الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.

بيان الصحفيين الفلسطينيين من أبناء مخيمات سوريا في اليوم العالمي لحرية الصحافة

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن الإعلاميون الفلسطينيون من أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سوريا

تحية طيبة وبعد؛

نبرق إليكم من تحت أنقاض المنازل المدمرة بالبراميل المتفجرة، ومن بين الأزقة المستهدفة برصاص القناصة، ومن مداخل الأبنية التي اغتيل فيها خيرة شبابنا ظلما وعدوانا، نبرق إليكم رسالتنا في اليوم العالمي لحرية الصحافة، آملين أن تصل إلى كلّ حدب وصوب:

"لقد ضاقت بنا الدنيا بما رحبت، فأصبحنا لا نثق بوعود أحد بحمايتنا من الموت المتواصل والاستهداف الممنهج بحقنا.

إننا خسرنا أعزّ وأغلى من نملك وما نملك خﻻل فترة قصيرة، في سبيل إيصال الكلمة الحرّة، وصوت الفلسطينيين المضطهدين في سوريا، شأنهم في ذلك شأن أخوتهم السوريين الذين يعيشون معهم تحت نفس الأسقف الهشة، أبشع صنوف التنكيل والظلم.

لقد عاهدنا الله وأبناء شعبنا الصابر على نقل معاناته وتوثيق حالته في جميع المناطق المنكوبة خلال هذه المحنة العصيبة، طوعا منا وليس كرها، وعلى رأسها مخيم اليرموك الصامد، الذي مضى على حصاره التام ما يزيد عن 650 يوما، سبقها حصار جزئي لسبعة أشهر. بالإضافة لبقية المخيمات المنكوبة، وأبرزها مخيما خان الشيح ودرعا.

إن أيّا منا لا يمتلك تلك الإمكانيات الماديّة التي يستطيع بموجبها تغطية الحدث على أكمل وجه سواء كان فردا أم جماعة. وإننا في أفضل الأحوال نستطيع نقل وتغطية الأحداث المتسارعة للقصف بالبراميل والصواريخ والقذائف على دورنا وحاراتنا، وتوثيق آثار ذلك القصف الممنهج والتدمير بطرق بدائية تفتقر للتقنية التي تواكب العصر؛ فضلا عن توثيق صور وأسماء المصابين والشهداء، وعلى رأسهم شهداء الجوع والحصار، وشهداء الاغتيال وشهداء القصف الهمجي، وشهداء التغييب في المعتقلات، أولئك الذين ارتقوا في سجون النظام السوري، وذاقوا شتى أنواع التعذيب والإهانة، حيث قتل واحدهم ألف مرة قبل أن تصعد روحه إلى السماء

وفي هذه الفترة وثّقنا استشهاد عدد كبير من فلسطينيي سوريا برصاص القنص وشظايا القذائف، وبمختلف آلات وأدوات القتل والتدمير الممنهج. كما عملنا على توثيق أسماء شهداء الحصار داخل مخيم اليرموك على وجه التحديد، ويبلغ عددهم 176 شهيدا توفوا جميعهم بفعل الحرمان من الطعام والدواء نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على أكبر تجمع فلسطيني خارج الوطن المحتل.

إنّ الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا عموما ومخيماتنا على وجه الخصوص، تسببت باستشهاد خيرة شبابنا من مصورين ونشطاء إعلاميين وكتّاب وصحفيين ومراسلين، منهم من ارتقى بشظايا القذائف، ومنهم من استشهد برصاص القنص، أو اغتيل بأيدي مجهولين على باب منزله، وهناك عدد كبير من الإعلاميين الذين استشهدوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري، أو على أيدي جماعات ظلامية قامت بخطفهم.

هذا وغيّب قسم كبير من الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين في سوريا خلف قضبان الزنازين بصورة قسرية، ونعجز عن معرفة مصيرهم فيما إذا كانوا أحياء أم أموات. وقد أجبر جزء آخر من الصحفيين على البقاء في المخيمات والمدن المحاصرة خشية التعرض للبطش والاعتقال، فكان مصيرهم تلقي القذائف والصواريخ والبراميل، والعيش على فتات الأرض من الحشائش والأعشاب البرية أو الموت جوعا نتيجة الحصار المشدد سالف الذكر على معظم المخيمات الفلسطينية في سوريا وبالأخص اليرموك، وصعوبة توفير الطعام والشراب. في حين سلك بقية الإعلاميين والصحفيين طريق الهجرة خارج الحدود إلى المنافي القريبة والبعيدة، بسبب ظروف الحرب السورية التي هجرت عددا كبيرا من السكان أصﻻ لقساوتها؛ فضلا عن خشية أي صحفي من التعرض للاغتيال أوالاعتقال على أيدي أطراف الصراع في سوريا، وأولها قوات النظام.

