محمد عرب ومهند دبس حُكموا 3 سنوات أشغال شاقة بالإضافة إلى تجريد من الحقوق المدنية وبالإضافة إلى الفصل من الجامعة، وكانت التهمة هي مناهضة أهداف ثورة، وهن نفسية الأمة وإلى آخره، كانت أحكامًا قاسية والقصد منها هو الإرهاب، أنه لا أحد يفكر [أن] يلعب معنا، الذي يريد أن يحتج على قرارات هذه السلطة هذا مصيره. 

محمد عرب طبيب كان يدرس الطب وهو شاب واضح أنه كانت له صفات قيادية في حلب، مندفع جدًا متحمس جدًا ومصمم وحاسم وقيادي، لا شك أن عنده القدرة على أنه يجذب الناس وراءه، وتلك الفترة كانت..، عنده نفس عالٍ للتضحية يدرك أنه مثلًا: ربما تكون العواقب صعبة، لكن يتجرأ كان جريئًا، كان من الشخصيات المميزة حقيقة التي الإنسان يلتقي بها في تلك الفترة والتي كان يعوّل عليها. 

بعد الاعتقالات التي صارت للطلاب نحن صرنا نرى المحامين الذين يعملون بقضايا المعتقلين الأستاذ أنور البني، الأستاذ خليل معتوق، -والله يردها بخير وسلامة- الأستاذة رزان زيتونة أيضًا، هم تبنوا القضية وصاروا يدافعون عن الناس، لكن نحن نعرف لا يوجد قضاء في سورية ولا عدالة والمسألة لها علاقة بالمناصرة أكثر ما يكون لها علاقة بأنه يوجد مسار قضائي يمكن أن ينتج عنه تخفيف أحكام أو شيء لأنه عمليًا لم يحدث شيء، الناس يتكلمون أنهم يريدون وعندهم نية اعتصام سلمي مطلبي بقضية مطلبية، ما هذا الجرم؟ أين هذا الجرم؟ لا يوجد جرم، لكن لأن طلاب جامعة بشريحة علمية معينة هؤلاء الشباب بالذات النظام لم يكن متساهلًا على الإطلاق بهذا الموضوع. 

وطبعًا كان هناك تعاطف شخصي معهم ومع عائلاتهم، القريب منا من عائلاتهم يحاول أن يتواصل ويرى إذا [كانوا] يحتاجون شيئًا، ونحن إمكانياتنا المادية بسيطة يعني طلاب جامعة لكننا نحاول قدر الإمكان [أن] نكون قريبين من العائلات، والأثر المباشر كان هو فعلًا أن الناس أخذوا خطوة للوراء قليلًا، على صعيد المواجهة مع السلطة، على صعيد أننا نحن نروح باتجاه أنشطة عملية في الشارع بشكل يتحدى السلطة ويرفع مطالب مشروعة لنا وندافع عنها وندافع عن حقوقنا وكذا، وصرنا ميالين أكثر بحكم طبيعة الأمور للمساحات السياسية التي ما يزال كان مسموحًا العمل من خلالها أو كلمة مسموح ربما الكلمة ليست دقيقة المساحات السياسية التي لم يصدر بعد قرار بإيقاف العمل لا يوجد قرار بإيقافها وأبرز حالة فيها كان منتدى جمال الأتاسي.

المعارضة السياسية في جزء منها في تلك الفترة انتبه ورأى أن هناك جيلًا شابًا لديه نفس جديد لديه فكر جديد لديه خلفية ثقافية وسياسية مختلفة، رؤية مختلفة للتغيير عن الجيل السابق الذي كان مدربًا على الطابع الأيديولوجي اليساري أو القومي أو الإسلامي، هذا الجيل حر وكان يوجد تصور، وتصور له أسبابه المنطقية أنه بعد عقود طويلة من انعدام المساحة المدنية والسياسية مازلنا نرى شبابًا صغارًا لم يخوضوا تجربة بحياتهم ولا لهم...، والبعض منهم حتى أهاليهم ليس عندهم هذه الخلفية السياسية، ينخرطون بالشأن العام! فلفت انتباه الكثير، وبعض المعارضين السوريين منهم سهير الأتاسي منهم ياسين حاج صالح منهم رياض سيف منهم أكرم البني، صار كل واحد بأسلوبه وبطريقته بدوائر عمله بدوائر نشاطه يقول: إنه يجب العمل مع هؤلاء الشباب يجب الإقتراب منهم يجب أن نرى بماذا يمكن أن نساعدهم كيف يمكن أن ندعمهم ماذا يمكن كذا؟ 

فاهتمام المعارضة تطور وكان أهم مناسبة بهذا المعنى هي المحاضرة التي جرت في منتدى جمال الأتاسي التي تناولت التجربة الشبابية في الجامعة خاصة مع تركيز خاص على موضوع المرسوم رقم 6 (القاضي بإنهاء التزام الدولة بتوظيف المهندسين خمس سنوات بعد تخرجهم - المحرر) وكل الحركة التي رافقته من أجل الاحتجاج عليه زائد الاعتقالات التي جرت بحق النشطاء الطلاب الذين كانوا يسعون لتنظيم هذا الاحتجاج، وحضر عمّار ساعاتي الذي كان هو رئيس اتحاد الطلبة والشباب الذين كانوا مشاركين منهم أعطوا مساحة جيدة كان معظم المداخلات متروكة لهم حتى يعرفون ويوثّقون ما حدث ويحكون نقدهم للموضوع، وعمّار ساعاتي كان ليس فقط يدافع عن منطق النظام وإنما يهاجم الآخرين أيضا فكانت جلسة عاصفة الى حد ما بهذا الموضوع.

وبعدها أظن حسب ما أذكر صار بقى هناك فكرة أنه تعالوا نشكل منتدى الأتاسي للشباب منتدى خاص بالشباب للقضايا التي يطرحونها وهم يديرون هذا المنتدى هم مجلس إدارته وهم يحددون من يريد الكلام وهم يحددون ما الموضوعات التي يريدون أن يتحدثوا بها.