الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

رفض الأسد للحل السياسي وتسليم شرق سورية لــ"PKK"

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:51:02

في هذه الأثناء دخل الثوار حيّ الميدان، وكان هناك قصف حتى على مبنى مجلس الوزراء، وكانت القذائف تنزل على مبنى مجلس الوزراء ووزارة الخارجية. والدخول إلى حيّ الميدان، والقذائف التي تنزل، ومصدرها المساكن خلف الرازي -كما كانوا يقولون- جعل الأمر مزعجاً، ومباشرة نزلت أفواج من الحرس الجمهوري، وقامت بتمشيط هذه المنطقة وطرد الأهالي منها وتجريفها، فحتى الآليات كانت مجهّزة، وتمّ تجريف هذه المنطقة بالكامل التي يعلنون الآن عنها كمخططات استثمارية وتطوير عقاري، والذي وضع يده عليها هو رامي مخلوف وسامر الفوز وهم كلهم جهة واحدة.

كانت تخرج من هذه المنطقة مظاهرات؛ وبالتالي لم يضمنوها، وهم يريدون السيطرة عليها؛ لأنها من أغلى مناطق مدينة دمشق؛ وبالتالي كانت فرصة، ولذلك أعتقد أن القذائف التي كانت تنزل على مجلس الوزراء ووزارة الخارجية كان لهم يد في هذا الموضوع، مثل القذائف التي كانت تنزل على باب توما والقصاع وغيرها، ويقولون: إن الفصائل هي التي كانت تقصف، فهذا الأمر كان مدبّراً، وحتى في الميدان، وتسهيل دخول الثوار إلى حيّ الميدان، ومن ثم السيطرة على الوضع خلال أيام قليلة، فجميعها تترك إشارات استفهام كثيرة بأن النظام كان له مصلحة بأن يتمّ هذا الأمر في مثل هذه المناطق.

بعد تفجير خلية الأزمة، اجتمعنا في القيادة القطرية، وقبل الاجتماع وقبل التفجير أيضاً، جاء إليّ العماد داود راجحة، وزارني في مكتبي، وكان مضطرباً كثيراً، وقال: إنه واقع في مشكلة كبيرة، والمفروض -في تاريخ 1 حزيران أو 1 تموز- أن يلتحق 45 ألفاً ما بين مجند، وصف ضابط، وضابط بالقطع (الوحدات) العسكرية؛ لأداء الخدمة الإلزامية. فقال لي: للأسف، يوجد لدينا خلل كبير، وبذلنا كل جهدنا، وسيّرنا دوريات من الشرطة العسكرية، ولكن لم نوفّق في القيام بأي شيء في هذا الأمر، وظننت أن نسبة الالتحاق مثلاً: 60-70%، أو 50% كحد أدنى، ولكن فاجأني، وقال لي: من 45 ألفاً التحق 600 عسكري فقط، وحتى [أبناء] الطائفة العلوية لم يكونوا يلتحقون بالجيش، وقال لي: أنا محرج وخائف من التكلم مع الرئيس في هذا الموضوع. فقلت له: لا مشكلة، أنا أتكلم معه.

لذلك بعد تفجير خلية الأزمة والشيء الذي حصل، اجتمعنا في القيادة القطرية، وناقشنا هذا الموضوع، وقبل ذلك اجتمعنا أيضاً في القيادة القطرية، وناقشنا موضوع حلب ودير الزور بوجود داود راجحة، كان العماد داود موجوداً، ولكنه كان يتحفظ، ولا يستطيع الكلام في كل شيء، بمعنى أن لديه حرجاً شديداً وخوفاً من التحدث في مثل هذه الحقائق.

فنحن مثلاً: لم نستطع أن نوصل صهريج ديزل إلى حلب، وكانت حلب تعيش أزمة خانقة جداً، ولكن الدولة عاجزة على أن توصل صهريج ديزل؛ لأن كلّ الطرقات كانت مقطوعة ومسيطر عليها من جهة إدلب أو جهة الرقة أو من الجهات الأخرى. وكان الأمر صعباً للغاية.

ناقشنا كل هذه القضايا في الاجتماع، في القيادة، واتفقنا بعد أن حصل تفجير خلية الأزمة على أن نذهب جميعاً إلى بشار، ونناقشه بهذه المسائل، وبأنه لابد من أن يكون هناك حلّ، ولا يمكن أن تستمرّ الأمور على ما هي عليه. وبالفعل، طلبنا لقاء بشار، وذهبنا مجتمعين، والتقينا ببشار، وتحدث زملاؤنا في القيادة، وتحدث الأستاذ فاروق، والأمين القطري المساعد، ورئيس مجلس الشعب، وبعض أعضاء القيادة عن الوضع ووجهة نظرهم، وأنا تكلمت عن الواقع التنفيذي والخدمي والحكومي، وكان بشار واضحاً وحازماً بأنه لا يمكن أن يشارك أحداً في الحكم، وخاصة هذه المعارضة، وكان يشتم، ويتّهم المعارضة بشكل كبير جداً [ويقول]: إن هؤلاء" أُجَراء" ومرتزقة. وقال لي بالحرف الواحد: طالما هذه المعارضة موجودة فأنا مطمئن لبقائي في الحكم، وهؤلاء لن أشاركهم في الحكم نهائياً، ولن أسمح بأن يشاركونا في حكم سورية، ولن نعطيهم شيئاً من حكم سورية، وهذا لا يمكن، ولا يمكن أن نكافئهم على الشيء الذي فعلوه أو يفعلوه بأن نضعهم شركاء لنا في الحكم.

