طيار عسكري سابق، وأقدم معتقل سياسي في سجون نظام الأسد.

وُلد رغيد أحمد الططري في مدينة دمشق بتاريخ 25 كانون الأول/ديسمبر 1954، والتحق بالكلية الجوية عام 1972، وتخرج منها عام 1975، ورقي إلى رتبة ملازم في عام 1978، وخدم خلال تلك الفترة في عدد من المطارات العسكرية مثل كويرس، والنيرب، ودير الزور، والمزة.

بعد دخول الجيش السوري إلى لبنان عام 1976، ووقوع أحداث تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين، لجأ الطياران أحمد عبد القادر الترمانيني ومحمود ياسين إلى العراق لتجنب التورط في قصف المخيم، ونتيجة لذلك خضع الططري للتحقيق، وسُرّح من الجيش في 1 آذار/مارس 1979.

بعد حديث دار بينه وبين عدد من أصدقائه، بينهم الطيار محمد سيجري (المعتقل بين عامي 1981 و1991)، أصبح رغيد الططري تحت المراقبة من قبل نظام الأسد بعد معرفة النظام بمضمون الحديث، الذي عبّروا فيه عن رفضهم لدخول الجيش السوري إلى لبنان، ومعارضتهم قصف المدنيين، لاسيما بعد لجوء الطيارين مأمون نقار وعبد العزيز عبد إلى الأردن، وهو ما دفع الططري إلى مغادرة البلاد، فسافر إلى الأردن عام 1980، وبقي فيها عامًا وشهرين، قبل أن ينتقل إلى مصر، حيث قدم طلب لجوء لدى مفوضية الأمم المتحدة، لكن طلبه قوبل بالرفض، ليقرر بعدها العودة إلى سورية، لكنه اعتُقل فور وصوله إلى مطار دمشق الدولي في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1981.

بعد خضوعه للتحقيق والاستجواب، نُقل الططري إلى سجن أمن الدولة، حيث أمضى ثلاث سنوات قبل تحويله إلى سجن المزة، وفي آب/أغسطس عام 1985، مثل أمام محكمة ميدانية، حيث وجّه إليه القاضي حينها سليمان الخطيب تهمة التنسيق مع جهات أميركية وأردنية ومصرية لتهريب طائرة سورية إلى الأردن، (بعد 30 عامًا اكتشف الططري أن محكوميته كانت بسبب اتهامه بإفشاء معلومات ووثائق لدولة اجنبية، دون أن يُمنح فرصة للدفاع عن نفسه، ورفض تقديم طلب استرحام طيلة فترة اعتقاله من أجل الإفراج عنه).

تنقّل الططري بعد ذلك بين عدة سجون، سجن تدمر (بين عامي 1986 - 2001)، سجن صيدنايا (2001 - 2011)، سجن عدرا (2011 - 2015)، ثم سجن السويداء (2015 - 2021)، وأخيرًا سجن طرطوس (2021 - 2024).

في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 خرج رغيد الططري من سجن طرطوس المركزي بعد سقوط نظام الأسد وتحرير المعتقلين من السجون بعد أن أمضى حوالي 43 عامًا في سجون النظام.