ظروف الاعتقال في سجن عدرا 1
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:26:34:12
وهذا هو الجناح الرابع وكان يوجد في الجناح الخامس الدكتور وليد البني لوحده وهو جناح السرقة وهو من حيث التعامل كان أصعب جناح وللطرافة كان جناح المجرمون الموجودون في جناح السلب يعتبرون أنفسهم أصحاب قيم ومُثُل ولا يسرق وإنما يأخذ بالقوة يعني في جناح السلب إذا التفت يمينًا اختفى الحذاء أو علبة الزيت أو الصابون وتحصل الكثير من الطرائف، ولذلك أخونا الدكتور وليد البني عانى معاناة شديدة جدًا في هذا الجناح الخامس وخصوصًا أنه بقي في هذا الجناح منذ بداية السجن إلى اليوم الذي أُفرج به عنه.
الجناح السادس بالأصل كان يوجد فيه الدكتور كمال اللبواني وكان هو أول من استقبلني عندما نزلت إلى الباحة يعني جئنا يوم الاثنين وفي يوم الثلاثاء نزلت إلى الباحة وكنت أمشي وهو رآني من النافذة وناداني وتكلمنا قليلًا وجاء الشخص المكلف بمراقبتي وتولى كمال تأنيبه وكان كمال في داخل السجن صقرًا قويًا جدًا ولا يسأل وأصبح قديمًا في السجن وهو ترقى في السجن لأن الشخص في السجن كلما كان قديمًا يكون له سرير أفضل وأصبح عنده زاوية في السجن.
حصل اتفاق أنه في كل يوم نلتقي إما في الفسحة الصباحية وكان يوجد فسحتين صباحية وفي البداية كانت الفسحة مدتها ساعة واحدة من الساعة التاسعة إلى العاشرة ويوجد فسحة مسائية من الساعة الثالثة حتى الرابعة، وبعد فترة أصبحت ساعتين وطبعًا قبل الاستعصاء الذي حصل في عدرا كانت الساعات المفتوحة يبدأ افتتاح الباحة من الساعة 07:00 صباحًا حتى الساعة 08:00 أو 09:00 مساء وكان الناس يتجولون في السجن بشكل [مريح] وطبعًا نحن لم نكن موجودين في هذه المرحلة لأنها كانت في شهر تموز من السنة التي قبلها قبل أن نصل نحن في شهر تموز/ يوليو عام 2007 حصلت المشكلة وكان الوضع داخل السجن فوق الريح بحيث أنه كان يوجد سوق للذهب ومحلات للفول، كانت توجد تجارة للذهب داخل السجن وعندهم ميزان للذهب يعني سجين تشتري منه وتبيعه ومحلات للحلويات يعني أمور طريفة يعني متى ما شئت الذهاب إلى المكتبة [يمكنك ذلك] وكانت توجد مكتبة كبيرة جدًا يوجد فيها 12 ألف كتاب كل هذه الأمور بعد الاستعصاء أُغلقت وأصبح الوضع داخل السجن سيئًا جدًا وبداية المشكلة افتعلها آل الأسد من أجل الصراع.
منهم الأستاذ ميشيل كيلو لأنهم حضروا هم ومحمود عيسى وفائق المير شهدوا الاستعصاء.
وكانت أبشع الأجنحة كانت ثلاثة أجنحة وهو الجناح الرابع السلب والجناح الخامس جناح السرقة والجناح السابع الجناح الأخلاقي.
الدكتور وليد البني والأستاذ علي عبد الله كانا في الجناح الخامس ثم نقل علي العبد الله إلينا إلى الجناح العاشر والجناح السابع كان فيه الأستاذ جبر الشوفي والأستاذ أكرم البني ثم فيما بعد الأستاذ أكرم البني نُقل إلى الجناح السادس، وكان يوجد في الجناح الثامن الدكتور ياسر العيتي وأنور البني وهو أخو أكرم البني ولم يقبلوا وضع الأخوين في جناح واحد وهذه كانت من الأمور اللئيمة والجناح التاسع كان هو جناح السخرة لا يوجد فيه سجناء والجناح العاشر كان فيه الأستاذ ميشيل كيلو من قبل دخولنا السجن ثم أضيف إليه الأستاذ رياض السيف بعد اعتقاله وأنا فاتني بالحديث أنه أثناء جلسات الاستماع في 27 الشهر و 28 الشهر كان المكوك الذي يعمل في ردهات القصر العدلي ويلتقي بالمسؤولين ويجري لقاءات صحفية ويلتقي مع المسؤولين الدوليين واعترض بشدة على أكثر من قضية في المحكمة كان هو الأستاذ رياض سيف وأنا ظني أن هذا النشاط الكبير الذي قام به الأستاذ رياض سيف في يوم 27 هو كان السبب في اتخاذهم القرار باعتقاله وضمه إلينا.
