الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ظروف الاعتقال في سجن عدرا 2

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:18:08

لعل من أهم ما يمكن أن يقال بهذا الصدد هي الروح المعنوية العالية بالنسبة لنا لا بل اعتبرنا أن التجربة مفيدة في الحياة وهي نوع من أنواع التحدي لهذا النظام وأنا شخصيًا كنت سابقًا دائمًا عندي هذا الشعور أنه لم نقم بواجبنا تجاه أمتنا تجاه شعبنا تجاه الحريات وأنه إذا لم يقم المثقفون وأصحاب المواقف باتخاذ قرارات شجاعة والوقوف في وجه النظام الظالم كيف سيكون التغيير وموضوع أن يحصل التغيير هكذا فجأة لا يمكن أن يحصل يجب أن يكون هناك أشخاص يضحون وكان صديقنا علي العبد الله يروي قصة طريفة، ولكن الحقيقة كانت معبرة كنا نعتبر أنفسنا نمثل هذه القصة قال: كان يوجد مجتمع من الفئران في رعب دائم من القط، والقط في كل يوم يبطش ويقتل فأرين أو ثلاثة منهم وغذاؤه اليومي على هذه الفئران، وبدؤوا يفكرون فاجتمع مجلس حكماء الفئران ووجدوا أنه أفضل طريقة للتخلص من أضرار القط أن يعلقوا في رقبته الجرس بحيث أنه عندما يقدم من مسافة بعيدة يسمعون الجرس والجميع يهرب إلى جحره ويختبؤون ولا يستطيع القط أن يبطش بهم وفرحوا كثيرا بهذه الفكرة، ولكن "ذهبت السكرة وجاءت الفكرة" من الذي سوف يقوم بتعليق الجرس من سوف يقوم بتعليق الجرس يجب أن يكون لديه من الشجاعة وفدائي بحيث يذهب ويعلق الجرس الذي سوف ينقذ زملاءه وبحثوا كثيرًا بين صفوف علية القوم لا أحد لديه الاستعداد حتى يعلق الجرس باستثناء فأر صغير قال: أنا لها، وفعلًا تطوع وأصبح فدائيًا وانتظر حتى القط كان نائمًا وأخذ الجرس وعلقه في رأسه وانتهى الأمر، وبقية الآخرين نجو والقصة لم تذكر أنه هل القط أمسك بهذا الفار الذي تجرأ على "هيلمان" القط أم لا، ولكن الشاهد في القصة أنه نحن كنا نعتبر أنفسنا ذلك الفأر الصغير الذي يعلق الجرس وكان هذا المثال الذي رواه لنا صديقنا وأستاذنا الأستاذ علي العبد الله أكثر من مرة مثال جميل جدًا وأن مهمتنا الرئيسية أن نعلق الجرس طالما أن المهمة الرئيسية تعليق الجرس فإذًا ما الذي سيحصل لنا؟ يعني آخرها هو هذا السجن ويمكن أن تؤدي إلى القتل، ولكن على الأقل تكون خطوت لو خطوة صغيرة من أجل هذا الشعب ومن أجل حرية هذا المواطن. 

