أنا أعتقد طال الزمن أو قصر الحل لقضيتنا السورية سيأتي ومهما تعقدت قضايا المنطقة أنا عندي إيمان أننا سنستعيد سورية الموحدة رغم المخاطر القائمة على وحدتها وستجلو جميع الجيوش عنها، لكن ستكون ضمن دوائر مصالح سنفعلها، الحل سيكون بناء على بيان جنيف واحد والقرارات الدولية ذات العلاقة وهيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات، المرحلة الانتقالية ستكون في سورية طويلة لسنوات طويلة لأن الجروح عميقة والقضايا معقدة جدًا والتدخلات الدولية كبيرة، لذلك أعتقد لدينا صعوبات ستكون بهذه المرحلة الانتقالية لا تقل عن الصعوبات أثناء الثورة، لكنها ستكون سياسية واجتماعية في المقام الأول بعد أن يخرج السلاح من معادلة العلاقات، ومن هنا أدعو وأنا بطبعي متشدد في الالتزام بالقرارات الدولية وأُشير بوضوح أكثر إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 62/67 الذي يتكلم بالتفصيل: هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية وصلاحيات متضمنة صلاحية الرئيس وكذلك المؤسسات الأمنية والعسكرية، هذا واضح تمامًا لأنه لا يمكننا أن ندخل على مرحلة انتقالية إلا بهذا الشكل، أحسب برأسي بدقة أكثر في المرحلة الانتقالية موضوع المصالحة الوطنية لأنه بدون مصالحة وطنية ليس هناك حل لا في سورية ولا في المنطقة، إذا الوجع السوري بقي مفتوحًا لا أحد يُفكر أن لبنان أو العراق ممكن أن يُختم الجرح في هذين البلدين، لكن المصالحة الوطنية تقتضي عدالة تقتضي رد المظالم إلى أهلها تقتضي نجاح برنامج العدالة الانتقالية عند ذلك بالصوت العالي والواثق نطلب من المتضررين من الذين تحملوا الارتكابات نطلب السماح لكن بعد أن نُحاكم المرتكبين أحياء أو أموات أن نُحاسب المرتكبين على ذلك على قاعدة لا تزر وازرة وزر أخرى ومعنيين بالطائفة العلوية مثل بقية مكونات الشعب السوري. لا توجد طائفة تكون خائنة وطائفة وطنية أو طائفة مجرمة وطائفة أنيسة متسامحة، لا، يوجد أفراد من طائفة زعرانها قتلة ومجرمين ولصوص وهم موجودين في جميع المكونات في جميع الطوائف في جميع الإثنيات، من هنا أساس سورية كدولة مدنية ديمقراطية تعددية وطن حر لكل ناسها هو الذي سيجعلنا نتوجه بالكتل الرئيسية لهذه المكونات والتي هي تبني البلدان، أنا متشدد في هذا الموضوع ولا أقبل أي تفريط في ذلك لأنه إذا فرطنا فيما يتعلق ببشار الأسد والمرتكبين هذا يعني ضربنا المصالحة الوطنية وإذا صارت المصالحة الوطنية عن أي سورية سنرجع إلى اين سنذهب؟ فتشددي هذا يمكن عرف عن زملائي الذين عملت معهم في كل المؤسسات، ومرة يقول لي وزير الخارجية التركي الدكتور داود أوغلو من عام 2014 : جورج أنت تعرف ماذا يقولون عنك وزراء الخارجية، قلت له: ماذا يقولون؟ قال لي: يقولون عنك "مستر نو" أنت ترفض كل شيء، قلت له: يا سيادة الوزير هل عملتم أمرًا يقتضي على الشخص أن يقول "يس" (نعم) وقلنا "نو" (لا)؟، وقلنا له: افعلوا لنا أمرًا لنقول 20 "يس" عليها لكن إلى الآن لم يُقدم للسوريين إلا ما يستحق أن نقول عنه: "نو"، سأظل أقول: "نو" حتى السوريين معي يقولون "يس" على أي قضية عند ذلك بالصوت العالي سأقول لك: "يس" عليها، سُئلت سؤالًا: لماذا أنت هكذا، الحقيقة لا أعرف إذا هي البنية الفلاحية أنا من منطقة جبلية، ومن أي جبل من جبل الشيخ أعلى قمة في سورية  2814 م كان جدي لديه كرم عنب وتين في قلب جبل الشيخ وأنتظر معه بالصيف أول شعاع شمس كان على سورية يكون على جبل الشيخ ثم تنزل الشمس لتلامس بقية الأنحاء السورية، فكنت أستقبل أول شعاع شمس لسورية، المنطقة منطقة جبلية وعرة، يمكن تربيتي المكافحة والفقيرة والأرضية الطبقية اليسارية لثقافتي التي دخلت بها لها علاقة بالموضوع، لكن أكثر شيء له علاقة هو تعامل الثوار معي منذ الساعات الأولى للثورة عندما حُملت على الأكتاف لا أعرف من، عندما تُحمل على أكتافها ناس عندهم ثقة فيما تقوله وفيما تفعل مسؤولية كبيرة الذين حملوني وهتفوا ورائي قسم منهم شهداء أكيد قسم منهم من الجرحى والمصابين والذين شوهتهم المعارك التي خاضوها وفقدوا أعضاؤهم قسم منهم لاجئين بأنحاء العالم، عندي إحساس أن الثورة يجب أن تُنصف هؤلاء لأن الثورة هم وأقول لهم لذلك سأظل متمسكًا ومتطرفًا بهذا الشكل حتى أحس أن سورية القادمة توفي لهم حقهم إن كانوا أحياء أو كانوا أموات.