بشكل عام، الدكتور برهان غليون لا يملك خبرة تنظيمية في العمل السياسي، لا شك بأن الدكتور برهان مثقف ومفكر وأستاذ جامعي، وربما تكون لديه سمعة، ولكنه لم يمارس العمل السياسي المباشر بشكل عملي ضمن قوى سياسية وأحزاب، فهو يعتقد بأنه إذا كان رئيساً فإنه يستطيع أن يتخذ القرار والمواقف المناسبة بحسب قناعته بها، ولا يعرف أنه ينتمي إلى مؤسسة، وأن لديه شركاء، وأن هؤلاء الشركاء هم من توافقوا على وضعه في موقع الرئيس. هذه العلاقة بين كونه رئيساً وبين مؤسسة يكون الرئيس مسؤولاً عنها كانت مفقودة عند الدكتور برهان غليون نتيجة فقدان الخبرة السياسية. هو لم يكن يجد بأن له رأياً، وأن له شركاء، وأنه يجب عليه المشاورة. استمرّ الدكتور برهان لسوء الحظ في قيادة المجلس الوطني السوري من باريس وليس من إسطنبول، رغم أن كل أطر المجلس الوطني السوري (المكتب التنفيذي وأغلبيه أعضاء الأمانة العامة) كانوا يتواجدون، ويجتمعون في إسطنبول، ولكن الدكتور برهان غليون بشكل مستمر موجود في فرنسا، ويأتي لحضور بعض اللقاءات أحياناً.

في أحد اللقاءات التي يجب أن أتوقف عندها، وهي مهمة، حيث جاء برهان غليون إلى إسطنبول، وعندما يأتي الدكتور برهان إلى إسطنبول يكون لديه قضايا معينة، فربما تكون هناك إشكالية يجب عرضها أو تمريرها. ففي أحد اللقاءات، بعد تشكيل المجلس الوطني بشهر أو شهرين، جاء الدكتور برهان غليون، وكان ذلك بحضور أعضاء المكتب التنفيذي، وكان الاجتماع في إسطنبول، وقال: خلال لقاءاتي في باريس مع الدول الغربية..... طبعاً، نحن ليس لدينا فكرة، وهو لا يضعنا في صورة ما يجري في اللقاءات التي يقوم بها في باريس، والتي هي لقاءات دولية، ولأنه رئيس المجلس يجب أن يضع أعضاء المكتب التنفيذي في صورة ما يجري من نقاشات، ويطلعهم عل مواقف الدول. قال الدكتور برهان: إن الدول الغربية ترى أن المجلس الوطني السوري لا يوجد فيه حضور لمكونات سوريّة، وخاصة المسيحيين والعلويين، ومن الأفضل للمجلس الوطني حتى يكون أكثر تمثيلاً أن ينضم إلى قيادته شخصية مسيحية، وشخصية علوية، وأشخاص من داخل سورية. طرح الدكتور برهان ثلاثة أسماء لإضافتها إلى عضوية المكتب التنفيذي: الأستاذ ميشيل كيلو، والأستاذ توفيق دنيا، والأستاذ رياض سيف. هؤلاء الأشخاص الثلاثة يجب أن ينضموا إلى عضوية المكتب التنفيذي.

