الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التعرف على مجموعة الــ 74 وانتقادات أعضائها للتمثيل في المجلس الوطني

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:23:22

خلال تواجدي في إسطنبول للمشاركة في تأسيس المجلس الوطني السوري، أو ما نتج عن هذه الاجتماعات أو الحوارات في المجلس الوطني السوري، بالنسبة لي كنت أكوّن انطباعات سريعة وعابرة عن كل الأشخاص الذين أراهم لأول مرة، و ليس لدي فكرة عنهم على الصعيد الشخصي أو على الصعيد العام أو حتى على الصعيد السياسي، ولا أعرف خلفياتهم السياسية؛ لأنه في الإطار العام، جاءتنا دعوتان: دعوة من "الإخوان المسلمين"- أقصد أن الدعوة جاءت "لإعلان دمشق"- و دعوة من اللجنة الإدارية "لمجموعة ال74"، ولكننا لا نعرف تفاصيلهم، ولا أعرف قيادات "الإخوان المسلمين" في ذلك الوقت من تكون.

كانت الانطباعات واللقاءات كثيفة وسريعة، على سبيل المثال: خلال يومين، وقبل الإعلان عن تأسيس المجلس الوطني السوري، أذكر أنه في فندق "التيتانيك" كان هناك نوع من محاولة التنافس عليّ بين "مجموعة ال 74 "وبين "الإخوان المسلمين"، على اعتبار أنني قادم من الداخل السوري، ومن "إعلان دمشق"، وعلى ما يبدو أن جميعهم يعرفون خلفيتي المستقلة، وربما لديهم فكرة عن توجهاتي السياسية الشخصية، ويعرفون أنني إنسان ليبرالي، أتيت من مدينه حلب، فربما كانت لديهم هذه الانطباعات الأولية.

دعتني الدكتورة بسمة قضماني إلى اللقاء في الفندق، وأخبرتني بوجود "مجموعة 74" من أجل التعرف عليهم، و دخلت إلى القاعة معها، واحتفلوا بقدومي، وأظن أنه كان في القاعة عدد كبير (خمسون أو ستون شخصاً)، وقالوا لي: هؤلاء مجموعة "ال 74" . ولم أعرف أغلبهم، ربما عرفت شخصاً أو شخصين، عرفت رضوان زيادة؛ لأنني كنت أعرفه من سوريا قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ورأيت أيضاً محمد العبد الله بن علي العبد الله صديقنا وعضو هيئة الرئاسة في "إعلان دمشق" في الداخل؛ لأنني أعرفه أيضاً، ورأيته في دمشق قبل أن يغادر إلى أمريكا، أغلب من بقي منهم لم أتذكره.

كانت هناك منصة جلس عليها شخصان أو ثلاثة، وجلست بصفتي ضيفاً وكذلك الدكتورة بسمه قضماني، وربما جلس الأستاذ أحمد رمضان أو الدكتور عبد الباسط سيدا، كانوا من أبرز الشخصيات في "مجموعة ال 74" الذين بدأت ألاحظ دورهم وحركتهم وعلاقاتهم، فهم من الشخصيات البارزة في هذه المجموعة، وملامحها غير معروفة بشكل عام. هم لم يكونوا قد أخذوا صفة "الإخوان المسلمين"، ولكنهم أخذوا صفة مجموعة العمل، هكذا كان اسمهم على ما أعتقد: "مجموعة العمل الوطني" أو ما يشبه ذلك. و لكن جميعهم معروفون بما فيهم أحمد رمضان و عبيدة نحاس وبعض الشباب الإسلاميين الموجودين ضمن جماعتهم بأن أغلبهم من مدينة حلب، وتبين أنهم تربطهم علاقات وتواصل مباشر مع الأستاذ علي صدر الدين البيانوني و مع الأستاذ زهير سالم المقيمين في لندن، و لم يكونوا متواجدين في إسطنبول، و لكن الذين كانوا متواجدين في إسطنبول من "الإخوان المسلمين" بشكل رسمي هما: الأستاذ رياض الشقفة، والأستاذ فاروق طيفور بشكل فعال، والأستاذ ملهم الدروبي بشكل فعال أيضاً وآخرون، وأعتقد أن الأستاذ حسان هاشمي كان مع مجموعة أحمد رمضان، وهو حلبي أيضاً.