والحقيقة معنوياتنا كانت جدًا عالية والابتسامات التي كنا نتبادلها وقررنا أن نعيش هذا الواقع وكأنه ليس موجودًا بالعكس هو يكون فسحة وفرصة وليس [أمرًا سيئًا] يعني فرصة لمراجعة الأفكار وفرصة للتحضير النفسي للمرحلة القادمة وفرصة لترميم ثقافتنا أنا بالنسبة لي وجدت أن وجودنا بين هذه الشخصيات الذين هم أكبر منا بالعمر بين 15 و 25 سنة وجدنا فرصة جدًا مناسبة يعني ربما نحن من الناس الذين يُقدّرون كثيرًا الرعيل الأول الذي بدأ النضال يعني الرعيل الأول الذي بدأ النضال هذا له ميزة علينا ونحن لم نكن الرعيل الأول الذي بدأ النضال ونحن التحقنا بركبهم وهذا شيء إيجابي أن نلتحق بركبهم وممكن في لحظة ما يعني بتغير الزمان يصبح مطلوبًا منك أن تقوم بأدوار قيادية، ولكن لا يمكن أبدًا أن تنسى فضل هؤلاء كان من الشخصيات فايز سارة وعلي العبد الله يعني شخصيات جدًا مرتبة وخبيرة والأستاذ ميشيل [كيلو] وأخونا الأستاذ رياض سيف نفسه والدكتورة فداء حوراني لا يمكن نحن أن نأتي ونتنطع ونقول: هؤلاء ليس لهم فضل وليس لهم قيمة أبدًا، هذا كله نضال دفعوا سنين طويلة من أعمارهم سواء في السجون وفي النضال والتفكير والدراسة ولا يصل الإنسان إلى هذا المستوى من السياسة وأن يصبح فعلًا مناضلًا حقيقيًا بأثمان بسيطة لذلك أحيانًا نعتب على عدد من إخوتنا الثوار الجدد أنهم لم يمروا بالتجربة المرة التي عاشتها شخصيات كبيرة جدًا ودرست دراسة ممتازة جدًا يعني صديقنا المفكر العراقي الدكتور عمر عبد الستار جملته رائعة جدًا أكملتها له يقول: دراسة حرة وتجربة مرة تؤتي شخصية درة. لذلك هذا النموذج من الشخصيات ليس بالبساطة أن يقدم لك في النهاية خلاصة عمره وحياة قد تكون خلاصة العمر في أنصاف من الأسطر هي مهمة العالم في الحياة.

استعصاء سجن عدرا كما ذكرته آنفا حصل قبل أن نأتي نحن حصل في شهر تموز/ يوليو عام 2007 وبنتيجته طُبقت عقوبات صارمة على سجن عدرا وهذا كان له تأثير سلبي علينا ونحن عندما أتينا كانت العقوبات مطبقة وبالتالي أصبحت حرية حركتنا قليلة بينما كان من قبل في سجن عدرا كانت الأمور أفضل من هذا بكثير، ولعل أكثر ضرر تضرره السجناء السياسيون في عدرا هو حرمانهم من الكتب لأنه أغلقت المكتبة وأصبح الشخص الوحيد الذي لايزالون يراعون خصوصيته أنه يريد أن يذهب إلى المكتبة كان هو الأستاذ ميشيل والأمر الطريف أنه في المكتبة كانت له كتب باسمه في المكتبة قد قام بترجمتها من قبل.

الحدث كان رهيبًا وهو كان صراعًا كما ذكرت آنفا أنه شخص من عائلة الأسد كان يقوم بعملية تهريب المخدرات داخل السجن والصراع والنزاعات بين هذه العصابات فيما بينهم هي التي أدت إلى هذه المعركة وتطورت ووفق ثقافة القطيع قفز السجن بأكمله وبدأت عملية التخريب وتكسير الأجهزة الطبية وتكسير الإنارة ومثله حصل في السنة التي تليها بعد سنتين في شهر تموز / يوليو حصل استعصاء صيدنايا، ولكن أسبابه مختلفة واستعصاء تموز/ يوليو عام 2008 كان بسبب سوء المعاملة البائسة التي نفذها مدير سجن صيدنايا ضد السجناء السياسيين في سجن صيدنايا وانتفض السجن وطبعًا حصيلة الاستعصاء تم نقل جزء من السجناء إلينا، وبالتالي نحن عرفنا تجربة ماذا حصل في صيدنايا من خلال المجموعة التي جاءت.

[الاستعصاء في سجن صيدنايا] كان من قِبل الإسلاميين فقط الذين كانوا في الطابق الأول وهذا يمكن الحديث عنه لأنه عندما جاء السجناء أنا التقيت مع بعض هؤلاء السجناء وأعددنا تقريرًا جميلًا عما جرى في صيدنايا أنا كتبته بنفسي مؤلف من 20 أو 24 صفحة عن تفصيلات ما جرى وتم تهريبه إلى خارج السجن إلى المنظمات الحقوقية الدولية.

الاستعصاء في سجن عدرا قام به مجموعة من "الزعران" وتسببوا بهذه الكارثة وطبعًا أجهزة الأمن والشرطة تركوهم حتى جاء المساء ثم قاموا بالهجوم على السجن وتعرض السجن لحفلة تعذيب في ذلك اليوم، وذهب بها الصالح والطالح وأصبح الوضع صعبًا جدًا وفعلًا من بعدها أصبح سجن عدرا ليس هو ذلك السجن الذي يمكن أن يعتبر [مريحًا]بالعكس أصبح مأساة ونحن بالنسبة لنا عندما أحضرونا إلى عدرا أعتقد لو أخذونا إلى السجون السياسية لكان أفضل وهو النظام أراد أن يظهر أمام العالم أن هؤلاء يحاكمون محكمة مدنية عادية وسوف يحاكمون بالقانون المدني السوري وفق مواد القانون الجنائي السوري وأنني وضعتهم في سجن عدرا مع السجناء العاديين، ولكن تخيل أن يضعنا في سجن مع اللصوص والسلب والقتل يعني من الطرائف كان أخونا الدكتور ياسر العيتي أنا في إحدى المرات سألته مازحًا: ماذا استفدت من تجربة السجن؟ فقال: الذي استفدته إذا يومًا- باعتبار أنه كان موجودًا في الجناح الثامن جناح القتل- ما إذا ارتكبت جريمة قتل فأنا أمام القاضي قادر أن أحولها من قتل عمد إلى قتل قصد باعتبار الأحكام مختلفة مثل العمد يكون الحكم فيها مؤبد أو إعدام وإذا القتل قصد يكون أقصى حكم 15 سنة.

طالما روحنا المعنوية عالية قررنا الذهاب إلى صلاة الجمعة يعني النزول إلى صلاة الجمعة نستطيع من خلاله أن نلتقي مع بعضنا وصحيح نحن نسمع أصوات بعضنا عبر الشبابيك وكانت ثقوب الشبابيك صغيرة جدًا ولا نستطيع رؤية وجوه بعضنا، فنرى وجوه بعضنا [في صلاة الجمعة]، ولكن بعض الأشياء نستطيع قولها لبعضنا وبعض الأشياء نستطيع إعطاءها لبعضنا مثل الكتب، وبنفس الوقت نوع من أنواع رفع الروح المعنوية وكنا نأتي ونأخذ زاوية ونجلس فيها جميعًا وفي الغالب كان ضباط الشرطة يروننا ولكنهم لا يتكلمون باستثناء شخص لعين من السحل (قرية في ريف دمشق) برتبة نقيب اسمه سامي يعني كان حقودًا وهو كان عندما يرانا متجمعين وهو يكون يوم مناوبته كان يأتي ويفرقنا، وكان يخطب الجمعة خطيب جمعة يأتي من خارج السجن من عائلة صالحة أظنكم تعرفونه كان هو الذي تلقى ضربات في مؤتمر [فندق] سميراميس اسمه ماجد صالحة، كان لطيفًا وحتى [إنه] في إحدى المرات رآنا نحن متجمعين وكنا قريبين منه أثناء صلاة الجمعة وقام بالدعاء لنا وطلب منا القيادة بالبلد والإفراج عن هؤلاء السجناء السياسيين وكان موقفًا لطيفًا منه يعبر عما في داخله للحقيقة ولا نزال نذكره بالخير.

من الأمور الطريفة التي حصلت عندما جاءنا أخونا هيثم المالح ذهب معنا إلى صلاة الجمعة ونحن جالسون يعني في فترة صلاة الجمعة نتكلم مع بعضنا عن بعض الأخبار التي لا يمكن نقلها عبر الشبابيك لأنه كما نعرف الصورة الذهنية أحيانًا تتغير مثلًا الخبر مصدره الجناح الثالث وحتى يصل إلى الجناح العاشر يمكن أن يصبح فيه اختلاف في الرواية حتى لو كان الاختلاف جزئيًا بينما عندما ترى أنت صاحب الجناح الثالث تراه في صلاة الجمعة [فأنت تسمع مباشرة] كانت ما هي أخبار سياسية وحول الوضع الدولي ووضع النظام في المجتمع الدولي وهل سوف يعاد تكييف النظام السوري في المجتمع الدولي؟ وهذه جدًا كانت ملحة بالسؤال، وأنا حتى الآن أذكر الأستاذ ميشيل كيلو عندما حصلت زيارة بشار الأسد إلى "قصر الإليزيه" في تموز عام 2008 وخرج "ساركوزي" يقول: "Peu à peu" (شيئًا فشيئًا) الإصلاح في سورية انزعج جدًا الأستاذ ميشيل كيلو وكتب رسالة عاجلة فيها تعنيف شديد للفرنسيين على هذا الموقف المتراجع الرخو.

في هذه الفترة أدركنا أن أمور النظام بخير وأن الأمور ستكون بشكل مختلف والنتائج سوف تنعكس علينا في المحاكمات، وأذكر في وقتها الأستاذ ميشيل كان تقديره أننا نحن سوف يقسموننا إلى ثلاثة أقسام: قسم سوف يتعرض للسجن 5 سنوات ومن الإسلاميين إضافة إلى الدكتورة فداء (فداء حوراني) إضافة إلى علي العبد الله لأن الدكتورة فداء كانت رئيسة المجلس [الوطني لإعلان دمشق] وكذلك علي العبد الله بسبب قوته والإسلاميين وهو كان يعتقد أن الإسلاميين لن يمروا من هذه القصة والقسم الثاني سوف يحكم عليه ثلاث سنوات، ويوجد عضو واحد هذا ممكن أن يُحكم سنة واحدة، ولكن عندما جئنا إلى لحظة النطق بالحكم جميعنا تم الحكم علينا ثلاث سنوات، في البداية حكمنا 6 سنوات وخفضت إلى ثلاث سنوات ثم حذف منها ستة شهور فأصبح الحكم سنتين ونصف، ولكن لم يقبلوا أن يعطونا ربع المدة على سنتين ونصف.

أنور البني كان ينزل إلى صلاة الجمعة ولكن ميشيل كما بلغني أنه كان ينزل إلى الصلاة من قبل أن نأتي، ولكن في فترة وجودنا لم يكن يأتي إلى الصلاة لأنه أيضًا كان الأمر واضحًا، ولكن أنور كان يتشجع في النزول والذي كنا نفتقده فعلًا في النزول وكنا جدًا نتمنى أن نراه كان أخونا رياض سيف وأما حبيب صالح كان ينزل وحبيب العيسى ومشعل التمو -رحمه الله- كان ينزل وفايز سارة يعني الجميع كل الأعضاء ومهند الحسني وهيثم المالح في البداية نزل ثم فيما بعد نحن كنا نتكلم مع بعضنا فقام أوصانا الأستاذ هيثم أنه لا يجوز أن يخطب خطيب الجمعة وعليكم أن تلزموا الصمت و"من تحدث أو مسّ الحصى فقد لغى ومن لغى فلا صلاة له" فكان ذكره الله بالخير الدكتور كمال المويل من أهل الزبداني وهو رجل يجمع ما بين السياسة والفقه فكان يقول له: يا شيخنا يا أستاذ هيثم ليس على الأسير صلاة جمعة، ولكن هيثم لم يكن يقبل وعندما أخذنا نلح عليه ونتكلم نحن بين بعضنا الأستاذ هيثم حمل سجادة صلاته وذهب إلى مكان ثان ومن يومها هيثم لم يعد يجلس معنا في يوم صلاه الجمعة، كان ينزل إلى صلاة الجمعة، ولكنه يجلس في مكان قَصي ونبقى نحن هذه المجموعة من 10 أو 12 شخصًا نسرب لبعضنا شيئًا ونتكلم عن بعض المعلومات والأخبار، بقي الوضع على هذا المنوال تقريبًا شهرين.

نسيت أن أتحدث أننا نحن بعد يومين من السجن كان الأستاذ رياض سيف اشتكى من خلال ابنته لوزارة الداخلية أنه معاملتنا معاملة سيئة جدًا داخل السجن لأننا مرميين في الممر والنوم كان على شكل تسييف (على جنب وليس على الظهر) ومدير السجن سمير الشيخ اتخذ قرارًا بإعطائنا سريرًا لكل شخص داخل السجن، وحتى الآن أنا أذكر جاء الضابط ودخل ونادى علي فالموجودين واستغربوا ما هي القصة؟ ونادى رئيس الغرفة وقال: أين آخر شخص أصبح عنده سرير؟ فقال له: فلان. فقال له: انزل. وقال لي: هذا هو سريرك. وطبعًا أنا وقعت في حرج شديد جدًا أمام هذا السجين لأنه نزل من سريره حتى آخذه، ولكن الحمد لله في ثاني يوم أو ثالث يوم أُفرج عن أحد السجناء من الذين عندهم أسرَّة فعاد له السرير، ولم أتسبب بمشكلة نفسية مع هذا السجين وأنا طبعَا بعدها استبدلت هذا السرير مع معذبة وبالنسبة لي المعذبة هي الموجودة بين السريرين وهي أسهل في الدلوف والجلوس فيها واتخاذها هي المنامة أفضل من الصعود إلى السرير العلوي لأنه يوجد فيه بعض المشقة.