طبعاً، معظم الموجودين في الخارج ليسوا على معرفة وثيقة بالأستاذ ميشيل و الأستاذ رياض سيف؛ لأن الأستاذ ميشيل و الأستاذ رياض سيف ينتميان إلى الداخل، وباقي أعضاء المكتب التنفيذي لا يعرفونهما، و كما ذكرت فإن معظم أعضاء المكتب التنفيذي مغتربون ولا يعرفونهم، و أنا أبديت رأيي، قلت له: إذا كانوا يريدون مسيحيين، وأنا أعرف الأستاذ ميشيل، وأعرف مواقفه، ومواقفه في بداية أشهر الثورة وحتى تأسيس المجلس الوطني السوري لم تكن جذرية تجاه النظام؛ ذكرت في جلسات سابقة أنه كان يجري جلسات سواء كان ذلك في مؤتمر "سميراميس" في الشهر الخامس، أو في الجلسات التي كانت تحصل في منزل مناف طلاس ومنزل سميرة مسالمة؛ وبالتالي هو لم يقطع علاقته. بالإضافة إلى ذلك، عندما ذهبت إلى بيته في أيام الثورة الأولى لم تكن أموره قد حُسمت. كما أنه كتب مقالة يدعو فيها إلى الحوار مع النظام، وخاطب فيها العقلانيين في النظام، ولم تكن مواقفه مواقفاً حاسمة وواضحة. وقلت للدكتور برهان غليون: إذا كان الغرب يريد شخصية مسيحية فأنا أقترح بديلاً عنه الأستاذ جورج صبرا. الأستاذ جورج صبرا معروف بمواقفه الجذرية ونضاله، وتم اعتقاله أكثر من مرة، وهو يقود مظاهرات في سورية في منطقة قطنا، وأنا عندما كنت في سورية -قبل أن أذهب إلى إسطنبول- ذهبت لتهنأته في منزله عندما خرج من السجن مع مجموعة من الأصدقاء، أظن في الشهر التاسع أو الثامن. فقلت لبرهان غليون: إذا كان يجب على أحد أن يمثل صلب الثورة ومن الداخل السوري فإنه الأستاذ جورج صبرا. وقال لي: إن الأستاذ جورج صبرا في الداخل كيف سيخرج؟ بينما الأستاذ ميشيل موجود في باريس. فقلت له: أعطوني فرصة حتى أجري اتصالاً مع قيادة "إعلان دمشق"، مع الأمانة العامة في الداخل، وأطرح عليهم الفكرة، وأرى مدى استجابتهم لإمكانية خروج الأستاذ جورج صبرا من سورية، وقد يقولون لي: لا يستطيع أن يخرج. ولكنني أريد المشاورة، وكنت أضع الأمانة العامة في صورة الأوضاع وخاصة في القضايا المهمة.

ليس لديّ مشكلة مع الأستاذ توفيق دنيا، وأنا لا أعرفه، وإذا كانوا يريدون شخصاً علوياً، وكان رجلاً معروفاً بالنسبة لهم، ومواقفه من الثورة جذرية، فأنا ليس لديّ مشكلة بأن يكون هذا الشخص موجوداً معنا إذا كان هذا الأمر يرضيهم (أن يكون من الطائفة العلوية). ولكن يجب أن تكون مواقفه واضحة، فبالنسبة لنا نحن "إعلان دمشق" يُعدّ الموقف الجذري من الثورة السورية أهم من أي انتماء سواء كان عرقياً أو طائفياً أو حتى إيديولوجياً. ذهبنا إلى "الإخوان المسلمين" لأنهم كانوا يقولون في بياناتهم: إن مواقفهم جذرية ضد النظام السوري. وكان بالنسبة لنا تجميع أكبر عدد من الطاقات والكفاءات والإمكانيات من القوى السياسية والشخصيات الوطنية تحت مظلة المجلس الوطني وضد النظام السوري لإسقاطه هو هدفنا الأساسي.

طُرحت عدة أسماء خاصة أعضاء المكتب التنفيذي، كما طرحها الدكتور برهان غليون، وأنا تحفظت على الأستاذ ميشيل كيلو، وقلت: أن يأتي بدلًا عنه مسيحي الأستاذ جورج صبرة وأشاور أمانة إعلان دمشق إذا كان جورج صبرة يستطيع الخروج من سوريا. والأستاذ توفيق دنيا لا أعرفه ولم يكن لدي مشكلة، والاسم الثالث هو رياض سيف، قلت لهم إنه عضو أمانة إعلان دمشق فقالوا إنه يريد أن يأتي، فقلت كيف سياتي؟ نحن متفقون أن كل مكون له مندوب وأنا ممثل "إعلان دمشق" لا يمكن أن يأتي شخصان ممثلان عن "إعلان دمشق" إلى المكتب التنفيذي لا أذكر من اقترح أنا أو الدكتور برهان غليون وقال يستقيل فقلت له إذا يستقيل يخرج من إعلان دمشق لا يوجد تحفظ على الأستاذ رياض أبي جواد، ولكنني أريد أن أعرف من "إعلان دمشق" أنه غادرنا.

في هذا الوقت وطرح الأسماء أذكر أن "الإخوان المسلمين" وخاصة أحمد رمضان قال ونحن أيضا نطرح مجموعة أسماء لماذا فقط هؤلاء الثلاثة الذين يطرحهم الدكتور برهان، فقلت لهم لأعضاء المجلس الوطني أو الأمانة العامة أنا كما ذكرت طرحت اسم جورج صبرا ونشاوره ونرى إن كان سيأتي فوافقوا أن يكون عضو أمانة عامة.

أذكر أن أحمد رمضان طرح الأستاذ زهير سالم عضو أمانة عامة وهنا ترسخت الفكرة أكثر بالاسم، وهذه فتره قريبة بعد تأسيس المجلس الوطني موضوع عن "الإخوان المسلمين الحلبية" و"الإخوان المسلمين الحموية" لأنه لم يطرح من قبل الأستاذ فاروق طيفور وإنما من قبل أحمد رمضان. وطُرحت مجموعة من الأسماء، وأنا أيضا طرحت مجموعة من الأسماء من الشباب والصبايا مثل بسام قوتلي وعلياء منصور وريما الجباعي وماهر عيسى وأسعد العشي ويارا نصير وربما الأكثر عددًا، وجميعهم اخترتهم من الجيل الجديد من الشباب والصبايا الموجودين خارج سوريا الذين أعرف أنهم لديهم نفس علماني وليبرالي.

تعرقل موضوع الأستاذ ميشيل كيلو ولاحقا طبعا خرج الأستاذ جورج صبرة من سورية، ولكن في نهاية عام 2011 في الشهر 12 خرج إلى باريس، والأستاذ توفيق دنيا التحق وأصبح عضو مكتب تنفيذي للمجلس الوطني السوري جاء من كندا اعتقد أنه مقيم في كندا، والأستاذ رياض سيف كنا ننتظر إن كان سينسحب من "إعلان دمشق" وفعلا بعد فترة رغم أنه كان فاعلًا في دمشق، ولكن بعد فترة انسحب من "إعلان دمشق" وجاء إلى المجلس الوطني السوري في عام 2012.

أصبح الأستاذ رياض سيف والأستاذ توفيق دنيا أعضاء مكتب تنفيذي والأستاذ جورج صبرة لم يصبح في المكتب التنفيذي لأنهم بدأوا وتحديدا الدكتور برهان غليون يعارض إدخاله إلى المكتب التنفيذي يعني يخترعون ذرائع وفهمت أنهم لا يريدون الموافقة.

ولا أذكر بالضبط هذه الذرائع، ولكن كان مثلا رغم أنهم وافقوا على خروجه كانوا يقولون الأستاذ جورج من "حزب الشعب" أي من إعلان دمشق فقلت لهم هذا كلام صحيح، ولكننا أخرجناه، والأستاذ جورج ليس له أي موقع في "إعلان دمشق" هو عضو القيادة في "حزب الشعب" ولكن في "إعلان دمشق" ليس عضوًا في أي دور. والأمر الثاني أنتم طلبتم شخص مسيحي ونحن قلنا لكم أن الأستاذ جورج صبرة سيدخل كشخصية وطنية ولا يدخل باسم "إعلان دمشق". ويوجد شخصيات وطنية كثير لدينا يعني الأستاذ زهير سالم لم يدخل ممثلًا عن "الإخوان المسلمين" وكل الناس تعرف أنه "إخوان مسلمين" رغم أن الأستاذ زهير سالم لم يشارك ولم يأت، ولكن مع ذلك دخل كشخصية وطنية.

وتعبير شخصية وطنية يعني هو محاولة لتجاوز بعض المشكلات، ولكن عندما خرج الأستاذ جورج صبرة بدأوا يعيقون دخول الأستاذ جورج صبرا الذي كان يحضر اجتماعات الأمانة العامة ويعود إلى باريس، ولكن لم يقبلوا حتى الشهر الثالث أو الرابع وأصبح عضو مكتب تنفيذي.

هذه المشكلات كما ذكرت أنا لا أعرف سببها، ولكن يوجد خلفية عند الدكتور برهان أن الأستاذ جورج صبرة يمكن أن يشكل منافس حقيقي له وتبين بشكل واضح أن الدكتور برهان لمصادره وأنا لا أعرف أنه يريد أن يبقى رئيس المجلس الوطني بشكل دائم.