الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخلافات داخل جماعة الإخوان المسلمين خلال تشكيل المجلس الوطني

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:39:19

طبيعة النقاشات وحدتها التي رافقت فكرة تأسيس الإطار السياسي، ويسميها البعض: "محاصصة"، رغم أنني أعتبر أنها ليست محاصصة؛ لأننا كنا سبعة أشخاص موجودين كمكونات للنقاش، ووضعنا قواعد متساوية قدر الإمكان بين الجميع. المكونات السبعة هي: إعلان دمشق، والإخوان المسلمون، ومجموعة ال 74، والحراك الثوري، والمنظمة الآشورية، والكتلة الكردية المستقلة، والمستقلون، مثل: برهان غليون، هذه هي المكونات السبعة. وضعنا القواعد التي رأيناها منطقية، وقبل بها الجميع، وجرت نتيجة نقاشات وحوارات. وفيما بعد، كانت الأخبار تصل إلى أصدقائي في دمشق، وقالوا لي: يا أبا كرم، نحن نعرف، وتصلنا الأخبار بأنك تلعب دوراً إيجابياً جداً في إيجاد توافقات ما بين الخلافات.

كانت الخلافات شديدة ما بين "الإخوان المسلمين الحلبيين" و"الإخوان المسلمين الحمويين"، وسبب هذه الخلافات "الإيديولوجية "أو السياسية- أنا لست قريباً من "الإخوان المسلمين"، وخاصة أنهم جميعاً خارج سورية- لم أكن أعرف أسبابها. ولكن انعكاس العلاقة بينهم في النقاشات حول تأسيس المجلس الوطني جعلني ألمس أنهما طرفان يتصارعان على النفوذ، ومن يمثل أكثر من الآخر. ولاحقاً، تبين لي لماذا جاءت دعوتان إلى "إعلان دمشق" من طرفين هما: "الإخوان المسلمون" و"مجموعة ال 74".

بدأ الصراع -كما أذكر- لأن أفراد "مجموعة ال 74 "كانوا قد أسسوا المجلس الوطني، وأعلنوه في تاريخ 15 آب قبل شهر ونصف؛ لأن هذه المجموعة خمس تيارات، وحتى لا يتفككوا، وينحل عقدهم. فكانوا يريدون إرضاء التيارات الخمسة وكل تيار مع مجموعته، وهم ملتزمون بأن يكون العدد أربعاً وسبعين، وهؤلاء ينتقلون إلى المجلس الوطني كأعضاء هيئة عامة للمجلس الوطني السوري.

"الإخوان المسلمون" -وذكرت في جلسات سابقة- دعوا مجموعة من أصدقائهم، وكانوا قد وضعوهم في فندق آخر، وكان منهم شخصيات متنوعة ومتعددة، منهم كما ذكرنا: السيدة مرح البقاعي، ورنده قسيس، وعقاب يحيى، وذكرنا شخصيات كثيرة، هؤلاء أيضا كانوا موجودين، وكان هناك "إخوان مسلمون" من الموالين للقيادة الرسمية "للإخوان المسلمين" التي هي تحت نفوذ الحمويين ومنهم: رياض شقفة، والأستاذ فاروق طيفور.

في النقاشات، وبصفتي مراقب، ولا أعرف طبيعة الخلاف السياسي فيما بينهم، ولكن القضية ليست توزيع أدوار. احتداد النقاش الذي كان يحصل بين الأستاذ ملهم الدروبي وأحمد رمضان، أو احتداد النقاش الذي كان يحصل بين الأستاذ فاروق طيفور وأحمد رمضان استدعى في إحدى الجلسات أن يطلب "الإخوان المسلمون" وقتاً مستقطعاً للمشاورة في غرفة مجاورة. وكما ذكرت فإنه كان هناك تنافس عليّ فأخذوني معهم، [وقالوا لي]: تفضل يا أبا كرم، واسمع حديثنا. وليس لي علاقة بذلك، وليس عندي خلفية عنهم أو عن خلافاتهم؛ فدخلت، وكان الأستاذ رياض شقفة موجوداً وبعض قادة "الإخوان المسلمين"، وفاروق طيفور، وجاء ملهم الدروبي، وكانوا يتناقشون، وكان محور النقاش يدور حول محاولات الهيمنة والنفوذ التي يحاول أحمد رمضان فرضها مع جماعته. وقال ملهم الدروبي -الذي كان محتداً جداً- للمراقب العام: أريد أن أنسحب من الجماعة ومن النقاش إذا بقينا موافقين على الطروحات التي يقدمها أحمد رمضان. وأحمد رمضان تحديداً كان مصراً -كما ذكرت- على "مجموعة ال 74"؛ لأنهم ملتزمون جميعاً مع بعضهم، ويحاولون تحقيق أكبر حصة موجودة في المجلس؛ لأنهم مجموعات، وليسوا تياراً وأحداً.

