الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الأعمال الإغاثية وبداية ظهور "جبهة النصرة"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:10:17

خلال معركة تحرير معرة النعمان تم إسقاط أول طائرة مروحية بعد إعلان المعركة بـ 10 أيام وبتاريخ 18/ 10 تمّ إسقاط طائرة مروحية بالأسلحة الرشاشة المتوسطة التي كان يستخدمها أغلب الأحيان جمال معروف قائد كتيبة شهداء سورية، ومع إسقاط هذه المروحية كان الأهالي جدًا فرحين في الريف وكانوا سعيدين جدًا بإسقاط هذه المروحية ولكن النظام ازدادت وحشيته ضد المدينة وأصبح يستهدفها بشكل مكثف ونحن جميعا كنا موجودين خارج المدينة في القرى. 

وفي أحد الأيام عندما كنا ذاهبين إلى معرة النعمان من خان السبل وصلنا إلى مفرق بينين وأوقفني أحد الأشخاص وقال لي: النظام الآن استهدف مسجد بلال بتاريخ 24 /10 عام 2012 وقال إنه يوجد أشخاص ماتوا داخل المسجد، وأنا مباشرة ذهبت من بنين إلى المعرة وتوجّهت فورًا إلى مسجد بلال وكان المسجد مُنشطرًا إلى نصفين: النصف الأول كان مدمّرًا والنصف الثاني لا يزال قائمًا وسألت: ماذا حصل؟ وقال: يوجد 12 شهيدًا ومن بين الشهداء كان يوجد أربعة مشايخ كانوا موجودين داخل المسجد من بينهم الشيخ أحمد مخزوم والشيخ ياسين مطر والشيخ عبد الرزاق حاج خميس، وهؤلاء المشايخ الأربعة كانوا دائمًا موجودين في المسجد معتكفين وهم جعلوا من المسجد مركزًا لتلبية احتياجات الناس، يعني الناس الذين ينزحون كان لديهم نقص في المواد الغذائية وهو كان عبارة عن مركز تجمّع لهم ويصلّون فيه ولم يكن يوجد أحد في المدينة وكانوا يقيمون الصلاة في المسجد وأي شخص يحتاج إلى شيء من المعرّة كان يأتي إليهم. 

وكان الجامع عبارة عن مكان لتلبية احتياجات الناس وتمّ استهداف الجامع في أثناء الصلاة أثناء صلاة الفجر وكان الموضوع جدًا مؤثرًا بما أن الشيخ أحمد مخزوم كان له بصمة هو وباقي المشايخ كان لهم بصمة كبيرة في الثورة وبتلبية احتياجات الناس وخاصة بعد تحرير معرة النعمان، أقصد بعد تحرير الحواجز الموجودة داخل المدينة وحواجز شرق المدينة، والشيخ أحمد مخزوم له بصمة لدى جميع أهالي المعرة، والشيء الجميل في الشيخ أحمد -رحمه الله- أنه لم يكن متحزّبًا ولم يكن، وكانت صلته مع جميع الفصائل المسلحة، وهو كان ضد السلاح ولكن لأن السلاح تمّ فرضه على الموجودين. 

وأنا عدتُ إلى خان السبل وأخبرت أهلي أنه تم استهداف المسجد، وبعد يومين النظام عاد واستهدف المسجد وقام بتدميره ولم يبقَ منه شيء إلا القبّة وانتشرت الكثير من الصور للقبة التي لا تزال متوقفة فوق الدمار، ونحن بقينا في خان السبل واستمرّ وجودنا في خان السبل ولكن المعاناة كانت كبيرة للأهالي، والمعاناة بدأت أنه أولًا لم يكن يوجد خبز وهذه كانت المعاناة الأساسية ولا يوجد خبز يكفي جميع الموجودين، وخاصة بعد نزوح أهالي المدينة ونحن نتكلم عن أكثر من 50 أو 70,000 نسمة نزحوا من داخل معرة النعمان باتجاه القرى إن كان في الريف الغربي أو الشمالي أو الشرقي لمعرة النعمان، وبدأت هنا التنسيقيات التي كانت موجودة داخل المعرة ومنهم كان بحر نحاس وهو التواصل مع باقي المنظمات وكان يوجد في خان السبل منظمة وحيدة وهي منظمة جمعية حياة، وهذه الجمعية كان فرعها في تركيا وهي موجودة في إحدى المدارس في خان السبل وتم التواصل معهم وقلنا لهم إنه: نحن نحتاج إلى الخبز للأهالي النازحين وحتى أهالي القرية لم يكن لديهم خبز، ثم وصلنا دفعة من الطحين ودفعة من المازوت وقالوا: أنتم عليكم صناعة الخبز وعليكم البحث عن أحد الأفران الموجودة في المنطقة، وهذا الأمر حصل نحن رأينا عدة أفران موجودة في المنطقة ورأينا فرنًا في الشيخ إدريس كان يطلب أسعارًا غالية والفرن الذي اعتمدنا عليه في النهاية هو فرن معرشورين وهو كان فرنًا قريبًا جدًا من وادي الضيف ومن حاجز الزعلانة، وأخذنا الطحين والمازوت إلى هذا الفرن والشخص المسؤول عن هذا الفرن كان موجودًا في الغدفة وذهبنا إلى منزله الساعة 10:00 ليلًا وقلنا له: نحن يوجد معنا طحين ومازوت ونحتاج منك أن تخبز لنا، وقال: سوف أرى الشباب في الفرن، وبدؤوا يخبزون تقريبًا الساعة 12 ليلًا وانتهينا الساعة الثالثة والرابعة صباحًا، وأخذنا الخبز وذهبنا باتجاه خان السبل باتجاه الشمال وقمنا بتوزيع الخبز على المحلات الموجودة في القرية، والمركز الرئيسي كان على الطريق الدولي بالقرب من الجسر الأزرق، كان الوقت صار فجرًا وأنا عدت إلى المنزل وبحر نحاس وأشخاص آخرين ونمت حتى الساعة الثامنة صباحًا. 

واستيقظت الساعة الثامنة وذهبت إلى مركز البيع وكان الشخص الذي يبيعه هو والدي وأنا، كان يوجد شخص من عائلة قيطاز وشخص من عائله أبو عجم وجميعنا من المعرة، ولكن المشكلة التي واجهناها أن الخبز لم يكن يكفي الأهالي، أصبحنا نقوم بتوزيع ستة أرغفة خبز فقط على كل عائلة وعندما يأتي الشخص كنا نسأله عن عدد أفراد العائلة ونحن نعطيه ستة أرغفة فقط، وهذه الأرغفة لم تكن تكفي طفلًا صغيرًا، والمشكلة الثانية التي واجهناها هي سوء نوعية الطحين والطحين كان طحين معونة، إغاثة تركية، ولكن هذا بحاجة إلى طحين أوروبي حتى يتم تعديله ويصبح الخبز جيدًا، ونحن واجهنا الكثير من المشاكل من بينها مشكلة الطحين ولأننا كنا نضع الخبز الساخن فوق بعضه فإنه يصبح مثل العجين وتخرج له رائحة ولكننا بقينا مستمرين في هذا الموضوع، وبعد مشكلة الطحين والخبز أصبح لدينا مشكلة المواد الإغاثية. 

جمعية حياة بدأت تُحضر المواد الإغاثية إلى القرية في خان السبل، وأنا بعد أن خرج أهلي وعائلة جدّي من المنزل أصبح لدينا المنزل مثل مركز وأصبح يجتمع فيه جماعة التنسيقية والإغاثة وأصحاب القرار في تلك الأثناء في المعرة، كانوا يجتمعون جميعهم في منزلنا ودائمًا يوجد في منزلنا أشخاص وكنا نعيش حياة طبيعية داخل المنزل، ولكن في الصباح يطرق علينا الباب ويدخل فلان ويجلس وأصبح المنزل مركزًا للإغاثة ومركزًا لأصحاب القرار وأصبحنا نطرح مشاريع ونقوم بحملات على المنازل حتى نرى أوضاع العوائل المعدومة التي لا يوجد لديها شيء ونحاول مساعدتهم بأي شيء، وبالفعل حصل هذا الأمر وذهب وفد يضم ستة أشخاص وبدأ يذهب إلى منازل المهجّرين من أهالي المدينة الموجودين في خان السبل في البداية وبعدها توسّع هذا العمل وأصبح في معصران وبعدها اتجه باتجاه الغرب باتجاه قرى جبل الزاوية.

 وفي هذه الأثناء صاحب المنزل (منزل خان السبل) استمر بالتواصل معنا وكان كل فترة يهددنا ودائمًا كان يبدأ حديثه بالشتم وينتهي بالتهديدات وأنه سوف يقصف المنزل ويخرجنا منه أشلاء، ونحن بقينا في المنزل وكانت معاملة أهل القرية جدًا جيدة، وخاصة أننا كنا في حي عائلة المصري وهو تقريبًا لعائلة واحدة والعائلة كانت جدًا جيدة وثورية، وقبل أن تذهب عائلة جدي إلى لبنان خرجنا في مظاهرة ضد النظام نحن الأطفال داخل المنزل لأن المنزل كان له أرض زراعية ويوجد فيه بئر ماء ونحن خرجنا في مظاهرة في المنزل وجاء أهل القرية وقالوا لنا: إن هذا المنزل لأول مرة يخرج منه شعار ضد النظام وهو دائمًا كان مركزًا للتشبيح، ونحن هنا نحن بدأنا نعرف أن صاحب المنزل كان شبّيحًا، واكتملت المعاناة مع الأهالي وبقينا في المنزل وحدنا أنا ووالدي وأخي العسكري المنشقّ حازم.

بعد أن ذهبت عائلة جدي وعمتي إلى لبنان بقينا نحن في المنزل وبعدها جاءت عائلة من منطقة عين قريع من معرة النعمان من شرق المدينة وجلسوا في القسم الغربي من البيت الذي يضمّ غرفتين والأرض التي يوجد فيها البئر، وأصبحنا نتقاسم [المنزل]، وكان الشباب يجلسون عندنا والنساء دائمًا في المنزل ولأنه يوجد لدينا هاتف أصبح لدينا مركز اتصال  لأهل المدينة الموجودين في القرية، وأنا هنا كنت أساعد والدي في موضوع الإغاثة وأقوم بتوزيع الخبز والمواد الإغاثية على أهالي المدينة الموجودين في خان السبل وفي منطقه المزرعة في جنوب خان السبل. 

وفي أحد الأيام أذاعوا في أحد المساجد أنه اليوم يوجد خطاب لجبهة النصرة وأنه يوجد اجتماع وسوف يأتي شيخ اسمه أبو الهمام التونسي ويتحدث عن جبهة النصرة، وكان عنوان الجلسة في تلك الأثناء: اسمعوا منّا ولا تسمعوا عنا، وأنا مثل الشباب المندفعين قررت الذهاب حتى أسمع ماذا يتحدثون عن جبهة النصرة بما أنه هنا بدأ نجم جبهة النصرة يلمع وهو فصيل تنظيمي وتنظيمه أكبر من تنظيم الجيش الحر بما أنه فصيل قديم تابع للقاعدة، وبالفعل ذهبت إلى هناك وكان الاجتماع بعد صلاة المغرب وصلّينا المغرب وانتهت الصلاة ولم يأتِ أبو همام التونسي وبدأت الناس تخرج خارج المسجد وأنا بقيت في المسجد، وبعد قليل جاءت سيارة وتوقفت على باب المسجد ونزل منها شخص يرتدي الثياب الباكستانية وكان يعرج وثيابه متّسخة بالتراب ودخل وقالوا: هذا أبو همام التونسي، وسألوه: لماذا تأخرت؟ وقال: أنا كنت في معركة والآن جئت وأنا مصاب، وجلسنا وبدأ يتحدث ويقول: نحن عبارة عن تنظيم جهادي قديم ونحن لا نريد شيئًا منكم يا أهل الشام إلا أن تكونوا معنا، والجملة المحفورة في ذاكرتي جيدًا كانت أنه توجّه لنا بالخطاب مباشرة وقال: سوف نكون التراب الذي تمشون عليه يا أهل الشام، وأنا قلت: الله أكبر ما هو هذا الفصيل الذي يريد راحتنا إلى هذه الدرجة؟ وكانت الفصائل الموجودة عندنا بالرغم من أنها كانت من أبناء الشعب ولكنها في النهاية كانت تريد مصلحتها ولا تصاب بشيء، وعندما قال أبو همام التونسي هذه الكلمة أنا أصبح عندي شعور جيّد باتجاه جبهة النصرة وأصبحت أتحدت مع نفسي وأقول: هل هذا التنظيم جيد أم إنه غير جيد؟ هل يمكنني الانضمام له أم لا يمكنني؟ وأفكار الشباب الطائشين في تلك الأثناء وأنا في يومها تواصلت مع أخي جمعة في لبنان وسألته عن تنظيم جبهة النصرة، وعندما سألته عن تنظيم جبهة النصرة قال: هذا التنظيم ليس جيدًا وهذا مع الأيام سوف يسبّب لنا الكثير من المشاكل، وأنا لم أعد أناقشه أبدًا في هذه النقطة.

عندما قلت لأخي: إنني أريد الانضمام إلى جبهة النصرة وماذا تعرف عنهم؟ قال لي: هذا الفصيل سوف يسبّب لنا الكثير من المشاكل وأنا لم أحبّ الدخول في هذه النقاط وخاصة النقاط الفلسفية أو التساؤلية كثيرًا لأنه كان دائمًا أخي جمعة عنده حجج يواجهني بها، وفي هذه الأثناء بدأ نجم جبهة النصرة يلمع عندنا في المنطقة وكانت عملياتها كلها ضد النظام ولم يكن لها تواجد أبدًا في المناطق التي يوجد فيها السكان المدنيون وكانت المقرات أغلبها في الأحراش والجبال وكان التعامل مع الشعب جيدًا ولم يكن تعاملًا متعاليًا أو حدّيًا أبدًا، وكانوا متطرّفين عن الشعب (مُبتعدين) ولا يوجد صلة تواصل معهم، وأغلب هذه النقاط جعلت منهم فصيل قاعدة شعبية وأنه فصيل جيد ولا يوجد عنده مشاكل مع أحد ومشاكله بينه وبين عناصره. 

والأهالي أغلبهم في تلك الفترة كانوا ينظرون إلى جبهة النصرة أنه فصيل لديه مرحلة [مؤقتة] في سورية وسوف يكمل مراحله المتقدمة وسيخرج من سورية، وحتى أحد الأشخاص من الحي الذي كنت أسكن به في خان السبل انضم إلى النصرة وعندما سألته: لماذا انضممت إلى جبهة النصرة؟ -وهو كان شابًا يافعًا عمرة 15 سنة أصغر مني- قال: أنا انضممت لهم لأنهم فصيل إسلامي ولديهم مشروعهم الخاص بهم ولكن لديهم أمر خاص بهم أنه بعد أن ينتهي الجهاد هنا [يقولون:]سوف نذهب إلى خارج سورية للجهاد، وأذكر أنه قال لي: سوف نذهب إلى أفغانستان، وهذه إحدى النقاط التي يقولونها لي، إنه أثناء الانضمام سوف تذهب معنا إلى خارج سورية، وبالفعل كان يوجد الكثير من الشباب للأسف -وخاصة الشباب الذين لديهم العاطفة الدينية- كان دائمًا يتّجهون باتجاه الانضمام إلى تنظيم جبهة النصرة لأنهم يقولون: أولًا إنه تنظيم إسلامي ونحن مناطقنا خاصة يمكننا أن نسميها تربة خصبة لنشوء هكذا تنظيمات، وخاصة كان يوجد مشاكل بين المسلحين من الجيش الحر وأبناء الثورة مع هذه الفصائل الإسلامية وتبيّنت هذه المشاكل تباعًا بعد تحرير معرة النعمان.

طبعًا كان ظهور أبو همام التونسي هو الظهور الأول لشخص مهاجر موجود في مناطقنا، وسابقًا كان يوجد ظهور قبله ولكن لم يكن يوجد عناصر لجبهة النصرة وكانوا يقولون: نحن جئنا للجهاد فقط بدون تسمية وبدون تنظيم، ومن بينهم كان يوجد أشخاص من ليبيا جاؤوا إلى المعرة في عام 2012 وشاركوا في عدة معارك ضد النظام في عمليات نوعية وهذا كان الوجود الأول لشخص مهاجر من خارج سورية كان هو أبو همام التونسي وبدأ يتحدث مع الناس ويعرّف عن جبهة النصرة ويتحدث عنهم كتنظيم، وأغلب الناس كان رأيهم أن جبهة النصرة هي فصيل جيد في تلك الأثناء وليس لهم أي مشاكل.

نحن بقينا في المنزل، ونعود إلى موضوع معاناة الأهالي والأهالي كان لديهم المشاكل الإغاثية كما ذكرت ومشاكل الخبز ونحن لم نستطع تغطيتها أبدًا لأن العدد كان كبيرًا وكان يوجد عندنا في خان السبل تقريبًا بحدود 450 عائلة نازحة من معرة النعمان موجودين في خان السبل، وطبعًا خان السبل هي قرية صغيرة وليست كبيرة ولا تستطيع أن تستوعب هذا الكمّ الكبير من عدد الأهالي النازحين، وأغلب الناس الذين كانوا موجودين بدؤوا يقررون العودة إلى المعرة.

