الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

استقالة غليون من رئاسة المجلس الوطني والتحضير لمؤتمر القاهرة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:22:06:00

هذا الاستحقاق الانتخابي كان بداية لاستحقاقات قادمة وهذا أول استحقاق انتخابي يحصل، لذلك كان متوقّعًا أن يكون هناك استقطاب كونه هذا الشيء طبيعيًا في أي عملية انتخابية ما بين طرفين ويوجد مكوّنات ستقف مع الطرف الأول ويوجد مكوّنات ستقف مع الطرف الثاني، وإذًا هنا خرجنا من مرحلة التوافق إلى مرحلة التصويت على الشخص المرشح وبطبيعة الحال إعلان دمشق وكان بعض الأشخاص من الأمانة العامة كانوا مؤيدين لجورج صبرة، وفي المقابل الإخوان (المسلمين) وبعض الأشخاص من الأمانة كانوا مؤيدين لبرهان غليون.

حصلت الانتخابات وكانت النتيجة هي فوز الدكتور برهان غليون على جورج صبرة في هذه الانتخابات، وهنا يجب أن نقول إنه خلال الاجتماع لم يكن الموضوع فقط الاستحقاق الانتخابي وإنما أيضًا كان يوجد رسالة من الأمريكان عن ضرورة حضور مؤتمر القاهرة والتعامل بإيجابية مع هذه القصة يعني دعوة للمجلس حتى يفكر بهذا الموضوع بشكل جدّي.

أنا ذكرت أنه بتاريخ 27 آذار/ مارس حصل اجتماع لترتيب أمور المجلس بعد الاستقالات التي حصلت وفي الأساس الاتفاق الذي حصل بين المجلس وبين هيئة التنسيق كان من أجل أن يُعقد اجتماع تحت رعاية الجامعة العربية وكانت إرهاصات هذا الموضوع مستمرة ويوجد هناك ضرورة لعقد مؤتمر تحضر فيه جميع أطياف المعارضة السورية ويُعقد تحت مظلة الجامعة العربية كونه في القاهرة ونحن نعرف أنه يوجد شخص من طرف الجامعة كان موجودًا في اجتماع 27 آذار/ مارس وهنا يجب ألّا ننسى أمرًا أنه في هذه الفترة الطرف الأممي وطرف الجامعة العربية كانوا شيئًا واحدًا كانوا فريقًا واحدًا وبالتالي عندما يتم دعوتنا إلى جنيف من قبل ناصر القدوة الذي هو كان نائبًا يعني ضمن الفريق الأممي في ذلك الوقت عندما كان يدعونا فهو عنده -إذا صحّ التعبير- القبعة التي لها علاقة بالأمم المتحدة والقبعة التي لها علاقة بالجامعة العربية، وناصر القدوة كان من طرف الجامعة العربية في ذلك الوقت وكان يوجد إرهاصات أو تحضيرات لها وسنتكلم عنها بعد قليل ولكن الرسالة بحد ذاتها كانت مهمة وهي من الناحية الدبلوماسية معروف معناها.

أنا لا أذكر أنه حدث بهذا الوضوح ولكن ربما في الجلسات الجانبية مع فورد أو مع الفريق الأمريكي أو مع الآخرين أو شخص ينقل رسالة معينة، وطبعًا يجب ألّا ننسى أنه يوجد هناك مجال للمبالغات في مثل هكذا الأجواء ولكن واضح تمامًا أن الأمريكان كانوا حريصين جدًّا على مؤتمر القاهرة وكانوا يتصوّرون أن يتم فيها حلّ عدد من العقد والمشاكل التي واكبت تشكيل المجلس الوطني منذ البداية، وهذا الشيء كانوا يسعون له بشكل أو بآخر.

أُعيد وأقول النقطتين الأساسيتين: الحل السياسي ووحدة المعارضة.

طبعًا بعد فوز الدكتور برهان غليون برئاسة المجلس للمرة الثالثة، أنا قصدي أن أقول منذ البداية أول مرة كان توافقًا على أن يأتي رئيس للمجلس والتمديد الأول كان مدة شهر بتوافق الجميع والتمديد الثاني كان مدة ثلاثة شهور بتوافق الجميع مع تحفظ إعلان دمشق والتمديد الثالث مدة ثلاثة شهور إضافية عن طريق التصويت، وهذا الذي حصل بتاريخ 12 أيار/مايو/ 2012.

