الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

توريث الحكم لبشار الأسد وقولبة الدستور على مقاسه

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:44:14

قلنا حافظ الأسد رحل إن شاء الله إلى جهنم وبئس المصير، كان هيأ بالأساس باسل فلما مات باسل حافظ الأسد أحضر ابنه بشار كان في لندن يتابع دراسته بعض الناس قالوا وسمعت من عبد الحليم خدام كان يتعالج عنده خلل عقلي قصور عقلي، أنا سمعت أن هذا غير صحيح لم يذهب للدراسة بل ليتعالج في لندن، أنا سمعت هذا الحديث من عبد الحليم خدام، فلعب دورًا مثلما قلت دور في إيصاله لرئاسة السلطة، و مصطفى طلاس أحضر قيادات الجيش ووافقوا على أن يعتبروا بشار الأسد مع العلم بشار الأسد ليس عسكريًا بشار الأسد قِيل أنه درس طب العيون، هم لا يدرسون هم يأخذون الشهادات من غير دراسة هو وغيره من المسؤولين المتنفذين، حافظ الأسد هو الذي أوصى كل الضباط الذين حوله في بداية عهده يجب أن يكون أحد أولاده في الجيش، هذا النظام ألزم كل من يعمل معه من العسكريين أن يُرسل أحد أولاده إلى الكلية الحربية ليصير ضابطًا لأن الحكم قائم على هذا الأمر، وبالتالي لا يريد أن يفلت من بين يديه النظام عن طريق السيطرة العسكرية.

 بشار الأسد كما قلت استدعاه أبوه لما مات باسل الأسد استدعاه ووضعه ضمن قطعة عسكرية ستة أشهر لم يخرج خارج القطعة وهو يُدرب على الأعمال العسكرية، ثم حضر بنفسه حالات إعدام هو ومجموعة ضباط حتى يشهد الموت والإعدام، أنا لا أستبعد من جهة أخرى يكون هو مارس القتل بيده عن طريق المسدس أو عن طريق شيء آخر لأنه يجب أن يتدرب من يريد أن يحكم البلد كما كان يحكمها حافظ الأسد يتدرب على الموت وهو يضحك يقتل الإنسان وهو يضحك، فهو دُرب على هذا أول ستة أشهر مثلما قلت لم يخرج خارج القطعة.

 عندما انتخب، معروف عندما مجلس الشعب عدلوا الدستور خلال ربع ساعة وليكون مؤهلًا عدلوا عمر رئيس الجمهورية من 40 سنة إلى 34 سنة بشار الأسد كان عمره 34 سنة وأصبح رئيسًا، ألقى كلمة خطاب القسم أقسم في البرلمان في مجلس الشعب و تحدث في خطابه عن الحريات والديمقراطية، والكلام الناس كلها سمعته أنا في الحقيقة لما استمعت لكلام بشار الأسد قارنته مباشرةً بكلام أبيه حافظ الأسد لما ألقى كلمةً أثناء حركة النقابات ألقى كلمة، قال: لا أريد لأحد أن يسكت عن الخطأ ولا أن يتستر على العيوب والنواقص، فلما الناس تكلمت أيام حافظ الأسد زج بهم في السجون، فكانت عبارة عن فخ هذا الكلام يُعطي الناس الأمل ليتكلموا فيكشف الخصوم يكشف المعارضين له، وهذا ما عمله بشار الأسد ألقى الخطاب أفكاره كانت قريبة من أفكار أبيه في خطابه السابق وكانت النتيجة لما تحركت الناس فيما يُسمى ربيع دمشق المعروف وقت افتتحت المنتديات ومن جملتها منتدى الأتاسي، فجمعوا الناس اعتقلوهم و وضعوهم في السجن، الفكرة واحدة، أنا بعد انتخاب بشار الأسد ما يُسمى انتخاب في مجلس الشعب، بالمناسبة الدستور الذي عمله حافظ الأسد في1973 لا يسمح بالمهزلة التي فعلوها، حزب البعث لا يخترع المرشح هو عبارة عن وسيلة طريق لتمرير المرشح إلى مجلس الشعب تمرير وليس اختراع، وبالتالي كل الانتخابات جرت خلاف هذه القاعدة على أساس يخترع يمنع أي ترشح هو يرشح، فدائمًا يوجد مرشح واحد من أولاد الرئيس.

