الكتابة على الجدران في الحراك
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:49:06
كما ذكرت سابقاً، إن موضوع الشباب الذين كتبوا على جدران المؤسسات والمدارس والمستشفيات كان بسبب التأثر باعتقال أطفال محافظة درعا، والشباب الذين كتبوا هذه الكتابات هم حالياً أحياء وموجودون- ولأول مرة أذكر هذه الحادثة- الأخ عبد الله طلال الفاضل موجود في محافظة إدلب، والأخ سعدون جابر قلوش، وأخوه عبد العزيز جابر قلوش، قاموا باجتماع فيما بينهم [وكانوا يقولون]: لابد من أن نخرج بشيء، بمعنى أن نقوم بشيء يهزّ أركان هذا النظام. فقرّر هؤلاء الشباب أن يكتبوا على جدران المؤسسات الرسمية للدولة. وفي الصباح الباكر، كان هناك استنفار أمني من قبل عناصر أمن الدولة، والأمن السياسي، والأمن الجنائي، وكان هناك تدخل سريع لمحو هذه الكتابات، وطمسها، وتمّ استدعاء بعض الأشخاص مباشرة، في يوم 17 آذار، وكادت أن تحصل كارثة في مدينة الحراك في يوم الخميس، قبل أن تقوم المظاهرات في يوم 18 آذار في الجامع العمري، وجامع الحمزة والعباس. وكان هذا تخفيفاً عن مدينة الحراك؛ حيث توجّهت بعد ذلك أنظار قوى الأمن، وكل فروع الأمن، والأجهزة الأمنية إلى محافظة درعا، وتحديداً إلى المسجد العمري. وطبعاً، في هذه الأثناء طلب مني مدير الناحية، وسألني: هل تعرف من كتب هذه الكتابات؟ وأنا كنت ضمن وقت دوامي في مستشفى الحراك الذي كُتب عليه عبارات: "يسقط الأسد" و "يسقط الكلب بن الكلب" و"يسقط نظام البعثية" فقلت له: إنني لا أعرف عن هذه الكتابات أي شيء. وتمّ استدعاء بعض أصحاب المحال التجارية من الذين يبيعون علب الدهان البخاخ (عبوات الطلاء)، وطلبت الأفرع الأمنية منهم أسماء الأشخاص الذين يشترون الدهان. وفيما بعد، قالوا لهم: يجب أن يسجل اسم كل شخص يقوم بشراء هذه المواد، ويتمّ تصوير هويته، ويتمّ إرسال هذه الأسماء إلى فرع الأمن السياسي الموجود في درعا. وكان هناك حالة من التوتر الأمني والتخبّط بين قوى الأمن؛ بسبب وجود عدة كتابات في أكثر من 7 مواقع حكومية حساسة.
الكتابات كما ذكرت هي بسبب حالة الاحتقان والغليان في الشارع؛ حيث كان يخرج أبناء مدينة الحراك- منذ أن تمّ اعتقال أطفال درعا- إلى محافظة درعا؛ حتى يتابعوا ما سيحدث في محافظة درعا. وهل ستحدث ثورة كما حصل في مصر أو تونس؟ هكذا كنا نسأل أنفسنا، ولكن كنا نقول: بسبب وجود هذه القوى الأمنية والقمعية فإنه لا يمكن أن نقوم بهذا العمل. حيث إن هذه المحافظة كانت تعيش حالة من الرخاء والاسترخاء في أغلب الأحياء، وأغلب مسؤولي محافظة درعا كانوا على رأس النظام، بمعنى أنهم في رئاسة الوزراء، وقيادات فرق الجيش، ووزارات حكومية، أو في الفروع الأمنية. فكان النظام يخصص لمحافظة درعا [المناصب] في رأس هرم السلطة، وتأخذ هذه المحافظة حصة الأسد من الموظفين، أو القيادات المحسوبة على الصف الأول من الدولة. ولا أعلم معنى هذا الكلام: هل هو إرضاء أو ثقة زائدة من النظام بأهالي مدينة درعا أم هو خوف من حدوث أشياء مستقبلية؟ ولكن عندما قامت الثورة في مصر وتونس، وحصل موضوع أطفال درعا كان الشارع في محافظة درعا في أغلب القرى والمدن يغلي كحال الماء عند شدة غليانه، وهو في القدر. فكنا نشاهد، ونراقب الموضوع منذ اللحظات الأولى التي اعتُقل فيها الأطفال، وما سيحصل للأطفال، و[نسأل أنفسنا]: هل سيقوم النظام بإطلاق سراحهم أم سيقتلهم؟ ولكن هذا الموضوع لم يثنِ عزيمة الناس عن الخروج في عدة قرى. وليس لدي معلومات دقيقة، ولكن بعض القرى كُتب على جدرانها ومدارسها، أظن في مدينة داعل وطفس، حيث كان فيهما كتابات مناهضة للنظام والحزب والأجهزة الموجودة في محافظة درعا، وعلى رأسها عاطف نجيب وفيصل كلثوم.
وفي هذه الأثناء، قام محافظ درعا بجولات مكوكية على كل القرى والمدن، ومن ضمن الجولات قام بزيارة مدينة الحراك، واجتمع بالأهالي والحزبيين، وسأل الناس عن طلباتهم. وكان لدى النظام إحساس بأن هناك شيئاً ما سيحصل في محافظة درعا، والدليل على ذلك هو هذه الزيارات؛ حيث إن النظام لم يكن في أحد الأيام حريصاً على خدمة الشعب أو مواطنيه، وإنما كان متسلطاً، ومصادراً للقرارات والحريات، وكان مصادراً حتى للأملاك والعقارات. وكان وجود هذا الجهاز الأمني على رأس[القطاع] الإداري كالمحافظ أو[القطاع] الأمني كعاطف نجيب والفروع الأمنية، فنحن لا نعطي صك براءة للفروع الأمنية، ولكن اسم عاطف نجيب هو عبارة عن تحصيل حاصل، ولكن فرع الأمن العسكري الموجود في محافظة درعا كان أشدّ ظلماً وقتلاً من فرع الأمن السياسي، ولكن الذي كان ظاهراً هو عنفوان وجبروت وطغيان عاطف نجيب الذي استدعى قوات الأمن لقمع المتظاهرين. وحتى عندما كان الوجهاء يذهبون فلم يكن يلقي لهم بالاً، ولم يكن يحترمهم، ولا يقبل لقاءهم بسبب جبروته وعنفوانه. وهذه الشخصية لدى السلك الأمني معروفة، وقبل أن يأتي إلى درعا، وعندما كان في دمشق كان الناس الذين عاصروا هذا الشخص يعرفون مدى إجرامه وطغيانه، وعدم احترامه لأسياده، سواء على مستوى قيادة شرطة، أو مستوى شعبة الأمن السياسي، أو وزير الداخلية. بمعنى أن مواقفاً كثيرة كانت تحدث هناك، في محافظة درعا، مثلاً: عندما يحضر وزير الداخلية أو رئيس شعبة الأمن السياسي، فكان [عاطف نجيب] لا [يظهر] الاحترام لهذه [الشخصيات الرسمية]، وهذا كان يحصل في عدة مناسبات أمام جميع الناس.
هذا بالنسبة لموضوع الشباب الذين كتبوا هذه الكتابات على جدران المدارس، وهم موجودون الآن ومعروفون، ولكننا لم نعرف أسماءهم إلا بعد فترة من انخراطنا في الثورة، وتقارب الناس من بعضها البعض، وتأسيسها شباباً يعمل على إدارة الوضع في مدينة الحراك والقرى، وتنظيم الذهاب إلى القرى الأخرى؛ من أجل المظاهرات، أو التعزية، أو المؤازرة، بمعنى القيام بالتنسيق في بعض الأحيان.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/11/09
الموضوع الرئیس
إرهاصات الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/96-04/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
17/3/2011
updatedAt
2023/11/03
المنطقة الجغرافية
محافظة درعا-طفسمحافظة درعا-داعلمحافظة درعا-مدينة درعامحافظة درعا-الحراكشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فرع الأمن العسكري في درعا 245
فرع الأمن السياسي في درعا
فرع أمن الدولة في درعا 315
فرع الأمن الجنائي في درعا