النشاط السياسي في محافظة اللاذقية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:55:09
وبعد أن أنهيت الخدمة العسكريّة الإلزاميّة في عام 1999، رجعت إلى اللاذقية، وبدأت أنشط في التعرّف على مجموعة الأشخاص الموجودين من الذين خرجوا من السجون. الميزة التي كانت في اللاذقية هي: أن أغلب الناس الذين خرجوا من السجون هم من خلفية يساريّة ومن حزبين محدّدين، كانا موجودَين [في ذلك الوقت] وهما: حزب العمل الشيوعي، وحزب الشعب الديمقراطي الذي كان اسمه "المكتب السياسي- في ذلك الوقت (جماعة رياض ترك).
وفي عام 2000 تمامًا، تعرّفت على شخص كان متعهّد بناء، وكان من الاتحاد الاشتراكي المعارض، من جناح جمال أتاسي، كان اسمه مصطفى زغلوط (أبو فواز)، وكان مصطفى سياسيًّا مطّلعًا- في الحقيقة- وقارئًا نهمًا، وكان مرتاحًا من الناحية الماديّة، فكان يفتح منزله بشكل [دائم]، ولديه أكثر من منزل. كان قد فتح أحد المنازل الموجودة في حيّ الطابيّات في اللاذقية، [وكان ما يُقام فيه] عبارة عن منتدى أو جلسة تقريبًا، وكنا نقول عنها: جلسة الخميس. فالتحقت بهذا المكان في 2000، وبدأت أتردّد بشكل دوري على هذا المنزل.
وفي الحقيقة، تعرّفت في هذا المنزل على أهم الشخصيات السياسيّة في اللاذقية، وتعرّفت على الدكتور راتب شعبو، وتعرفت على منذر مصري، وتعرّفت على الشخص الذي أثّر بي سياسيًا بشكل كبير، وهو عبد الله هوشه (أبو يوسف). طبعًا، جاء أبو يوسف في عام 2002، حيث التحق، ودخل هذا المكان؛ لأنه كان مطاردًا، وكان متخفيًا في دمشق؛ فتعرّفت عليه في 2002. تعرّفت على بسام يونس، وحسان يونس، وعبد الوهاب الخطيب، وفاتح جاموس، وجاء ميشيل كيلو أكثر من مرة إلى الجلسات [التي كانت تُقام] في هذا المنزل.
كانت هذه الأسماء متداولة في الساحة السياسية- مثل: محمد سيد رصاص- كنا إما أن نقرأ عنها، أو نقرأ لها ما تكتبه في الصحف، أو كنا نسمع عنها، بدأت (هذه الأسماء) في أواخر شهر (أيلول/ سبتمبر) تقريبًا، حيث كانوا يلتقون معًا، واستمرّت بشكل دوري حتى خروجي من اللاذقية في 2011، كانت موجودة ومستمرّة بشكل كامل، وهم كانوا يقولون عنها: لقاء أو جلسة. وكانوا يجتمعون فقط، ولكن أستدعي أشخاص على خلفية [هذه الجلسات من قبل الأمن] أكثر من مرة، وأكثر من مرة كنا نلاحظ أن المنزل مراقب، ولكن في الحقيقة لم يكن هناك التزام بها بشكل كبير أيضًا، فأحيانًا يكون الموجودون 4 أو 5 أشخاص، وأحيانًا أخرى يكون الموجودون عشرين شخصًا. فلم يكن هناك التزام حقيقي بالجلسة، ولم يكن هناك خطّ واضح أو برنامج منظّم للجلسة، بمعنى أننا [لم نكن نقول]: في الجلسة القادمة سنتكلم في هذا الموضوع، أو في الجلسة القادمة سنستضيف فلانًا. كنا نسميها سهرة الخميس، نجتمع فيها، فيما بعد التحق منير شحود بها، حيث أصبح يأتي بعد عام 2005 أو 2006، بعد أن تمّ عزله من جامعة القلمون، وجاء محمود مرعي من دمشق، وجاء الدكتور غالب عامر من السويداء، وجاءت أسماء كانت تنشط في المحافظات، وحضر راسم الأتاسي (أبو راتب) جلسات متعددة في هذا المكان أيضًا.
من خلال تواصلنا مع بعض هذه الشخصيات في هذا المنزل، بدأت مرحلة أوسع، وأصبحنا نسافر، وكنت أرافق أبا فوّاز في بعض جلساته الخارجية، وذهبنا إلى دمشق في عام 2002 تقريبًا، وعرّفني على حسن عبد العظيم في ذلك الوقت، وحضرنا أكثر من جلسة في منتدى الأتاسي، وحضرنا فيما بعد أكثر من جلسة في منتدى الحوار الديمقراطي عند رياض سيف في صحنايا. التقينا بمجموعة أكبر وأوسع من العاملين السياسيين في هذا القطاع في دمشق.
بدأت في جامعة حلب في مطلع عام 2001 ،عدت إلى الجامعة، وبدأت فيها طالبًا في قسم التعليم المفتوح، في كليّة الحقوق، وكانت المفارقة أنه خلال امتحاني الأول في جامعة حلب حدث اعتصام هناك، وأذكر تمامًا أنني أتيت إلى الجامعة صباحًا، كنت آتي بالقطار من اللاذقية إلى حلب، ووصلت إلى ساحة الجامعة (كلية الطب)، [وعندما وصلت إلى] مدخل الساحة، كانت مجموعة من الشبان موجودة في الساحة، ولكن لم ألاحظ حركة غير طبيعية، ورأيت لافتة كبيرة تتكلم عن قدوم وزير العدل إلى جامعة حلب، و كان الحديث عن موضوع القانون الخاص بعدم توظيف خرّيجي كليّات الهندسة، وكانوا قد حدّدوا موعد المحاضرة؛ فمشيت باتّجاه كلية الحقوق، وقلت: سأرجع، وأرى متى يكون الموعد، فربما أستطيع أن أحضر المحاضرة. فعدت بعد ساعة أو ساعة ونصف تقريبًا، ورأيت حركة غريبة في الجامعة، ورجعت باتجاه المكان، وكانت قوى الأمن مطوّقة الجامعة، ويوجد حركة ضخمة، والشباب معتصمون داخل الكليّة وعند باب الكليّة. وطبعًا، حدث اقتحام فيما بعد للكلية، واعتقل بعض الشباب، وفصل بعض الشباب على خلفية هذه القصة، وحصل شيء غريب في السكن الجامعي مساءً: فبعد أن تمّ فضُ الاعتصام، كانت كلية الآداب قد افتتحت حديثًا فوق السكن الجامعي في حلب، كنت ذاهبًا باتجاه كلية الآداب؛ لألتقي بصديقي، حيث كان يدرس الماجستير(أول مرحلة من مراحل الدراسات العليا) في ذلك الوقت، وهو من منبج، وهو شاعر اسمه صلاح إبراهيم الحسن؛ فذهبت باتجاه الكلية، ووجدت مروحيّة قريبة من السطح، كان سطحًا لإحدى الوحدات السكنية، كانت تحوم، وحاولت أن أعرف السبب، فلم أستطع، ثم شاهدت انتشار ًا لقوات الأمن حولنا، واعتقدت أنّ الموضوع قد انتهى؛ لأن الاعتصام كان في ساحة الجامعة من الأسفل؛ فقلت في نفسي: إن هناك مستجدات بالنسبة للمدينة الجامعية. وكانت المسافة أكثر من 3 أو 4 كيلو ميتر، فدخلت إلى الكليّة، وقال الشباب لي: لقد حدث إنزال على سطح المبنى، واعتقل بعض الأشخاص، كانوا معتصمين، وقد أغلقوا على أنفسهم باب الوحدة السكنية. هذه المشاهد رأيتها في الجامعة، وفيما بعد عرفت تفاصيل الاعتصام وما جرى فيه من خلال الشباب الذين كانوا قائمين عليه ومنهم: محمد عرب الذي تعرّفت عليه متأخرًا بعد أن خرج من سجنه الأول.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/08
الموضوع الرئیس
النشاط قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/49-02/
أجرى المقابلة
منهل باريش
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة ريف دمشق-ناحية صحنايامحافظة اللاذقية-الطابياتشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب الشعب الديمقراطي السوري
حزب العمل الشيوعي في سوريا
جامعة حلب (نظام)
منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي
حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي - اللجنة التنفيذية
الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي