الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحديث عن الكادر التدريسي في جامعة دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:53:04

طبعًا باعتبار أن أساتذتنا كان أغلبهم مسؤولين أو مرشحين أن يكونوا مسؤولين مثل، أديب ميالة كان يدرسني مادةً اسمها: تنمية اقتصادية، مثل: محمد الحسين، مثل: ديالا حاج عارف، يعني جميع هؤلاء إما وزراء أو حاكم مصرفي، حتى بعضهم كان مستشارًا لدى الأفرع الأمنية في الجوانب الاقتصادية، أو مستشارًا لدى قصر أو عند لا أدري إيش (ماذا)، ويوجد أشياء لا يتكلمون عنها، ولكن يتوضح من تلفوناته (مكالماته) التي ترِد، مرة يخرج خارج قاعة المحاضرة للرد ومرة أخرى كذا، فكنا أحيانًا نخاف حرفيًّا أن نتكلم، ولكن مثلًا كان بعض الأساتذة هم أنفسهم يتكلمون، يعني مثلًا: كان لدينا دكتور اسمه إلياس نجمة، كان عضو مجلس شعب سابق، في عام 1995، كان مسؤولًا عن اللجنة المالية في مجلس الشعب، فكان الدكتور إلياس نجمة -رحمه الله- إذا كان ميتًا أو حيًا، ولكن حقيقة: كان جريئًا جدًّا في الطرح، وكان يتكلم عن السياسات المالية، وتحديدًا كان تخصصه سياسات مالية، وهو بالمناسبة كان سفير سورية في بروكسل، وسفير سورية في باريس لفترة جيدة، كان سفير سورية في بروكسل وفي الفاتيكان -أعتذر-، وكان مرشحًا أن يكون سفير سورية في فرنسا، وكان في هذا الوقت كان يقول: إن السياسات المالية والسياسات النقدية في سورية فاشلة، والذين يعملون بها هم أولاد صغار، وكان ينتقد أديب ميالة بشكل جدًا كبير، وبالمناسبة عندما تم تعيين أديب ميالة حاكم سورية المصرفي، أنا باركت له على قرار تعيينه كسفير في فرنسا، باعتبار أديب ميالة لديه جنسية مزدوجة، فقلت له: دكتور، سمعت أنك أصبحت سفيرًا مبروك -مبارك-، فقال لي: هكذا رأت القيادة، ونحن سننتقل إلى فرنسا، ونراكم بخير في الأيام القادمة. وبعدها بأيام جاء القرار أن يكون هو حاكم سورية المركزي وليس السفير، وفي وقتها إلياس نجمة كان مغتاظًا من هذا القرار، ويقول: إن هذا صبي ولا يعرف شيئًا، فكنا نعرف أن القصة هنا لها علاقة بالولاءات، يعني: أنت في النهاية ولاؤك قد لا يكون المطلق للنظام، وإنما يعني الرجل كان وطنيًا، وأنا لا أعرف مواقفه بعد الثورة حقيقة، ولم أسمع له أي تصريح سلبي أو إيجابي بعد الثورة، ولكن كنت أعرف وأشعر وأرى وألمس، وأسمع منه كم قلبه على البلد، وكان يقول: إن هذه السياسات من الممكن أن تأخذنا -السياسات الاقتصادية على الأقل- لمشاكل جدًّا كبيرة، وسيزداد الفقر وتزداد البطالة، وسيكون لدينا تضخم أكثر، والشعب وتوزع الثروة ستتركز بين أيدي أناس معينين، محسوبين على جهات معينة، فكان يشير إلى هذه القضية، ويوجد أشخاص آخرون كانوا يمدحون السلطة، مثلًا: كان يوجد شخص اسمه انطانيوس حبيب، هو أستاذ في الجامعة، كان وزير نفط في عهد بشار الأسد، في عهد حافظ الأسد -أعتذر- في التسعينات، وكان يقول لنا: إن حافظ الأسد جيدٌ، ويا أولادي لا يغركم ممارسات الأمن هذه، فهي ممارسات فردية، وأنا اسمي أنطانيوس حبيب، ولكن إحدى المرات جاءني الأمن وقالوا: إنهم يريدون أن يأخذونني بتهمة إخوان مسلمين، -وضحك- ولكن فيما بعد اكتشفنا أنه شخص يكنّ لي البغضاء، يعني من هذا الكلام الذي يوجد به تلميع بطريقة أو بأخرى للسلطة. 

لكن كنا دائمًا نخوض نقاشًا شبه سياسي في المرحلة الثالثة والرابعة، وفي النهاية كان يقول لنا الأساتذة، ونحن فيما بعد بدأنا نكتشف أن الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة؛ لأنه لا يمكنك أن تخوض أي نقاش اقتصادي بدون أن تعرف حقيقته 

