التعريف بمدينة معرة النعمان جغرافيًا وثقافيًا واجتماعيًا
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:11:21
[اسمي]عبد القادر محمد لهيب من معرة النعمان، وأقيم حاليًا في إسطنبول، وأعمل كمذيع ومحرر أخبار في راديو وطن "إف إم"، وأنا من مواليد 1993.
تعدّ معرة النعمان أكبر المدن في محافظة إدلب، وحتى أنها كانت أكبر
من مركز المحافظة، ولكن لأسباب أصبحت إدلب هي مركز المحافظة والمباني الإدارية
موجودة فيها، فجُعلت إدلب هي مركز المحافظة، ومدينة معرة النعمان على الطريق
الدولي (حلب دمشق)، وكانت تعتبر هي أم البساتين ومقصدًا لجميع أهالي قرى ريف إدلب
الجنوبي ومقصدًا حتى للزائرين من باقي المحافظات بسبب موقعها على الطريق الدولي.
معرة النعمان كانت سابقًا -كما ذكرت- تسمى: أم البساتين، وهذا
الاسم بسبب وجود البساتين الكبيرة فيها، وتحولت هذه البساتين لاحقًا إلى مبان.
يوجد في معرة النعمان المركز الثقافي الكبير ومرقد أبي العلاء
المعري، وهو أحد شعراء سورية المعروفين، وفيها متحف معرة النعمان، وفيها خان مراد
باشا، وبعض المراكز الثقافية المشهورة في معرة النعمان، وفيها الجامع الأموي
الكبير، وهو نسخة عن جامع حلب الأموي. وبشكل عام هذه هي المراكز الموجودة في معرة
النعمان، وتوجد فيها قلعة النعمان، وهذه القلعة موجودة في الحي الشمالي وحتى الآن
قائمة والخندق المحيط فيها أيضًا لا يزال موجودًا، وهذه المناطق كانت جميعها
موجودة داخل المعرة النعمان حتى الآن.
توجد في معرة النعمان بعض المواقف التي لا ينساها أهلها، مثلًا: في
28 شباط/ فراير 1959، زار جمال عبد الناصر معرة النعمان برفقة الزعيم السوري أكرم
الحوراني، وكان معهم زعيم يوغسلافيا تيتو (جوزيف بروز تيتو)، وهذه كانت إحدى زيارات
جمال عبد الناصر إلى سورية، وتم زيارة معرة النعمان من خلالها، والموقف الذي يذكره
أهالي معرة النعمان جيدًا هو وصول جمال عبد الناصر إلى ساحة المتحف أو المعروفة
بساحة السرايا، وكان هناك جمع غفير من أهالي معرة النعمان والقرى المحيطة بها في
هذه الساحة، وعندما وصل إلى وسط الساحة تم رفع جمال عبد الناصر هو وسيارته عندما
كان فيها (في وسط الساحة)، وسار فيها أهالي معرة النعمان، وجمال عبد الناصر يسأل
أكرم الحوراني في وقتها: يا أكرم، ما هذا؟ فقال له: هذا هو شعبي يا سيادة الرئيس.
فكان موقفًا يعد جيدًا من قبل أهالي معرة النعمان الذين حتى الآن يفضلون جمال عبد
الناصر باعتبار أنه زعيم عربي، رغم المشاكل التي حصلت لاحقًا من انفصال الوحدة
وغيرها.
