الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

توريث السلطة إلى بشار الأسد والأمل بتغير الأوضاع في سورية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:09:07

وفاة حافظ الأسد في شهر حزيران عام 2000 كان حدثًا مفاجئًا، وأنا بحكم وجودي أذكر تمامًا أنني كنت في صلاة الجمعة وجاء الخبر فعليًا وتعطلت وشُلَّتِ الحياة في دمشق، وأنا موجود [في منطقة] هي تعتبر مربعًا أمنيًا، وفعليا رأينا حالة الاستنفار وحالة الهلع الموجودة والصدمة الموجودة لدى الحرس الجمهوري وأيضًا المخابرات وانتشار رهيب، ولم يكن لدينا خيار إلا أن نجلس ونراقب ما يحصل، ورأينا المسيرات التي هذه المرة كانت فعليًا عفوية للشبيحة وصدمتهم، ونحن كنا نضحك عليها أنا وأصدقائي في دوائرنا المغلقة وبصوت منخفض، وكيف يرددون "حافظ الأسد لا ما مات وهو معنا في الحياة"، لأن الأمر كان بالنسبة لهم صدمة وكيف يمكن أن يموت وهو لا يموت، وبطبيعة الحال بما أن باسل مات فإنه يوجد بشار وهو الوحيد المهيّأ ولم يكن عندنا أدنى شك بأنه سوف يكون هذا الانتقال، وأنا لا أسميه انتقالًا وإنما تغيير، لأنه لم يحصل انتقال للسلطة، وهو فعليًا فقط استلم، وكان يوجد دلائل من قبل ويوجد تحضيرات وزيارات خارجية وزيارته إلى فرنسا وزيارته إلى عدة دول عربية وتأهيله، ولكن كان فعلًا بالنسبة لنا الأمر مخجلًا لأن شخصيته كانت شخصية كاريكاتيرية بالنسبة لنا، وأناكشاب؛ وأنا أعتقد أن بيني وبينه 10 سنوات أو أقل أو أكثر وهو ليس بعيد عنا، وبنفس الوقت المسرحية التي حصلت يعني بالرغم أنه لم يكن لدينا -أنا بالنسبة لي لم يكن عندي- طموحًا سياسيًا أو طموحًا حتى في العمل السياسي، وكما ذكرت في بداية الشهادة بأن موضوع الحديث بالسياسة كان من المحرمات في البيئة التي أنا موجود بها، ولكن كان مصدرًا للضحك أو السخرية الذاتية عن آلية التوريث أو آلية نقل هذه السلطة وجلسة مجلس الشعب وتعديل الدستور وإجماع المجلس، وهذه كلها كانت فكاهات نتداولها وبنفس الوقت كان عندنا شعور بالعجز عن موافقتنا أو عدم موافقتنا ولكن من هذا اليوم وأنا في عام 2000 كان عمري 24 سنة والشيء الوحيد الذي كان فخرًا لي وأتحدث به في الدوائر الضيقة أنني لم أشارك في أي انتخابات لرئاسة الجمهورية، أو حتى انتخابات مجلس الشعب بسبب عدم إيماني بهذه السلطة أو ربما شعوري بأن هذا الكلام لن يغير شيئًا والنتيجة محسومة 100%، ولكن بالنسبة لنا كانت المشاركة السياسية هي أمر غير وارد، وأيضًا غير مجدٍ، يعني عدم مشاركتنا السياسية كفئة شباب في ذلك الوقت إما بسبب عدم الجدوى أو بسبب عدم القناعة بأنه يمكنك أن تخلق هذا التغيير لأن خياراتك فعليًا محدودة.