السياسية، وأكيد لا يمكنك أن تعلق على خبر سياسي بدون أن تعرف تبعاته الاقتصادية، يعني في إحدى المرات مثلًا من الأشياء التي سببت حدية في النقاش في السنة الثالثة، كان أديب ميالة نفسه يقول: عُرض علينا أن نُنشئ معرض سيارات، وكانت الدولة تريد أن تنشئ معمل سيارات، الذي هو سيارات سابا (شركة إيرانية لتصنيع السيارات) أو شام (أول نوع للسيارات صنع في سورية)، فكان يقول: عرض علينا من أفضل شركات العالم جنرال موتورز (شركة أمريكية لتصنيع السيارات) قدمت عرضًا، طبعًا هنا لم يتم تعيينه حاكم مصرف سورية المركزي، ولا أعرف أي شركة فرنسية قدمت عرضًا، وفي النهاية يرسو العرض على شركة -بهدلة- (لا قيمة لها) إيرانية، يعني: نحن تم تقديم عروض لنا أفضل فنأخذ إيرانيًّا!، ولكن كنا حقيقة لا نعرف تبعات هذا القرار، يعني فعلًا الدولة فبدأنا نسأل: أنت كحكومة كنظام كمؤسسة، طبعًا لم نكن نقول نظامًا كحكومة أو رئاسة، كيف من الممكن ان تأخذ قرارًا اقتصاديًّا فاشلًا وخاسرًا؟، كان يوجد أمر اسمه دراسات جدوى اقتصادية للمشروع، فأنت من الناحية الاقتصادية أن تذهب وتعقد شراكة مع جنزال موتورز أو بيجو(شركة سيارات فرنسية)، أو مع مؤسسات محترمة، هذا شيء جدًا جيد، وسيقدمون تشغيلًا للناس الذين لدينا، ويقدمون لنا سيارات محترمة، ويقدمون تكنولوجيا إلى البلد، أصلًا في الاقتصاد الصناعي جوهر القضية والتنمية: أن تعمل على توطين الصناعات المتطورة والتكنولوجيا عندك في البلد، فأنت تجلب زبالة المؤسسات من إيران، مثل: سابا (شركة إيرانية لتصنيع السيارات)، فبدأنا نناقش القصة، فكان الكثير من الناس يقولون لنا: لأنها إيران في النهاية، إيران وقفت مع بشار الأسد ومع حافظ الأسد في كذا، فبدأنا نخوض في هذا النقاش في تلك المرحلة، وطبعًا نقاشات أخرى، وأحيانًا نخوض نقاشات في الاقتصاد الإسلامي والاقتصاد التقليدي، وأحيانًا نخوض نقاشات في الاقتصاد الاشتراكي والاقتصاد الرأسمالي. 

يوجد ثلاثة كنا نسميهم المثلث الاقتصادي، وهم: محمد الحسين وعبد الله الدردري وأديب ميالة في مرحلة التعيين، يعني هؤلاء الثلاثة كنا نرى أنهم من يتحكمون في اقتصاد البلد، فكنا جدًا نحرص على أن نناقشهم، والوحيد الذي لا يُدرّس في الجامعة هو عبد الله دردري، ليس معه دكتوراه -كما أذكر-، ولكن كنا نقابله ببعض الورشات المفتوحة مع الجمهور، ونحضر كطلاب، ونقول له: أنتم أخذتم البلد لمصير مجهول، وأنتم تنقلون الإرث القديم من يد الناس التي هي خربت البلد، إلى أيدي ناس آخرين يتمتعون بالجشع، فأنتم إلى أين ذاهبون؟ والحقيقة: كنا نخوض نقاشات لا نعرف كطلاب أن نعبر التعبير المثالي، ولكن لم نكن راضين عن الأمر، ولكن بصيغة أو بأخرى كنا نتكلم سياسة شئنا أم أبينا، وكنا ندخل في الشخصيات العامة في إطار المجتمع العام، وفي إطار العمل العام شئنا أم أبينا، ولكن عندما تخرجت في السنة الرابعة في عام 2006، كان أحد الأساتذة قد قال: إنه يوجد مركز يعمل في قضايا البورصة، ولكننا قلنا: يا دكتور: البورصة أصلًا ممنوعة في سورية، ولا يوجد بورصة في ذلك الوقت، ولا يوجد ترخيص، فقال: ولكن يوجد نوع من التأهيل، اذهبوا، سيكون لكم أسبقية، فدربوا عددًا كبيرًا، وفيما بعد يوجد ناس نجحوا بالتدريب، وناس رسبوا، والذين نجحوا كنت منهم، وأخذوهم إلى دورة أخرى، أيضًا قالوا لهم: إنه يوجد امتحان، وضمن الامتحان بقي عدة أشخاص من أصل 100 شخص في المرحلة الأولى، فكنت منهم، فقالوا لي: ما رأيك أن تعمل معنا، وبكل تأكيد أنا طالب متخرج جديد، وأحدهم يعرض عليك عملًا، والراتب كان بالدولار وليس بالليرة السورية، وفي وقتها قالوا لنا: أنت ستأخذ مبلغًا وقدره كذا دولار، وعمولة قدرها كذا، ووقعوا معنا عقدًا، وأنا فرحت بكل تأكيد أن أعمل مع مؤسسة ظاهريًا جدًا كبيرة، ومن الداخل يوجد بها عدد من الموظفين، أعتقد أكثر من 50 شخصًا، ويوجد بها حركة دائمة، وتفتح 24 ساعة، وكان الإغلاق (العطلة) يومي السبت والأحد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/30

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/95-6/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-جامعة دمشقمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جامعة دمشق

جامعة دمشق

البنك المركزي السوري - المصرف المركزي السوري

البنك المركزي السوري - المصرف المركزي السوري

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

الشركة السورية الإيرانية لتصنيع السيارات شام سيامكو

الشركة السورية الإيرانية لتصنيع السيارات شام سيامكو

شركة سابا/ سايبا الإيرانية 

شركة سابا/ سايبا الإيرانية 

الشهادات المرتبطة