الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحياة السياسية في سورية خلال الستينات والسبعينات

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:55:01

 أيام دخولنا إلى الجامعة تشبه هذه الأيام (سنوات الثورة)، بمعنى أنه كانت في سورية اعتقالات شديدة من قبل النظام، وأي شخص يصلي يعتبر من الإخوان المسلمين، وكانت الحجة (التهمة) في تلك الفترة هي الإخوان المسلمون، وحصل صراع، ومن يريد التسريح [من الخدمة الالزامية] كان يتم وضعه في السجن، واعتقل الآلاف من الناس بحجة أنهم ينتمون إلى الإخوان المسلمين، وحصل صراع مسلح قوي في حلب وحماة، وتذكرون الأحداث التي بدأت، وكانت الاغتيالات موجودة، والنظام كان قد وصل إلى مرحلة من الضعف، ولكنه استخدم العنف المفرط في كل مناطق سورية فكانت الحياة الجامعية مثل اليوم، والطالب الجامعي يعيش تحت القصف، وربما كان التشبيه قريبًا؛ فقد كان هناك خوف، وأنت عندما تذهب إلى الجامعة لا تعرف متى تعتقل وخاصة في الامتحانات، ومرت فترة صعبة وخاصة حتى عام 1984، وفي عام 1984، ازداد الأمر أكثر؛ لأنه حصل صراع بين رفعت الأسد وحافظ الأسد، والحقيقة أنهم كانوا يُنزلون القطع العسكرية، وكنت تشعر أنهم سوف يصطدمون ولا يهتمون لأحد، ويمكنهم أن يدمروا البلد في أي لحظة، وكان هناك خوف أكثر، وبعد عام 1985 ، بدأت الأمور تتغير، ونحن في هذه الفترة كنا على أبواب الانتهاء من الجامعة، وكانت فترة الجامعة في السنوات الخمس الأولى صعبة جدًا، وكان الطالب يعيش دائمًا بالهاجس الأمني والخوف في تلك الفترة.

 عندما دخلنا إلى الجامعة حصل اغتيال لبعض الأطباء أو بعض الشخصيات، وقبل أن أدخل إلى الجامعة، وعندما كنت طالبًا في المرحلة الثانوية اغتيل رئيس الجامعة محمد الفاضل، واتهم الإخوان ورفعت الأسد، وحصلت سجالات عليها، ولكن عندما دخلنا إلى الجامعة أذكر أنهم خرجوا في جنازة يوسف الصايغ، وبعدها اغتيل النعيمي، وفي تلك الفترة، لم يكن يوجد الكثير من المعلومات، ويوجد أشخاص يقولون: كان لهم دور في دعم النظام واستجواب المعتقلين. وحتى إننا لا نعرف من الذي اغتالهم، وأعتقد أنه كان هناك الكثير من الآراء حول هذا الموضوع، وهذه هي الاغتيالات التي حصلت، وكانت فترة اغتيالات، وأذكر أنهم في هذه الفترة [أن موظفي الحكومة] لم يعودوا يستطيعون ركوب سيارات الدولة بسبب الخوف، وأنه من يركب سيارة معروفة للدولة...، كانت في تلك الأيام من نوع "بيجو" 504، وفي ذلك الوقت، لم يعد أحد يجرؤ على ركوبها؛ لأنه سيكون معرضًا للقتل، وهذه الفترة سبقت أحداث حماة.

عندما بدأ اقتحام حماة كنا طلابًا، وكنا نسمع، ولم تكن هناك اتصالات أو وسائل  تواصل اجتماعي مثل "واتسأب" حتى تعرف ماذا يحصل في الدنيا، وكان الخبر ينتقل إما من وسائل الإعلام أو عن طريق السيارات أو الباصات (الحافلات) أو ممن جاء من حماة، وعندما تأتي الأخبار لا تكون دقيقة، ولا تنتشر إلا بشكل شفهي (شخص يخبر الآخر)، ولا توجد صحيفة تكتب، ولا يوجد إعلام، وكنا نسمع أن هناك مشكلة تحدث في حماة، وكتب أحد الطلاب لإبراهيم زعرور، وكان عضوًا في اتحاد الشبيبة، ثم أحضروه ليدرّس، وأظن أنه لا يزال حتى الآن أستاذًا جامعيًا، وكتب: ماذا يحدث في حماة؟ وكان جوابه: نحن لدينا 14 محافظة، ويمكننا أن نجعلها 13 محافظة، وهل هناك من لديه اعتراض؟ وتكلم بكل جفاصة (عدم مراعاة لمشاعر الآخرين) ووقاحة، وهكذا كان جوابه، وأعتقد أن كل الطلاب الذين كانوا موجودين في القاعة، وكانوا بالمئات على ما أذكر سمعوا هذه الكلمة التي قالها إبراهيم زعرور.

 هناك حادثة حصلت في عام 1980، وحصلت في الصيف، حيث كان طاهر الحوري يخدم في أحد الفروع الأمنية، وأثناء مناوبته، قام بتخدير الحرس وأخرج المساجين، وهو كان يخدم في قسم الحلبوني بدمشق، وهرّب المساجين، وطاردتهم الدولة، وبما أن طاهر من عين الفيجة أذكر أنه تم تطويق عين الفيجة، وفي ذلك الوقت، كان لدينا امتحان البكالوريا (الثالث الثانوي) فخاف زملاؤنا الطلاب من النوم حتى لا يذهب عليهم الفحص، وأذكر أنهم ناموا عندي، وحتى إنني أذكر أن النظام طاردني بعد هذا الأمر بسبب نومهم عندي، و كنا طلاب بكالوريا، وهذا الهاجس من الخوف لاحقني فترة، وكل ذلك لأن  بعض الطلاب من عين الفيجة ناموا عندي في ذلك الوقت. وقد ناموا عندي حتى يتمكنوا من تقديم فحص البكالوريا، فقد كان المركز الامتحاني عندنا في قرية الأشرفية.

أنا شخصيًا لا أعرف يوسف العبيد في تلك الفترة، وكل ما أعرفه أنه من القرية التي بجانبنا، وأصبح معروفًا بصراعه مع النظام، وهو قائد عسكري، وفيما بعد اعتقل في دمشق، ولكن على اعتبار أنه كان من القرية التي تجاورنا فهذا جعل النظام يضع كل المنطقة تحت الرقابة الشديدة والأمنية، وكانت دوريات النظام تجول، وكنا نتوقع في أي لحظة أن يحصل اقتحام لأي قرية في المنطقة.

حافظ الأسد كان لديه مقولة: التعامل مع الريف يجب أن يكون بروية أكثر من غيرها لأنها مداخل دمشق، وتشكل طوقًا حول دمشق. فيجب أن يكون هناك بعض السياسة في التعامل معها؛ حتى لا يصلوا إلى الصدام المباشر، وأعتقد أن حافظ الأسد كان يفكر هكذا، وكان له بعض التصريحات على الخاص، ولكن ابنه الغبي فعل العكس تمامًا، وهو اصطدم في البداية مع ريف دمشق، وهو الذي جعل دوما تنتفض بعد درعا، ونعلم كيف كان تعامله مع الزبداني ومع داريا (مع الورود في داريا)، حيث كان التعامل على العكس تمامًا، وكان التعامل بالعنف مع ريف دمشق.

 في عام 1967 ،كان عمري 5 سنوات، وأذكر أيام الحرب كيف كنا نختبئ، وأصبح منزلنا مليئًا بالناس القادمين من دمشق بعد أن قصفت الأركان، وخاف الناس، وهذا كان تهديدًا لقصف دمشق، والكثير من سكان دمشق خرجوا إلى الأرياف ومنهم أقربائنا، فأنت اليوم أصبح عندك أشخاص  في المنزل، وأصبحنا نختبئ في المغر (الكهوف)، وأذكر أنه تم طلاء جميع النوافذ باللون الأزرق حتى لا يعكس الضوء على الطائرات، وأذكر هذه التفاصيل في عام 1967، وأكثر إجراء أنا أتذكره أن أكثر شباب القرية حملوا السلاح، وبدؤوا يحفرون الخنادق من أجل الدفاع عن القرية؛ لأننا سمعنا أنه سيحصل إنزال، وسمعنا أنه قد حصلت الهزيمة، وانكسر الجيش، ويمكن أن يقوم [الجيش الإسرائيلي] بإنزال في المناطق السهلية التي حولنا، و أذكر كيف كانوا يجتمعون، وكيف يحملون السلاح، وأنا كنت طفلًا صغيرًا، ولا أذكر إلا بعض التفاصيل البسيطة، وأما من الناحية السياسية أو تداعياتها فأنا لم أكن بهذا الوعي، ولكن هذه الإجراءات أذكرها تمامًا.

بعد سقوط القنيطرة، أذكر أن القنيطرة سقطت، والكثير من الناس أحضروا أغراضهم من القنيطرة، ومنزل عمي كان هناك، وذهب، وأحضر أغراضه بعد إعلان سقوط القنيطرة.

عندما شُكّل الجيش السوري، وتغيرت هويته، وقد شُكّل من أجل سيطرة الأقليات عليه، وهذا ما كان يراد به، ولكن كان لا يزال قادرًا على أن يكون جيشًا وطنيًا. وتم اغتيال عدنان المالكي المعروف في الفترة الأولى، وبعد استلام البعث -كان الرئيس أمين الحافظ _وهذه تُكتب بصحيفته ويحاسب عليها- يوقع على تسريح الضباط في عام 1966. و على قناة الجزيرة، سأله أحمد منصور [في برنامج شاهد على العصر]: كيف كنت تسرّح الضباط ونحن في حالة حرب؟! يعني أي شخص عاقل لديه حرب فلا يسرح ضباطه.

بعد انقلاب عام 1966، وفي البداية، استلم البعث، وثم ذهبنا باتجاه العنصرية والطائفية، واستلم صلاح جديد، واستلموا السلطة بشكل كبير، وبدأت أيضًا هناك تصفية أكبر للجيش، وعندما استلم حافظ الأسد حتى الطيارين الضباط بدأ بتسريحهم، -أذكر- في عام 1967، كان يعتقل أي شخص يصلي، ويقومون بإبعاد كل من يمكنهم من الضباط بحيث تصبح هذه المؤسسة العسكرية كاملة لهم، وهم كانوا يعتقدون أنهم...، وكان تخطيط حافظ الأسد أنه لا انقلاب في سورية.

عندما كنت طالبًا في الثانوية لم أكن أعرف الإخوان؛ لأنه لا يوجد عندي نشاط حزبي، وسأل أحد الطلاب آنسة (معلمة) الديانة، حيث كان يظن بأن لها علاقة، ولكنها لم تجرؤ على الإجابة، وحتى إنها أحضرت المدير حتى يشرح من هم الإخوان المسلمون، وطبعًا فهمنا بأنه تنظيم سياسي معادٍ، وهذه الأحداث عندما كنا طلابًا في الثانوية، في أواخر السبعينيات، وهذا كان بداية الصدام ما بين الإخوان والنظام.

أنا كنت مستاء من النظام عندما كنت طالبًا في المرحلة الابتدائية، وأذكر أن أحد أصدقاء والدي جاء إليه، وقال له: البلد راحت (تدمرت). واسمه رفيق الميداني وهو صديق والدي -رحمهما الله- وسمعته يقول: لقد راحت البلد، ولكن أنا هذا الكلام لا يعني لي شيئًا؛ لأنه لا يوجد عندي هذا الوعي السياسي.

كان أكثر وعينا...، نحن درسنا تقريبًا الإعدادي والثانوي والابتدائي في نفس قريتي، وأكثر ما شاهدناه كان عندما دخلنا إلى الجامعة، وكان واضحًا الاستقطاب، وكان واضحًا أن النظام بعثي، وبعدها أصبح علويًا بحيث يسيطر على كل مفاصل البلد.

عندما كنت طالب جامعة في الثمانينيات كان عندي أصدقاء سودانيون، ودعوتهم مع السفير السوداني في دمشق  إلى منطقتي، وأذكر أن ذلك حصل في فصل الربيع،  وكان النهر غزيرًا وكان معهم ضيف، وهذا الضيف كان في اللجنة التي جاءت حتى تحقق، وتقرأ محضر مجلس الشعب الذي يتم فيه مناقشة النفايات الذرية، وكنت لأول مرة أعرف أن مجلس الشعب ناقش النفايات الذرية التي اتهم في صفقتها عبد الحليم خدام أو أولاده، وطبعًا أحضروا دهانًا، وبالصدفة تم كشف الأمر بعد أن تم دفنها في الصحراء، وفتح فيها مجلس الشعب محضرًا، وفي وقتها عرفت أن البلد يُدفن فيها نفايات ذرية، وطبعًا تم التعتيم عليها كثيرًا ولم يفتح الموضوع أبداً.

سابقًا، كان ممنوعًا عليك كسوري أن تجلس مع أي دبلوماسي، وهذا يؤدي إلى أخذك إلى التحقيق، وأنا لم أكن أعرف بهذه المعلومة حتى سألني أحد الشباب: كيف يزورك دبلوماسي من السودان؟ مع أن السودان في تلك الفترة كانت تعاني من الفقر، ولديهم مرض الكوليرا، ولم يكن السودان هو ذلك البلد القوي في الساحة، ومع ذلك قال لي أحد الأشخاص: حاول ألا تلتقي، أو يزورك أي دبلوماسي. فتصور الخوف الذي كان موجودًا في سورية في حال التقيت بدبلوماسي.

السفير السوداني جاء مع الشباب السودانيين، وكانت دعوتي للشباب السودانيين، وقد تعرفت على السفير في فترة سابقة، فدعوت الجميع.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/08

الموضوع الرئیس

النشاط السياسي قبل الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/80-02/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-وادي بردىمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

المؤسسة الاجتماعية العسكرية - النظام

المؤسسة الاجتماعية العسكرية - النظام

الشهادات المرتبطة