انتشر في معرة النعمان الأدباء والشعراء الذين كانوا متأثرين
بالشاعر أبي العلاء المعري ومنهم: محمد جميل جعفر، وكان محمد جميل جعفر قد شهد له
مؤسس مجلة الضاد في حلب عبد الله حلاق، ولقبه بأبي العلاء الصغير؛ لأن شعره كان
قريباً جداً من شعر أبي العلاء المعري، وكان الشعر في تلك الفترة مقتصراً دائماً
على التعريف بمعرة النعمان وذكر الأديان الأخرى والتقارب الذي كان موجوداً بين
السوريين بشكل عام وبين باقي الأديان. وكان محمد جميل جعفر هو الشخص الوحيد الذي
تم إعطاؤه هذا اللقب (أبو العلاء المعري الصغير). ومن الشعراء الموجودين في معرة
النعمان: أحمد نصر الدين، ومؤخراً خلال الثورة كان هناك إبراهيم جعفر، وعبد العزيز
الصوراني. وهؤلاء الأشخاص انتشروا بشكل كبير داخل معرة النعمان وخارج المعرة،
وخاصة بسبب وجود التواصل الاجتماعي، ومواقع الإنترنت. [بالنسبة] للفن، كان هناك
علاقة جيدة بين معرة النعمان والفن، مثلاً: محمد أكرم الجندي الذي ترشح لعضوية
مجلس الشعب أسس شركة إنتاج سماها: شركة إنتاج عرب للإنتاج التلفزيوني، ثم أنشأ
قناة شام، وهذه القناة بقيت تقريباً عدة سنوات، ثم تم إغلاقها قبل الثورة بسنتين
بسبب مشاكل قيل: إنها سياسية بين النظام ومحمد أكرم الجندي. وكان لدينا الفنانة
نادية منفوخ التي اشتهرت في مدينة حلب، وقيل: إنها من حلب بسبب كثرة غنائها
للموشحات الحلبية والأغاني الحلبية، ولكن أصلها من معرة النعمان، وذكرت نادية
بأكثر من موقف أنها من معرة النعمان.
معرة النعمان هي مدينة تجارية زراعية، كان أهالي القرى الموجودون
حول معرة النعمان يأتون إلى المعرة دائماً، ويتسوقون منها، وكان كل شيء موجوداً
داخل المعرة، وحتى أهالي القرى كانوا يحضرون بضائعهم من الألبان والأجبان،
ويبيعونها داخل المعرة؛ لأنها كانت مقصداً لجميع الموجودين في ريف إدلب الجنوبي،
وكانت موجودة على الطريق الدولي؛ فكانت المعرة نقطة استراتيجية هامة.
[نسبة] التعليم في معرة النعمان، بشكل عام،
كانت متوسطة، والتعليم منقسم بين الذكور والإناث، وكان أغلب الذكور يأخذون الشهادة
الإعدادية ثم الثانوية ثم يتركون [التعليم]، والقليل منهم من يكمل الدراسة، ويأخذ
الشهادات، والسبب الأول الذي يمنع الناس من إكمال الدراسة هو: ضعف الإمكانيات
المادية. والمعرة مدينة متوسطة من ناحية الحالة المادية. وبالنسبة للإناث في معرة
النعمان كانت العادات طاغية بشكل كبير، مثلاً: البنت في الصف التاسع تأخذ الشهادة
الإعدادية، وتحاول الحصول على شهادة البكالوريا (الشهادة الثانوية) ثم تتوقف [عن متابعة
الدراسة]؛ لأنهم كانوا يقولون: إن البنت ستذهب إلى منزل زوجها في النهاية، ولا
داعي لإكمال دراستها. وطبعاً، كانت هناك حالات تكمل البنات فيها الدراسة ويحصلن
على شهادات في الطب، أو الهندسة، أو غيرها من الشهادات العليا في سورية. أنا بشكل
شخصي حصلت على الشهادة الإعدادية في عام 2008، وبعدها توقفت عن الدراسة بسبب
الحالة المادية، وبدأت أعمل مع والدي حتى عام 2009 في الدهان (طلاء المنازل
والأبواب) وبقيت لمدة سنة ونصف أعمل مع والدي، وبهذه الفترة انتقلت إلى العمل في
تصنيع" الجبصين والجبسون بورد" وتركيبهما، وبقيت لمدة سنة تقريباً في
هذه المصلحة، ثم انتقلت إلى لبنان، وكان خالي موجوداً في لبنان، وفي عام 2010،
اتصل بنا، وقال: إنه يحتاج إلى عمال للعمل في أفران أبو عرب للكعك العصروني.
وطبعاً، هذه الأفران منتشرة في لبنان بشكل كبير، ويعرفها الشعب اللبناني كثيراً. وبدأت بالتفكير: هل أذهب إلى لبنان أم لا؟
وقررت الذهاب والعمل، فأجمع المال، وبعدها أعود، وأكمل دراستي، وكان هذا حلم
الكثير من الشباب الذين سافروا إلى خارج سورية من أجل لعمل، وأنا خرجت بالفعل في
عام 2010، إلى لبنان، وأصبحت أعمل في لبنان، وواجهت في عملي هناك الكثير من
المصاعب، وكانت هذه أول غربة لي، وكان عمري 17 أو 18 سنة، وكانت الصعوبة الأولى
أنني للمرة الأولى أسافر إلى خارج سورية، وحتى خارج معرة النعمان؛ لأننا لم نكن
نخرج من معرة النعمان كثيراً. وبقيت لمدة سنة في لبنان، وخلال
هذه السنة تعلمت الكثير من الأشياء وهي: معاشرة الناس، والملاسنة (الأحاديث
الجانبية مع العموم)، ومعرفة الشخصيات الموجودة. وكان يأتي إلينا شخص من
قوات" اليونيفيل" دائماً، وهو من الجنسية المصرية، وحصلت لي قصة مع هذا
المصري. عندما انطلقت الثورة المصرية جاء إلينا، وقلت له: مبارك يا أبا آدم ما حصل
عندكم في مصر. فانزعج، وقال لي: ما هو
الشيء الذي حصل؟ وقلت له: الثورة المصرية التي حصلت، وقيام الناس على حكم مبارك.
وقال: هذا الشيء سيّئ. وأنا من وقتها لم أعد أتحدت في السياسة مع أحد، وهذه إحدى
القواعد التي كان يتم فرضها علينا في العمل، وهي أنه: يجب عليك ألا تتحدث مع أحد
في السياسة أو في الدين، والابتعاد عن هذه المواضيع، ويجب أن تكون بشكل عام
حيادياً؛ لأنهم كانوا يقولون لنا دائماً: إن الحق مع الزبون.
يوجد موقف آخر بعد أن حصلت الثورات (الثورة التونسية والثورة
المصرية)، حيث كانت المخابرات السورية تأتي إلينا بسبب وقوع مركز الفرن على طريق
دمشق- بيروت في جبال علّي بالقرب من بحمدون، وكان رجال (أزلام) المخابرات السورية
دائمًا يترددون علينا وباقي الرجال، وحتى ممثلون سوريون كانوا يأتون إلينا، مثل:
حسام تحسين بيك وغيره. وفي إحدى المرات وبعد انطلاق الثورات، جاء إلينا شخصان من
المخابرات في الساعة 2:00 ليلاً، وطبعاً كانا مخموران بشكل كبير، وسألاني: ما رأيك
بالذي يحصل؟ وقلت لهم: نحن ليس لنا علاقة، والأمر بعيد عنا (عن سورية). وقالوا:
غداً عندما تقوم الثورة عندكم في سورية سوف نرى كيف سوف تخرجون جميعاً، وهم كانوا
يعرفون حالة الضغط الموجودة عند الشعب السوري، وأنا كنت في هذه الأثناء قد قرأت
شيئًا على التلفزيون على قناة مرح السورية [يقول]: إن الشعوب تحرق نفسها حتى تغير
رئيسها، ونحن نحرق أنفسنا حتى يبقى بشار الأسد رئيسنا. وأنا أخذت هذه الجملة
مباشرة، وقلتها لهم، وهم أصبحوا يضحكون كثيرًا، وقالوا: غداً عندما تقوم الثورة
سوف نرى. وهم كانوا يعرفون أنه سوف يحصل شيء، ولكن لا أحد يتوقعه؛ لأنه بصراحة كانت
الثورة السورية خارج نطاق العقل، ولا أحد كان يتوقعها أبداً.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/02/24
الموضوع الرئیس
سيرة ذاتيةكود الشهادة
SMI/OH/12-01/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2010/01/01
updatedAt
2024/10/10
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-منطقة معرة النعمانشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
مجلس الشعب - نظام
قوات اليونيفيل