لذلك كان واضحاً وحازماً منذ ذلك التاريخ، وأنه لا يوجد شيء اسمه حلّ سياسي. وبالفعل خلال السنوات التي مضت جميعها، لم يستجب النظام لأي قرار دولي، وإلى الآن هو مصمم على ألا يكون هناك حلّ سياسي؛ لذلك هو يعمل كل الفترة الماضية على شراء الوقت، ويتلاعب على الوقت خلال السنوات الماضية، وحتى الآن، وحتى في المستقبل.

هذا النظام غير قابل للإصلاح، بمعنى أنه غير قابل للمشاركة، وهو يعتقد أن أيّ نوع من المشاركة أو الإصلاح هو سقوط؛ وبالتالي لا يمكن أن يشارك، ولا يمكن أن يعطي تنازلات؛ لأنه مقتنع بأنه إذا تنازل فسيسقط، ولن يسمح "للخونة والأُجَرَاء"- كما سمّاهم- أن يكونوا شركاءه في الحكم.

في هذه الأثناء، أخلى النظام المواقع العسكرية (الأفواج العسكرية) الموجودة في الجزيرة في القامشلي، والمالكية، ورأس العين، وغيرها. وسلّم جميع الأسلحة الموجودة (السلاح الثقيل وكل الذخائر)، قام بتسليمها لحزب الـ "بي كا كا"؛ فكان النقاش مع بشار: لماذا تمّ هذا الموضوع؟ وقال: إن الدولة الآن في حالة ضعف، وهؤلاء أصدقاؤنا، ونحن استثمرنا بهم كثيراً خلال عشرات السنوات؛ وبالتالي نحن بحاجتهم الآن لعدة أسباب منها: ضبط الحالة الكردية في الشمال، وضبط الحالة الموجودة في المنطقة؛ لأن الأكراد ليسوا وحدهم الموجودين في الشمال فقط، والأخوة الكرد في الحقيقة كانوا يقومون بعمل كبير ومظاهرات شبه يومية، وتمّ اغتيال عدد من الرموز، مثل: مشعل التمو -رحمه الله-، فمن أجل القضاء على هذا الحراك لابدّ من استقدام هؤلاء وضبط المحافظة والاستعانة بهم بالنسبة للدولة، فيساعدون الدولة كقوات في هذه المنطقة، والدولة بحاجتهم، كما تمّ استدعاء حزب الله والميلشيات الإيرانية.

والمسألة الثالثة المهمة لبشار والتي قالها: إن هؤلاء سيكونون خنجراً في خاصرة تركيا، فكان الحديث على أن أبناء المنطقة لا يمكن أن يقبلوا بهذا الحل، فأن تعطي لمنطقة يوجد فيها مكوّنات كثيرة، والمكوّن الأكبر الموجود في المنطقة هو المكوّن العربي، وهم عشائر عربية، ولا يمكن أن يقبلوا بهذا الموضوع، فوجّه الأمين القطري المساعد إلى أن يتمّ تسليح القبائل العربية. والحقيقة أنه تحضير منذ تلك الفترة حتى الآن، فإذا حصل أي خلل في يوم ما فسيحصل قتال داخلي ضمن هذه المنطقة.

طبعاً، قال بشار: إن الدولة في حالة ضعف؛ وبالتالي لا يوجد مشكلة إذا أعطيناهم حكماً ذاتياً. وهذا ما وعد به الـ "بي كا كا": أن يعطيهم حكماً ذاتياً في الجزيرة لقاء مساعدتهم له في ضبط هذه المنطقة والقيام بالدور المرسوم بالنسبة لهم.

وأثناء خروجي من مكتب بشار بعد لقاء قال لي: سنقوم بتغييرات. وبعد اللقاء مباشرة قال لي: هذا فاروق الشرع أصبح رجلاً خَرِفاً، خاصة بعد أن خضع لعملية، ومن وجهة نظري أن نأتي بوليد المعلم مكانه نائباً للرئيس، ونكلّف فيصل مقداد وزيراً للخارجية مكان وليد المعلم. وقلت له: كما تريد فهذا شأنك.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدحكومة رياض حجاب

كود الشهادة

SMI/OH/128-13/

أجرى المقابلة

عبد الرحمن الحاج ، منهل باريش

مكان المقابلة

الدوحة

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/03/18

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-محافظة حلبمحافظة دمشق-الميدانمحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة الحسكة-محافظة الحسكة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الشرطة العسكرية - نظام

الشرطة العسكرية - نظام

الحرس الجمهوري

الحرس الجمهوري

حزب العمال الكردستاني

حزب العمال الكردستاني

رئاسة الوزراء - النظام

رئاسة الوزراء - النظام

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

وزارة خارجية النظام

وزارة خارجية النظام

الميليشيات الإيرانية للحذف

الميليشيات الإيرانية للحذف

الشهادات المرتبطة