ما هكذا تبنى الأوطان

ان ما يجري من أحداث دراماتيكية في محافظة الحسكة لهي ضرب من الخيال جعلت المواطن يعيش بشخصيتين في ظل إدارتين قد يكون بينهما تنسيق أمني في الخفاء لكن في الظاهر هناك اختلاف كبير في النوايا والأيديولوجيات.

الحكومة السورية: بجيشها وأمنها وقضاءها وإداراتها التابعة لوزارة الداخلية.

الإدارة الذاتية: بقواتها العسكرية وباستيلائها على مؤسسات القطاع العام وأملاك العديد من المواطنين بالقوة ودون أي حق وفرض ضرائب ورسوم أثقلت كاهل المواطن.

على أثر مصادقة المجلس التشريعي التابع للإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة على مسودة قانون إدارة وحماية أملاك المهاجرين والمغادرين تعالت أصوات عدة مستنكرة ومعتبرة هذا القانون مجحفاً بحق الجميع وبدون استثناء ومنها صوت الهيئة السريانية للقرى الزراعية في محافظة الحسكة بتوجيهها بياناً إلى الرأي العام توضح فيه مدى خطورة الخطوات التي تتخذها هذه الإدارة بإصدارها مثل هذه القوانين والمراسيم الخاصة بالملكية والتعليم والخدمة الإلزامية لكن لم يؤخذ كل ذلك بعين الاعتبار بل أقدمت الحاكمية المشتركة لمقاطعة الجزيرة بالتوقيع على تنفيذ القانون.

أن ما يجري على الساحة السورية من قتل ودمار قد تجاوز إرادة وصمود الشعب لذلك تركوا أوطانهم وأملاكهم لا حباً ببلدان الاغتراب بل لينقذوا أبناءهم ومياه البحار والمحيطات الدولية خير شاهد على ما جرى ويجري لهؤلاء البؤساء فكيف بنا نلحق بهم الأذى أكثر باستيلائنا على ممتلكاتهم وحرمانهم من الحلم بالعودة إلى وطنهم مسقط رأسهم .

ان تصرفات الإدارة الذاتية لمقاطعة الجزيرة تهمش الجميع ولا ترى سوى مصالحها وأجنداتها لذا نخن في الهيئة السريانية للقرى الزراعية في محافظة الحسكة نطالب من يعتبرون أنفسهم قائمين على إدارة مقاطعة الجزيرة:

o بالدرجة الأولى سن قانون خاص بإدارة وحماية واستثمار أملاك كل الشعب المسيحي في المقاطعة لأننا مكون أساسي من مكوناتها ومن الأجدر أن تعطى لنا هذه المهمة وخاصةً ما يتعلق باستثمار الأراضي الزراعية.

o في الدرجة الثانية أن تلغى عبارة ( وفق أحكام هذا القانون من الفقرة رقم/ 21 / الخاصة بالسريان الآشوريون الواردة في القانون ) وبالتالي ستحفظ حقوق المكون المسيحي بإدارة وحماية واستثمار أملاكه.

3 – إذا تعذر على أصحاب القرار في الإدارة الذاتية لمقاطعة الجزيرة تلبية مطاليبنا السابقة فلا بد من الآتي:

أن يكون للمكون المسيحي حق التصرف بممتلكاته عبر مؤسساته الكنسية والحزبية وهيئات المجتمع المدني الخاصة به .

أن تكون واردات تلك الاستثمارات عائدة إلى المؤسسات المستثمرة لتلك الأملاك.

ان الهيئة السريانية للقرى الزراعية في محافظة الحسكة لا تعتبر حزب الاتحاد السرياني الممثل الوحيد للمكون المسيحي من خلال تواجده في الإدارة الذاتية.

من حق من يحمل الجنسية السورية ومن في حكمه أن يغادر ويعود إلى بلده متى يشاء وأن يوكل أي شخص من أقربائه ليدير أملاكه بغيابه وليس فقط الأقارب من الدرجة الأولى والثانية.

أخيراً إذا صمت الآذان ولم تسمع مطاليبنا الآنفة الذكر فنحن مضطرون لعدم الرضوخ والاستسلام وسنعبر عن رفضنا واستنكارنا بعدة وسائل حضارية وسلمية.

الهيئة السريانية للقرى الزراعية في محافظة الحسكة