هذا الشيء تسبّب- يبدو لي- بردّة فعل سلبية لدى بعض الأطراف إما القريبة من إعلان دمشق أو بعض الأطراف الثورية، ومثلًا لجان التنسيق المحلية كان موقفها سلبيًا من هذا التصويت وهذه النتائج وأيضًا سمع الدكتور برهان على المباشر كان يوجد حوار مع الثوار في حمص وأنه يوجد إشكالية مع هذا التصويت وهذا لا يعكس روح الثورة وطبعًا حتى بعض الجهات اتهمت أنه يوجد حرص على البقاء في الموقع والمنصب وأن هذا الشيء غير مناسب بالنسبة للمجلس الوطني وبالنسبة للمجلس الثوري ولا يعكس تطلّعات الثوار.

لا شك أن هذا تسبّب بضغط كبير على الدكتور برهان وحتى إنه جاءت تهديدات من حمص التي تمثّل والتي هي مدينته ومسقط رأسه وبالتالي يوجد لها رمز اعتباري أضف إلى أنها عاصمة الثورة، ونحن عندما نتكلم عن حمص في ذلك الوقت كانت تعني الكثير على مستوى الثورة السورية وإذا كانت ستخرج مظاهرات وتُسقطه في حمص فسيصبح موقفه جدًّا صعبًا وأضف إلى ذلك أنه أيضًا لجان التنسيق المحلية كان موقفها واضحًا وقالت وأصدروا بيانًا بحسب ما أذكر يعني كان يوجد نقد شديد للدكتور برهان غليون وهذا الشيء الذي حصل خلال اجتماع روما وهذا الشيء وصل إلى مرحلة أنه لا يستطيع التحمل أكثر من ذلك وأخذ قراره بالاستقالة بتاريخ 24 أيار/مايو/ 2012. 

وطبعًا الإخوان [المسلمون] تفاجؤوا بهذه الاستقالة وعتبوا جدًّا عليه وقالوا: نحن قمنا بالأمور بحسب الأصول والنظام الداخلي وحصل تصويت ومن المفترض أن يحصل قبول وتمشي هذه الشهور الثلاثة وبعدها يخلق الله ما يشاء، وكان يوجد عتب من قبل الإخوان على الدكتور برهان لأنه أخذ هذه المبادرة وأولًا يبدو لي أنه قام بها بدون استشارة وبدون تنسيق لأنه فعلًا شعر بنفسه في تلك اللحظة أنه وحده بمعنى لا يوجد حوله أحد وفي الفترات السابقة التي كان يحصل فيها هجوم عليه ويشعر بأنه محاصر كان يوجد أطراف تستطيع التخفيف عنه وتقف معه ولكن في هذه الفترة شعر بأنه أصبح وحيدًا.

أنا أتصوّر عندما تجلس مع الدكتور برهان في ذلك الوقت هذا يعكس حالة من الصراع الداخلي عنده وأنه طيلة عمره كان جزءًا من توجّه معيّن وأيديولوجية معينة وتيارات معينة ليست لها علاقة بالإسلام السياسي وليس لها علاقة بالتيار المحافظ وهو يتصوّر أن حاضنته يتصوّر المجموعة التي ينتمي إليها هي أقرب ما تكون إلى إعلان دمشق إلى لجان التنسيق المحلية إلى مجموعات الثوار التي لم تكن في ذلك الوقت مُؤدلَجة بأي شكل من الأشكال، وفجأة رأى أن الذين من المُفترض أن يكونوا حلفاءه هم أكثر الأشخاص يقفون في وجهه، وطبعًا حتى هيئة التنسيق في ذلك الوقت لذلك يوجد البعض كان بشكل أو بآخر يساند هذه الجهود للإطاحة به وبالمقابل المجموعة التي لم يكن يتخيّل أن تكون حليفة له كانت هي التي تدافع عنه وهذا جعل عنده شعورًا أكثر بالعزلة والغربة السياسية إن صحّ التعبير وهنا هو وصل إلى قراره بالاستقالة، وهذا القرار لا شكّ أنه سيساهم في المستقبل في تسريع الأمور نحو إيجاد البدائل.