في هذه الجلسة التي كانوا موجودين فيها، خرجت انتقادات من قبل "مجموعة ال 74" لفكرة تشكيل مجلس وطني، والذي كانت ملامحه قد بدأت بالظهور، فلم يُعلن عنه، ولكن ملامحه بدأت بالظهور؛ لأن كل الشباب والصبايا الموجودين كانوا موجودين جميعاً في نفس الفندق الذي تجري فيه المناقشات، وكانوا موجودين في الصالونات، ويتتبعون أخبار النقاشات التي تجري في الغرفة المغلقة، والغرفة المغلقة كان فيها عدد محدود (حوالي عشرين شخصاً)، فصدرت انتقادات منهم حول طريقة التشكيل، و أصبحت "مجموعة ال74" مكوناً من المكونات السبعة التي سيتشكل منها المجلس الوطني السوري، والذين يشاركون في النقاش، وهم ضمن الغرفة المغلقة. بعد هذه الانتقادات، طبعاً، عرفت لاحقاً أن أفراد هذه المجموعة أنفسهم أعلنوا عن المجلس الوطني السوري في 15 آب، وكانوا وحدهم (مجموعة ال 74)، وكانت هناك صورة ظهر فيها الأستاذ أحمد رمضان، والدكتورة بسمه قضماني، والدكتور عبد الباسط سيدا، والدكتور عماد الدين رشيد، وهؤلاء الأربعة ينتمون إلى "مجموعة ال 74". وسط هذه الانتقادات، وهناك بعض المواقف التي استهجنت، وكأنهم يضحون بجهودهم التي بذلتها "مجموعة ال 74"، وأن هذا الجسم الجديد يهمشنا، ويفقدنا دورنا القيادي في الإطار السياسي الجديد الذي سيجري النقاش حول إعلانه. ردت عليهم الدكتورة بسمه قضماني، و هذا الرد ينطبع في الذاكرة، و يبين توجهات "مجموعة ال 74". قالت لهم: أنتم تعرفون أن هذا المشروع الذي تم إعلانه من قبل "مجموعة ال 74"، وهو إعلان المجلس الوطني السوري في 15 آب، أخذنا هذا المشروع إلى كل الدول، وكان موقف أغلب الدول هو: إنكم جميعاً أكاديميون و مغتربون من الخارج، ولا تنتمون إلى الداخل السوري. كانوا يريدون قوى سياسية وثورية، تنتمي إلى الداخل السوري، فهذا التجمع الذي يعتبرونه تجمع "تكنوقراط"، ليس تجمعاً سياسياً بإمكانه أن ينال اعترافاً أو قبولاً. ومن هنا طرحت الفكرة بدعوة "إعلان دمشق" وهيئة التنسيق والقوى الثورية في الداخل، حتى الإخوان المسلمون هم قوى سياسية مغتربة منذ ثلاثين سنة خارج سوريا؛ وبالتالي كان التركيز على- وأنا سمعته على لسان الدكتورة بسمة قضماني- أنهم يريدون قوى من الداخل، وانتهى الاجتماع، وكان أعضاء "مجموعة ال 74" قد رضخوا للإجابات؛ لأنه لا يوجد أمامهم خيار سوى الذهاب في هذا المشروع.

لاحقاً، هذا الموقف تكرر بعد تأسيس المجلس الوطني، والتوافق على الدكتور برهان غليون على أنه رئيس المجلس الوطني السوري. شكّل وفداً بعد شهر، وذهب لمقابلة كلينتون في جنيف، لم يأخذ معه أحداً من ممثلي الداخل، بمعنى أنه لم يأخذ معه أحداً من "إعلان دمشق" أو من الحراك الثوري في الداخل، وذهب لمقابلة كلينتون، وأخذ معه خمسة أو ستة من المغتربين الذين غادروا سورية منذ عشرين أو ثلاثين سنة. تفحصتهم كلينتون-وهذا الكلام هم الذين نقلوه، وأنا لم أكن معهم- وقالت كلينتون للدكتور برهان: أنتم جميعاً غادرتم سورية منذ عشرات السنوات، لا يوجد أي أحد بينكم (من الموجودين) ينتمي أو خرج من سورية، سواء كان سياسياً أو من الحراك الثوري. فردّ عليها الدكتور برهان غليون قائلاً: ليس عندهم أوراق، ويحتاجون إلى وقت ليجهّزوا أوراقهم، ولكن يوجد أشخاص في إسطنبول. وكان هذا هو التبرير؛ لأنه كان مع الدكتور برهان غليون الذي كان مغترباً الدكتورة بسمة قضماني، وكان الدكتور عبد الباسط سيدا، وكان الأستاذ عبد الأحد اسطيفو، وكان الدكتور نجيب الغضبان، وكان الدكتور -على ما أعتقد- وائل ميرزا. وجميعهم مغتربون، فلم يخطر على بالهم أن كلينتون ستفاجئهم بهذا الطرح، وتقول لهم: لا يوجد أحد من بينكم جميعاً قد خرج من سورية.

كان هذا انتقاداً لهم، وتم بناء موقف عند السوريين في الداخل بأن أغلب أعضاء المكتب التنفيذي هم أشخاص سوريون مغتربون، ولا ينتمون إلى الحراك السياسي أو الثوري، سواء كان ذلك في سورية في الثورة أو حتى ما قبل الثورة، بمعنى أن جميعكم أشخاص معارضون، كنتم خارج سورية. وهذا مأخذ حقيقي وجدي، وكان موضع نقمة عند السياسيين في الداخل، يعني موضع نقمة عند الأشخاص الذين اعتقلوا داخل سورية، وعند شخصيات كثيرة ديمقراطية وعلمانية، فالتوافق حصل بين "إعلان دمشق" و"الإخوان المسلمين" فقط، والأشخاص الآخرون الموجودون جميعهم في أعضاء المكتب التنفيذي ليس لديهم صفة تمثيلية في الداخل، فهناك نوع من الإقرار بأن "إعلان دمشق" هو من الداخل، و يمثل شيئاً، وله حيثية سياسية في الداخل، و "الإخوان المسلمون" حتى لو لم يكونوا من الداخل، و لكن تم الاعتراف بهم على أنهم قوى معارضة سياسية ضد النظام السوري، ولكن الباقي لا يمثلون أحداً، فهذه الأسماء التي ذكرت من تكون؟ وهذا كان مأخذاً في الحقيقة حتى على المجلس الوطني السوري بعد قيامه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/11/02

الموضوع الرئیس

تشكيل المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/86-27/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

أيلول 2011

updatedAt

2024/04/07

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الشهادات المرتبطة