هيمنة الإخوان المسلمون على مكتبي الإغاثة والإعلام في المجلس الوطني
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:34:15
على سبيل المثال: الإخوان المسلمون استلموا مكتب الإغاثة، ولم يكن هناك أموال في ذلك الوقت، ولكن بعد شهرين أصبح هناك أموال، قلنا: إن مكتب الإغاثة يجب أن يتشكل ليس من "الإخوان المسلمين" فقط؛ لأن هناك مساعدات ستأتي من أجل توزيعها على الداخل السوري، يجب تشكيل مكتب منوع من عدد من المندوبين، وتتم الأمور تحت إشرافهم؛ حتى نضمن أن هذه المساعدات ستذهب إلى أغلب شرائح السوريين، ولا تذهب إلى شريحة معينة. لم يطبق "الإخوان المسلمون" هذه القاعدة بعد عدة أشهر، وبقي مكتب الإغاثة "للإخوان المسلمين" فقط. لم يكن عندنا أموال، وقال لي الأستاذ فاروق طيفور: هل نستطيع أن نرسل لك محاسباً؟ وقلت له: محاسب.. من أجل ماذا؟! ليس لدينا أموال. فقال لي: يأتي، ويجلس في المكتب. وكان قد أصبح لدينا مكتب في بناء "مركز دنيا التجارة"، قدمه لنا الأتراك بواسطة خالد خوجة، كان العقد مع الدكتور خالد خوجة، ثم اكتشفنا لاحقاً أن خالد خوجة يحاسب الخارجية التركية، قال لي: يدخل، ويجلس، فالمكتب فارغ، ولن تخسر شيئاً. وقلت له: أخبر هذا الشخص المحاسب كي يأتي. الشخص المحاسب الذي أرسله لي، والذي كان لا يعمل شيئاً، كان يجلس فقط، ويحاول التسلية، ونحن في الأصل ليس عندنا شيء (أموال وغيرها)، وأغلب نشاطنا هو لقاءات سياسية وإعلامية، فأنا أذهب إلى المجلس الوطني السوري، ماذا أفعل في إسطنبول إذا لم أذهب إلى مكتب المجلس؟ فأنا جئت من سورية، وأحضرت عائلتي، وجلسنا في إسطنبول، فماذا سأفعل غير النشاط السياسي والإعلامي. كان يأتي أشخاص ووفود وسوريون من الداخل، وضباط، وأشخاص منشقون، ونتكلم دائماً في كل القضايا التي تهم الثورة السورية، على اعتبار أنني كنت الوحيد الذي يداوم أكثر من الجميع في مكتب المجلس الوطني السوري؛ لأنني كنت متفرغاً، وليس عندي شيء آخر. فقلت له: أرسله. وهذا الشخص اسمه طريف السيد عيسى، هو من "الإخوان المسلمين"، وهذا الشخص- كما فهمت لاحقاً- قد جاء من السويد، ومع الأسف، لعب دوراً قذراً جداً.
استلم الأستاذ أحمد رمضان المكتب الإعلامي، وبدأ أيضاً بجلب عناصر معروفين بأنهم قريبون من "الإخوان المسلمين"، أحضر مثلاً: الأستاذ محمد سرميني، وبدأ محمد سرميني العمل كعضو في المكتب الإعلامي، وعند سؤالي: ماهي خبرته؟ ومن أين أتى؟ عرفت بأنه أتى من الكويت، وتربى في الكويت، ولا يعرف سورية.
كانت هذه الأمور تحصل، ولكنني-أقولها بكل صدق- لم نكن ندقق في الأمر كثيراً، وأنا بالذات لم أكن أدقق، فالمهم أننا ننظر إلى الإمام وإلى الهدف الكبير، وكل هذه القضايا الصغيرة والتفاصيل لا نقف عندها، ولكنها في الحقيقة كانت تتراكم، وعلى ما يبدو أنهم كانوا يخططون لما هو قادم. مثلاً: أجروا لقاءات، فوجدنا أن المشرفين على اللقاءات في اجتماعات الأمانة العامة هم أشخاص من جماعة "الإخوان المسلمين"، وفي بعض الاجتماعات- لأنه لا يوجد لدينا موارد مالية- كان "الإخوان المسلمون" يستأجرون صالة في فندق، ويقومون بتأمين اللقاءات والترتيب والاجتماع ، بمعنى أن عندهم قدرات مادية ولوجستية، وهم مقيمون في تركيا، ويعرفون الوضع، بينما أنا لا أعرف شيئاً، وليس لدينا قدراتهم، وحتى الأشخاص الذين يأتون إلى الاجتماعات لا يبقون في إسطنبول لفترة طويلة، ولكن يقيمون في فترة الاجتماعات فقط، مثلاً: عبد الأحد اصطيفو يأتي من بلجيكا، وعبد الباسط سيدا يأتي من السويد، و بسمة قضماني تأتي من باريس، وتوفيق دنيا كان يأتي من كندا. الموجودون الذين كانوا يداومون، والذين تبين أنهم من جماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى مندوب الحراك الثوري الأستاذ مطيع البطين الذي أتى لاجئاً أيضاً، ليس له تاريخ سياسي سابق على ما أظن، كان الشاب مهندساً، ولكنه إسلامي، وينتمي إلى الحراك الثوري للمجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية.
كنت السياسي الوحيد فقط، و كنت أداوم في المجلس الوطني السوري، ليس عندي التزامات، و عندما تحصل اجتماعات و يأتي الشباب والأصدقاء من الخارج أكون مشاركاً في الاجتماعات، وعندما لا يتواجدون فإني أذهب، وأداوم، وأجلس؛ لأنه ليس عندي شيء آخر أفعله غير التواجد عندما يأتي إعلاميون أو صحفيون أو دبلوماسيون، وتأتي -كما ذكرت- وفود سورية من الداخل بشكل كبير( ضباط منشقون وممثلون عن الحراك الثوري ) وطبعاً، موضوع الأحاديث والنقاش هو الثورة السورية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/11/02
الموضوع الرئیس
المجلس الوطني السوريكود الشهادة
SMI/OH/86-37/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/04/07
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية