الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

دوافع حمص للثورة: مشروع حلم حمص والتغيير الديمغرافي في المدينة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:02:02

كان يوجد مشروع مشهور في حمص، اسمه "مشروع حلم حمص" وهو لا يبدأ بإصدار المخطط التنظيمي الجديد للمحافظة، ولكن يبدأ بمصادرة مجموعة من الأراضي -يعني البلدية والمحافظة-، بدأت تضع يدها عليهم (تستولي) وأذكر يوجد بساتين في شارع نزار قباني، تمت مصادرتها على يمين الشارع، وأقام الناس احتجاجات -أكثر من مرة- بطريقة مظاهرة، وبطريقة كتابة مقالة بالتعاقد مع بعض الصحفيين، الذين يعرفون الموضوع، ولكن دون نتيجة، وذهبوا إلى الشام (دمشق)، وقابلوا مسؤولين، وأيضًا دون نتيجة، وفيما بعد يبدو أن المشروع امتد إلى درجة أن يصدر مخطط تنظيمي كامل، كان المخطط التنظيمي اسمه "حلم حمص"، والأهالي -وأنا من ضمنهم- كانوا يرون أنك تقلب المدينة القديمة، لصالح ناس يأتون من الريف؛ يعني أنت تقول -قلب المدينة القديمة هم مُلاك من 20 ومن 100، ومن 200 من السنوات الطويلة-، فأنت تأتي وتقول له: سآخذ محلك (مكان عملك) وآخذ منزلك، وأقوم بهده وأقيم برجًا في مكانه! 

حقيقةً المخطط التنظيمي يشبه الآن المرسوم 66، الذي صدر في المزة في تنظيم مشروع المزة -ما يسمى الآن مشروع ماروتا-، يعني تقريبًا هو القانون رقم 10 الذي صدر بعد الثورة تقريبًا بفحواه، لأنه في وقتها إذا دققتم بالتفاصيل القانونية في وقتها حلم حمص، الأملاك لم تكن لنفس المالك، يعني أنت عندما تأخذ المحافظة منك العقار، سيكون هناك تحول -هذا العقار لن يكون ملكك-، ولكن سيكون لك فقط مقسم؛ يعني يُخصص لك مقسم، يعني أنت لن تأخذ نفس العقار ونفس البناء، وإنما تأخذ مقسمًا ما من هذا المشروع، وقد يكون بنفس مكانك أو في مكان آخر، وبالتالي الناس وجدوا أنه يوجد تهديد؛ أنك أنت ستوقف عملنا لسنوات طويلة، وتقوم بإسكان ناس -فيما بعد- مكاننا، ولانعرف من الذي يشتري، بينما محيط المدينة -مدينة حمص- كان أغلبه عشوائيات، وخاصةً مناطق السنة كان التوسع باتجاه الجنوب والغرب، وكانت هذه مناطق علوية جديدة، وأصلًا هي كانت كروم (بساتين) لبعض العائلات، التي أخذوها نتيجة نزوحهم من الأرياف، وأنت ذاهب لتبني لهم سكنًا شبابيًّا وضواحي جديدةً ومساكن، وحتى الجامعة أصبحت في تلك المنطقة الجنوبية، فأنت هذا الجزء تبنيه، وتقوم بإعماره، وتأتي أيضًا لتهدم قلب المدينة، ويوجد خلفنا الجزء الذي هو جزء من الشرق ومن الشمال، أقرب للاتصال بالمدينة؛ يعني منطقة الرستن وتلبيسة وتيرمعلة، تبعد بضعة كيلومترات -يعني أعتقد 2 أو 3 كم- عن حي الخالدية مثلًا-، فأنت يمكنك أن توصلها، وتجعل المنطقة جميلةً جدًّا وجيدةً، ومخطط تنظيمي جميل جدًّا ورائع، دون أن تؤثر على قلب المدينة، الذي يجب أن تحافظ عليه، والمهندسون المعماريون وجدوا أنه فعلًا تخطيط المدن لايكون هكذا، وإنما يكون أصلًا من أجل البنى التحتية، ويكون الأفضل أنك تبدأ من جديد في مساحة جيدة، وتبدأ تنقل المدينة على نفس هذا الأسلوب، وهذا حدث في الوعر، ولكن الوعر أصلًا هي بناء -يعني بدأت في السبعينات-، وليس لها علاقة بحقبة الأسد، ولكن يبدو أن أمر حلم حمص، كان هدفه الرئيسي فعلًا هو تغيير بنية ديموغرافية (التركيبة السكانية) لقلب المدينة، وسلب الناس محلاتهم وأملاكهم، وحدثت احتجاجات من قبل التجار، وكان يوجد اعتصام، وتوقف الناس عن البيع، وكانوا يضعون عبارةً على واجهة المحلات "لا لحلم حمص، ونعم لبشار الأسد" وأذكر تمامًا كنت أمشي في السوق، وأرى هذه العبارة، وكانت يوجد مظاهرات تندد بالمشروع، ونحن ضد المشروع، ويسقط حلم حمص، وكان يوجد لافتات مرفوعة إلى الآن، ويوجد صور موجودة على الإنترنت في هذا المجال، ويوجد مقالات كثيرة كتبت في أكثر من جريدة، منها جريدة محلية حمصية -اسمها العروبة-، ويوجد مقالات تؤيد المشروع -باعتبار أنها جريدة رسمية، ويوجد مقالات تنتقد المشروع باطنيًا بطريقة مبطنة، وليس بطريقة واضحة جدًا، لأن القلم الجريء لم يكن له صوت كثيرًا، بأن يكتب في الجرائد في ذلك الوقت، ولكن يوجد بعض المقالات توضح القصة، وهذا حول حلم حمص، والتجار كانوا رافضين له، والموضوع فيما بعد -كيف تمت معالجته- تم باللقاء مع المحافظ ولجنة من هؤلاء التجار، وأن عليهم التريث قليلًا، وأن القصة سيتم حلها، ولكن إلى أي حد؟