إننا في هذا البيان الذي نفصح عنه مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، آثرنا أن ننشر إليكم أسماء عدد من إخوتنا في الكوادر الإعلامية والصحفية، تمكنا من توثيقهم وهم الذين استشهدوا أثناء تأدية مهامهم النبيلة وخﻻل تغطيتهم للأحداث الدائرة داخل المخيمات بهدف إيصال معاناة اللاجئ الفلسطيني في سوريا إلى جميع وسائل الإعلام، ونورد إليكم قائمة بأسماء من أمكننا توثيقه من شهداء الكلمة الحرّة، ممن ارتقوا طيلة أكثر من ثلاث سنوات من عمر الكارثة المتواصلة على فلسطينيي سوريا، مع التنويه أن الأعداد الحقيقية للشهداء الإعﻻميين الفلسطييين في سوريا أكبر من ذلك بكثير؛ والشهداء الموثقون هم:

1- الشهيد المصور جهاد شهابي الملقب " جفرا" واستشهد بقصف على مخيم اليرموك

2- الشهيد المصور فادي أبو عجاج واستشهد بقصف على مخيم اليرموك

3- الشهيد المصور جمال خليفة واستشهد بقصف على مخيم اليرموك

4- الشهيد الناشط الإعلامي ومدير مركز الشجرة لتوثيق الذاكرة الفلسطينية الأستاذ غسان شهابي الذي اغتيل برصاص قناصة النظام السوري وهو يقود مركبته في مخيم اليرموك

5- الشهيد الناشط الإعلامي والإغاثي أحمد كوسا الذي استشهد برصاص قناصة النظام السوري في مخيم اليرموك

6- الشهيد الناشط الإعلامي والإغاثي خالد بكراوي من مخيم اليرموك الذي استشهد تحت التعذيب في سجون النظام السوري

7- الشهيد الناشط الإعلامي والفنان الفلسطيني حسان حسان ابن مخيم اليرموك والذي استشهد تحت التعذيب في سجون النظام السوري

8- الشهيد الناشط الإعلامي والإغاثي أحمد السهلي الذي استشهد جراء قصف استهدف مركز وتد للتنمية داخل مخيم اليرموك

9- الشهيد الناشط الإعلامي والمصور بسام حميدي الذي استشهد في لقصف استهدف مخيم اليرموك

10 - الشهيد الناشط الإعلامي يامن ظاهر من مخيم خان الشيح واستشهد نتيجة القصف على المخيم

11 - الشهيد الناشط الإعلامي والمصور إياس فرحات أول شهيد على أرض مخيم اليرموك واستشهد أثناء تغطيته بالكاميرا التي كان يحملها لتظاهرة خرجت في المخيم تنديدا بجريمة قتل 14 مجندا من مرتبات جيش التحرير الفلسطيني استشهدوا في شمال سوريا

12- الشهيد المصور أحمد طه الذي ارتقى بشظايا قذيفة هاون سقطت على شارع صفد في مخيم اليرموك

13 - الشهيد الناشط الإعلامي والمصور بلال سعيد الذي ارتقى بقصف استهدف مخيم اليرموك في العام 2012

14- الشهيد الناشط الإعلامي منير الخطيب الذي استشهد برصاص القنص في مخيم اليرموك

ملاحظة: تكشّف لاحقا أن المجندين قتلوا على أيدي النظام السوري وسُرّبت قوات المعارضة السورية صورهم وهم شهداء تحت التعذيب وعلى جسد كل منهم ختم بالاسم والرقم من داخل سجن ادلب المركزي، كما حرر من السجن حينها 3 فلسطينيين من أبناء مخيم خان الشيح عندما حرّرت قوات المعارضة مدينة ادلب قبل حوالي شهر.

وإننا نضع بين أيديكم أيضا أسماء إعﻻميين وصحفيين فلسطينيين معتقلين في السجون السورية، تمكنا من توثيقها مع التأكيد أن الأعداد الحقيقية للمغيبين قسرا تفوق ذلك، في وقت نعجز جميعنا عن معرفة مصير هؤﻻء المعتقلين وجميع المعتقلين الفلسطينيين والسوريين على حد سواء، حتى أن أهلهم لا يستطيعون السؤال عنهم، والتعرف على مصيرهم، والمعتقلون الذين تم توثيقهم هم:

1- الصحفي مهند عمر وهو موظف في مكتب قناة العالم الإيرانية في دمشق واعتقل في العام 2012 على رأس عمله من مكتبه في داخل القناة وسط العاصمة دمشق.

2- الصحفي بلال أحمد، وهو يعمل في مكتب قناة فلسطين اليوم بدمشق، وتأخرت القناة في نعيه لوسائل الإعلام بعدما انتشرت أخبار تفيد باستشهاده تحت التعذيب في أفرع المخابرات السورية، وكتبت القناة عبر موقعها الإلكتروني وصفحتها على فيسبوك نصا منقوصا منه ذكر سبب استشهاد بلال، واكتفت القناة بالقول أنه "استشهد في ظروف غامضة". غير أن ذويه عادوا ونفوا نبأ استشهاده موضحين أن لا أنباء تؤكد وفاة ابنهم في المعتقل.

3- الإعلامي والصحفي رامي حجو مصور قناة القدس الفضائية، وهو معتقل منذ عامين في سجون النظام السوري.

4- الناشط الإعلامي علي مصلح المعتقل في سجون النظام السوري وهم من أبناء مخيم خان الشيح.

5- الناشط الإعلامي أحمد جليل المعتقل في سجون النظام السوري وهو أبناء مخيم خان الشيح.

وفي هذا اليوم ﻻ بد من القول أنه رغم كل التحديات والمصاعب فإن عدد كبيرا من الصحفيين والنشطاء الإعلاميين لايزالون مصرّين على البقاء وتوثيق جميع أشكال معاناة واستهداف اللاجئ الفلسطيني في سوريا، ونقلها إلى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمكتوبة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليعرف العالم حجم الكارثة التي حلت بشعبنا في شام العزة والكرامة.

وبناء على ما سبق ذكره؛ فإننا نطالب جميع الهيئات والمؤسسات واتحاد الإذاعات الفلسطينية بتوفير الحماية والدعم اللوجيستي للكوادر الصحفية والإعلامية الفلسطينية العاملة داخل مخيمات سوريا.

كما نطالب الجميع أن يكونوا يدا واحدة ضاغطة على الإعلام الرسمي والمحلي الفلسطيني، لتبني قضية وجودنا المستهدف في مخيمات اللاجئين بسوريا، عبر الشاشات الكثيرة التي لا تنقل إلا القليل القليل من مآسينا، وذلك لضمان إيصال صوتنا للعالم العربي وللمجتمع الدولي، فضلا عن ضرورة تسخير شبكة علاقات الجسم الإعﻻمي الفلسطيني مع القنوات العالمية والشخصيات الإعلامية لخدمة هذه الغاية النبيلة.

وإننا بكل صدق وأمانة، نتوجه بالشكر لقناة القدس الفضائية التي أخذت على عاتقها خلال الفترة الماضية تغطية أخبار المخيمات الفلسطينية في سوريا، داعين جميع وسائل الإعلام في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة ﻷن تحذو حذو قناة القدس، على اعتبار أن الموضوع يعني الجميع دون استثناء.

وفي الختام نطالب كل الجهات المسؤولة وأبرزها منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل كافة، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" والاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بﻻ حدود، بحمايتنا وتوفير معدّات العمل لنا وإخراج زملائنا المعتقلين والمختطفين جميعهم من السجون السورية وتوفير أساسيات الحياة لمن صمد من الصحفيين داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية وفي مختلف المدن والبلدات السورية المحاصرة ﻷن الوضع ﻻيحتمل التسويف".

إخوتكم الإعلاميون من فلسطينيي سوريا

3 / 5 / 2015

اليوم العالمي لحرية الصحافة

المعلومات الأساسية

تاريخ الصدور

2015/05/03

اللغة

العربية

نوع الوثيقة

بيان

كود الذاكرة السورية

SMI/A200/586847

كيانات متعلقة

منظمة التحرير الفلسطينية

منظمة التحرير الفلسطينية

منظمة مراسلون بلا حدود

منظمة مراسلون بلا حدود

شخصيات مرتبطة

حسان حسان

حسان حسان

بلال أحمد

بلال أحمد

أحمد جليل

أحمد جليل

منير الخطيب

منير الخطيب

مهند عمر

مهند عمر

غسان شهابي

غسان شهابي

أحمد كوسا

أحمد كوسا

علي مصلح

علي مصلح

رامي حجو

رامي حجو

إياس فرحات

إياس فرحات

خالد بكراوي

خالد بكراوي

يامن ظاهر

يامن ظاهر

بلال سعيد

بلال سعيد

أحمد السهلي

أحمد السهلي

فادي أبو عجاج

فادي أبو عجاج

بسام حميدي

بسام حميدي

جمال خليفة

جمال خليفة

جهاد شهابي

جهاد شهابي

يوميات مرتبطة

لايوجد معلومات حالية

درجة الموثوقية:

الوثيقة

  • صحيحة
  • غير صحيحة
  • لم يتم التأكد من صحتها
  • غير محدد