مدير منظمة الدفاع المدني السوري - الخوذ البيضاء.

وُلد رائد الصالح في مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب بتاريخ 1 آذار/مارس 1984، وعمل في تجارة الألبسة، ثم في تجارة الأدوات الكهربائية.

مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، شارك الصالح في الاحتجاجات السلمية في مدينته جسر الشغور، وبعد بدء قوات النظام حملة عسكرية على جسر الشغور في 10 حزيران/مايو 2011 نزح إلى تركيا، واستقر في مخيم "بخشين" في ولاية هاتاي، وتولى مسؤولية تنظيم أمور المخيم الإغاثية والخدمية (توزيع الطعام والخيام على اللاجئين)، والتقى خلال تلك الفترة بعدد من الوفود الأممية والتركية وسفراء لدول أوروبية خلال زياراتهم للمخيم، وبقي فيه حتى 22 أيلول/سبتمبر 2017.

في شباط/فبراير 2012 ساهم في تشكيل "مكتب الإغاثة لمدينة جسر الشغور وريفها"، وتولى تنسيق دخول المساعدات من تركيا إلى سورية عبر الهلال الأحمر التركي، إضافة إلى تسهيل عبور الجرحى من سورية إلى تركيا لتلقي العلاج.

في 21 حزيران/يونيو 2013 شارك الصالح في تدريب لفرق الدفاع المدني نظّمته منظمة "أكوت إلما أكورت ترما" (جمعية البحث والإنقاذ Akut) التركية واستمر لمدة سبعة أيام، بعد انتهاء التدريب عاد الصالح إلى سورية وساهم في تأسيس "الدفاع المدني السوري – إدلب"، ثم شارك في إطلاق المؤتمر التأسيسي لمنظمة "الدفاع المدني السوري" في مدينة أضنة التركية في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2014.

مطلع العام 2015 أُطلق اسم "الخوذ البيضاء" على "الدفاع المدني السوري" نسبةً إلى الخوذ التي يرتديها المتطوعون خلال عمليات البحث والإنقاذ، وارتفع عدد المتطوعين فيها ليصل إلى نحو 3 آلاف و300 متطوع بحلول عام 2024.

حصد الصالح العديد من الجوائز على المستويين المحلي والدولي، حيث منحه رئيس جهاز الإطفاء الألماني وسام الشجاعة عام 2015، وحصل على جائزة "Interaction" في القيادة والشجاعة لدوره بقيادة الدفاع المدني السوري خلال حفل أقيم في واشنطن بتاريخ 20 نيسان/إبريل 2016، واستلم جائزة "ANIMA" للسلام خلال حفل في مدينة برشلونة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، ومنحته جمعية خريجي هارفارد العرب درعًا تقديرًا لجهوده الإنسانية في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وتم اختيار الصالح ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة لعام 2017 من قبل "مجلة تايم".

وحققت "الخوذ البيضاء" تحت إدارته أكثر من 30 جائزة دولية، وترشحت لجائزة نوبل للسلام ثلاث مرات متتالية في أعوام 2016 و2017 و2018، كما أُنتِج فيلم وثائقي قصير عن المنظمة بعنوان "The White Helmets"، وفاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير عام 2017.

شارك الصالح في جلسة مجلس الأمن الدولي في 26 حزيران/يونيو عام 2015 وقال فيها: "لست سياسيا ولا دبلوماسيا، وإنما أنا مجرد عامل بحث وإنقاذ، لذا أعذروني لصراحتي فيما أقوله فمأساة شعبي لا تحتمل مواربة في طرحها"، وحضر اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة خلال عامي 2016-2017، وفعاليات "مؤتمر بروكسل" بنسخته الثالثة في 12- 14 آذار/مارس 2019.

بعد انطلاق معركة "ردع العدوان" في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، شارك الصالح في جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة الوضع في سورية في 3 كانون الأول/ديسمبر 2024، وقدم إحاطة حول الوضع الإنساني في سورية، اتهم خلالها نظام الأسد وروسيا باستهداف مستشفيات ومدارس وبنى تحتية وكنائس عمدًا، مشيرًا إلى أن تعرض فرق الدفاع المدني لهجمات مباشرة من قبل النظام، وطالب روسيا بإنهاء دعمها للنظام وإيقاف تعطيل مسار العدالة والمحاسبة.