كلمة وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية الجديدة السيد أسعد الشيباني خلال مراسم إعلان الحكومة

تشهد اليوم بداية مرحلة جديدة في تاريخ وطننا، مرحلة تحمل بين طياتها أمالا كبيرة لمستقبل مشرق، فاليوم نشهد إعلان تشكيل أول حكومة بإرادة حرة. اختارها الشعب السوري بدماء أبنائه وتضحياتهم العظيمة على مدار سنين طويلة من الصمود والنضال.

إن هذا اليوم لا يعد مجرد نقطة تحول تاريخية، بل هو تجسيد للثورة التي انطلقت من أجل الحرية والكرامة، لتنشئ اليوم حكومة تعكس إرادة الشعب السوري في بناء وطنه.

في هذه اللحظة التاريخية، نستذكر مقولة الرئيس شكري القوتلي أول رئيس لسوريا بعد الاستغلال الذي قال: "هذا يوم تشرق فيه شمس الحرية على وطنكم". حيث كانت تلك الكلمات تعبيراً عن لحظة فخر في تاريخ سوريا. ونحن اليوم نعيش لحظة مماثلة بكل معانيها، ولكنها ليست مجرد استعادة لتلك اللحظة، بل هي خطوة متقدمة نحو بناء سوريا الحرة المستقلة التي يحلم بها كل سوري

إن وقوفي أمامكم اليوم يشعرني بمسؤولية جليلة تجاه كل مواطن سوري في الداخل كان أو في المهجر، مسؤولية تجاه كل من ضحى بأغلى ما يملك من أجل هذه اللحظة العظيمة. وتجاه كل من لا يزال يحمل بين جوانحه حلماً بوطن قوي مستقل، ومزدهر.

اليوم، أؤكد لكم أن تكون الدبلوماسية السورية صوتاً للحكمة والاتزان، وجسراً منفتحاً للحوار. ودرعاً حصيناً يحمي مصالحنا الوطنية بكل شجاعة وصدق.

الجمهورية العربية السورية

وزارة الخارجية والمغتربين

الأحد 30 مارس 2025

10 رمضان 1446 هـ

...

مهمتنا في السياسة الخارجية، لا تكمن في تحييد الخصوم، أو فك قيود العقوبات المفروضة علينا فقط، بل في السعي لإيجاد أصدقاء حقيقيين، وبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، وإقامة جسور التعاون والسلام بيننا وبين العالم.

إن أعظم انتصار لأي شعب، ليس في الانتصار على أعدائه فقط، بل في قدرته على إعادة بناء وطنه، على أسس من الاستقرار والازدهار، وتحويل المعاناة إلى قوة وعزيمة، والتحول من زمن الحرب إلى عصر السلام والبناء.

لقد عملنا دون كلل في الأشهر الماضية على إعادة فتح أبواب سوريا للعالم، لتستعيد مكانتها التي تليق بها بين الأمم، وأسسنا شراكات جديدة مع دول المنطقة والعالم، ومع وكالات دولية متعددة، لضمان أن نحقق العدالة التي طالما انتظرناها.

إن هذه ليست مجرد خطوة دبلوماسية: إنها عهد مع شعبنا، مع من تحملوا الصعاب وضحوا بالغالي والنفيس من أجل هذه اللحظة، وإن مسيرتنا ما تزال مليئة بالتحديات، لكننا ننظر إلى المستقبل بعين الأمل والعزيمة.

سياستنا الخارجية ليست مجرد كلمات أو لقاءات، بل هي رؤية عميقة وعمل دؤوب لتحقيق العدالة والسلام، وإعادة بناء علاقاتنا مع العالم على أسس من الاحترام المتبادل، عبر عملية يقودها السوريون، ويملكها السوريون.

الأحد 30 مارس 2025

30 رمضان 1446 هـ