الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

هجوم عناصر الأمن على المتظاهرين في جمعة العزة بدوما

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:21:11

عدت أنا ونوال [شاهين]، وعندما عدنا كان هناك شبه حاجز، ولكنه لا يعترض أحداً؛ لأننا عدنا من طريق حرستا، وكانت حالة محدودة لا توحي بأن هناك شيئاً ما سيحصل. وعدنا إلى منزلهم (منزل نوال وسامر)، وجلسنا، كان جميلاً جداً [أن تشارك] في أول مظاهرة، وجاء متولي، وكنا نحدثهم، ونقول: حدث كذا وكذا... فيصبح الحدث كبيراً وأطول من حجمه، ويمكنك الحديث عنه لمدة ساعات. فهذه كانت أول مظاهرة، ولو كانت جميع المظاهرات تنتهي بهذا الشكل فمن المؤكد أنه لن يبقى أحد في منزله. وكانت ناجحة، فنحن ذهبنا، وشاركنا في مظاهرة، وهتفنا بما نريد، وفي النهاية، رجعنا بسلام، عدنا بشكل عادي، أظن أنه في ذلك اليوم لأن التغيّر كان مباشراً، عندما تمرّ من أمام عناصر الأمن الذين في حرستا ولا يتعرضون لك فأظن أنك تحسّ بتفوق فكرتك، فهم مدركون هذه الفكرة ومدركون تفوقها، بمعنى أنهم مسلّمون بها تماماً.

في الساعة 11:30 [مساءً]، اتصل بي عدنان، وقال لي: إن الأمن اجتاح..... لماذا لم تنجح مفاوضاتهم مع الأمن؟ ربما لأنهم قرروا أن يحوّلوا المظاهرة إلى اعتصام، ألغوا فكرة المظاهرة، وكانوا يريدون أن يعتصموا في الساحة، فقال لي: جاء عناصر الأمن، واقتحموا، ويوجد الكثير من المصابين، وإذا كان بإمكانك الحضور فتعال. ولكن كيف سأذهب؟ فأنت تقول لي: اقتحم الأمن. ففي النهاية، اقتحم الأمن، ومن المؤكد أن الأمن قد اقتحم المنطقة. ولكن لم يكن لدينا تصوّر كامل عن معنى اقتحام الأمن، هل يحاصر أم لا؟ وهل ينتشر بشكل كليّ أم لا؟ فدفعني الشعوران المختلطان في داخلي: الكثير من الخوف والقليل من الشجاعة والواجب والأخلاق، وكما جرت العادة، تكلمت مع صديقي عامر حورية، وكان يختصّ جراحة عامة في مستشفى تشرين، اتصلت به، وكانت معه سيارة، وبعد أن ألقيت التحية وسألته عن أحواله، قلت له: أين أنت؟ فقال: في المنزل. وهو يسكن في "دفّ الشوك"، فقلت له: تعال. قال: ماذا هناك؟ فقلت له: تعال إلى هنا. وعندما جاء عامر أخبرته بالأمر، من المؤكد أن عامر أصابه نفس الإحساس الذي أصابني(الكثير من الخوف والقليل من الشجاعة والأخلاق)، ولكنني لا أستطيع أن أقول أمام عدنان: إنني لا أستطيع المجيء. ولا عامر يستطيع أن يقول لي: لا أستطيع. وفي النهاية، أنت أمام استحقاق أكبر من ذلك، هناك رؤساء يسقطون، والشعب بدأ يقوم.