أنا رأيت الصورة، وربما يجب أن ألوم نفسي لاحقاً؛ لأنني لعبت دوراً ايجابياً في التوفيق ما بين كتلتي "الإخوان المسلمين"، أرضيت "مجموعة ال 74"، وقلت لهم: نقبل الأربعة والسبعين جميعهم، و "الإخوان المسلمون" لهم حصة مثل باقي القوى السياسية (عشرون لكل مجموعة)، "كإعلان دمشق"، ونقبل أصدقاءهم الذين عددهم حوالي أربعين شخصاً، والذين قاموا بدعوتهم، نقبلهم أعضاء، ونحن ليس لدينا مشكلة؛ لأننا وضعنا القواعد التنظيمية وهي: التوافق و ليس الانتخاب، والتداول، والتمثيل بغض النظر عن الأحجام، وأن يكون لكل ممثل شخص واحد، وسيكون هؤلاء أعضاء هيئة عامة للمجلس الوطني، ويصبح "الإخوان المسلمون" وأصدقاؤهم ستين شخصاً. هذا الكلام وافق عليه الطرفان: وافقت "مجموعة ال 74"، وكذلك وافق "الإخوان المسلمون الحلبيون".

جرت حادثة خلال اليومين، لا أعرف ذلك الشخص التركي الذي اسمه سفر طوران، والذي التقيت به على العشاء، قال لي في جلسة أو مشوار: هل يمكن أن أوصلك بسيارتي؟ ولا أذكر إلى أين كان ذاهباً، وأذكر أنني ركبت معه في سيارته؛ كي يوصلني إلى مكان ما، وقال لي: كيف تسير الأمور؟ فقلت له: يوجد صعوبات كثيرة، وأنا لا أعرف سبب هذا الخلاف القوي بين "الإخوان المسلمين" وأحمد رمضان ومجموعته. وفي ذلك الوقت، ربما لم أكن أعرف أن أحمد رمضان هو من "الإخوان المسلمين الحلبيين" في تلك اللحظات، وأذكر أنني قلت له: إذا كنت تعرف المجموعتين فيجب عليك أنت تلعب دوراً إيجابياً لإحداث توافق بينهما. وهذه كانت أول مناسبة اقتربت فيها من شخص تركي، كان على ما يبدو متابعاً من خارج الاجتماعات لما يجري داخل الاجتماعات، سواء كان على العشاء الذي دعاني إليه أحمد رمضان أو في هذه المناسبة. لا أعرف إذا كان هو يقصد أن يذهب معي تحديداً، وأعتقد أن الأتراك يهمهم التعرف عليّ عن قرب؛ لأنني أتيت من سورية، وأعتقد أنني الشخص السياسي الوحيد، أما الآخرون من الذين جاؤوا فهم حراك ثوري، ولكن [إذا تحدثنا] من منطلق سياسي فإنني الوحيد القادم، أتيت من سورية. وكان يهمهم الاطلاع على رأيي، وأن يأخذوا انطباعات مني عن الوضع داخل سورية. وطبعاً، كان معروفاً أنني أريد العودة إلى سورية بعد عدة أيام.

لا أعرف إذا كان الأتراك قد لعبوا دوراً بشكل بعيد عن الأضواء من أجل تقريب "الإخوان المسلمين" من بعضهم البعض، ولكن الذي أعرفه، ومتأكد منه أن "الإخوان المسلمين الحلبيين والحمويين"- بالصيغة التي طرحتها- وافق كلاهما. مثلاً: "إعلان دمشق" له عشرون شخصاً، و "إعلان دمشق" لم يسمِ إلا سبعة أشخاص-بحسب ما أذكر- من أصل عشرين شخصاً؛ لأننا نستطيع أن نسمي، ولكننا نفضل دائماً أن نسمي أشخاصاً من الداخل وليس من الخارج، لأن "إعلان دمشق" مشدود إلى الداخل دائماً، وأن يكون هناك أي إطار سياسي- كما ذكرت سابقاً- فكانت رغبتنا أن يكون من الداخل وليس من الخارج، ويكون أكثر ارتباطاً بالحراك الثوري. ونحن أتينا إلى إسطنبول، وشاركنا في النقاشات بناء على ضغط لجان التنسيق المحلية (الشباب والصبايا الذين كانوا مهددين). ولم نسمِّ إلا سبعة أشخاص، وقلنا لهم: إذا أردنا أن نسمي من سورية فإن أعضاء الأمانة العامة جميعهم متوارون عن الأنظار، واجتماعاتنا كلها بعيدة عن الأضواء. فإذا ذُكر في الإعلام أن "إعلان دمشق" هكذا فذلك يعني أننا نضعهم جميعاً تحت المخاطر. طبعاً، لدينا حصة هي: عشرون شخصاً، ولكن لاحقاً، عندما أعلنت الأسماء فلم نعلن إلا سبعة أسماء، وكان لدينا قناعة بأن "إعلان دمشق" لم يفكر نهائياً في قضية الأعداد وقضية النفوذ وقضية الهيمنة، وتعامل بكل شفافية ومصداقية، لم نفكر في موضوع الهيمنة والنفوذ والحصة؛ لذلك كانت طروحاتنا، والجميع يعرف أن جميع طروحاتنا كانت توافقية، ولا نلجأ إلى التصويت؛ لأنه ليس له أي مبرر. مع الأسف لم يكن الآخرون بنفس الروح، شركاؤنا لم يفكروا بنفس هذه الروح.

كنت أشعر قياساً للذي عايشته في سورية بأنه لا يوجد تلك الروح التي كنا نطمح إليها، الروح الوطنية التي تعمل من أجل مشروع وطني سوري بغض النظر عن الحسابات الصغيرة، لا أعرف إذا كان لديهم معلومات أو أنهم هكذا، ربما لديهم معلومات من دول أخرى، وربما تكون طبيعتهم هكذا، بمعنى أن فهمهم للعمل الوطني والسياسي يتلخص بأنه يجب على الشخص أن يلعب دوراً في أي مكان، وهذا على الأرجح كان عند الأشخاص الذين كانوا موجودين خارج سورية، و نوعاً ما لديهم احتكاك مع الدول، ويمارسون سياسة، و لكنهم لا يعملون في الثورة أوفي معارضة داخل سورية، فعندما يكون الشخص خارج سورية فإن الحسابات و المنهجية والأهداف تختلف كثيراً عن الأشخاص الذين يعملون في الداخل، بغض النظر عن العنوان الواحد.

شعرت بالغربة؛ لأننا في "إعلان دمشق" لم نفكر بهذه الطريقة، في "إعلان دمشق"، اعتقل الأستاذ رياض سيف سنتين ونصف، ولكن لم يطرح أحد فكرة إيجاد بديل عنه، وهو في السجن، وبقيت أمانة "إعلان دمشق" تقول: إن رئيسها موجود في السجن (الأستاذ رياض سيف)، ولم نقبل استقالته إلا بناء على طلبه، هذه الروح كانت موجودة، ولم يكن أحد يفكر بأنه إذا دخل الأستاذ رياض السجن فإنني سأرشّح نفسي مكانه أو أي شخص آخر. هذا الأمر لم يكن موجوداً، وحتى عندما تأسس المجلس الوطني السوري، وذكرت أن الدكتور برهان غليون كان موضع توافق لدى الجميع، وتمّ اختياره بالإجماع، ولم يناقش أحد هذا الأمر، ولم نجرِ مفاضلة بين شخصين.

عندما نرى هذه الأعداد، وأنا لم أكن أعرف الأهداف البعيدة من وراء هذا الموضوع، ولكن مع مرور التجربة، سواء على موقع الرئيس الذي يفترض أن يكون تداولياً، أو على موضوع القرارات التي يجب أن تكون بالتوافق، أصبح الزملاء يتكلمون عن موضوع الانتخابات، وأخذوا يقولون: إن الانتخابات تعطي ممثلين جدداً. فالمكونات يمكن أن تفقد ممثليها الذين أسسوا المجلس الوطني نتيجة الانتخابات، فهي في شكلها وظاهرها انتخابات ديمقراطية، ولكن الهيئة الناخبة كلها لهم، الهيئة الناخبة بأكثريتها الساحقة موزعة بين "الإخوان المسلمين" و"مجموعة ال74" والباقي جميعاً موزعون. بدأ ذلك يتكشّف خلال الشهور اللاحقة مباشرة مع الأسف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/11/02

الموضوع الرئیس

تشكيل المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/86-31/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

أيلول 2011

updatedAt

2024/04/07

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

مجموعة الـ74 - الكتلة الوطنية المؤسسة

مجموعة الـ74 - الكتلة الوطنية المؤسسة

الشهادات المرتبطة