المفاوضات مع المجلس الوطني الكردي، ورفض المجلس الوطني السوري حرف المسار
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00;07;21;51
في تلك الأثناء، جرت مفاوضات بين المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي من أجل انضمامه إلى المجلس الوطني السوري، وكنا نتعامل سابقًا مع الأحزاب الكردية التي كانت معنا في "إعلان دمشق"، وهذه الأحزاب الكردية انتظمت في المجلس الوطني الكردي، وجرت مفاوضات رسمية، ولكن لم نوفّق في أن ينضم المجلس الوطني الكردي إلى المجلس الوطني السوري، وذلك لأنَّ الطرف الكردي مازال منذ تلك البدايات المبكرة يتحدث عن الخصوصية الكردية والحقوق الدولية، بمعنى أنه هناك إشارة واضحة إلى قضية الانفصال والدولة الاتحادية، وكان بالنسبة لنا ذلك مرفوضًا، فالانتقال مما كنا عليه نحن والأحزاب الكردية في إطار "إعلان دمشق" وهو التحالف الكبير إلى الطروحات الجديدة لم يكن مقبولًا من أطراف المجلس الوطني السوري؛ لذلك لم يتمّ ذلك الانضمام.
المفاوضات مع المجلس الوطني الكردي كانت فعل ضرورة، ونحن كنا نشعر بأنَّه يجب أن يكون هناك تمثيل حقيقي للسوريين الكرد داخل المجلس الوطني السوري، رغم وجود كتلة كردية مستقلة يمثلها عبد الباسط سيدا، وهي كتلة كردية مستقلة، ولكن الطروحات التي كان المجلس الوطني الكردي يطرحها ومتمسك بها كانت مرتكزة على حق تقرير المصير، وحق تقرير المصير واضح بأنه سيصل إلى حق الانفصال، وهذا الموضوع مؤشراته واضحة بالنسبة لنا، وهم أصرّوا عليه، ونحن لا نستطيع تقديم هذا الموضوع، فنحن نريد انتصار الثورة السورية وبعد ذلك نحترم إرادة الشعب السوري في تقرير شكل الدولة التي يريدها. وكان بالنسبة لنا نخطئ الطرف الكردي، فمازال السوريون يموتون في الأماكن الأخرى، والكرد قاموا بنشاطات الثورة منذ اليوم الأول، فلماذا لا تستمر نشاطات الثورة وفعالياتها مع مؤسساتها حتى انتصار الشعب السوري كله، وتُبنى سورية من جديد بتوافق شعبها؟ ولذلك نحن لم نوافق على حق تقرير المصير، وهم لم يوافقوا بأقل من ذلك، ولم يتمّ انتساب المجلس الوطني الكردي [إلى المجلس الوطني السوري].
في ذلك الوقت بدأت محاولات كثيرة لحرف المجلس الوطني عن خطه السياسي، وأصبح واضحًا للجميع أنَّ المجلس الوطني ملتزم ومتمسّك بخط الثورة الذي تعبّر عنه في الشوارع وكذلك عبر تنظيماتها، وخاصةً أنَّ المجلس الوطني السوري ضمّ فريقين من تنظيمات الثورة، وكانوا أعضاء فيه وهم: لجان التنسيق المحلية، والمجلس الأعلى لقيادة الثورة، وحتى الهيئة العامة للثورة فاوضت المجلس، ولكن لم تتمكن من الحضور، فلدينا هنا فعل الثورة وإيقاعها موجود بقوة داخل المجلس الوطني. وأصبح هناك جهود دولية لحرف هذا الخط، وكثرت الندوات والدعوات، وكثرت المؤتمرات، وأحدها كان ندوة في القاهرة لتقريب وجهات النظر، وكان الطلب دائمًا أن هناك سوريين آخرين يجب أن تتوافقوا معهم، وهناك سوريون آخرون يجب أن ينضموا إلى المجلس. [وكان هذا لسان حال] الوضع الدولي بكامله وبشكل مباشر، وبدأ يتشكّل ما هو أوروبي وأمريكي مع بعضه البعض، وبدأ يطرح هذه الفكرة: نريد توسعة ومعارضة أخرى. والروس أيضًا كان لديهم قدري جميل ومجموعته بدأت تتشكل ويرغبون بأن تكون مشاركة. ويحصل لقاء في القاهرة، ونقوم باجتماع مع السيدة باتي جونز (اليزابيث جونز السفيرة الأمريكية في القاهرة)، كنت أنا ورياض سيف وخالد الصالح، وتكلمت باتي جونز بلغة خشنة بأنَّ اجتماع القاهرة غدًا، والذي يذهب هو الذي يمثّل المعارضة وهو الذي نعترف به، وبشكل واضح أن الاعتراف أساسي، وبالنسبة لنا في المجلس الوطني الاعتراف الأساسي من الشعب السوري، ولا يمكن أن نقبل هذه القضية، ونعرف هذه الحركات؛ لأن جزءًا من الذين يعملون بها هم أعضاء من المجلس الوطني أيضًا وفي إطار المعارضة. وبعد أن قالت جونز: الذي يذهب إلى المؤتمر غدًا هو المعارضة وهو الذي يتلقى الدعم، قلت لها: إنَّ من يحدد ذهابنا للمؤتمر وعدم ذهابنا ليس السفراء ولا الوزراء، إنما بعض الأولاد الذين يخرجون مظاهرات، وهم يقولون لنا: اذهبوا أو لا تذهبوا، والبارحة كانت هناك مظاهرة في دمشق، وقالوا: لا تذهبوا، وبالتالي لن نذهب. وفعلًا في المجلس الوطني رفضنا الذهاب، وذهبت السيدة باتي جونز، والاجتماع لم يحصل؛ لأنَّه بدون المجلس الوطني ليس هناك معنى للحديث عن اجتماع للمعارضة. وكانت تلك تجربة لنا أنَّ الوضع الدولي يحاول أن يمارس تدخلات وضغوطات مباشرة، وكانت تجربة لنا بأن لدينا القدرة على رفضها.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/07/24
الموضوع الرئیس
المجلس الوطني السوريكود الشهادة
SMI/OH/56-48/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/11/15
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
المجلس الوطني الكردي
المجلس الوطني السوري
الهيئة العامة للثورة السورية
المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية
لجان التنسيق المحلية في سوريا