ركبنا السيارة، وذهبنا (أنا وعامر). وذهبنا من "الأوتوستراد"، وعندما دخلنا فكان دخولنا من طريق معامل الخميرة من الجهة الشمالية لدوما، ودخلنا من جهة معامل الخميرة، فشممت رائحة، وكانت هذه أول مرة أمرّ فيها من هذا الشارع، كان طريق المعامل الذي يؤدي إلى المساكن تفوح منه رائحة الخميرة، فقلت لعامر: إن هذه بشارة سيئة. فقال لي: سأرجع إذاً.، فقلت له: أكمل. ودخلنا إلى المساكن من جانب الجامع الكبير، وكان الأمن منتشراً على الطرفين، والأمن هم هؤلاء الذين يلبسون اللباس المدني، وأنت لا تعرف الواحد منهم، هل هو عنصر أمن أم شبيح؟ ولم نميّز ما كانوا يحملونه، ولكن أظن أنهم كانوا يحملون بعض الهراوات، لم يكن هناك تمييز؛ حيث كان يسيطر علينا شعور بأنهم سيأخذوننا، فنحن الآن في السيارة، ولا نستطيع أن نرجع، فأكملنا طريقنا بهدوء، ولم يوقفنا أحد، وذهبنا باتجاه الساحة، ووصلنا إلى الساحة، وكان هناك صهريج ماء عسكري وشكله بشع، كان من النوع القديم وله صوت عال، وكان يمشي في الساحة، ويوجد خلفه عساكر يمسكون بخراطيم الماء، ويقومون بشطف الساحة، كان واضحاً أن هناك آثار دماء، وكان الوقت ليلاً، وهناك ضوء السيارة، وخلفهم كتيبة من العساكر فيها 3 أو 4 صفوف (مجموعة)، ويمشون المشية العسكرية النظامية، ويهتفون: "الله سورية بشار وبس". وكنت هنا قبل ساعتين أو ثلاث، وكان هناك أشخاص يهتفون، وأشخاص يوزّعون الماء، وأشخاص يوزعون الطعام، وكان الجوّ جميلاً جداً، وأنت صرخت فيه، وعبّرت عن نفسك، والآن يوجد آلة عسكرية قديمة جداً وبشعة وعساكر يمشون المشية العسكرية، ويهتفون: "الله سورية بشار وبس"، بينما قبل قليل كانوا يهتفون: "الله سورية حرية وبس". ومشينا، والتففنا حول الدوار، وذهبنا إلى الشارع، كان هناك حاجز باتجاه حرستا؛ فعدنا، وذهبنا من شارع حلب، وأثناء عودتنا، عند الزاوية، رأيت شخصاً يقف، ومعه غصن زيتون كان قد قطفه من شجرة حديثاً، وهو يقف على الرصيف، وكنت أرى أمامي رأس الغصن تماماً، والغصن ممتلئ بالدماء وبحسب ما أذكر يمكنني أن أقول: من المؤكد أنه كان يقطر دماً. ولكنني لا أعرف إذا كان هذا بسبب تخيلي المريع للموضوع، فقد رأيته يقطر دماً فعلاً، فأصبت بهلع شديد، مشى عامر قليلاً، فقلت لعامر: أسرع قليلاً حتى نعود. وفعلاً، خرجنا من دوما، ولم نرَ عدنان، ولم نرَ أصدقاءنا، ولم نرَ محمود ومازن، ولم نرَ أحداً، تجوّلنا بالسيارة فقط، وعدنا، وأوصلني عامر إلى منزل سامر ونوال، وجلس قليلاً، ثم ذهب.

عندما عدنا من المظاهرة كان باستطاعتنا أن نتكلم كثيراً، ولكن عندما عدت من هذه الجولة كان الكلام قليلاً، فلا يوجد شيء نتكلم به، إذا أردت أن تتحدث فماذا ستقول؟ اقتحم الأمن فقط، ويوجد مصابون. وبصراحة، لا أتذكر في تلك الحادثة إذا سقط شهداء أم لا.

في اليوم الثاني، تأكدت أن عدنان بخير، وتكلمنا الكلام العادي الذي هو كلام مليء بالسوء، كان الناس مستائين، وهذه الذاكرة والأشياء التي لم تكن جيدة نحن دائماً ننساها، والآن عندما يتكلم الشخص فإنه يتذكر المشاهد كما هي، والآن أتذكر الساحة تماماً ومنزل نوال، أذكرهم جيداً.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/14

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/53-12/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

25-26/3/2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-منطقة دوما

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة