توسع الثورة، ومحاولة تنظيم مظاهرة أمام السفارة السورية في بيروت
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:40:20
ابتدأ الحراك يأخذ منحًى تصاعديًا، [وكان] لدي صديق سوري يعيش في اليمن، حينها خرجت أغنية يا حيف مع اقتحام درعا، وهذا الرجل -وهذه افترضتها من الإشارات- اتصل وجلس يبهدلني (تقريع) [ويقول لي:] هل ترى ما يحصل في سورية؟ ونحن لا نفعل شيئًا، ونحن خارج سورية ولا يجوز ذلك، وهو الذي أرسل لي أغنية يا حيف لأسمعها، ويا حيف بالنسبة لي أمر لا يمكن وصفه! أتيت ورأيت الدكتور عبد الرحيم وشابًا من الزبداني وشابًا من حلب، وهؤلاء من الشباب الذين لديهم رغبة بالمشاركة، [حينها كنت] أعيش في منزل فيه 10 شباب غالبهم سوريون، فقط كان يوجد شاب كردي لا يصرح [بمواقفه]، وشاب من حلب بعد فترة بدأ يصرح، وأنا [أفترض أنني] خارج سورية في أمان، ولم أفكر في تلك التفاصيل، لا أستطيع القول: إن هناك شيئًا منعني من [التصريح بمواقفي] وشيئًا لم يمنعني، الذي كان محركًا بالنسبة لي هو الدكتور [عبد الرحيم]، فاتفقنا على أن ننظم مظاهرة أمام السفارة السورية بعد أن خرج بيان من مثقفين وفنانين سوريين، سُمي بعد ذلك بيان الحليب، هو في نهايات شهر نيسان/ أبريل، أثناء حصار درعا، فخرجنا نزور شبابًا سوريين ونعرض عليهم الفكرة، وأننا سنخرج مظاهرة يوم الأربعاء الساعة الثانية أمام السفارة السورية، للتنديد باقتحام الجيش السوري لدرعا، وهذا الكلام صراحة كلام الدكتور، وبقي هذا الكلام [مستمرًا] أخذ معنا قرابة الأسبوع من التنسيق، وكان هناك شباب لبنانيون متعاطفون معنا جدًا، وفي تلك الزيارات لشباب لبنانيين بدأت أفهم لماذا هناك لبنانيون لا يحبوننا، وهناك أحياء في لبنان لا نسكن فيها لأنَّنا سوريين.
ويوم الاثنين، قبل المظاهرة بيومين التقاني شابان في الجامعة، واحد من الرقة وواحد من ريف حلب من مسكنة -وهؤلاء سنضعهم بين قوسين لأنَّنا سنركز عليهم فيما بعد- وأخذوني على جنب وقالوا لي: نريد أن نتكلم معك، وقالوا: وصلتنا أخبار أنَّ هناك مندسين سينظمون مظاهرة أمام السفارة السورية الساعة الـ 2، وأنا هنا [انذهلت]، معقول إلى هنا [وصلت] القصة، وقلت لهم: [هل] عرفتموهم؟ قالوا: لا لم نعرفهم بعد، فقلت لهم: من أخبركم؟ قالوا: هناك شباب من السفارة أخبرونا بذلك، [قلت في نفسي] أهلًا! نحن مخترقون لتلك الدرجة! فقلت لهم: [ما] المطلوب مني؟ فقالوا: المطلوب أنَّنا سنجمع شبابًا سوريين وطنيين، وتلك الكليشة (العبارات المكررة) الطويلة ونخرج نتصدى لهم أمام السفارة في شارع الحمرا في بيروت، وتلك المنطقة تحديدًا يسيطر عليها الحزب السوري القومي الاجتماعي -وكان موقف الحزب موقفًا سيئًا، سأعود إليه بعد دقيقة- فقلت: ما الذي سأقوم به؟ قال: ستكون موجودًا الساعة الواحدة أمام السفارة، قلت له: إن شاء الله. وذهبت بدون أن أتفوه ببنت شفى، فذهبت إلى الدكتور عبد الرحيم وشاب من زبداني وشاب من حلب، وأخبرتهم بما حصل، فقال الدكتور عبد الرحيم: سنوقف المظاهرة، وقلت: والناس الذين رأيناهم؟ (تحدثنا معهم بشأن المظاهرة) وقال: تعودون وتخبرونهم (بإلغاء المظاهرة) حياة الناس مهمة، ونحن لسنا في بلدنا ولا تعرفون النظام كم [هو] متوغل في لبنان، فأصابتني خيبة أمل كبيرة، [وحينها] بقي معي في جيبي نتيجة التنقلات 30 ألف [ليرة] لبنانية، وهذه في لبنان لا تشيلك [لا تكفيك] ليومين، وأنا مصروفي لم يأتِ بعد. بعدها مكثت في المنزل لوقت طويل لسببين: [أولًا]: أنني يائس، وثانيًا: لم يبقَ معي مصاري (نقود) والثورة [حينها] مرت بفترة انكسار، تحديدًا بعد اقتحام درعا، ريثما خرجت مظاهرات في نقاط ثانية نصرة لهذا الاقتحام، مع الأسف نحن لم نخرج، ولكن خرج شباب لبنانيون نحن لا نعرفهم، وصلهم خبر [تنظيم المظاهرة]، أحدهم انكسر حوضه، لأن الشباب (المؤيدين) هجموا عليهم، وهم عددهم 4 أو 5 وحملوا لافتات وهجموا عليهم، واحد منهم انكسر حوضه، وكلهم من اللبنانيين، لأن السوريين الذين أخبرتهم أعرفهم كلهم، فاستطعنا التواصل معهم ونلغي [إلغاء] المظاهرة.
بدأت الأحداث تتسارع في سورية، ووضح معي بشكل جلي موقف الحزب، فقررت ألا أؤدي القسم السوري وأخذت قراري، يوجد أشخاص من الحزب يقولون لي: يوجد تياران [داخل الحزب] فقلت: لا، أنا لا أريد أن أكون [من الحزب] ويعجبني ما يحصل في الشارع، وأريد أن أكون جزءًا منه.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/05/20
الموضوع الرئیس
إرهاصات الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/79-02/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان/ أبريل 2011
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
الحزب السوري القومي الاجتماعي - المركز
السفارة السورية في لبنان