بنفس الوقت مع هذا الإحباط عبر هذا الانتقال، أو استلام بشار الأسد للحكم وراثة عن أبيه، كان هناك لدى الناس فسحة بسيطة من الأمل بأن تتغير الأمور ويكون هناك انفتاح، والوضع الإقليمي والدولي أيضا مع انتهاء مرحلة القطبية والحرب الباردة، وربما النظام العالمي الجديد ووجود رئيس ابن هذه السلطة، ما تزال علاقة طبقة التجار نفس العلاقة مع السلطة ولكن يوجد بوادر ويوجد حديث عن انفتاح، وفي مجال عملنا في وقتها تم الحديث أو حصل فعليًا ترخيص لماركات أجنبية بنفس طريقة العمل، بمعنى تصنيع محلي ولكن بامتياز أو ترخيص، فكان أول افتتاح لماركة أجنبية في سورية التي هي ماركة "أديداس" التي كانت بتصنيع محلي كامل، ولكنهم كانوا يأخذون الموديلات والمواد الأولية التي يتم استيرادها ولكن التصنيع كان محليًا، وأذكر تمامًا افتتاح أول فرع لماركة "أديداس" في دمشق، وكان هذا فعليًا نوع من الثورة الاقتصادية أو شيء جديد في وقتها نحن كشباب كان خيارنا حتى نتميز عن أقراننا أو أصدقائنا هو أن تذهب إلى المناطق الحدودية ومناطق التهريب حتى تشتري بنطال جينز ماركة كونز أو كاريرا الذي كان مهربًا من لبنان، أو أن تذهب إلى بيروت في يوم العطلة حتى تشتري قطعة مستوردة غير القطعة المحلية الموجودة فكان بالنسبة لنا هو إنجاز أو شيء جديد بأن يتم دخول الماركات حتى لو بتصنيع محلي فكانت ماركة "أديداس" لرياض سيف وإخوانه، في وقت أبناء عمومتهم يعني آل سيف كان لديهم الماركات المحلية التي هي ماركة "400" و"سيف" وهي ماركات متميزة ولكنها محلية، ومن بعدها تم السماح لماركة "بينيتون" الإيطالية و"كيكرز" وعدة ماركات أجنبية ولكن بتصنيع محلي في وقت لم تكن فكرة الاستيراد الكامل مطروحة أو الانفتاح على الماركات العالمية أن تدخل إلى دمشق، إلا أنه كان يوجد مخاوف حتى عند التجار أنفسهم انه إذا دخلت فماذا سوف يحصل وما هو مصير التصنيع المحلي وهذا الكلام تبلور أو اتضح بشكل أكبر في مرحلة العلاقات الاقتصادية والسياسية مع تركيا عندما سمح بدخول المواد الأولية يعني كان يوجد تسهيلات لدخول البضائع التركية إلى سورية، وأيضًا أثرت سلبًا وإيجابًا بطرق مختلفة على الحركة الاقتصادية والتجارية والصناعية في سورية.

في الحقيقة كلمة "المجتمع المدني" كانت بالنسبة لنا أمرًا مجهولًا ومرتبطًا بموضوع الحريات، وموضوع الحريات أيضًا كان من المحرّمات، وأريد أن أقول بأنه في عهد بشار الأسد استمرت السلطة الأمنية التي هي الحاكمة الفعلية للبلد بممارساتها ولو بغطاء مختلف نوعًا ما ضمن إبراز أنه يوجد "نوايا" بانفتاح أكبر، وإعطاء مزيد من المساحات للحريات، وعندما تحدثنا عن عدم وجود مجتمع مدنيّ واقتصاره على الجمعيات الخيرية والأهلية التي كانت ناشطة وفاعلة في المدن الرئيسية ومن ضمنها دمشق، كان لدى الشباب آمال بموضوع مساحة أكبر لمجتمع مدني ومحاولات خجولة من فئات من الشباب بموضوع عمل مدني معين تندرج تحت إطار الفكر التطوعي أو الترويج السياحي أو الثقافي لسورية، وأريد أن أقول بأنها لم تكن مستقلة بشكل كامل عن السلطة وإنما كانت أفكارًا نوعًا ما إبداعية ونابعة من الشباب، وإذا طُلِب مني أن أذكر أمثلة فيمكنني أن أذكر مثال "ربيع داريا" الذي هو سبق "ربيع دمشق" الذي بدأ منذ عام 2003 بمجموعة من الشباب الذي كان نشاطهم يقتصر على تنظيف المدينة بشكل طوعي أو مظاهرة لنصرة العراق أثناء الحرب الأمريكية على العراق قبل احتلال العراق عام 2003، وكان يوجد عدة مبادرات مثل مبادرة "أنقذوا بردى" لتنظيف مجرى نهر بردى من قبل مجموعة من الشباب وكان يوجد شيء اسمه "رالي اكتشف سورية" ونادي السيارات السوري الذي هو نوعًا ما مستقل، ولكنه مقبول ولم تكن السلطة تحاربه، وأنا شاركت في هذا الرالي مرتين وكنت أشعر به بأنه نوع من العمل المدني، وترافق هذا الشيء في الحقيقة مع بداية نشاط الشركات الخاصة التي تأخذ طابعًا ضخمًا أو كبيرًا على عكس.. ويسمح لها برعاية هذه الأنشطة والتي هي نوعًا ما مرتبطة بطريقة أو بأخرى مع السلطة، مثل شركات الاتصالات على سبيل المثال.

