الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

انعقاد الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري في تونس

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:52:15

في أحد اللقاءات على "السكايب"، حيث بدأت تظهر دعوات لإقامة هيئة عامة وانتخابات، ولكن كيف تكون هذه الانتخابات؟ "إعلان دمشق" له سبعة أشخاص، و"مجموعة ال 74" لديهم أربع وسبعون شخصاً، و "الإخوان المسلمون" لهم ستون شخصاً، وهذا خروج على قاعدة التوافق، وقال الدكتور برهان: يوجد ضغوط، ونريد إقامة مؤتمر ولقاء. وكان اللقاء على السكايب، ويجب قبل القيام بمؤتمرات أن يتم تحضير جدول أعمال وتقارير، ويجب أن يشارك فيها أعضاء المكتب التنفيذي. وقال الدكتور برهان: أنا سأقوم بإنجاز الأمر. الدكتور برهان وهو في باريس يريد أن يقوم بكل شيء، وكان الموضوع في الحقيقة مستغرباً جداً، ومع الأسف كان الدكتور برهان يخطط لشيء أيضاً.

في يوم اللقاء في تونس، كان رئيس تونس الدكتور المنصف المرزوقي الذي هو صديق الدكتور برهان غليون، والذي أصبح رئيس جمهورية تونس في تلك المرحلة، في نهاية عام 2011. الدكتور برهان عندما بدأت الثورة، وكانت تونس هي أولى بلدان ثورات الربيع العربي، وهي بإمكانها أن تستقبلنا، قال: أنا تكلمت مع المنصف المرزوقي. والأمور جاهزة، وهل بقي هناك اعتراض؟ وهي أولى ثورات الربيع العربي، ولا يوجد أحد لديه تحفظ، ولكن التحفظ على طريقة عقد اللقاء وترتيب الاجتماع والدعوات التي كانت في قمة الفوضى.

ربما خصص الأتراك لنا طائرة، لم أعد أذكر جيداً، حيث خرج من إسطنبول عدد كبير من أعضاء المجلس الوطني الذين ذهبوا للمشاركة، و كل الناس كانوا يريدون الذهاب، وكانت هناك دوافع مختلفة لدى الناس، ففي "مجموعة ال 74 "كانت هناك أعداد كبيرة تريد الانتخابات، وتريد تقويض الخلافات التي حصلت مع أحمد رمضان من خلال انتخابات جديدة، وعلى ما يبدو أيضاً- وهذا ظهر فيما بعد- أن الدكتور برهان غليون كان يريد تفويضاً؛ لأنه رئيس، ولكنه ليس من المكونات التي أسست المجلس الوطني السوري، وإنما من الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري؛ حتى لا تكون شرعيته مستمدة من "إعلان دمشق" أو "الإخوان المسلمين" أو كل المكونات الموجودة في المكتب التنفيذي، وتكون شرعيته مستمدة من تفويض أو انتخاب من الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري. ولكن من لاحظ هذا الشيء في ظل هذه الفوضى التي كنا متجهين نحوها؟ وذهب الدكتور برهان، وحصل الاجتماع -مع الأسف الشديد- كان بمنتهى الفوضى، فلا يوجد تقرير لأنه كما ذكرت: الدكتور برهان ليست لديه خبرة سياسية في موضوع المؤتمرات السياسية وكيفية إدارتها والتقارير التي يتم تقديمها، ولكنه كان يعمل مع هؤلاء الشباب الذين ينصحونه في باريس، والذين يقولون له ، و يقومون بإعداد التقارير له، أو يعملون معه، أو يقومون بالتنسيق. ولا أعرف إذا كان هناك شخص آخر في ذلك الوقت، لا أعلم إذا كان الأستاذ ميشيل يساعده في هذه المواضيع. خرج صوتان أتذكرهم حتى الآن، وهذا سبّب هيجاناً، وكادت أن تحصل مشكلات في الهيئة العامة. خرج صوتان: الأول تمثله السيدة عفراء جلبي من كندا، وهي على ما يبدو من مؤيدي الدكتور برهان غليون في ذلك الوقت، وقالت: يجب أن يبقى الدكتور برهان غليون رئيساً للمجلس الوطني حتى إسقاط النظام السوري، وهذا خلاف لكل شيء في قاعدة التداول التي نتكلم عنها. وخرج الأستاذ أو الدكتور وليد البني، وقال أيضاً وهو قريب من الدكتور برهان: يجب على الدكتور برهان غليون أن يبقى رئيساً لمدة سنة على الأقل، لماذا ثلاثة أشهر فقط؟

