الخروج من السجن والبحث عن استئنتاف العمل السياسي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:26:41:11
في الأشهر الأخيرة من السجن استأنفنا الحالة الاعتيادية اليومية، وكان يوجد أمل أنه ممكن أن يعطونا ربع المدة، ولكن هذا لم يحصل أبدًا ومع اقتراب مدة السجن فوجئنا بحدثين الحدث الأول: أن نواف راغب البشير من الخارج استقال من إعلان دمشق أو لنقل إنه أُجبر على الاستقالة، أُقيل لأسباب سوف نتحدث فيها بعد قليل، وكذلك بدأت تظهر في الأفق بوادر أن أخانا الأستاذ رياض سيف لن يستأنف معنا العمل السياسي في الخارج وأيضًا من المنغصات أن أخانا الأستاذ علي العبد الله وعلى أثر مقالة كتبها من داخل السجن بدأ يتعرض لضغوطات إضافية وأحالوه إلى المحكمة من جديد وبدؤوا يأخذونه إلى محاكمات جديدة، وأصبح متوقعًا أنه سوف يحكم بأحكام سجن إضافية يعني استخدمها النظام حجة للمزيد من الضغط على أخينا الأستاذ علي لذلك نحن عندما أفرج عنا في عام 2012 لم يكن معنا الأستاذ علي يعني لم يفرج عنه بالوقت المقرر له أن يفرج، وإنما جُعِل تحت محاكمة جديدة التي كانت باعتقال من الأمن السياسي ولم يكن لأمن الدولة، هو بشكل أساسي كتب مقالتين إحداهما تتعلق بالانتخابات في إيران والأستاذ علي كان قويًا وواضح الفكرة وشجاعًا ونقده للأنظمة الاستبدادية صارخ وبالتالي كان متوقعًا مثل هذا الشيء أن يحصل معه.
أفرج عنا من السجن في ظروف كنا نريد أن نعرف كيف سوف يكون استقبال الناس وما هي التغيرات التي حصلت لدى الناس؟ والحقيقة نحن في فترة السجن وصلتنا أخبار -على الأقل بالنسبة لمحافظتي- أنه عين لفرع الأمن العسكري فيها ضابط جديد اسمه جامع جامع وهو أحد المتهمين بقتل رفيق الحريري، وأنه بدأ يفتك بالناس وخصوصًا التيار الإسلامي والتيار السلفي والأجواء داخل المدينة لم تكن مريحة، وبالتالي أصبح متوقعًا بالنسبة إلينا ما هو رد فعل الناس من حجم الزيارات وهذا لاحظناه بوضوح أن الكثير من الناس الذين يعزون علي (لهم مكانة عندي) كثيرًا لم يأتوا لزيارتي في لحظة الإفراج وانتظروا بعدها ربما شهرًا أو شهرين حتى عدت إلى العمل في العيادة وجاؤوا زاروني في العيادة مباركين وبنفس الوقت بحجة المعالجة.
نسيت أن أخبركم عندما خرجت من السجن أنا هنا اتخذت قرارًا أنني لن أذهب إلى دير الزور مباشرةً لابد أن التقي بقيادة إعلان دمشق وأن نفهم منهم ما هي الأوضاع قبل الذهاب وطبعًا الأهل متشوقون كثيرًا أن يأتي ابنهم بأسرع ما يمكن وكانوا يريدونني مباشرةً -أفرج عني في وقت الظهيرة- وكانوا يريدون أنه مع حلول المساء أن أصل، أنا اتخذت قرارًا أنه لا يمكن أن أذهب قبل أن أرى الأخ رياض الترك والأخ أمين شيخ عبدي وسليمان شمر والمجموعة الموجودة في دمشق وللأمانة خدمتني في هذا الموضوع "المرحومة" السيدة رزان زيتونة يعني أنا كنت أول من اتصل بها أو بالأحرى قبل أن يفرج عني من السجن قلت لها: عندما أخرج سوف أتصل بك، وفعلًا لا أزال أذكر أنني لم يكن عندي شريحة اتصال وقمت بتامين شريحة اتصال وهاتف للتحدث من خلاله وذهبنا إلى لقاء الأستاذ رياض الترك في مغرب ذلك اليوم في مكان سري أظن كان في باب توما في ذلك الوقت وكان لقاء حارًا جدًا، وهو للأمانة أكبرني في هذه النقطة إذ إنني ربما كنت الشخص الوحيد الذي عندما خرج من السجن لم يذهب إلى أهله مباشرة وانتظر حتى يلتقي بالأخ رياض الترك ثم بعد ذلك ذهب إلى عياله يعني صحيح عندما أفرج عنا كنا دفعة واحدة، ولكن مثلًا أنا بنفس يوم إفراجي أفرج عن أخينا أكرم [البني] وأخينا جبر الشوفي وأفرج عن البقية الآخرين بعد بضعة أيام بحسب زمن الاعتقال، ولكن كان هذا الموقف رآه كبيرًا جدًا لأنه فعلًا لو أني ذهبت إلى أهلي بدون رؤيته يعني ربما استمر الأمر طويلًا حتى أراه مرة أخرى وحكى لي عن التطورات التي حصلت في إعلان دمشق الأشياء التي لم نكن نسمعها نحن في داخل السجن، وتكلم عن آفاق المستقبل والنكسة التي تعرض لها إعلان دمشق وما الذي يمكن أن نفعله في الفترة القادمة وأزمة نواف راغب البشير.
[بالنسبة] لنواف، باختصار إعلان دمشق يتلقى دعمًا ماليًا وكان يقسم هذا الدعم المالي إلى أقسام بما في ذلك كان يعطى إعانات لعوائل السجناء الذين يمكن أن نعتقد أنهم يمكن أن يكونوا مقربين من إعلان دمشق أو أحيانًا كنا نساعد عوائل لا علاقة لهم بإعلان دمشق لا من قريب ولا من بعيد لأسباب إنسانية إذا كان ذلك متاحًا، وفي الفترة التي كنا نحن فيها قبل دخولنا إلى السجن أو بالأحرى التي كنا نحن فيها في السجن كان أخونا الأستاذ يوسف أبو عبد الله كان هو الذي يتولى توزيع هذه الأمور في دير الزور يوسف الذيب أبو عبد الله، وكان يتولى هذا الأمر بأمانة عالية جدًا وعندما اعتقل يوسف في أوائل عام 2010 وأواخر عام 2009 على خلفية قصة تتعلق بإشكالات أمنية في دير الزور يعني لا علاقة لها بإعلان دمشق وهي تأتي ضمن الحملة التي قامت بها الفروع الأمنية ضد التيار الإسلامي والتيار السلفي في دير الزور رغم أنه اعتقل من قبل قوى الأمن الجوي وليس من قبل المخابرات العسكرية وخلت الساحة، وهنا إعلان دمشق قرر أن يوزع هذه الإعانات على أهل السجناء في دير الزور من خلال نواف، ولكن نواف أخذ هذه الأموال ووضعها في جيبه يعني أنا يؤسفني أن أتحدث بهذا الشكل، ولكن هذه هي الحقيقة المرّة والآن هو يعود إلى حضن النظام ويتهمنا باتهامات لها أول وليس لها آخر ثم يقول: إن النظام هو الذي قدّره والمعارضة لم تقدّره. وهو لم يقدّر أنه وضع في جيبه وسرق أموال السجناء يعني هذه خصوصًا عوائل ذووها في السجون يعانون الويلات وينتظرون هذه الإعانة في كل شهر، وكان إعلان دمشق يقوم بهذا الواجب على أحسن ما يرام فكيف يمكن أن يكون مقبولًا مثل هذا التصرف لا أعرف كيف أصفه!