كانت دائما نظرة الأمل بأن يكون هناك تغيير معين أو تحسين لوضع الحريات أو الوضع السياسي أو المجتمع المدني في سورية، مبني على أنه يوجد رئيس نوعًا ما شاب؛ تلقى تعليمه في الغرب، وربما شروط دولية على موضوع إعادة تأهيل أو إعادة تأهيل النظام باتفاقيات دولية لها علاقة بالاتفاقية الأورو متوسطية أو شراكات معينة مع الاتحاد الأوروبي أو دول من الاتحاد الأوروبي مرتبطة بالحريات وبإطلاق الحريات للمجتمع المدني وأيضًا لأحزاب، فسمعنا وأنا أقول سمعنا لأن البيئة التي جئنا منها تُعد أو نوعًا ما تَحسِب بأن العمل السياسي هو من المحرمات، لأنه سوف يؤثر في النتيجة على عملك الاقتصادي أو التجاري، فالسياسة لها أهلها، فكان بالنسبة لنا تم الحديث عن "ربيع دمشق" وهذا شيء بالنسبة لي كنت أسمعه من بعيد ولا أقترب منه، أو من قريب من خلال تواجدي في مقاهي دمشق، وطبعًا مقاهي دمشق هي حالة فريدة لأنها كانت تجمع أحيانًا التسلية بالسياسة وبالعمل الاقتصادي، وبالنسبة لي كان مكان عملي في مكان متوسط يحيط به مقهى الروضة ومقهى الهافانا ومقهى الكمال وشارع 29 أيار الذي يوجد فيه مقهى الشرق، وفي هذه المقاهي كنت ترى المتناقضات في الحقيقة، فكان بالنسبة لي أنا لم أكن جزءًا من أي حراك سياسي في تلك المرحلة أو الشيء الذي نسمعه عن المنتديات السياسية، إلا الشيء الذي نشاهده في المقاهي عندما ترى أشخاصًا مثل المرحوم ميشيل كيلو ومثل عارف دليلة، يعني عددًا من الشخصيات التي كانت تُحسَب على المعارضة السياسية المعينة وكانوا موجودين في هذه المقاهي، ونحن نكون على طاولات أخرى وفعليًا نتحدث عن الأمور المجتمعية أو أمور العمل، وحتى قد نتسلى ونلعب الطاولة أو نشرب "الأرجيلة" أو نحضر المباريات، وأنا أذكر تمامًا بأن المرات التي كنت أرى فيها ردة فعل السلطة على هذا الحراك كنت أراها في المقاهي، يعني أنا كنت موجودًا في أكثر من موقف وأرى دورية أمن تدخل إلى مقهى وتعتقل شبابًا أو رجالًا جالسين، وهذا بالنسبة لك يسبب لك رعبًا من العمل السياسي، وأنت لا تعرف ما هو الموضوع لتسمع أطراف حديث أن هذه المجموعة هي من أكراد موجودين حتى يتحدثون، أو بسبب محاكمة موجودة في محكمة الأمن العسكري التي كانت في شارع 29 أيار، فكانت تجمعات الأحزاب الكردية تحصل سواء في مقهى الهافانا أو مقهى الروضة، فكنا نشاهد حالة الاعتقال والقمع الموجودة، وطبعًا هذا الشيء يخلق عندنا الغضب الداخلي بسبب هذا القمع المفرط، ولكن أنت من بعيد لا أحد يقترب منك فعليًا طالما أنت لا تتدخل بشكل مباشر بهذا الحراك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/06/25

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/45-4/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل 2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

المحكمة العسكرية في دمشق - نظام

المحكمة العسكرية في دمشق - نظام

الشهادات المرتبطة