وأنا حتى الآن أناقش فكرة وهي: إذا كان العقد شريعة المتعاقدين، وإذا أردنا أن نبني مؤسسة فلماذا نركض دائماً وراء شخصية، ونريد ترسيخها؟ البعض يرد عليّ قائلاً: ألا يجب أن تتعامل الدول مع رأس؟ حسناً، ولكن يتعاملون مع رأس هو قائد الفريق، والدول يجب أن تتعلم التعامل معنا كمؤسسة وفريق وليس مع قائد أو زعيم، ولكن للأسف هذه النظرة في صفوف المعارضة والثورة حتى هذه اللحظة وبعد مرور عشر سنوات موجودة عند قطاع واسع من الرأي العام السوري، يريدون شخصية "كاريزمية". ولكن الثورة لم تفرز شخصية "كاريزمية"، وكذلك قادة الثورة والحراك الثوري لم يفرزا شخصيه "كاريزمية"، وأنتم تبحثون عن شخص وكأنه المنقذ. عندما نفكر في بناء مؤسسة لماذا لا تكون المؤسسة هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات؟ وهي تشكل فريقاً، ويكون قائد الفريق هو ممثل هذه المؤسسة، ولكن قائد الفريق ليس شخصية "كاريزمية"، ولا يجوز تغييرها، ففي وقتها تم طرح موضوع وهو: إن الاتحاد الأوروبي المكون من دول وصل عددها إلى سبع وعشرين أو ثمان وعشرين دولة، وفي كل فتره يغيرون كل المسؤولين الرئيسيين فيها، أظن أنهم كل سنة أو سنتين-لا أعرف القوانين الداخلية فيها- يتم تغييرهم، مجلس الأمن الذي يعتبر أكبر سلطة في العالم كل شهر يتغير رئيسه، نحن لا نعرف من هو الرئيس، ولكننا نعرف أنه مجلس الأمن، ونحن "كإعلان دمشق" كنا جادين فعلاً، وكان طموحنا أن يُعرف بأن هناك مؤسسة اسمها: "المجلس الوطني السوري".

البعض من الأشخاص قليلو الخبرة مع الأسف، ولا يعرفون العمل السياسي قالوا: لا، ماذا تقصدون بالمؤسسة والمحاصصة؟ العمل السياسي توافقي وليس محاصصة، يجب أن ترضي أكبر قاعدة ممكنة حتى تشاركك في القرار، لا يمكن أن تجلس، وتأخذ القرار، وتضعه عند شخص، وتجربه لمدة سنة أو سنتين، ثم يكون هذا الشخص غير مناسب.

وسط هذه الدعوات التي خرجت في مؤتمر تونس كادت الأمور أن تصل إلى مرحلة الاشتباكات، ولا يمكنني أن أجزم بأن هذا الأمر لم يحصل، وخاصة جماعة "الإخوان المسلمين الحلبيين"، حرّك أحمد رمضان أشخاصاً كثيرين ضد الانتخابات؛ لأن جماعاتهم من ضمن "مجموعة ال 74" فيها اتجاهات تدعو إلى انتخابات، هم بدؤوا بانتخابات الرئيس، ولكن سيتبعها انتخابات لأعضاء المكتب التنفيذي، وسيُطرح سؤال: من هؤلاء؟ ولماذا هؤلاء؟ هؤلاء الذين أسسوا المجلس الوطني السوري، وكان هناك طموح أو جموح عند الكثيرين بأن الديمقراطية هكذا تتطلب. الديمقراطية في مؤسسات المعارضة وفي حالة الثورة لا تُجري انتخابات، وإنما تُجري توافقات من أجل تأييد الثورة وإسقاط النظام، ولكن لا تُجري انتخابات كي يتوزعوا ككتلة، فليس جميع السوريين متفقين على أنهم ضد النظام، ويوجد قسم كبير مع النظام؛ وبالتالي أنت تريد أن تنتخب هيئات معارضة، تشتت الصف المعارض؛ لأن طبيعة الانتخابات تؤدي إلى ولاءات سياسية وخندقة و تحزبات إيديولوجية، تؤدي إلى أمراض كثيرة، فأنتم إلى أين ذاهبون؟ وفعلاً، أصبح المؤتمر عبارة عن موضوع تمزق.

وسط حالة الاضطراب التي حصلت في المكتب التنفيذي، في اللقاء العام الذي حضره أكثر من مائتي شخص في تونس، أحد أعضاء المكتب التنفيذي قال: قبل أن ينفجر الوضع أكثر من ذلك- لأن الأخبار سوف تنتقل إذا تنازعنا واختلفنا- يجب أن يُعقد اجتماع مصغر للمكتب التنفيذي أثناء المؤتمر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/11/02

الموضوع الرئیس

 المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/86-38/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

شباط 2012

updatedAt

2024/04/07

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الشهادات المرتبطة