رجل أعمال وسياسي معارض، والرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

انخرط رياض سيف في عالم الأعمال بعدما أنشأ معمل لصناعة القمصان عام 1963، والتي تحولت لتصبح أحد العلامات التجارية الشهيرة في سورية تحت اسم 400، كما حصل عام 1993، حصل على رخصة لتصنيع منتجات أديداس في سوريا عقب تخفيف القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي. بدأ نشاطه السياسي عام 1994 حيث تقدم لانتخابات مجلس الشعب في سوريا وحصل على أعلى الأصوات في قائمة المستقلين عن مدينة دمشق. وأعيد انتخابه لولاية ثانية عام 1998. أثارت انتقاداته لوزارة المالية ودورها في عرقلة الصناعة السورية حفيظة نظام الأسد، كما انتقد احتكار قطاع خدمات اتصالات الهاتف المحمول من قبل رامي مخلوف، ما أدى إلى التضييق على أعماله التجارية وتغريم شركته مبلغ مليوني دولار، متسببةً بإفلاسها. بعد مجيئي بشار الأسد إلى الحكم، نشط سيف في فترة ربيع دمشق وأسس منتدى الحوار الوطني في 13 سبتمبر/أيلول 2000. ثم أصدر ورقة باسم حركة السلم الاجتماعي، دعت إلى التركيز على مفهوم المواطنة والمجتمع المدني، ليُحال بسببها، رغم حصانته البرلمانية، إلى السجن بتهمة إثارة النعرات المذهبية.

كان أحد الذين صاغوا وثيقة إعلان دمشق وكان من الموقعين عليه أثناء وجوده في السجن. وبعد إطلاق سراحه عام 2006 انتُخب أميناً عاماً للمجلس الوطني لإعلان دمشق. وبسبب نشاطه هذا منعه نظام الأسد من مغادرة البلاد لتلقّي العلاج بعد تشخيص إصابته بسرطان البروستات، وجرى اعتقاله مرة ثانية في كانون الثاني/يناير 2008 وأطلق سراحه في 28 تموز/آب 2010، ليقدم استقالته من إعلان دمشق ويعلق نشاطه السياسي ثم يعود للمشاركة في الحراك السلمي عام 2011.

عند اندلاع الثورة السورية كان ضمن المتظاهرين أمام وزارة الداخلية يوم 15 مارس/آذار 2011، ونشط في الحراك السلمي في تلك الفترة، ثم شارك في تأسيس المجلس الوطني في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 واختير عضواً في مكتبه التنفيذي كممثل عن الكتلة الوطنية، ولاحقاً ضمن مكون الشخصيات المستقلة. عقب مشاركته في تأسيس المجلس بأربعة أيام، تعرض للضرب المبرح على يد قوات الأمن في نظام الأسد، ليغادر بعدها في 13 حزيران/يونيو 2012 إلى ألمانيا لتلقي العلاج حيث كان يعاني من مرض السرطان واستقرّ هناك.

في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2012 أطلق سيف خطة إصلاحية للمعارضة عرفت باسم المبادرة الوطنية السورية، والتي لاقت دعماً دولياً آنذاك. نصت الخطة على تأسيس مظلة جديدة للمعارضة السورية تضم أطياف المعارضة السورية السياسية وممثلي الجيش الحر والمجالس العسكرية والحراك الثوري والمجالس المحلية وشخصيات اعتبارية من المحافظات على أساس الكثافة السكانية لكل محافظة، وتشكيل عدة هيئات هي هيئة المبادرة، وتضم ممثلي القوى السياسية والمجالس المحلية والحراك الثوري والشخصيات الوطنية، ومجلس عسكري أعلى يضم ممثلي المجالس العسكرية والكتائب المقاتلة في سورية، ولجنة قضائية، وحكومة تكنوقراط مؤقتة. وفي اجتماع المعارضة الموسع في الدوحة بين 4 و8 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 أخدت خطة سيف تطبيقاً عملياً حيث تم تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، واُنتخب معاذ الخطيب رئيساً للائتلاف ورياض سيف وسهير الأتاسي نائبين للرئيس، ومصطفى الدباغ أمينا عاما.

ظل سيف نائباً لرئيس الائتلاف حتى 6 تموز/يوليو 2013 حيث تم انتخاب أحمد الجربا رئيساً جديداً للائتلاف. مثّل سيف الائتلاف الوطني داخل الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية بنسختها الأولى التي انبثقت عن مؤتمر الرياض1 في 10 كانون الأول/ديسمبر 2015، وفي 6 أيار/مايو 2017 تم انتخاب سيف رئيساً للائتلاف الوطني بعد أن حصل على 58 صوتا متقدما على خالد خوجة الذي حصل على 41 من إجمالي المصوتين الذين بلغ عددهم 99 من أصل 102 من أعضاء الهيئة العامة للائتلاف آنذاك. أعلن سيف وقتها عن حزمة إصلاحية من بينها نقل أغلب نشاطات الائتلاف من إسطنبول إلى داخل سوريا ودعم الهيئة العليا للمفاوضات بالإضافة إلى تحديث النظام الأساسي وتعزيز حضور قوى المجتمع المدني والقوى السياسية. جرى خلال فترة رئاسته تشكيل الهيئة العليا للتفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية في 22 تشرين الثاني/نوفمبر2017 بنسختها الجديدة التي انبثقت عن مؤتمر الرياض 2. في 8 آذار/مارس 2018 أعلن سيف استقالته من رئاسة الائتلاف الوطني بسبب سوء حالته الصحية. في 26-27 آب/أغسطس 2020 أدلى بشهادته عبر الفيديو لمحكمة كوبلنز بقضية فرع الخطيب ضد الضابط أنور رسلان، وذلك بسبب دور سيف في حصول رسلان على إقامة اللجوء في ألمانيا، حيث أوضح أن مساعدته لرسلان كانت بسبب رغبته بدعم المنشقين عن نظام الأسد كما شرح كيف تم التواصل معه. وفي كانون الأول/ديسمبر 2020 نشر سيف كتاباً بعنوان "سيرة ذاتية وشهادة للتاريخ" تضمن نشاطه السياسي وشهادته على الأحداث السياسية التي عاصرها من عام 1963 حتى 2008.