 فأنا بعد ستة شهور كنت في أمريكا في الولايات المتحدة الأمريكية اتصلت بي سيدة من أمنستي انترناشونال البريطانية (منظمة العفو الدولية)، قالت: يا أستاذ هيثم ما رأيك الآن انتخب بشار الأسد وهذا شاب وطبيب وعاش فترة في بريطانيا ويعرف الغرب ؟ قلت لها: أنا أستغرب تمامًا كيف تفكرون أنتم الأوربيون؟ مجرد تغير شخص الرئيس سيتغير البلد إذا كان الجهاز باقي كما هو ماذا يفعل واحد بين المجموعة كلها؟ قلت لها: عندنا قول مأثور هل تلد الأفعى إلا أفعى مثلها.

 أنا لم يكن يخطر في بالي أن شيئًا سيتغير في سورية لكن ليس لدينا خيارات تابعنا الموضوع بشكل صحيح، وحاول الناس بطبيعة الحال عندما صارت المنتديات الثقافية سواء منتدى الأتاسي أو منتدى رياض سيف وغيرهم، وحاول الناس تقديم ما عندهم من أفكار ومن حلول، لكن لا يوجد من يستمع في سورية، وبالتالي بدأت مرحلة تكميم الأفواه والقمع مرة ثانية و اعتقال الناشطين، وأول مجموعة عشرة أشخاص أنا كنت وكيل المجموعة كلها أنا وحسن عبد العظيم ومجموعة أخرى، اعتقل رياض سيف ومأمون الحمصي من أعضاء مجلس الشعب، اعتقل الأستاذ رياض الترك واعتقل كمال اللبواني واعتقل البني (وليد البني) وأنا كنت وكيل العشرة اثنان من أعضاء مجلس الشعب رياض سيف و مأمون الحمصي أُحيلوا لمحكمة الجنايات كنا وكلاء، والباقي أُحيلوا إلى محكمة أمن الدولة العليا فايز النوري ، وتمت المحاكمات وصدرت الأحكام، الأحكام معدة سابقًا لا شيء جديد، رياض سيف ومأمون الحمصي باعتبار من حيث المبدأ عندهم حصانة نيابية فما كان يجوز محاكمتهم اعتقالهم بالأساس حتى يجتمع البرلمان ويرفع الحصانة ويبرر أسباب الرفع ثم محاكمتهم، فحتى يكون الهجوم أقل على السلطة أحالوهم لمحكمة الجنايات باعتبار تحاكموا بمحكمة عادية محكمة الأشخاص، في القانون لا يجوز محاكمة استثنائية لهم إنما محكمة عادية، أما الباقين باعتبارهم ليس عندهم الحصانة وليس عندهم الالتزامات هذه أُحيلوا لمحكمة أمن الدولة العليا، من حيث النتيجة الحكم الصادر من محكمة الجنايات مثل حكم محكمة أمن الدولة العليا فقط يتغير الاسم فقط نفس الحكم ونفس التهم ونفس الحكم ونفس الإجراءات، بالأخير أنا بعد أن حُكموا زرتهم في السجن، وبعد فترة حاولت أن أزورهم مرة ثانية منعوني من الزيارة، وسمحوا فقط لحسن عبد العظيم بأن يزورهم، كان مسموح لحسن يزورهم في السجن.

 الحقيقة مصيبتي في اسمي أنا تحت اسمي مئة خط أحمر السلطة لا أقول تخشاني لكن حقيقة تخشاني السلطة و تقدر الإمكانيات التي أملكها ربما غيري لا يملكها.

 بعد سنة تقريبًا من مجيء بشار الأسد للحكم بهذه الطريقة المخالفة للدستور المخالفة لكل شيء بعض الشخصيات في الحكم حاولوا يُرتبوا لقاءً بيني وبين بشار الأسد، وسألوني، قلت إذا كان في مصلحة للبلد لا مانع، فيما يبدو الدائرة الضيقة حول بشار الأسد يرون في خطر لا يطمئنوا لي وكيف سأتصرف؟ فعارضوا فكرة اللقاء.

