الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تخوف المبعوثيين والسفراء الدوليين من أعداد الاسلاميين في المجلس الوطني

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:05:09

بعد خروج المظاهرات التي أعطت الشرعية الثورية للمجلس الوطني السوري بأن يمثل الثورة، بدأت وفود الدول والدعوات -وخاصة من الدول الإقليمية- والاجتماعات تدعو المكتب التنفيذي إلى زيارة الدول. وطبعاً، أجرينا عدة زيارات إلى قطر، واجتمعنا في القاهرة مع مجموعة وزراء المجموعة العربية التي طرحت المبادرة العربية، كان هناك عدد من وزراء الخارجية (القطري والسعودي والمصري) في تلك المرحلة، من نهاية عام 2011 وحتى مطلع عام 2012، بدأنا نجتمع مع الوفود، وبدأت الدول الأجنبية الأوروبية أيضاً ترسل وفوداً ودبلوماسيين لإجراء مقابلات، ويتعرفون على أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري. على سبيل المثال: الكثير من المندوبين بدؤوا يتصلون بي، ويريدون الالتقاء بي والجلوس معي، سواء كانوا في كندا أو الاتحاد الأوروبي أو فرنسا (جميع سفراء الدول)، وأنا أجريت مقابلات مع الأكثرية، و أريد أن أركز بشكل خاص على أمر وهو: أنني الشخص الوحيد السياسي الخارج من داخل سورية، وباقي الزملاء كانوا جميعاً خارج سورية خلال فترات طويلة، و كنت ممثلاً لقوة سياسية معروفة في الداخل السوري، وعندما أقول: أنا ممثل "إعلان دمشق". فكل الدول تعرف من هو "إعلان دمشق" في داخل سورية. أعتقد بأنهم ربما كانوا يرغبون بأن يسمعوا مني شيئاً، على اعتبار أنني صوت قادم من داخل سورية، وهذا الصوت معروف سياسياً بأنه تابع "لإعلان دمشق".

لمست من خلال هذه المقابلات بأنه كان هناك خوف، وهذه حقيقة، وربما يكونون محقين بذلك، أنهم كانوا يلمسون بأن المجلس الوطني السوري ربما يكون في داخله أصابع خفية تركية أو قطرية موجودة خلفه، أعتقد أن هذه الأصابع الخفية تعززت عندهم بسبب كثافة الحضور الإسلامي في المجلس الوطني السوري: الإخوان المسلمون" الحلبيون"، والإخوان المسلمون التنظيم الرسمي الذي يقوده" الحمويون"، ومجموعات أخرى، الإسلاميون "الدمشقيون "على سبيل المثال: الدكتور عماد الدين رشيد. وكانوا يلمسون بأن هناك حضوراً[كبيراً] للإسلاميين في المجلس الوطني السوري، وهذا الكلام دقيق إلى حد كبير؛ لأنه كما ذكرت هم كانوا يفكرون بما هو قادم، وجاءت تصريحات عن وزيرين: أحمد داوود أوغلو، وحمد بن جبر آل ثاني. يقولون فيها: إن النظام سيسقط خلال أشهر. وفي ضوء هذا المشهد نرى الحضور الإسلامي الكثيف، وكأنهم ذاهبون باتجاه ملء المشهد السياسي في سورية في حالة سقوط النظام.

في الحقيقة، وأنا كممثل "لإعلان دمشق" وقادم من الداخل، لم نذهب إلى هذا المشوار، ولم يكن لدينا في ذلك الوقت تخوفات من الإسلاميين، وهذا خطأ، وكنا قد تبنينا شعاراً خاطئاً وهو: "إن الثورة تجبّ ما قبلها". نحن مع الثورة نفتح تاريخاً جديداً بين القوى السياسية في سورية، وحتى بين "الإخوان المسلمين" رغم مواقفهم السابقة التي نقضوا فيها العهود والتوافقات، سواء في "إعلان دمشق" أو في معارضتهم تجاه النظام السوري.

في مطلع عام 2006، بعد أن انضموا إلى "إعلان دمشق"، ذهبوا إلى جبهة الخلاص مع عبد الحليم خدام، وفي حرب غزة في نهاية عام 2008، عندما أعلنوا تجميد عضويتهم للنظام السوري؛ لأن الأولوية هي لمعركة غزة، ورغم ذلك، تبنى إعلان دمشق شعار: "الثورة تجبّ ما قبلها". صحيح أننا على خلاف مع الإخوان المسلمين ومع الإسلاميين، ولكن نؤجل خلافاتنا إلى ما بعد إسقاط النظام السوري، والآن نتعامل كإطار لمشروع وطني يجمع كل السوريين وأكبر مظلة وطنية بكل ألوانها وتشكيلاتها، وبعد إسقاط النظام السوري لا مشكلة فيما لو حدث خلاف بيننا، أو قد ننظم خلافنا من خلال آليه ديمقراطية. أريد أن أعترف بأن هذه المقولة -مع الأسف- وهذا الموقف بالنسبة لي كان خاطئاً جداً؛ لأنه من خلال التجارب -وسوف أذكر ذلك- اتضح بأن "الإخوان المسلمين" كجماعة إيديولوجية لن يغيروا أسلوبهم السياسي ولا تحالفاتهم الإقليمية التي يعطونها أولوية على أي تحالف وطني في الداخل، وهم دائماً لا يمكن أن يكونوا شفافين في تحالفاتهم مع السوريين، وإنما تحالفاتهم كلها مؤقتة إلى أن يقفزوا منها إلى تحالف جديد، يظنون بأنه ربما يحمل فرصاً أفضل بالنسبة لهم.

هذا موقف "الإخوان المسلمين"، حتى نهاية عام 2013، لم يكن لدينا حرج في أن يكون في المجلس الوطني السوري هذا العدد من الإسلاميين، بما أن القرارات سوف نتخذها بالتوافق، وبما أن موقف الرئاسة سيكون بالتداول، وبما أن كل مكون لديه ممثل واحد بغض النظر عن حجمه. ولكن تبين بعد أشهر أن هذا الكلام لا يوجد التزام به، ليس من "الإخوان المسلمين" فقط، وإنما من الدكتور برهان غليون الذي حاول أن يتمسك بموقع الرئيس مع الأسف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/11/02

الموضوع الرئیس

 المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/86-35/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011 و2012

updatedAt

2024/04/07

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الشهادات المرتبطة