أيضًا من الأشياء التي أخبرنا بها الأستاذ رياض الترك في ذلك الوقت أنه كيف حاولوا أن يرمموا العمل وعرضوا على بعض الشخصيات من التي لم تنجح في الانتخابات أن تعمل معهم ولكن كان التخوف سيد الموقف في ذلك الوقت وذكر لنا تفصيلات والمشكلات التي حصلت بينه وبين الاتحاد الاشتراكي بعد دخولنا إلى السجن والإشكالات التي تطورت مع حزب العمال الشيوعي يعني بشكل عام الوضع لم يكن مريحًا، وأيضَا تكلم عن الطريقة الأمنية القاسية التي تعامل بها النظام، ونحن كان تصورنا أنه عندما بدأنا بالعمل السياسي منذ عام 2005 في إعلان دمشق أن الأمور سوف تتحسن شيئًا فشيئًا ويزداد هامش الحريات ثم فوجئنا أنه في الفترة التي غبنا فيها عن المشهد ضيِّق على الحريات بشكل كبير في سورية بين عام 2008 و2010 وكما ذكرت قبل قليل هذا الأمر كان أثره على الناس عندما زارونا كان واضحًا أن الناس… يعني عندما أقارن حجم استقبال الناس لي بعد غياب أكثر من سنتين ونصف في السجن في دير الزور -وأنا الحمد لله شخص معروف جدًا في دير الزور- وبين حجم الاستقبال الهائل جدًا الذي حصل لي في الثورة بعد الاعتقال الذي تعرضت له أثناء الثورة الذي لم يكن مدة طويلة أقل من شهرين؛ والاستقبال الذي حصل لي بعد بدء الثورة وحجم الاهتمام من قبل الناس وحجم المظاهرات التي خرجت تطالب بالإفراج عني يعني شتان ما بين عام 2011 وما بين 2010 وبينهما سنة واحدة فقط، لاحظ حجم التغير الهائل في نفسية الناس وفي مواقف الناس وشجاعة الناس وتحرك الناس ويكاد الشخص لا يصدق أن نفس هذا الشعب الذي كان مضغوطًا بهذه الدرجة في عام 2010 ولكنه في عام 2011 انطلق إلى أقصى درجة يعني في الأسبوع الأول من اعتقالي الثاني كانت توجد مظاهره كاملة خرجت من المساجد وتجمعوا أمام منزل أهلي وهم يهتفون: "أحمد طعمة لا تهتم نفديك بالروح والدم". وهي مسجلة فيديو وكانت توجد لوحة ضخمة جدًا: "أفرجوا عن الدكتور طعمة". يعني هذا يعطيك فكرة عن التغيرات التي تحصل في مجتمع من المجتمعات نتيجة أحيانًا تغير عوامل بسيطة لذلك نحن لا يجب أن نستهين ودائمًا نقلل من دور الشعوب في عملية التغيير نفس هذا الشعب قبل سنة كيف أصبح السنة التالية، في السنة الأولى كان الشعب مرعوبًا وبعض الناس بدؤوا بزيارتي فيما بعد في العيادة ويهنؤونني على سلامة الإفراج بحجة أنهم جاؤوا لأجل العلاج وهو يضع في باله أنه إذا تم سؤاله: ما الذي أحضرك إلى هنا؟ يقول: أنا أتيت لأجل العلاج. بينما هو في الأصل جاء لأجل… يعني يوجد مودة قديمة بينك وبينه.
في هذا الاجتماع بالذات بعد أن خرجت من السجن لم يكن يوجد اتفاق حول هذه القصة، ولكن هذا الأمر حصل فيما بعد وأنا بالنسبة لي اكتسبت خبرة -الحمد لله- داخل السجن واطلعت على مزيد من الملفات والدراسات، وفي الأصل أنا أنتمي إلى مدرسة فكرية ترى أن التغيير تدريجي شيئًا فشيئًا، ولكن في السجن ربما -ربما أقول- إنه في تلك الفترة أصبح عندي تصور أكثر عمقًا لمسألة التركيز على القضايا الفكرية في تغيير الأمة أكثر من التركيز على القضايا السياسية يعني نحن مررنا بالتجربة السياسية وربما القضايا الفكرية بدأنا نشعر أن هذه يجب أن تأخذ منا حيزً أكبر وخصوصًا أن المدرسة التي ننتمي إليها فكريًا هي تؤيد هذا المنطلق وأنا ذكرت سابقًا ما الذي قاله لنا جمال البنا أن تريثوا كثيرًا قبل أن تذهبوا إلى العمل السياسي إذ أن نقطة التغيير في أي مجتمع من الناحية السياسية تبدأ من تغييره فكريًا إذا تغير المجتمع فكريًا بشكل تلقائي سوف يتغير سياسيًا.
أنا كان يوجد عندي بعض الأعمال كان يجب أن أقوم بها مثلًا أنا كنت -سبحان الله- في الأسبوع الذي اعتقلت فيه في عام 2007 كنت قد جهزت للانتقال إلى العيادة الجديدة أمام الحديقة العامة ولم أحتج إلى فترة ترتيبات سوى أسبوعين أو ثلاثة للعيادة الجديدة لأجل الانتقال والشخص عندما ينتقل من مكان إلى آخر يجب أن تصل الأخبار إلى الناس والناس يعرفون أنه أصبح عندك عيادة جديدة في مكان آخر وخصوصًا أنني في العيادة القديمة كنت مضغوطًا جدًا بالوقت والمزدحم جدًا من قبل الناس وعندي ملفات وبطاقات زوار العيادة كانت أعدادًا هائلة أكثر مما يمكن أن يُتخيل يعني في إحدى المرات أذكر من الأمور الطريفة كانوا يقولون عن طبيب هندي أنه استطاع معالجة 18 حالة يوميًا وأنا كنت أتبسم وأقول: تعال وانظر عندنا!، يعني عندما كنا نسهر في العمل في العيادة ربما هذا كان خطأ يعني كنت أسهر حتى الساعة الواحدة أو الثانية ليلًا.
عندما خرج أخونا الأستاذ رياض سيف وكان آخر من خرج باعتبار أنه آخر من اعتقل أبلغنا رسميًا أنه ليس لديه رغبة بالعمل السياسي حاليًا، وبالتالي سوف أستنكف عن العمل السياسي ويجب أن تبحثوا عن رئيس جديد للأمانة العامة، ومن هنا حدث اختيار من قبل الأخ رياض الترك ودفع باتجاه أن يأتي الأخ سمير نشار حتى يرأس الأمانة العامة وطبعًا أنا برأيي الخاص أن هذا كان رأيًا غير مناسب لأنه لم يكن هو الشخص المؤهل حتى يقود مثل هذه المرحلة مع كل تقديرنا واحترامنا للزميل ربما كانت توجد شخصيات أقدر على القيام بهذا الدور وربما لأن سمير بالنسبة لأستاذنا الأستاذ رياض ترك كان مِطواعًا يعني يوجد أسباب كثيرة ولكن أعيد وأقول: هذا الخيار وهذا اتضح فيما بعد أنه لم يكن خيارًا مناسبًا وغير مناسب على الإطلاق.
يعني أنا أعتقد أنه توجد خصائص ومزايا خاصة في رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق يجب أن تتوفر ، يعني الذي كان رئيس الأمانة العامة كان رياض سيف وميزته الأساسية أنه دؤوب في العمل لدرجة كبيرة جدًا و ينتمي إلى التيار الاقتصادي الدمشقي، وبالمناسبة ربما الذي دفع رياض الترك إلى ترشيح سمير نشار لأنه كان هو القطب المواجه لرياض سيف لأن رياض سيف كان يمثل البرجوازية الدمشقية وهذا يمثل البرجوازية الحلبية ولكن شتان بالمواصفات بين الشخصين كان رياض سيف مقيمًا في دمشق في بلده وكان رجلًا قادرًا أن يجمع الناس في منزله وعددًا هائلًا من الزوار وكان يقوم بالنسبة لنا بدور "شيخ الحارة" رياض سيف لم يكن عميقًا جدًا في السياسة، ولكنه كان بطبيعته المرنة وحيويته مع وجود سياسيين كبار لم نكن نجد أي مشكلة في الوصول إلى اتخاذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة، وظهرت خطورة سمير نشار بعد أن خرج خارج سورية وأصبح يقدم تقارير عن الأوضاع الموجودة في الخارج وأنا برأيي أثرت تأثيرًا سلبيًا جدًا علي قرارات إعلان دمشق في الداخل، يعني هو دخل في حساسياته وكان يوجد علاقات غير ودية مع بعض الأشخاص لم يكن يوجد داع لها وخصوصًا موقفه السلبي جدًا من أخينا أنس العبدة، وتسبب هذا اتخاذ إعلان دمشق عدة مواقف ضيعت على إعلان دمشق الكثير الكثير من الفرص التي كان ممكنًا فيها بلحظات أن يقود الثورة أو على الأقل يقود المعارضة في الخارج يعني ابتداء من مؤتمر أنطاليا وفي المؤتمر كان المشرفون عليه راغبين حصرًا بأن تكون قيادة المؤتمر لإعلان دمشق.