 مرت الأيام سنوات طوال يمكن في 2007 أو 2008 لي قريب زياد المالح مهندس يعمل في شركة النفط في وزارة النفط، فجاءني زارني مع شخص لا أعرفه مسيحي عرفت أنه مسيحي مقيم في رومانيا طلب منه زيارتي، فجاء وتركه عندي وذهب وجلس هذا الرجل أكثر من ثلاث ساعات ونصف تقريبًا ليقنعني أن لديه علاقات متينة جدًا مع بشار الأسد وكان زميله في المدرسة ورفيقه في المدرسة ويُريد أن يُرتب لقاء بيني وبين بشار الأسد، قلت له إذا كانت هناك مصلحة عامة لا مانع لدي، غاب وبعد فترة رجع مرة ثانية باعتبار عرف البيت جاء لوحده واتصل و أعاد الطلب، قلت له: ليس عندي مشكلة، فيما يبدو لا تزال الرواسب لدى السلطة ما تعلمه السلطة عن هيثم المالح يدفعهم إلى عدم السماح بهذا اللقاء، ومرة ثاني وثالثة لم يحصل لقاء.

 وتم اعتقالي كما هو معلوم في 2009 وأسباب الاعتقال أنني رفضت الذهاب لعند العميد زهير حمد في المخابرات العامة، اتصل وأنا كنت في قصر العدل في المحكمة، وقال: أُريد رؤيتك، قلت له: لست متفرغًا، ولا أذهب إلى أحد، فأغلق الهاتف، في اليوم الثاني أو الثالث خطفوني من الطريق، وأخذوني إلى المخابرات العامة ومنها إلى محكمة الجنايات العسكرية.

حافظ الأسد قبل وفاته أقال عددًا من الضباط الكبار كان يتصور أنهم سيقفون بوجه بشار الأسد لمصلحة السلطة لمصلحتهم الخاصة، أيضًا بشار الأسد لم يكن مُحترمًا من داخل الأجهزة الأمنية كبار الضباط لا يحترموه يعرفوه طرطور وولد، أنا أسميته الولد الذي يحكم البلد، أنت تعرفين أنا طرحت عدة شعارات الشعار الأول أن درج البناء يُنظف من الأعلى، وسألني قاضي التحقيق العسكري الآن نتكلم عنها، خذوا ملف هيثم المالح في محاكمة، هذا وثيقة موجودة.

الأجهزة الأمنية لم تكن في قرارة نفسها والضباط يحترمون بشار الأسد، لكن هو بيده مفاصل السلطة بيده الخيوط لديه أهم شيء الدستور الذي يعطيه كل الصلاحيات كل الأجهزة بيد الرئيس هكذا فُصل دستور 1973 فصل على مقاس حافظ الأسد، وبالتالي تكون خيوط السلطة بيد الرئيس السلطة القضائية والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية هذه ناحية، والأمر الآخر المرسوم التشريعي رقم 14 الذي أسس المخابرات العامة المادة 16 منه تقول: تحمي عناصر الأمن إذا ارتكبوا جريمة في أثناء ممارسة عملهم، وهذا أعطى الأجهزة الأمنية حصانة من المساءلة القضائية وهذا خلاف الدستور وخلاف قانون العقوبات، لكن نحن ليس عندنا القانون أنا قلت بأكثر من مناسبة القانون في الكتب والكتب على الرف، والدولة تُدار بالأوامر والبلاغات والتعليمات خارج المؤسسات، واسمها سلطة بالقانون الدولي سلطة فاشلة لأنها لا تعتمد القوانين لا تعتمد المؤسسات وواقع الأمر كان هكذا في سورية، فبسطوا الحصانة القضائية على أجهزة الأمن من خلال هذا القانون الذي صدر سنة 1969 قبل وصول حافظ الأسد إلى الرئاسة أيام البعثيين من قبل أيام نور الدين أتاسي وزعيم وماخوس هؤلاء الذين أداروا البلد وأوصلوها إلى حافة الانهيار.

