمامنا منفذ غير منفذ من الشمال، ونزحنا وحتى الآن قاعدون في معبر باب السلامة، ساعدنا الناس قدر الإمكان بما نستطيعه، طبعًا بعد ما آوينا الناس رجعنا بدأنا بالمظاهرات يعني نحن نريد أن نرجع لقرانا وعلى بيوتنا وعلى مدينتنا تل رفعت طبعًا ليس فقط تل رفعت التي نزحت، هناك عدة قرى مجاورة 16 قرية؛ دير جمال؛ كفرنايا؛ كفر ناصح؛ منغ؛ من الشيخ عيسى؛ حربل؛ يوجد كذا منطقة تم تهجيرها معنا، طبعًا شكلنا تجمع تل رفعت الثوري قبل خيمة الاعتصام كان هناك تجمع ثوري لمدينة تل رفعت نخرج مظاهرات نطالب بالعودة إلى مناطقنا، ومن ثم طبعًا نحن خططنا لخيمة اعتصام أكثر من 100 مظاهرة ولكن لا حياة لمن تنادي لا أحد استجاب لنا فاضطررنا أن نقيم خيمة اعتصام في بلدة سجو على دوار سجو وكانت فترة الاعتصام 120 يومًا تقريبًا متتاليات، هدف خيمة الاعتصام هي نحن نريد أن نعرف من الضامن التركي ما مصير تلك المناطق؛ مدينة تل رفعت وما حولها، كنا نطلب اجتماعًا رئاسيًا لنعرف مصير المناطق المغتصبة من الـ بي كي كي والـ بي واي دي، طبعًا بعد مرور 120 يومًا تم فتح جبهات لكن بشكل خفيف، هنا صار شهداء من الإخوة الأتراك، صار هناك يعني تحرك أن ينفذوا مطالبنا نحن كمعتصمين، فصار عندهم شهداء ونحن صار عندنا شهداء يعني  تقريبًا على أساس أن العمل بدأ، فاشتغلوا قليلًا وتفاجأنا يعني طلبوا منا أن نزيل خيمة الاعتصام أي انتهى ها نحن نشتغل ونعمل على الجبهات وصار هناك شهداء عند إخوتنا الأتراك، طبعًا نحن هنا نريد أخذ رد من الشقيقة التركية من الرئاسة التركية أن نعرف مصير تل رفعت العودة إلى متى، كانوا يعطوننا وعودًا لكن وعودًا كثيرة وما من فائدة بلا إفادة يعني، نحن إن شاء الله تعالى بالثورة لا نكل ولا نمل ولا نتوقف، طبعًا مستمرون نحن بالمظاهرات والوقفات الليلية على المدى، ونطالب وسنظل طوال عيشنا في الأراضي هذه التي هي ليست أراضينا، نحن طبعًا نحن سنظل مستمرين في ثورتنا ونخرج مظاهرات حتى نعود إلى مدننا وبلداتنا في الريف الشمالي تل رفعت وما حولها، نحن طبعًا بقينا مستمرين بالمظاهرات ونطالب بالعودة إلى ديارنا نحن الحمد لله رب العالمين كان لدينا يعني أصدقاء وكان عندنا أناس من أهل الخير نتشكرهم دون أن نذكر أسماءهم، كل من ساعد أهله وأناسه المهجرين، طبعًا نحن أثناء ما نطلع نخرج بالمظاهرات نحن مهمتنا فقط تحريك الشارع لنخرج مظاهرات لكن مهمتنا الثانية إن شاء الله تعالى يعني تبقى بماذا نقدر نخدم أهلنا المهجرين، فكنا نلتجئ لأناس نرى مثلًا الناس الذين بحاجة، من هو بحاجة لخيمة نقدم له خيمة، هناك أناس بحاجة إلى مثلًا زواج كنا نؤمن لهم الجهاز طبعًا عن طريق المنظمات والمعارف، بأن نأخذ أسماء المحتاجين ونقدمها للمنظمات والمنظمات تساعدنا طبعًا، يعني أنا ما لا يقل عن 80- 90 شخصًا ساعدتهم طبعًا من الناس الأفاضل والمنظمات ليس من جيبي لكن أنا الوسيط كنت لهم، قضينا يعني هذه فترة النزوح كلها لحد الآن ونحن بخدمة أهلنا المهجرين إن شاء الله تعالى لا نتخلى عنهم، وأي شيء في متناول أيدينا لن نقصر إن شاء الله تعالى، طبعًا هنا لما قعدنا بمخيم باب السلامة الجديد ساهمت في بناء مسجد سعته تقريبًا مساحته 400 متر طبعًا من أهل الخير، وعمرناه عمارة جيدة ومددناه وفرشناه وعينّا له إمامًا، هنا السكان طبعًا ماعندنا هنا مساجد، والناس بحاجة إلى مسجد، الحمد لله رب العالمين كان يوجد أيضًا نقص بالمياه، الناس دائمًا يشتكون من قلة الماء، حفرنا ما يقارب 11 جبًا ارتوازيًا في معبر باب السلامة، طبعًا أنا ساهمت بأربعة آبار الحمد لله رب العالمين المياه أصبحت جيدة وممتازة، كانت منظمة يعني تحضر لكن لا يكفي، كان مقدار الشخص 20 لترًا، 20 لترًا ما تكفي لشيء، لما حفرنا الآبار صارت المياه الحمد لله كافية وممتازة، سعينا كذلك بالصرف الصحي للمخيم التجأنا لمنظمة فحكينا لهم أننا مقيمون بمخيم باب السلامة الجديد ولا يوجد عندنا مثلًا في كل خيمة صرف صحي، يوجد كتل وتبعد الكتلة عن الكتلة 50 مترًا أو 100 متر فنريد نحن عمل صرف صحي بحيث نوصل الصرف الصحي لكل خيمة بذاتها، تجاوبت معنا منظمة الـ ورد في جي جزاهم الله خيرًا، كانوا متعاونين معنا بشدة، مباشرة تم حفر المجرور الصحي وتنفيذ العمل مباشرة، أمورنا صارت جيدة بين الصرف الصحي وبين المياه هذه البنية التحتية للمخيم صارت ممتازة والحمد لله رب العالمين، والله هذه المرحلة كذلك يمكننا أن نقول مرحلة مرت علينا صعبة، قلت لك الوعود كثيرة، الناس ما عادوا يصدقون لأننا وُعِدنا أكثر من وعد ولا يوجد تنفيذ أي وعد، بالنسبة لآخر مرحلة كان يوجد حشد أرتال يوميًا تدخل أرتال من تركيا، الجيش التركي صار نصفه في سورية نحن صار أملنا بالله طبعًا لا بالجيش التركي ولا، أملنا بالله كان أن تتم العملية لتحرير مناطقنا، لكن للأسف للأسف لم نر شيئًا على الأرض، رأينا العكس صار هناك قصف على مدينة أعزاز صار هناك قصف على مدينة مارع صار هناك شهداء أتراك، نحن [قلنا:] بدأت المعركة هذا تمهيد وصار أكثر من مرة قصف على مدينة أعزاز وبالأخص المشفى الوطني، تلقى مرتين ضربات مؤلمة صار هناك قصف على مدينة عفرين صار هناك شهداء وشهداء كثر وجرحى كثر ولا رد من الجيش التركي، كأننا نحن ممنوع أن نضرب طلقة على مناطق العدو والعدو مسموح له أن يضرب علينا، هذا الذي شاهدناه للأسف بالفترات الأخيرة بعدما قيل إنه يوجد عمل عسكري وستتحرر تل رفعت وستتحرر المناطق التي حولها لكن ما رأينا شيئًا، كلها وعود ويا ليت الوضع مثلما هو، بالعكس صرنا نأكل القذائف (نتلقى)، والله أحب أن أقول للجيش الوطني للثوار للثوار بكل ما تعنيه كلمة الثوار: نحن خرجنا أول ما خرجنا بالثورة نادينا "هي لله هي لله" نادينا بـ "إسقاط النظام" نتمنى أن نقوم بنفس حركات 2011 ونرجع نشتغل هي لله وننسى الضامن وننسى الداعم، نحن داعمنا رب العالمين سبحانه وتعالى، نحن لما طلعنا ببداية الثورة ما معنا شيء ولا أحد يدعمنا كنا نحرر المنطقة، نأخذ البنادق نأخذ المعدات وكل ما نريد، نحن طلعنا بالبومبكشن وبالكسرية (بندقية صيد)، يعني ما كان عندنا ذخيرة وما كان عندنا سلاح لا مسدس لا روسية لا شيء كنا نحن طلعنا بمعدات الصيد، فنحن نتمنى من الله سبحانه وتعالى أن الشباب الثوار في الجيش الوطني يعتمدون على الله سبحانه وتعالى ويفتحون لنا الجبهات وكفى، الناس يعني استوت (أًنهِكت) الناس لم يبق عندهم شيء لا حول ولا قوة، الذي يسكن بخيمة خيمته اهترأت ولا يوجد سيولة حتى يبني خيمة بدلًا منها، نتمنى من الجيش الوطني والجيش الحر وإخوتنا الأتراك فتح عمل عسكري فتح الجبهات جميعها وتحرير مناطقنا من رجس الـ بي كي كي والـ بي واي دي والنظام المجرم ويرجع هؤلاء الناس إلى بيوتهم وإلى مناطقهم ونرجع نقول "هي لله وهي لله" هذا الذي أتمناه من الجيش الوطني والثوار والجيش الحر والجيش التركي تكون كلمتهم كلمة واحدة والرأي رأي واحد هو يتكل على الله ويفتح جميع الجبهات الله سبحانه وتعالى يأذن لنا بالنصر والفرج ونسأل الله الفرج لنا ولجميع المسلمين ولسورية أجمعها، الله يرحم الشهداء ويشافي الجرحى وينصرنا على البغاة والطغاة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.