طبعًا المجلس الوطني على مستوى الأمانة والمكتب التنفيذي اضطرب **** بسبب هذه الاستقالة المفاجئة والتي ذكرتُ أنها صدمت الجميع وطبعًا للبعض كانت صدمة إيجابية والبعض كانت صدمة سلبية، ولكن أصبح واضحًا تمامًا أنه لن يعود الدكتور برهان عن قراره عن الاستقالة وكان يوجد مقترح في ذلك الوقت على حلّ توافقي، وطبعًا في ذلك الوقت كان يوجد أشخاص قالوا: إذا استقال الدكتور برهان غليون فإنها تذهب إلى المرشح الثاني الذي كان موجودًا الذي أخذ عددًا من الأصوات، قالوا: لماذا لا يكون هو البديل؟ ولكن هذا لم يُلاقِ استحسانًا من الأطراف التي كانت تقف مع الدكتور برهان غليون وذهبوا باتجاه حلّ وسط أو توافقي، والذي هو الدكتور عبد الباسط سيدا الذي هو سياسي كردي مستقل وتقريبًا بتاريخ 10/حزيران/ يونيو/ 2012 تم الإعلان عن اختياره توافقيًا ضمن المجلس الوطني ضمن المكتب التنفيذي والأمانة العامة كرئيس جديد للمجلس الوطني السوري، وبالتالي أصبح على رأس هذه المؤسسة سياسي كردي وكان متوقَّعًا أن هذا سيلعب دورًا إيجابيًا بعلاقات المجلس وبموقع المجلس وبمواقف المجلس السياسية مع السوريين وأيضًا مع الإقليمي والدولي.

أنا أذكر أن الدكتور برهان أصبح أمره محسومًا يعني الإخوان لا شك أنهم انزعجوا كثيرًا من قراره بالاستقالة وكانوا يريدون منه العودة عن قراره، هذا الأمر لا شك فيه، ولكن هو بالنسبة له يعرف تمامًا ما هو الثمن وهذا هو الثمن الذي كان يحاول تفادي دفعه ومنطقيًّا لن يعود عن قراره وهو يعرف [أنه] إذا عاد عن قراره سيحصل الشيء الذي كان يخاف منه، وما هي الفائدة؟، وهو بالنسبة له أخذ القرار المناسب في الوقت المناسب وهو يريد الحفاظ على ما تبقّى له من رمزية ومكانة ضمن الثوار وبما أنكم لا تريدونني فأنا لن أستمرّ في هذا المكان، وطرح التوافق لأنه أيضًا الطرف الثاني لم يكن مرتاحًا لخيار إعلان دمشق لأنه كان يظهر فيه أنهم انكسروا يعني الطرف الذي من جهة برهان وعندما تم طرح التوافق وكان الدكتور عبد الباسط قريبًا إلى الجهتين أصبح يوجد انطباع أنه نحن خلال هذه الفترة سوف نمشي مع المرشح التوافقي حتى تهدأ النفوس ويعود التوافق ما أمكن، وربما يكون هناك فرصة لجورج صبرا في قادم الأيام.

ضمن هذا الحراك الداخلي ضمن المجلس وما يعنيه بالعلاقة مع السوريين ما يعنيه بالعلاقة أيضًا مع الإقليمي والدولي كانت تتخلق فكرة اللجنة التحضيرية لمؤتمر القاهرة، ومؤتمر القاهرة كان أيضًا بنفس الوقت سيكون في وقت متزامن مع حدث مهم على المستوى الدولي بما يتعلق  بسورية وهذه كلها عبارة عن ماكينة إقليمية ودولية تعمل مع بعضها من أجل ترتيب الأمور أن يكون هناك لجنة تحضيرية للمؤتمر وهذا المؤتمر يحصل في فترة ما بين نهاية حزيران/ يونيو وبداية شهر تموز/ يوليو، وبنفس الوقت كان يوجد هناك جهود دولية يتمّ الحديث عنها من أجل أن يخرج شيء يوجد عليه توافق دولي بما يتعلق بالحلّ السياسي والذي فيما بعد صدر في نهاية حزيران 30 حزيران/ يونيو/ 2012 وهو مؤتمر جنيف.

إذًا المجتمع الدولي بدأ يصبح عنده توجّه أوضح بما يتعلّق بالحل السياسي وأيضًا بعض الحلول بما يتعلق بموضوع الجهات التمثيلية أو التي ستكون جزءًا من هذا الحل السياسي، وبدأت اللجنة التحضيرية عملها مع منتصف شهر حزيران/ يونيو واستمرت مدة 15 يومًا من الاجتماعات المتواصلة وهذه الاجتماعات كان الهدف منها هو التحضير للمؤتمر بشكل عام سواء من الناحية التنظيمية أو من ناحية الأوراق والوثائق.

يوجد أشخاص كانوا من طرف المجلس الوطني مثل عبد الأحد اسطيفو ونذير الحكيم وكان يوجد أشخاص من الطرف الكردي مثل كاميران حاجو ومحمد موسى على ما أذكر، وكان يوجد من طرف الحراك الثوري ريما فليحان.

ريما فليحان كانت ضمن المجلس الأعلى وأنا متأكد من ذلك، وهي كانت السيدة الوحيدة في كل المجموعة وكنا أحيانا نمزح معها في هذه القصة لأنه توجهها أكيد لا يتوافق إطلاقًا مع بقية الأشخاص الموجودين في المجلس الأعلى لقيادة الثورة ولكنها لعبت دورًا وكانت محسوبة على المجلس الأعلى ولكن أنا أقصد أنها من الحراك الثوري وكان معتصم السيوفي أعتقد لعب دورًا في هذا الموضوع رياض سيف وكان هو يقوم بتجهيز نفسه للخروج أيضًا رياض سيف للخروج من سورية حتى أيضًا يلعب دورًا بما يتعلق بالمجلس الوطني أو أي أجسام قادمة، وأيضًا كان موجودًا سمير عيطة وعدد من الآخرين، وأنا لا أذكر الجميع، ولكن هذه أمثلة عن الذين كانوا موجودين في ذلك الوقت وأذكر في وقتها أيضًا كان يوجد شخص من طرف التركمان اسمه عبد الكريم آغا.

رياض سيف خرج من سورية لأجل حضور مؤتمر القاهرة وهذا كان أول خروج له من سورية منذ بداية الثورة وهو خرج من سورية بشكل رسمي وليس تهريبًا ويبدو لي أنه كان يوجد هناك جهود من قبل المبعوث الدولي بهذا الموضوع ولكن هذا الشيء تحقّق وبالنسبة للنظام أيضًا كان الأمر مناسبًا حتى يتخلص منه من داخل سورية، وهذا الأمر نعرفه وهي سياسة قديمة للنظام يعني المعارض إما [أن] يتم سجنه أو قتله أو يتم إخراجه خارج سورية بحيث إنهم يرتاحون [منه] وهذا الكلام عندما لم يكن [يوجد] عليهم ضغط إقليمي ودولي، وبالتالي كان الخوف الأساسي من الداخل وشيء طبيعي أن هذه الخيارات الثلاثة كانت دائمًا موجودة عند النظام إما الاعتقال أو القتل أو التهجير القسري.

يوجد عدة أمور كانت تواجه اللجنة التحضيرية ضمن نقاشاتها وطبعًا جزء منها متأثر بالحضور الموجود في اللجنة التحضيرية وجزء منها بالقضايا الموضوعية المطلوبة من أي مؤتمر قادم للمعارضة، ولكنني أستطيع أن أقول إنه بشكل أساسي كانت تتكلم عن شكل الحل السياسي وإمكانيات يعني الحل السياسي في مواجهة الحل العسكري وكيف طبيعته، وأيضًا ما هي طبيعة الانتقال السياسي يعني إذا [كان] سيحدث انتقال سياسي في سوريا كيف سوف تكون طبيعة هذا الانتقال، والموضوع الكردي القضية الكردية أيضًا كان نقاشًا أساسيًا في هذه اللجنة لأنني أعيد وأقول إن الوثيقة التي أصدرها المجلس الوطني السوري في تاريخ 2 نيسان/ أبريل/ 2012 لم تغطّ احتياجات أو مطالب المجلس الوطني الكردي وكانوا يطمحون أن يحققوا ما يريدونه من خلال مؤتمر القاهرة، والسؤال الذي دائمًا يمثّل الاستقطاب الأساسي ضمن التيارات السياسية في سورية هو ما بين الدين والدولة ما بين الإسلاميين والعلمانيين بشكل أساسي، وهذه هي النقاط الأساسية التي كانت موجودة في أذهان المحاورين في هذه اللجنة التحضيرية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/24

الموضوع الرئیس

 المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/129-60/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/08/07

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية

المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

الشهادات المرتبطة