عالم دين وكاتب وناشط سلمي.

من مواليد عام 1944 في مدينة داريا في ريف دمشق، ينتمي فكريًا إلى مدرسة اللاعنف التي نظّر لها المفكر الإسلامي جودت سعيد، عمل في الرزاعة والتجارة وتولى إمامة مسجد المنبر ثم انتقل إلى إمامة مسجد أنس بن مالك، وأسس فيه معهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم عام 1988 (حتى عام 2000)، وأنشأ دار نشر في داريا باسم "دار السقا" عام 1990، وشارك في تأسيس الثانوية الشرعية للبنات في داريا، كما شارك في تأسيس الجمعية الخيرية عام 1974.

ألّف السقا عدداً من الكتب في قضايا فقهية ودعوية، منها: "مؤمن آل فرعون"، "دعوة إلى التفكير"، "قيمة الفقه في حياة الإنسان"، "الدعوة إلى التغيير"، "رؤى في الفكر والقلب"، "في ظلال سورة البروج"،"مقدمة في مفهوم الحكمة في القرآن الكريم"،"حسن الاختيار واجب وضرورة"، "الصيام"، "الأعراف".

تعرض السقا للاعتقال عدة مرات، حيث اعتقله النظام عام 2000 لمدة شهرين إثر عدم ترحمه على حافظ الأسد بعد وفاته، وفصله من إدارة معهد تحفيظ القرآن الكريم ومنعه من الخطابة لمدة عامين، ومنعه من إلقاء دروس في الجامع، فأسس مع تلامذته بعد ذلك مكتبة "سبل السلام" العامة ونقل دروسه هناك، لكن البلدية أغلقتها بعد أسبوع واحد، وأصبحت لقاءاته مع الناشطين والشباب في بيته أو مزرعته الخاصة.

قاد السقا مع "مجموعة شباب داريا" من تلامذته نشاطات ثقافية ومدنية في مدينة داريا، كان أولها مظاهرة صامتة إثر اقتحام الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين عام 2002، ونظموا نشاطات لتنظيف الشوارع والتوعية ضد الرشوة والتدخين، وكان آخر نشاطاتهم هو مظاهرة تنديد بالاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، تبعها اعتقال السقا ونحو 20 شابًا من المجموعة في 3 أيار/ مايو 2003 وإحالتهم إلى المحكمة الميدانية العسكرية وحُكم عليهم بفترات مختلفة، وبقي معتقلًا في سجن صيدنايا العسكري نحو 9 أشهر.

مع بداية الثورة السورية في آذار/ مارس 2011، كان عبد الأكرم السقا من أبرز الداعمين للثورة، وشارك تلامذته في قيادة المظاهرات، وكانوا نواة "تنسيقية مدينة داريا" التابعة للجان التنسيق المحلية، وتعرض لضغوط واستدعاءات متكررة من قبل الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري، والتي شنّت في شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2011 موجة اعتقالات واسعة طالت العشرات من ناشطي مدينة داريا، واعتقلت الأستاذ السقا بعد مداهمة منزله في 14 تموز/ يوليو 2011، وبقي مجهول المصير إلى أن أعلنت عائلته بتاريخ 21 آب/ أغسطس 2024 أنها علمت أن النظام قد أدرجه في السجل المدني كمتوفى بتاريخ 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014.