نحن عندما خرجنا من السجن في أول شهرين من خروجنا من السجن حصل موقف، رياض سيف لم يعد يريد أن يعمل في العمل السياسي وهذا أدى إلى أن يأتي أخونا الأستاذ سمير نشار رئيسًا للأمانة العامة لإعلان دمشق وثانيًا- أخونا الدكتور وليد البني أثار مشكلة القضية المالية، والذي حصل أن قيادة إعلان دمشق بالنسبة للإعانات المالية كانت قد اتخذت قرارًا وأنا شخصيًا أراه قرارًا ليس سيئًا أنها كانت بالأصل معونات مخصصة ل 12 سجينًا في إعلان دمشق، ولكن إعلان دمشق وجدوا أن الحالة المادية لمعظم هؤلاء الـ 12 معقولة يعني يوجد منهم أطباء ومهندسون وبالتالي وبما أنه يوجد أشخاص آخرون من المعتقلين القريبين من إعلان دمشق بأمس الحاجة ولو هذه المساعدة جاءت باسم هؤلاء الـ12 ولكن نحن يمكن أن نوزعها على الآخرين كنوع من أنواع التشارك ولماذا لا يكون ذلك؟ وبالتالي حصل تقسيم لهذه المعونة أنه بدلًا من أن يُعطى السجين أو أهل السجين من قيادة إعلان دمشق المبلغ كاملًا يُعطى جزءًا منه والباقي يوزع على سجناء آخرين وأنا أحد الأشخاص كنت موافقًا على هذا وربما الذي أثار المشكلة أن عملية التقسيم مثلًا ربما كان يوجد شخصان لم يكونا يخضعان لهذا المقياس يعني لو كان على الجميع مثلًا الجميع تم التخفيض عنهم وبنفس الوقت الدكتور وليد البني أيضًا معه شيء من الحق أنه سجن خمس سنوات في المرة الأولى ثم الآن سنتين ونصف في المرة الثانية وحالته المادية نتيجة ابتعاده عن عمله في العيادة لمده 7 أو 8 سنوات أيضًا أصبح وضعه وزوجته وأهل منزله أيضًا تعرضوا للكثير ويفترض في هكذا قضية أن يُستأذن فيها، ولكن لم يُستأذن وتمت عملية الخصم وعندما علم أن شخصين من أصل 12 أو الأشخاص الذين كان مقسمًا عليهم لم يخضعوا لنفس المعيار هنا هو استُفز وحصلت مشكلة وتبادل توجيه الشد والجذب وكانت نتيجتها أنه حصل تفرق في الصف عندنا وخسرنا وليد من إعلان دمشق، وخلاصة القول: إنه في الفترة الواقعة ما بين الإفراج عنا وبدء الثورة السورية كانت لا تزال الناس متهيبة من العودة إلى العمل السياسي وإعلان دمشق لم يقرر أن يعود إلى العمل السياسي وربما الحالة المعنوية للناس المحيطين في إعلان دمشق وقيادة إعلان دمشق في ذلك الوقت لم تكن مستعدة للانخراط في العمل السياسي مباشرةً من جديد.
الحقيقة أنا في ثالث يوم من الإفراج عني من السجن جاءني اتصال على الهاتف ورأيت أنه رقم سعودي وكان المتحدث أخونا الشيخ رياض الحسن والحقيقة أنا أكبرت فيه جدًا هذا الاتصال وكان بالنسبة لي اتصالًا مفاجئًا تمامًا وكان رياض الحسن هو زعيم التيار السلفي في دير الزور بغير منازع يعني لا أحد ينازع الشيخ رياض على أنه هو الزعيم والأب الروحي للتيار السلفي، وكان هذا التيار السلفي لا يريد العمل في السياسة على الإطلاق وأن يحصل هذا التغير الإيجابي وأن رأس هذا التيار السلفي يتجه باتجاه العمل السياسي ثم يتصل بي من السعودية مباركًا لي بالإفراج عن السجن ثم يقول لي: الله يبارك بكم لم تقصروا وبذلتم جهدكم وعملكم لم يكن هكذا عبثًا، يعني للأمانة كانت كلماته جدًا طيبة وأنا لا أزال أحتفظ بالذكرى الطيبة جدًا لهذا الاتصال وهنا أعطى فكرة عندي أنه لا يجب أن نتسرع في إصدار الأحكام على الآخرين فلا تدري أن ظرفًا معينًا يمكنه أن يغير وجهات نظر تيار بأكمله يعني التيار السلفي وخصوصًا هذا التيار السلفي كان أميل إلى أن يكون تيارًا عقديًا وهابيًا يعني في أحسن حالاته كان يمكن أن يذهب باتجاه التيار الفقهي أتباع الشيخ ناصر الدين الألباني، ولكن أن يتحول إلى تيار حركي يناقش بالسياسة وينظر بنظرة إيجابية تجاه أشخاص ذهبوا لفكرة واضحة محددة -الدولة المدنية الديمقراطية في سورية- يعني هذا التغير لا يجب أن نستهين به.
الانكفاء الذي حصل في قيادة إعلان دمشق والوسط المحيط فيها والوسط الديمقراطي في سورية مفهوم لأنهم في داخل سورية والقمع… والحقيقة النظام بعد أن اطمأن إلى خطاب "ساركوزي" في عام 2008 بدأ يتصرف على أنه ينبغي أن يعيد الناس إلى القمقم الذي كانوا فيه قبل سنوات، والتيار السلفي تلقي الضربة في عام 2008 و2009 وامتلأت السجون بالمعتقلين السلفيين وهذا التغير الذي يحصل في رأس هرم هذا التيار السلفي وهم موجودون في الخارج هذا بالتأكيد أثر إيجابيًا، ولكن لا أستطيع أن أحدد بدقة ما هي المؤثرات التي جعلت هذا التيار يذهب بهذا المنحى هل هو تأثير الشيخ سرور زين العابدين ومحمد عبده -وهما من شيوخ السلفية الذين جمعوا بين السلفية والحراك السياسي- كان له دور؟ وخصوصًا الشيخ سرور.
عدنا واستأنفنا واتخذ قرار في قيادة إعلان دمشق بحضور القيادتين الأمانة العامة إضافة إلى رئاسة المجلس للاجتماعات الدورية لإعلان دمشق كلها أصبحت سرية والبعض لم يستأنف العمل مثلًا كان أكرم البني لم يعد للحضور والدكتور عبد العزيز الخيّر أيضًا لم يعد، وأما البقية كان الحضور تقريبًا بحدود 17 شخصًا ونناقش الكثير من القضايا وشهد مناقشات جيدة، ولكن لم تكن توجد آفاق لتطور عملنا واستعادة الزخم الذي كان لنا في عام 2005 و2006.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/06/01
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي قبل الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/6-28/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
حزيران 2010
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة دير الزور-محافظة دير الزورمحافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)محافظة دمشق-باب توماشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
سجن عدرا / دمشق المركزي
فرع المخابرات الجوية في دير الزور / المنطقة الشرقية