 لم تكن هناك إمكانيات لأي عمل أنا لما حاولوا مرتين أو ثلاثة تنسيق لقاء بيني وبين بشار الأسد، ظهر عندي كان واضح تمامًا أنه لم يكن هو الذي يلعب الدور، يلعب الدور المحيطين الطاقم المحيط ببشار الأسد هو الذي يرسم خطوات الرئيس وتحركاته، بشار الأسد له دور أساسي في الموضوع لأنه هو يستند إلى الدستور، بالدستور مثلما تعرفي هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وهو الذي يُصدر الأوامر في تنفيذ الجرائم التي ارتكبت في سورية سواء من قبل الطيران أو من قبل القطاعات الأخرى الدبابات والمشاة، فضلًا عن الأجهزة الأمنية والسجون المنتشرة في كل مكان ، نحن لدينا 16 جهاز أمني في سورية، وكل جهاز له سجنه الخاص ولا يوجد تنسيق ما بين هذا الجهاز والجهاز الآخر، كل جهاز يعمل على هواه، و لا يوجد شيء اسمه عمل مؤسساتي حتى في إطار المخالفات القانونية وفي إطار الجرائم هؤلاء لا يُنسقون مع بعضهم كل جهاز له صلاحية كاملة يعمل ما يشاء، لذلك لم تكن توجد رقابة إدارية على هذه المؤسسات أو رقابة قضائية، و رأينا الكم الضخم من الشهداء الذين قضوا في فروع أو في سجون الفروع الأمنية في كل مكان في سورية وهذا موضوع أتصور محسوم، ليس لدي قناعة أنه سيكون هناك تأثير بأي شيء لكن أنا واجبي أن أعمل أن أُقدم ما لدي وإذا لم يحصل شيء لست المسؤول.

 فمن هذه الناحية جاري في البيت قريبًا من بيتي عبد الوهاب بركات والده لغياث بركات الذي كان وزير التعليم العالي، قلت له: أنا عندي رغبة لأرسل رسالة لبشار الأسد أضع أمامه رؤية، ما رأيك؟ قال لي: جيد، لأنه أعطى التعليمات يطلع على كل شيء، كتبت رسالة مذكرة من صفحتين، قلت له في مقدمتها: أنا رجل كبير في السن تجاوزت 70  ولم يعد لدي زيادة طلب وليس لي طلبات في الحياة الدنيا، وأنت شاب في مقتبل العمر وتُريد الإصلاح وستقدم شيء للبلد فأضع أمامك رؤية للمستقبل، كل الرسالة كانت حديثًا حول الحقوق وليس حول السياسة قدمت لبشار الأسد خمسة ملفات ملف المعتقلين ملف المنازل المصادرة الدولة صادرت نحو 20 ألف بيت بزعم أنها بيوت أو دور للإخوان المسلمين، وضعت أمامه ضرورة إلغاء القانون 49 المتعلق بالإخوان المسلمين لأن هذا القانون يتعارض مع الدستور ويتعارض مع قانون العقوبات ويتعارض مع المعاهدات الدولية، وضعت أمامه برنامج إعادة تقييم المرحلة الحقوقية والقوانين، خمسة ملفات وقلت له: هذه للمستقبل تساعد في استمرار الوضع القانوني في البلد، وأرسلت الرسالة بعد هذه الرسالة أرسلت له مجموعة رسائل لبشار الأسد عشر رسائل اثنتين منهم تحدثت فيهم باعتباري أنا ممنوع من السفر فتحدثت عن وضعي الخاص وأرسل لي جوابًا عن تساؤلي عن الرسالتين، وبعثت له مجموعة رسائل تتعلق بالشأن العام في البلد ثمان رسائل آخر رسالة تحدثت فيها عن السياسة، قلت له فيها: -آخر رسالة- أنت تقول أنك لا تتخذ قرارات سريعة وتستشير من حولك وهذا شيء طيب لكن هناك فئة أخرى من المواطنين على الضفة الأخرى من النظام وهؤلاء المعارضة فيهم شخصيات محترمة جدًا وطنيون حبذا لو تفتح أبوابك وتستقبل هؤلاء وتسألهم أو تناقشهم ماذا يريدون؟ طبعا الرسائل الثمانية لم أتلقَ عليها جوابًا لكن أنا هذا عملي بالنسبة لي قمت بما يُمليه علي الواجب ومسؤوليتي تجاه المواطنين تجاه السوريين أما النتائج لست مسؤولًا عنها هو قدم شيء كأنه تنصل أنا دائمًا لماذا لم تفعل كذا؟ كلام غير منتج لكن فيه جواب على كل الأحوال.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/08

الموضوع الرئیس

توريث السلطة في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/92-06/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2000 - 2009

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

منظمة العفو الدولية

منظمة العفو الدولية

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

محكمة أمن الدولة العليا

محكمة أمن الدولة العليا

نقابة المحامين في دمشق

نقابة المحامين في دمشق

الشهادات المرتبطة