ليس دفاعا عن الاخوان ولكن لماذا الهجمة العنيفة الدولية والفردية الشخصية عليهم ؟؟! .

أنا غسان النجار واعمل في السياسة والمعارضة والثورة منذ أكثر من ستين عاما ؟! أقوم وبعد أن وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا كي أسجل شهادتي أمام الله والتاريخ وأنا أتحدى أن يسجل أحد عليّ مهادنة للنظام خلال فترة حياتي ويعرفها القاصي والداني أو يغمز بفساد أو رشوة وقد عَرض عليّ العقيد نديم عكاش رئيس الفرع السياسي في حلب رشوة لموقع وزير عام ١٩٨٠ وكنت أشغل أمين سر نقابة المهندسين مقابل غض النظر عن نظام فاجر غادر طائفي ، ورفضت ودخلت السجون ، ثم اتهمني النظام بقبض أموال من الادارة الأمريكية فرفعتُ على وزارة اعلام النظام ووكالة سانا دعوى قضائية وكنت حينها متواريا وملاحقا في دمشق عام ٢٠١٢ وبعد أن أوكلت محاميا مسيحيا من تل كلخ يقبع حاليا في سجون النظام هو المحامي خليل معتوق - فرّج الله عنه - ومن أراد ان يعرف مزيدا عن سيرتي فليدخل إلى مركز البحث العالمي ( جوجل ) .

ليس الوقت وقت كلام أو دفاعاً عن نفسي أو عن هذا أوذاك سواء جماعات أوفرادى ووحدانا ، لكن الوقت هو مرحلة لم الشمل ! وجمع الكلمة في ظروف المِحنة أصبح الحليم فيها حيران . فعندما سمعنا من نواف البشير إغنية " الاخوانجية " بهذه الشدة والحدّة والحماسة في قلب عاصمة النظام علينا أن ندرك أن الجهات المعادية - وما أكثرها-لا تفتأ تفتش عن خرم إبرة كي تتغلغل لتهدم صرح الثورة جميعها .

والله يشهد أن ليس لي مصلحة شخصية أن أدافع عن جماعة الاخوان المسلمين كفصيل هام في الثورة وانا خارج تنظيمها وأعترف أن لديها عيوب وقصور كقيادة وتنظيم ، وليس كفكر تاريخي أصيل هو ليس ملكا لها بل هو ملك الأمة جميعها ولكن جميع تلك الأخطاء الإدارية لا ترقى إلى درجة الخيانة التي يتعجل البعض في وصمها عن براءة أو إصرار نقلا عن نقل عن بعض ودون دليل أو برهان وتستفيد من ذلك القوى العلمانية والمخابرات الدولية التي تواجه الاسلام كونه الدين الحق المبرأ من العيوب وتحاول وصمه بالارهاب ؟! .

لقد دعوتها أن تخرج من "الإئتلاف " فرفضت ، وإذا كان الإئتلاف مسرح أهواء شللية بل تغلغل قوى جاسوسية تنتمي الى دول أجنبية ؟! فإن هذه الدول بالذات هي من ترسم معاداة الثورة ومعاداة هذه الجماعة في كل الأقطار وأولها هي من تآمرت عليهم في مصر ؟! فلم هذا التمسك بهذا الجسم الإئتلافي - النكد النحس - على الثورة ، من قبل أفراد قلائل في الجماعة تفرض على الجماعة كلّها السير وراءها وهذا العدد القليل تتصور أن يكون لهم شأن في المستقبل وهم في خريف أعمارهم .

جماعة الاخوان كحركة هم ضحية عدوان مستمر كونهم يملكون الفكر الاسلامي المعتدل الذي تخشى القوى العالمية أن يكونوا على مسرح الأحداث بفكرهم وليس بشخوصهم . لأنهم لا يملكون احتكار هذا الفكر ، بل هو الاسلام بعظمته وشموله وفكره ورحمته للعالمين .

وحركتنا " الاصلاح والبناء / حصن " التي استقطبت هذا الفكر من لدن ربّ العالمين بكل شفافية هي أول من قادت المؤتمر العام لتجمع القوى الاسلامية في القاهرة عام ٢٠١٢ وحضرته جمهرة غفيرة من الإسلاميين وعلى رأسهم فضيلة العلامة الشيخ محمد علي الصابوني ومن جماعة الاخوان المسلمين على استحياء خشية أن تكون الحركة بديلا عنها ولم تدفع لنا قرشا واحدا من تكاليف هذا المؤتمر ؟!.

ولكن علام تسكت الجماعة على الهجوم عليها من هنا أو هناك ؟! ولا ترد على تصرفات متهمة سواء على حق أو باطل ؟! نعم وبكل شفافية أعبّر عن قناعتي أن الجماعة تذبذبت في دعم هذا الطرف أو ذاك من الثوار والفصائل وليس لديها سياسة سلوكية معيارية ثابتة من الثوار والفصائل سواء سياسة أوعسكرة مما أكسبهم عداوة الكثيرين فهي تخشى القوى الدولية عربية أو أجنبية ( كمن يمشي الحائط الحائط ويطلب الستر ) ولديها مراكز قوى مادية تسيطر عليها ، ولكن مسؤوليتها أكبر من ذلك بكثير فهي ورثت انتفاضة قوية لعام ١٩٨٠ مسؤولة عن الدفاع عنها وليس عن التبرأ منها وقدَّمت تضحيات كبيرة في مقاومة نظام مجرم يمتلك كل الصفات الشنيعة التي تملأ القواميس العربية .

وأخيرا أكرر أن بقاءها في مؤسسة الإئتلاف هو سبب من أسباب الهجوم عليها وما عليها إِلَّا أن تتبرأ من جميع الطروحات المشبوهة فليس لها مصلحة في المستقبل أن تحصل على أي جزء من كعكة أو قطعة عضم من أية جهة كانت . بل يكفيها أن تدخل في المستقبل إلى المجتمع السوري ليس لها ولا عليها وتعيد بناء جسمها مبرأً من عيوب ماضيها السياسية الإدارية كي تتعمّق مباشرة وليس عن طريق الوكالة في بناء وتربية المجتمع بالفكر الاسلامي الربّاني الأصيل الشامل المبرّأ من العيوب ( وإنّه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) .

والله أسأل أن يتولى ثورتنا بحفظه ورعايته وليس لنا من مصلحة بعد ذلك ولا شروى نقير .

أخوكم : غسَّان النجار / الأمين العام لحركة الإصلاح والبناء " حصن " .