الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاختطاف والاعتقال الأول في بدايات الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;08;17;39

اعتقالي الأول في زمن الثورة كان في 10 (نيسان/ أبريل) 2011، وكان اعتقالًا مفاجئًا وغريبًا في شكله وتوقيته، فالمدينة (مدينة قطنا) لم يكن فيها مظاهرات حتى الآن، ونحن نشاطنا السياسي عادي، ومشاركاتنا في التأبين هي من تقاليد الريف الموجودة لدينا، ولم يكن هناك سبب لهذا الاعتقال، فكان مفاجئًا لي. وفي الصباح الباكر في 10 (نيسان/ أبريل) كان أخونا رياض سيف يزورني في البيت، واعتاد أن يأتي إليَّ باكرًا، وكان نبحث أمور "إعلان دمشق" وماذا يمكن أن نفعل في إطار هذا التفجّر للثورة، وبينما كنا نجلس في الحديقة تقدّمت زوجتي، وقالت لي: الحارة كلها مخابرات، والسيارات تملأ المكان، والدوريات ذاهبة وآتية أمام البيت. وقلت لها: ربما هم آتون وراء أبي جواد (رياض سيف)، وحين يذهب أبو جواد يذهبون وراءه، كان أبو جواد يسكن في قدسيا، وأنهينا عملنا أنا وأبو جواد، ذهب أبو جواد، ولكن السيارات بقيت، وكانت السيارات تحوم حول البيت، ولكنها لم تدخل، وانتظرت نصف ساعة فساعة، ولم يطرق أحد الباب ويدخل، وإنَّما يتجولون حول الحارة وواضح ما هو هدفهم. حاولت أن أقوم بامتحان لأرى إذا كنت أنا المطلوب أم لا رغم أنه واضح 100% أنني المطلوب، وأخذت السيارة، وذهبت نحو المدينة لأشتري بعض الحاجيات، وانتبهت إلى سيارات الأمن أنها تلاحقني، ولكنها لا تقترب، ولا تفعل شيئًا، وأوقفت سيارتي، واشتريت أغراضًا، ووضعتهم في السيارة، وفي طريق عودتي إلى البيت، لاحظت أنَّهم يلاحقونني، وإذا بشارع خالٍ تمامًا، وهو طريق بيتي، [وكانوا قد] قاموا بإفراغه من الناس والسكان من أوله إلى آخره، وإذا بسيارة "استيشن" كبيرة من خلفي تسرع بقوة، وتتجاوزني، وتغلق الطريق عليّ، وفي لحظة، ينزل عناصر المخابرات، وينتزعونني من وراء مركز القيادة، ويضعون الطماشة (العصابة) على عينيَّ والكلبشات (الأصفاد) في يديّ فورًا، وأُحمل بصمت، وبدأت أصرخ في الشارع؛ لأنه كان واضحًا أن هناك عملية اختطاف، بالنسبة لي، واضح أنهم [عناصر من] الأمن. وبدأت أصرخ: حرامية، لصوص، مجرمون يخطفونني، ولكن لا يوجد أحد في الشارع، ولم تُفتح نافذة. وضعوني في سيارة "استيشن"، وكان مسلحون ورائي وأمامي، والبنادق تحت أقدامنا في أرض السيارة، وبدأت السيارة تمشي، وأنا بدأت مثل العميان أستشعر الطريق، وهي مدينتي وأنا أعرفها، وأعرف كل شارع فيها، والتفّت السيارة، وبدأت تخرج من المدينة، وأصبحت أقدّر أين أصبحت، وفي الطريق بين قطنا وعرطوز في منتصف الطريق على اليسار، هناك حقل رمي عرطوز، وهو حقل رمي للجيش وقديم جدًا، وعادةً يُعدَم فيه الذين يُحكمون من قبل العناصر العسكريين في حقل إعدام في عرطوز، وهو حقل رمي يتدرب فيه الجيش عادة. وتعجّبت فبينما كنت أقدر المسافة، دخلت السيارة إلى حقل الرمي، والطريق في حقل الرمي ليس مزفتًا، وأصبحت أسمع صوت الرمل الذي يتحرك تحت عجلات السيارة، وهناك صمت كامل، ولا أحد يتحدث رغم أن الموجودين في السيارة 7 أو 8 [أشخاص]، والسيارة ذاهبة إلى حقل الرمي قولًا واحدًا، والمسافة إلى الداخل كيلو مترين. وبدأت أفكر: هل من الممكن أن يقوموا بذلك؟! إلى الإعدام فورًا! شيء لا يُصدَّق، ولم يتكلم معي أحد وهذا كان لافتًا، ولكن إلى حقل الرمي! وحين أفكر في الموضوع أقول: فعلوها قبل ذلك (البعثيون)، قتلوا في 8 آذار شركاءهم الناصريين في انقلاب 8 آذار [1963]، وفعلوا ذلك في 18 تموز [من نفس العام] في انقلاب جاسم علوان، وقتلوا شركاءهم ورفاقهم، فلماذا لا يفعلون ذلك؟! ولكن فيما بعد صرت أقول: ما هو السبب؟! وأمام هذا الصمت، توقفت السيارة، ونزل منها شخص، وأُغلق الباب، وانتظرت أحدًا يأخذني ولم يقترب مني أحد، واستدارت السيارة، وعادت، وإذا بي أكتشف أنَّهم يعيدون إلى هنا المخبر الذي يعرف بيتي والذي أخذهم لمحاصرة المنزل؛ لأن القادمين للاعتقال قادمون من دمشق، ولا يعرفون البيت. وخرجنا إلى الطريق من جديد، وبعد 500 متر، هناك مدخل للحرس الجمهوري، حيث يوجد ماهر الأسد، تجاوزت السيارة مطبًا موجودًا أمام الحرس الجمهوري، وأيقنت أنَّنا ذاهبون إلى دمشق، وكنت قد حفظت الطريق بكامله، ولكنني حين دخلت إلى المدينة لم أعد أعرف إلى أين نحن ذاهبون.

[لم يقولوا] ولا كلمة، وهذأ ما أثار [خوفي] ولم يكن أحد يتحدث بشيء، وهذا ما جعلني أقول: ما هذه المهمة الفظيعة؟! فاستلمني [السجّان] من رأس الدرج، وأنزلني -لأنني مطمش (معصوب العينين)- على الدرج إلى القبو، وحين وصلنا إلى القبو نزع الطماشة ( العصابة) عن عيني والكلبشة (الصفد)، والتفتّ إلى اليمين واليسار، وعرفت أنَّني موجود في قبو الفرع الداخلي، وهذا القبو قضيت فيه سنتين في الزنزانة المنفردة، فأعرف كل جدرانه وكل بلاط هذا الفرع، وعرفت أنَّني في الفرع الداخلي. وأخذوني إلى إحدى الزنزانات، وجلست فيها، ولم يكن الهدف والتحقيق في الفرع الداخلي، بل كُلِّف الفرع الداخلي فقط بمهمة الاعتقال، و[كان] التحقيق في إدارة المخابرات العامة؛ لذلك في اليوم الثاني، استدعوني، وحمّلوني في السيارة إلى أمن الدولة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/22

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/56-14/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

4/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-عرطوزمحافظة ريف دمشق-مدينة قطنا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الحرس الجمهوري

الحرس الجمهوري

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

الشهادات المرتبطة