رأس النظام السوري السابق.

ينحدر حافظ الأسد من أسرة فلاحية من مدينة القرداحة، وقد كان أول من أتم تعليمه في عائلته بعدما انتقل إلى مدينة اللاذقية ليتلقّى تعليمه الثانوي. انضم في عام 1946 إلى حزب البعث، وكان رئيس فرع الاتحاد الوطني للطلبة في محافظة اللاذقية، ثم رئيسًا لاتحاد الطلبة في سوريا.

انضم إلى الأكاديمية العسكرية في حمص عام 1952، ومن ثم الكلية الجوية ليتخرج منها برتبة ملازم في عام 1955. تلّقى تدريبه ما بين مصر والاتحاد السوفيتي، وقد خدم فترة في مصر إبان الاتحاد بين مصر وسوريا خلال فترة جمال عبد الناصر.

أثار قرار حل الأحزاب السياسية في سوريا على إثر الوحدة عام 1958 حفيظة الأسد وعدد من الضباط البعثيين، ليقوموا بتشكيل ما عرف باللجنة العسكرية لحزب البعث السوري عام 1960، والتي قادت انقلاباً في سوريا على حكومة الانفصال السورية في 8 آذار/مارس 1963، ليصل حزب البعث إلى السلطة وقتها.

تمت ترقية حافظ الأسد من رائد إلى لواء، وإعادته إلى الخدمة العسكرية بعد أن كان قد فصل منها قبل ذلك بعام، وتعيينه قائداً للقوى الجوية والدفاع الجوي، من قبل المقدم صلاح جديد.

استطاع حافظ الأسد تكريس سلطته داخل الجيش وأجهزة الدولة بشكل واسع بعد انقلاب 23 شباط/فبراير 1966 والذي دبّر له صلاح الجديد وحافظ الأسد الذي أصبح وزيراً للدفاع حينها. إلا أن الخلافات احتدمت بين جديد والأسد بعد هزيمة حرب 1967، وتحميل الأسد المسؤولية الأولى عن الهزيمة وسقوط الجولان، وأيضاً بسبب دعم صلاح جديد للفلسطينيين خلال أحداث أيلول الأسود في الأردن عام 1970.

قام الأسد بعد ذلك بالانقلاب على صلاح جديد من خلال قيادة الانقلاب الذي سمّى بالحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، والتي انتهت بسجت كل من صلاح جديد والرئيس نور الدين الأتاسي، إضافة إلى نفي وتصفية من تبقى من أعضاء اللجنة العسكرية، وليتفرد الأسد بالسلطة بشكل كامل بعد ذلك، كرئيس للوزراء في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، ومن ثم رئيساً للجمهورية منذ 12 مارس/آذار 1971.

تعرّض الأسد خلال فترة حكمه لعدة هزات قوية كان أبرزها حرب 1973 والتي انتهت بتوقيع اتفاقية فصل القوات ووقف الأعمال القتالية مع الاحتلال الإسرائيلي في 13 مايو/أيار 1974، وبعدها أحداث جسر الشغور وحلب وحماة ما بين أعوام 1980 و 1982، والتي انتهت بمذبحة راح ضحيتها ألالاف المدنيين في مدينة حماة، ومحاولة الانقلاب التي قادها أخوه رفعت الأسد عام 1983، بعد إصابة حافظ الأسد بنوبة قلبية، وأخيراً تدخل القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية، وتنفيذ الجيش السوري مجازر بحق عدد كبير من الفلسطينيين واللبنانيين.

بقي الأسد على رأس السلطة حتى موته في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، ليتولّى ابنه بشار السلطة خلفاً له.