نحن عندما أتينا إلى السجن وبعد أن وزِّعنا إلى الغرف في الليل كان في وقت متأخر وسمعنا على "الميكرفون": على رياض سيف التوجه إلى البوابة وهنا عرفنا أنه اعتقل رياض سيف وألحقوه بنا ثم بعدها بعدة أيام التحق بنا الأستاذ طلال أبو دان الفنان النحات من حزب الشعب، وأصبحنا 12 شخصًا منهم 11 شخصًا في سجن عدرا والدكتورة فداء حوراني في سجن النساء في دوما.
عندما جئت إلى الجناح السابع كان فيه أخونا مروان العش والأستاذ جبر الشوفي وكان موجودًا أكرم (أكرم البني) في البداية ثم نقلوه إلى الجناح السادس إلى الدكتور كمال اللبواني ثم في الجناح السابع فيما بعد أحضروا أخانا مهند الحسني وأحضروا إلى الجناح السادس الأستاذ هيثم المالح.
شكل المهجع، أو قبلها شكل الجناح وكان شكل الجناح كل جناح من الأجنحة هو جناح طويل جدًا يتألف من ستة غرف على اليسار أو ستة مهاجع على اليسار وستة مهاجع على اليمين وعرض الممر 6 أو 7 أمتار وربما أكثر ربما 10 أمتار على كامل الطول، وهذه المهاجع يسمونها غرفًا؛ الغرفة واحد واثنان وثلاثة بالنسبة للمهجع أو الغرفة الطول تقريبًا 12 أو 15 مترًا لأنه يوجد الغرفة رقم ستة والغرفة المقابلة لها رقم 12 تكون أصغر قليلًا والعدد أقل وعبارة عندما ندخل إلى هذا المهجع أو الغرفة يوجد صفان من الأسرَّة على اليمين واليسار يعني رأس التخت (السرير) مستند إلى الجدار وفوقه سرير آخر وبينهما مسافة فراغ ما بين السريرين ثم مع نهاية التخت الثاني يوجد فراغ بينه وبين السرير الذي بعده يسمى "المعزبة" باللهجة الشامية وفيما بعد بدأت أبحث عن المعنى لأن عندي اهتمامات في اللغة العربية ماذا يعني معزبة وعندما عرفت أن الأصل هو معذبة وهي المكان المجاور للَّحد في القبر وهي المسافة ما بين ظهري التختين (السريرين) عرضها 90 سنتيمترًا تسمى معذبة وهذه أيضًا تعطى كمنامة لأحد السجناء فيما بين التختين (السريرين).
تستند التخوت (الأسرّة) بحسب حجم الغرفة عشرة أسرة على اليمين و10 على اليسار وفوقها عشرة أسرة يعني تقديرًا الأسرة ما بين الأربعين ثم يأتي بعدها المطبخ وتوجد ثلاثة حمامات على اليسار ومكان الوضوء ومكان ما يسمى المطبخ يوضع فيه سخانات كهربائية كان الغاز ممنوعًا والسجين عندما يأتي إذا كانت الأعداد كبيرة لا يكون له سرير وينام في الممر.
كان آجار المعزبة في الأسبوع يصل إلى 500 ليرة سورية وبعض الأسرة في أجنحة العز كما يقال إذا كان يوجد شخص ثري يمكن "خورفته" (خداعه) يعني توجد مصطلحات داخل السجن بحياتي لم أسمع بها مثل: مصطلح "الخورفة" لم أسمع به قبل السجن ويمكن "خورفته" ليدفع إيجار السرير في السجن في الأسبوع 2500 ليرة سورية، وهناك كل شيء يعني إذا أردت استئجار بطانية يكون إيجارها في الأسبوع 50 ليرة، المخدة لا لكن البطانية نعم ولوح الخشب حتى تضع فوقه البطانية أجرته 50 ليرة في الأسبوع يعني على الطريقة الإنجليزية وكانت هذه تدفع لأكثر شخصية متنفذة في هذا الجناح وهو يكون سجينًا قديمًا مضى عليه عشرون عامًا ويكون من "الزعران" (أصحاب المشاكل) وفي الغالب يكون من الطائفة العلوية يعني نحن كان رئيس الجناح عندنا بسام دليلة يعني كان من أكابر مجرميها وتُعطى له غرفة في أول السجن يوجد فيها من الرفاه ووسائل العيش الرغيد غرفة مدير السجن ليست مثلها (أفضل من غرفة مدير السجن)، وكان يصدر أوامر وتعليمات وفي إحدى المرات بسام دليلة يستدعيني أنا وأخونا محمد حاجي درويش حتى يعطينا تعليمات على ما يجب أن نفعله داخل السجن، ونحن أخذنا الموضوع بالسخرية طبعًا كل هذا بالتقاسم مع السلطات.
هذا رئيس الجناح يوجد حراسة تمشي أمامه يعني هذا بسام دليلة بعد أن خرج من السجن مباشرةً اشترى كازية في نصف دمشق كازية وقود بمبالغ فلكية تقريبًا 150 مليونًا [سوريًا].
طبعًا المنامة في الممر ليلًا هي بطريقه التسييف (النوم على الجنب وليس على الظهر) يكون لك مساحة معينة وعندما يكون هناك زحمة كبيرة في السجن فتكون مساحتك لا تتجاوز 30 سنتيمترًا وإذا كان لك مساحة 40 أو 50 سنتيمترًا فأنت مرفه بينما أنت بالنسبة للجدول بحسب الأقدمية الزمنية فالقديم جدًا يكون له سرير الزاوية يعني الزاوية التي لا تعطى إلا للذي حظه عظيم وكذلك الأسرَّة السفلية وتأتي بعدها الأسرة العلوية وبعدها تأتي المعاذب التي هي المسافة ما بين السريرين ثم يأتي الممر والشخص عندما يدخل في البداية إلى أي جناح يبقى في الممر لمدة شهور وأحيانًا سنينًا ينام في الممر على شكل التسييف.
بالنسبة لمصروف السجين لا يوجد أقل من 5000 ليرة سورية في الأسبوع أو ربما أنني بالغت قد يكون المصروف 10 آلاف ليرة سورية في الشهر، ولكن يوجد صرف يعني من يريد المعيشة كما كان يعيش في الخارج وكل شيء عن طريق التهريب يعني من الأمور الطريفة كان يوجد راديو وطبعًا الراديو كان ممنوعًا وهو راديو صغير كان سعره في الخارج 50 ليرة أنا اشتريته داخل السجن بقيمة 800 ليرة، وكان التهريب موجودًا بما في ذلك تهريب الهواتف، ولكن نحن أعطينا تعهدًا حتى لا نتعرض لمشكلات أننا لا نستخدم الهواتف في الاتصال، ولكن في المقابل يعطوننا حصالة كانت توجد حصالة هاتف، وكانت توجد لنا مكالمة يوميًا إلى أهلنا وعندما توثقت العلاقات بيننا وبين بعض السجناء البعض منهم أصبح يعطينا مكالماته حتى نستخدمها وكانت كل ثلاث دقائق بقيمة عشر ليرات و كنا نتكلم فيها.
يوجد أمامك رقم هاتف وتتصل لا توجد أي مشكلة وحتى من الأمور الطريفة أنا اتصلت مع أحد الأشخاص من أصدقائي وهو ارتعب من اتصالي به وأنه يمكن أن تحصل مسائلة وكان فقط يريد الانتهاء من المكالمة وأنا بالمقابل كنت أعرف أنه لن يحصل عليه شيء والأمر غير مقلق وكان عندما يريد إنهاء المكالمة من جهته أنا كنت مصرًا على إكمال الدقائق الثلاث.
في اليوم الأول عندما دخلنا كنا نريد الحديث مع الناس، ولكنهم لا يقبلون الحديث معنا وفيما بعد عرفنا أنه قبل إدخالنا إلى الغرف جاء الضباط ووصوا جميع السجناء الموجودين في كل غرفة أنه ممنوع الحديث مطلقًا مع هذا السجين القادم باستثناء رئيس الغرفة وهذا كان له فيما بعد شيء إيجابي أنه لماذا هذا بالذات ممنوع الحديث معه فالناس أصابها الفضول ونحن كنا كبارًا في العمر وكان على محيانا الهدوء والناس بدأت تتساءل أنه ما قصة هؤلاء؟
الضباط عندما جاؤوا وأخبروهم أنهم سجناء سياسيون وأنه ممنوع الاقتراب منهم وعينوا أشخاصًا لأجل مراقبتنا عندما ينام تراقبه عندما يستيقظ تراقبه وعندما يذهب إلى الحمام تراقبه وعندما ينزل إلى التنفس تراقبه وعندما يتكلم من النوافذ تراقبه وإذا فتح كتابًا وبدأ يقرأ يجب أن تعرف ما هو الكتاب الذي يقرؤه يعني نوع من أنواع الضغط.
أحضروا العشاء ولله در ذلك العشاء الحقيقة نحن كان قد مضى علينا 52 يومًا بعيدين في الفرع 285، وكانت شوربة العدس يعني كانت ألذ شوربة عدس أتذوقها في حياتي كانت ساخنة جدًا وفعلًا طيبة (لذيذة) ولم أستخدم الملعقة لأنه كانت الملاعق [متسخة]… وسبحان الله السجناء لم يكونوا يهتمون بالشوربة خصوصًا عندما تأتي في المساء وقضينا ليلتنا الأولى وثاني يوم صباحًا نزلنا إلى باحة التنفس وأصبحنا نتعرف على الأوساط وعرفت أخانا ثاني يوم محمد حجي درويش أنه في نفس الجناح الرابع وكان يوجد مقهى في داخل السجن مقهى صغير فيه القهوة والشاي نتجاذب فيها أطراف الحديث وفي وقتها لم نقرر بعد البدء بالرياضة، وفيما بعد عندما أصبحنا في الجناح العاشر عندما بقيت لمدة شهرين عند الأستاذ ميشيل كيلو -رحمه الله- هو الذي فرض علينا أنه إما أن تجروا معي التدريبات الرياضية الـ27 وكذلك المشي لمدة ساعة كاملة أو أنا مضطر أن أمشي لوحدي والحقيقة هو كان صاحب عزيمة ولذلك عندما أصبحنا ثلاثتنا أنا والأستاذ علي العبد الله والأستاذ ميشيل التزمنا فيها طيلة فترة جلوسنا في السجن والشاهد في القصة أنه عندما أنا والأستاذ محمد حجي درويش نزلنا وتعرفنا على الواقع، وهنا بدأ كل منا يستعد للبدء بحياة جديدة صحيح أنه كان يوجد لدينا نوع من أنواع التفاؤل أنه يمكن الإفراج عنا في أي لحظة ولكن بنفس الوقت لم يكن لدينا مشكلة.
وأنا هنا قررت فعل أمرين منذ اليوم الأول الشيء الأول هو: أن أعود إلى حفظ القرآن الكريم وأدقق في المحتويات اللغوية للكلمات والمواضيع والأفكار [على اعتبار] أنها فرصة تاريخية قد لا تتاح الفرصة لنا مستقبلًا مثلها كانت المصاحف كثيرة، ولكن في الفرع 285 كانت ممنوعة لا يعطوننا شيئًا أبدًا، ولكن هنا أي شيء نريده والصلاة كانت مسموحة لا يوجد أي مشكلة في سجن عدرا حتى الصلاة الجماعية لم تكن ممنوعة في رمضان والتراويح فوجود مثل هذه الفرصة التاريخية أن تحفظ القرآن الكريم هذا أمر ليس سهلًا بالنسبة لي على الأقل ودراسة الأفكار والمواضيع والمناقشة في ذهني بصفاء مجموعة من النقاط الكبيرة ومثال على ذلك: أنني كنت دائمًا أقرأ في القرآن الكريم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن لديه معجزة خارقة للعادة إلا القرآن الكريم، ولكن بدأنا بالبحث ووجدنا في القرآن الكريم 18 أو 19 موضعًا من المشركين يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتينا بآية كما أوتي الأولون، وكان النبي يرد عليهم من خلال القرآن الكريم [بأن هناك] نفي قاطع في القرآن الكريم أن تكون للنبي عليه الصلاة والسلام معجزة خارقة للعادة عدا القرآن الكريم، وهذا يفسر ما طرحه العبقري الفيلسوف الباكستاني محمد إقبال عندما قال: وهذا هو سر ختم النبوة إذ أن البشرية وصلت إلى مرحلة من النضج بحيث وصلت إلى مرحلة الفطام الفكري، وأصبحت قادرة أن تعتمد على نفسها في الوصول إلى الحقيقة، ولم تعد بحاجة إلى المعجزات لإثبات الحقيقة، كان النبي سابقًا يأتي إلى الناس ويقول: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم ودليل صدقي أني أقلب العصا حيَّة (النبي موسى عليه السلام). وعيسى عليه السلام جاء إلى الناس وقال: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم ودليل صدقي أنا أبرئ لكم الأكمه والأبرص وأحيي الموتى وأنبئكم بما في بيوتكم. هذا كله انتهى بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم عندما وصلت البشرية إلى مرحلة الفطام الفكري وأصبح بإمكانها الاعتماد على نفسها وهذه الفكرة الجوهرية باعتقادي لو كانت مترسخة في ميراثنا الفكري في عالمنا الإسلامي ما وصلنا إلى نتائج مأساوية لانزال نعاني منها حتى هذه اللحظة، لأنه كانت هذه الفكرة لو ترسخت في أذهاننا سوف تذهب بنا باتجاه العقلانية كنا تصرفنا في كثير من القضايا بشكل مختلف، ولكن مع الأسف بسبب سطوة الفكر الخوارقي علينا أصبحنا نعتقد أنه بمشيئة الله وفي لحظة مفاجأة يمكن أن يتدخل الله سبحانه وتعالى ويغير حالنا من أسوأ حال إلى أحسن حال دون المرور بالسنن والقوانين الإلهية.
الشيء الثاني الذي قررته هو قراءة الكتب، ولكن كيف سوف نحصل على الكتب؟! الشخص الوحيد الذي كان مسموح له أن يأتي بالكتب هو الأستاذ ميشيل كيلو، وأصبحنا نرسل له وهو لم يقصر أبدًا بما أنه يستطيع النزول فأصبح يحضر لنا الكتب يعني بطريقه ما عن طريق بعض السجناء يهرَّب الكتاب، ولكن عندما نُقلت إلى جناح العاشر بعد شهرين أصبحت أنا الذي أقوم بمهمة نقل الكتب إلى زملائي في الأجنحة الأخرى.
مكتبة السجن كانت مكتبة ضخمة جدًا وحتى الآن أتذكر ملامح في تاريخ الإنسانية جي آر ويلز ثلاثة مجلدات من أروع كتب التاريخ وكتاب علي الوردي لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث يتحدث عن تاريخ العراق في آخر 400 سنة.
يوجد أمر طريف لايزال في ذهني أوردها علي الوردي في كتابه وقال: عندما قامت ثورة العشرين في العراق عام 1920 أئمة الشيعة كانوا هم الذين وراء ثورة العشرين والإنجليز أرادوا أن يقوموا بعملية سياسية حقيقية أو معقولة في ذلك الوقت لتهدئه الأوضاع، ولكن أئمة الشيعة اتخذوا قرارًا بأنه لا يجوز المشاركة في أي عملية سياسية تحت حراب الإنجليز وهو نفس القرار الذي اتخذه مشايخ السنة عام 2003 ولا يشاركون تحت حراب الأمريكان في العملية السياسية، والإنجليز قالوا إنهم يريدون التفاوض معهم. وقال أئمة الشيعة: توجد ثلاثة شروط ما فوق تفاوضية يجب تنفيذها أولًا -وهذه تذكرني طبعَا بشروط ما فوق التفاوضية لهيئة التفاوض- فجاء المسؤول البريطاني وقال: ما هي الشروط؟ قالوا: أول شرط تغلقون كل مدارس البنات في جميع أنحاء العراق، ولكن الفتيات بحاجة إلى تعليم قالوا: نحن لا نفهم هذا شرط ما فوق تفاوضي يجب إغلاق مدارس البنات حتى نقبل أنه ممكن أن نجلس على الطاولة حتى نتفاوض. والأمر الثاني قال: هذه الأسلاك العارية يجب تغطيتها. والأمر الثالث: أن طائراتكم تحوم فوق البصرة لا يمكنهم ذلك (يجب إيقاف ذلك). فقال له: لماذا؟ قال: لأن الطيارين ينظرون إلى نسائنا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/06/01
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي قبل الثورة السوريةمعتقلي إعلان دمشقكود الشهادة
SMI/OH/6-25/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
كانون الثاني 2008
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فرع التحقيق في أمن الدولة 285
سجن عدرا / دمشق المركزي
سجن دوما للنساء