أنا جورج صبرة من مدينة قطنا في محافظة ريف دمشق، وُلدت في المدينة في عام 1947، وتعلّمت فيها في مدارسها حتى [المرحلة] الإعدادية، وبعد ذلك انتقلت للدراسة في دار المعلمين العامة في دمشق، وانتقلت بعد تخرّجي في عام 1967 إلى التعليم، وتابعت دراستي الجامعية في كلية الآداب في قسم الجغرافيا في جامعة دمشق، وتخرّجت منها في عام 1971. وفي عام 1970، كنت من الذين أسسوا البرامج التعليمية التلفزيونية، وخلال 12 عامًا عملت في الإدارة المركزية لوزارة التربية في قسم البرامج التعليمية كمعدّ ومقدّم للبرامج التعليمية التلفزيونية، وفي عام 1978، أُوفِدت بمنحة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ودرست لمدة عام في جامعة إنديانا الأمريكية في اختصاص تقنيات التعليم، والأساس منها هي البرامج التعليمية. وعدت إلى وزارة التربية، وشاركت في ذلك الوقت في كتابة مسلسل للأطفال، ذلك المسلسل العربي الشهير: "افتح يا سمسم"، الذي أُنتج في الكويت، وكنت أحد الكتاب السوريين فيه.

 وفي عام 1982، نُقِلت من التربية إلى وزارة المالية ضمن القوائم التي كان يصدرها النظام لنقل المعارضين، وخاصًة الشيوعيين منهم من ملاك التربية، وعملت في وزارة المالية، ومن ثم في عام 1982 (1984 - الشاهد) تعرّضت للملاحقة. وأنا عضو في حزب الشعب الديمقراطي السوري، والذي كان اسمه: "الحزب الشيوعي [السوري]-المكتب السياسي"، وهو انقسام عن الحزب الشيوعي السوري، والذي بدأ في بداية السبعينات، ومنذ عام 1974، أصبح هناك حزبان شيوعيان في سورية: الحزب الشيوعي السوري برئاسة خالد بكداش، والحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي برئاسة رياض الترك. وأنا كنت ضمن هذا الفريق، هذا الفريق من البداية كان معارضًا لنظام حافظ الأسد، وأول مظاهرة اشتركت بها ضد النظام كانت يوم "الحركة التصحيحية" في 16 تشرين الثاني 1970 التي قادها حافظ الأسد، وأسّس لحكم الأسرة الأسدية منذ ذلك اليوم. تجمّعنا في ذلك اليوم، حيث كنا طلابًا يساريين من البعث اليساري ومن الشيوعيين المكتب السياسي في ساحة السبع بحرات، وقمنا بمظاهرة ضد حافظ الأسد؛ لأنَّه كان واضحًا بالنسبة لنا أنَّه اتجاه يميني واتجاه فاشي عسكري يأتي إلى الحكم في سورية. في ذلك الوقت، كانت حركتنا بسيطة، ولم تقتضِ من النظام أكثر من سيارة الإطفاء وخراطيم المياه، ورشّونا بها، وأخرجونا من ساحة السبع بحرات. والحزب (الحزب الشيوعي-المكتب السياسي) بقي معارضًا للنظام، وخلال أحداث الثمانينيات، حمّل المسؤولية للنظام في كل ما يجري وخاصة مذابح حماة وجسر الشغور ومجريات حلب، وكان الحزب علنًا وجهارًا وطوال الوقت ضد القانون 49 الذي أصدرته السلطة بخصوص إعدام من ينتمي "للإخوان المسلمين"؛ لذلك بدأت حملة منظّمة ضد الحزب في عام 1980، وهذه الحملة نتج عنها اعتقال جميع أعضاء المكتب السياسي ومعظم أعضاء اللجنة المركزية، وبقية كوادر الحزب دخلوا الحياة السرية وأنا منهم. وبقيت في الحياة السرية، وتركت منزلي في عام 1982 (1984 - الشاهد)، وبقيت في تلك الحياة السرية حتى تمّ اعتقالي في عام 1987، وكنت خلال هذه السنوات مع عشرات الرفاق، وفي هذا الوقت، تمّ تجديد قيادة الحزب، وفي عام 1984، انعقد مجلس وطني للحزب، وكان اجتماعًا موسعًا، وتمّ انتخابي ضمن أعضاء اللجنة المركزية الجدد، وأصبحت عضوًا في اللجنة المركزية للحزب منذ عام 1984. وفي عام1987، تمّ اعتقالي من قبل أمن الدولة، وأمضيت 8 سنوات في سجن صيدنايا [العسكري]، وخرجت بعد أن أمضيت مدة العقوبة التي فرضتها عليّ محكمة أمن الدولة، حيث حوكمت أمامها بثماني سنوات، وخرجت في عام 1995. الحزب (الحزب الشيوعي-المكتب السياسي) في الموضوع السياسي اشترك مع قوى سياسية سورية هي: حزب الاتحاد الاشتراكي العربي بقيادة الدكتور جمال الأتاسي مع حزب العمال الثوري مع حركة الاشتراكيين العرب مع حزب البعث [حركة] 23 شباط، وشكّلوا في عام 1979 التجمع الوطني الديمقراطي، وكان هو التحالف الأساسي للمعارضة في الداخل السوري منذ عام 1979. خلال ملاحقات الحزب وسجن قياداته استمرّ الحزب وهو يعمل في مؤسسات التجمع: في قياداته المركزية والفروع في المحافظات. وآخر سجين سياسي خرج [من المعتقل] كان الرفيق رياض الترك الأمين الأول للحزب، وخرج في عام 1998 بعد أن أمضى 18عامًا في الزنزانة المنفردة، وخلال تلك الفترة، بين العام 2000 وفيما بعد، بدأ الحزب يعيد ترتيب نفسه، وخرجت جميع الكوادر من السجن، والكوادر التي كانت في الملاحقة أيضًا تمّ حل قضاياها.