حزب قومي موالي عابر للحدود، تأسس في بيروت بتاريخ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1932 على يد أنطون سعادة كحزب معادٍ للإمبريالية ومعاد لوجود الانتداب الفرنسي، ولعب دوراً بارزاً في السياسة اللبنانية حيث شارك في محاولة الانقلابات في عامي 1949 و1961 وبعد ذلك حظر بشكلٍ كامل.

يؤمن الحزب أن "السوريين أمة تامة" وأن "القضية السورية قضية قومية قائمة بنفسها ومستقلة عن أية قضية أخرى"، كما يعتبر الحزب أن الحدود الجغرافية لما يسميه "الأمة السورية" حدود سوريا الطبيعية ويعبر عنها بلفظ عام: الهلال السوري الخصيب ونجمته جزيرة قبرص.

بعد إعدام أنطون سعادة انتقلت رئاسة الحزب إلى جورج عبدالمسيح الذي اتهم باغتيال العقيد عدنان المالكي وعلى إثرها حظر الحزب في سوريا وخلال فترة لاحقة انقسم الحزب إلى تيارين الأول عرف باسم " المركز بقيادة أسعد حردان والثاني عرف باسم "العم" أو "الانتفاضة" بقيادة جورج عبدالمسيح وحالياً بقيادة علي حيدر. بقي الحزب محظوراً بعد وصول "حزب البعث العربي الاشتراكي" إلى السلطة، إلا أنه تحالف مع نظام الأسد وكان الحزب من الداعمين لاستمرار وجود قوات الأسد في لبنان انطلاقاً من اعتقاده بالقومية السوري.

في عام 2001، رفع الحظر رسمياً عن الحزب السوري القومي الاجتماعي – جناح المركز وسمح له المشاركة في اجتماعات "الجبهة الوطنية التقدمية" بصفة مراقب ثم شارك في تشكيل الحكومة عام 2005. حصل الحزب على تمثيل في مجلس الشعب التابع لنظام الأسد في الدورة التشريعية لعام 2007 على أربعة مقاعد، وفي الدورة التشريعية لعام 2012 على ستة مقاعد، وفي الدورة التشريعية لعام 2016 حصل على سبعة كقاعد.

بعد صدور قانون الأحزاب في 25 تموز/يوليو 2011 الذي منع ترخيص أي حزب قيادته خارج حدود سوريا، ويمنع ايضاً أن يكون لاي حزب سياسي فصائل مقاتلة، انقسم "الحزب السوري القومي الاجتماعي – المركز" إلى جناحين، الأول رفض الحصول على الترخيص وظل مرتبطاً بقيادته في لبنان واحتفظ بالتسمية، أما الجناح الثاني فكان مدعوماً من قبل رامي مخلوف و بقيادة رئيس المكتب السياسي لجناح "المركز" في سوريا، وأمينه العام، وممثله في الجبهة الوطنية التقدمية، عصام المحايري ورخص نفسه تحت اسم "الحزب السوري القومي الاجتماعي – الأمانة العامة"، وفي حزيران/يونيو 2013 عقد جناح "الأمانة" مؤتمراً في مدينة دمشق سمي بـ "المؤتمر التجديدي"، أدى إلى الانفصال بشكل نهائي بين الحزب في سوريا عن القيادة المركزية برئاسة أسعد حردان في لبنان، الأمر الذي دفع جناح "المركز" بقيادة حردان لتشكيل مكتب سياسي جديد للحزب في دمشق برئاسة نذير العظمة.

في العام 2017 حصل "المركز" على الترخيص تحت اسم "الحزب السوري القومي الاجتماعي-المركز"، إلا أنه كان فاعلاً في حتى قبل ترخيصه رسمياً وواصل العمل بكل أريحية في سوريا وكان يمارس نشاطاً عسكرياً إلى جانب قوات الأسد، حيث يتبع للحزب مليشيا مسلحة تحت مسمى “نسور الزوبعة"، والتي تنتشر في الساحل وحمص ودمشق والسويداء وتضم مجموعات غالبيتهم من مسيحيي سوريا، إضافة إلى مقاتلين لبنانيين.

يرأس الحزب حالياً وائل الحسنية.