 حقيقةً بدأنا نرى على أرض الواقع، أن أجزاءً من حلم حمص بدأت تتحقق، مثل موضوع شارع نزار قباني، تم مصادرة الأملاك، وتحول فعلًا إلى حديقة كما يريدون، وبعض الشوارع الأخرى بدأت تنقلب، ولكن بعد فترة بدأت الثورة، ولم يُطبق الشيء الآخر، ولكن يبدو أنه كان مستمرًا، وبالمناسبة المناطق التي قالوا أنهم سيهدمونها، إلى الآن ممنوع الدخول إليها، يعني مثلًا إلى الآن سوق الناعورة لم يُفتح به أي محل، يعني يوجد لدينا المناطق التي كانت موجودةً في حلم حمص، إلى الآن لم يتم إعادة تأهيلها، ويبدو أنه يوجد مخططات تنظيمية جديدة، وبالمناسبة يوجد مخططات تنظيمية، صدرت بعد الثورة في هذا الجانب، مثلًا يوجد مخطط له علاقة في بابا عمرو والقصير، وحي المتقاعدين في تدمر، ويوجد منها يقوم على أفكار قديمة، لم يستطيعوا أن يطبقوها، ولكن الآن خلا لهم الجو، وأصبحوا -بكل أريحية- يستطيعون أن يطبقوها. 

حقيقةً اليوم بعد الثورة، أصلًا السنة أصبحوا أقليةً في محافظة حمص، أصلًا عدد الذين خرجوا من المدينة عدد كبير، وعدد الذين خرجوا من الأرياف كبير، ولكن يبدو أنها تكرس مخططًا قديمًا، باتجاه أنهم وضعوا في بالهم (خططوا) إعمارها بهذه الطريقة، وأنا أظن أن النظام يهمه في المخططات التنظيمية، سهولة الاقتحام إلى هذه الأحياء، لأنه -برأيي- يجعلها دائمًا جاهزةً، ففي حالة أي عصيان مدني، يستطيع أن يفككه؛ يعني تصميمها مثل تصميم السجون، وهذه الملاحظة أنا خبرتها من خلال وجودي في حمص القديمة، لأنها كانت عصية جدًا جدًا على النظام، وكان النظام لا يقدر أن يقتحمها، وحتى إذا دخل الجيش عليها، كان سهلًا جدًا على الثوار والشباب المتظاهرين الهروب منها، يعني في الفترة السلمية كنا نستطيع أن نتحرك كثيرًا داخل حمص القديمة، كانت ملاعبنا -كما يقولون-، ونستطيع أن نقوم بمظاهرة مع أنها في داخل البلد، وعندما يدخل الأمن كان يضيع، ونحن أبناء الحي نعرف الشوارع، وحتى عندما تحول الأمر إلى العسكري، كان يخاف كثيرًا أن يدخل إليها، حتى لو تركوها فارغةً -بعض المناطق-، فأنا أعتقد أن النظام يهمه موضوع البنية الديموغرافية، وأيضًا يهمه سهولة اقتحامها، وهذه الملاحظة أعتقد طورتها من خلال النظام نفسه، كيف يحاصر المدن، وكيف أكلنا (استولى على مناطقنا) في المدن، وكيف توزع الأفرع الأمنية في مدينة حمص، والأفرع الأمنية في المدن الأخرى، كل هذا بحسب رأيي أنه مسألة مدروسة، وليس مسألة عشوائية؛ يعني عندما يكون فرع الأمن السياسي، أو فرع الأمن الدولة موجودًا في داخل المنطقة، داخل حي سكني، يكون بجانبه مثلًا قناصون، طريقة التوزيع يبدو أنها مدروسة أيضًا، حتى تقاوم ثورة داخلية، فأظن المخططات التنظيمية يُحسب لها هذا الحساب -يعني من خلال وجود الساحات-، يعني أنا لا أعرف إذا كان الطلاب في هندسة العمارة -في موضوع تخطيط المدن-، يدرسون شيئًا له علاقة بنظرة المخابرات وتخطيط المدينة، ولكن أظن أن هذا الشيء موجود، بكل الأحوال نبتعد عن التحليل، ونقترب أكثر من الأحداث، فهذا فيما يخص مسألة حلم حمص.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/30

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/95-8/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-الوعرمحافظة حمص-الناعورة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن السياسي في حمص

فرع الأمن السياسي في حمص

فرع أمن الدولة في حمص 318

فرع أمن الدولة في حمص 318

مجلس محافظة حمص - نظام

مجلس محافظة حمص - نظام

صحيفة العروبة - حمص

صحيفة العروبة - حمص

الشهادات المرتبطة