نحن طوال عهدنا كانت المعنويات عالية والجميع أيضًا والذي حصل بعد شهرين كان الأستاذ ميشيل كيلو ورياض السيف في الجناح العاشر وهو أفضل الأجنحة وطبعًا أفضل نسبيًا، والأستاذ ميشيل لم يكن يدخن وهو كان في غرفة غير المدخنين الأستاذ رياض سيف أيضًا كان مريضًا ولم يكن يدخن، ولكنهم لم يقبلوا أن يضعوه في نفس الغرفة التي يوجد فيها ميشيل، وإنما وضعوه في الغرفة السادسة وبدأ يطالب رياض سيف أنه يجب أن تجدوا لي حلًا أريد غرفة غير مدخنين. وفي البداية تلكؤوا ولكن بعد شهرين ترافقت مع خلاف بوجهات النظر بينه وبين الأستاذ ميشيل، وأصبحوا أكثر تقبل للفصل بينهما كانت على الغالب خلافات في وجهات النظر السياسية وكان الأستاذ رياض سيف يعتقد -وكانت روحه المعنوية عالية جدًا في تلك الفترة- أنه ما جرى ستكون له نتائج إيجابية جدًا، وسوف يكون هناك ضغط على النظام والنظام لن يفلت من هذا الوضع خلال الفترة القادمة وميشيل لم يكن لديه هذا الرأي كان أكثر واقعية.

بعد شهرين قرروا إحضار رياض سيف ويضعونه في غرفة غير المدخنين في أحد الأجنحة فوقع الخيار -لا أدري إذا كان مقصودًا أم أنه قدرًا- على أن يفتتحوا غرفة غير مدخنين في الجناح الذي كنت به أنا في الجناح الرابع حيث لم يكن فيه ولا غرفة لغير المدخنين وعندما جاء إلى الجناح الرابع قرروا أن يأخذوا أحد السجناء السابقين إلى مكان رياض في الجناح العاشر ووقع الخيار علي، وقد يكون هذا من رحمة الله سبحانه وتعالى ولذلك عندما أخذوني إلى الجناح العاشر دخلت إلى الغرفة قبل أن يتركها أخونا رياض سيف وعقدنا جلسة لمدة نصف ساعة حتى قام بتوضيب أغراضه وسرد لي الكثير من الحوادث والتطورات التي حصلت يعني حول الوضع الدولي تجاه قضية إعلان دمشق والوضع الدولي تجاه النظام السوري، وهو كان يعتقد أن المجتمع الدولي لن يخذل إعلان دمشق وكان يعتقد أن النظام لن يفلت من قضية مقتل [رفيق] الحريري وكان يعتقد أن الأسس القائم عليها النظام لم تعد بنفس القوة السابقة، واتضح لنا فيما بعد أن الأمور لم تكن هكذا يعني المجتمع الدولي تخلى عن "إعلان دمشق" والمجتمع الدولي أعاد إدماج النظام السوري فيه، والنظام السوري هو أقوى بكثير مما كنا نتخيل وطبعًا هذا عيب في المعارضة أنها لا تعرف المفاصل الحيوية والأسس القوية التي يقوم عليها النظام.

في تلك الفترة كانت معنوياته عالية جدًا وفيما بعد نتيجة المرض هو أصيب إصابتين الأولى كانت سرطان البروستات والثانية إصابة قلبية وهذه جدًا أثرت على حالته الصحية وانعكست حتى على حالته المعنوية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/06/01

الموضوع الرئیس

معتقلي إعلان دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/6-26/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2008

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

سجن صيدنايا العسكري

سجن صيدنايا العسكري

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

وزارة الداخلية - النظام

وزارة الداخلية - النظام

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

الشهادات المرتبطة