بعد أن حصل الحديث عن رغبتي في الانضمام إلى جبهة النصرة -وكان يوجد رفض بشدة من قبل أخي جمعة- بدأ أهالي الحي الموجود أنا فيه  وهم جميعهم كانوا مسلحين وتابعين لكتائب الفاروق، وكان في خان السبل فصيلًا درع الشمال وكتائب الفاروق (فاروق الشمال)، وكتيبة فاروق الشمال كانت موجودة في الحي الذي أتواجد به وكان أغلب الشباب من عمري يعني 17 و18 و19 سنة وأغلبهم منضمّون إلى كتائب فاروق الشمال وأنا أصبحت أفكّر أنه: هؤلاء الشباب بماذا هم متميزون عني؟ ولماذا أنا لا أنضمّ معهم وأقاتل معهم للدفاع عن الثورة أو لفكرة الجهاد التي كانت موجودة لدى الشباب في تلك الأثناء؟ وأنا تحدثت مع والدي مباشرة وصارحتُ والدي أنني أريد الانضمام إلى كتائب فاروق الشمال ورفض والدي هذا الأمر بشدة وقال لي: أولًا هم ليسوا من المعرة وهم من خارج المعرة وإذا أردت الانضمام إلى أحد فعليك الانضمام إلى أبناء المعرة أفضل، وحصل اتصال مع أخي جمعة ودار حديث بيننا على السكايب وقلت له: إنني أريد الانضمام إلى كتائب فاروق الشمال، وقال له والدي: إنني رفضت وإنه عليه الانضمام إلى كتائب المعرة، وقال له جمعة: أنت لديك مشكلة أنه أنت سوف تدخل إلى منزل وأنت محتار من أي باب سوف تدخل يعني أنت في النهاية سوف تدخل إلى المنزل، وقال والدي: أنا أرى أنه ليس من الجيد أن تنضمّ إلى كتائب الفاروق، وقلت له: حسنًا أنا لن أخرج عن قرارك، وبالفعل لم أنضمّ لهم وبقينا في المنزل واستمرينا في توزيع الإغاثة ومساعدة النازحين الموجودين داخل المدينة.

في هذه الأثناء نحن بقينا في نفس منزل السرحان أو الدحروج حتى شهر رمضان عام 2013 وفي هذه الأثناء المعرة شهدت الكثير من التطورات ونحن لم نكن موجودين فيها وهي شهدت معارك بعد معركة تحرير المعرة وهي معركة البنيان المرصوص التي بدأت في أواخر الشهر العاشر بعد تحرير المعرة في أواخر الشهر العاشر عام 2012 وانتهت في شهر نيسان عام 2013، وبعدها حصلت معركة رد العدوان على مشارف معرة النعمان وهذه التطورات نحن كنا بعيدين عنها لأننا كنا مهتمّين أكثر في موضوع النازحين، ولكن هذه تطورات أغلبها كانت موجودة في المعرة، والتطور الكبير الأبرز هو كان طريق الموت وهو يقع جنوب معرة النعمان وهو كان لمحاولة قطع الإمداد عن معسكري وادي الضيف والحامدية في قرى حيش وبابولين وصهيان والمناطق المحيطة بها مثل بسيدا وكفر لوسين وكفر باسين، وهذه المعركة بدأت أنه المجموعات التي كانت تابعة لجمال معروف اقترحت أنه: المعركة الوحيدة التي يمكننا أن نقوم بها لكسر النظام في معسكري وادي الضيف والحامدية هي قطع الإمداد من الجهة الجنوبية لأن الجهة الوحيدة المفتوحة عليهم باتجاه مدينة حماة، وبالفعل ذهب أشخاص إلى حيش من طرف كفرنبل وقاموا بالالتفاف على الجيش من طرف حيش واستطاعوا قطع الطريق الدولي واستمر قطع الطريق الدولي إلى ثلاثة شهور يعني 90 يومًا وخلال هذه المدة خسر النظام أكثر من 50 آلية وحاول النظام بشدة أن يفتح الطريق حتى تصل المساعدات العسكرية إلى النظام المحاصر في معسكري وادي الضيف والحامدية ولكنه فشل خلال هذه الشهور الثلاثة، والمرة الوحيدة التي استطاع فيها النظام الدخول باتجاه معسكري وادي الضيف والحامدية هي من خلال عملية التفاف واستطاع في يومها فتح الطريق الدولي بعد أن قام بعملية التفاف ومجزرة بالثوار الذين كانوا مرابطين في المنطقة هناك، وسمّيت هذه المجزرة بمجزرة الالتفاف مجزرة بابولين في منطقة بابولين، وكان الثوار في يومها يرابطون في المدرسة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/03/04

كود الشهادة

SMI/OH/12-14/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012 - 2013

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-بنينمحافظة إدلب-خان السبلمحافظة إدلب-وادي الضيفمحافظة إدلب-مدينة معرة النعمان

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جبهة النصرة

جبهة النصرة

تجمع كتائب وألوية شهداء سوريا

تجمع كتائب وألوية شهداء سوريا

كتائب فاروق الشمال

كتائب فاروق الشمال

كتيبة درع الشمال - معرة النعمان

كتيبة درع الشمال - معرة النعمان

الشهادات المرتبطة