بدء النشاط السياسي والانضمام إلى إعلان دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:30:23
أنا محمد منير الفقير، مواليد دمشق 1979 درست في جامعة دمشق كلية العلوم (الرياضيات)، نقلت بعدها على هندسة المعلوماتية، وفي عام 2003 أو خلال الفترة الجامعية في أواخرها ازداد اهتمامي بالشأن العام. أنا من خلفية محافظة، وأسرتي عندها اهتمام أكثر من غيرها من العائلات الدمشقية؛ اهتمام ومتابعة للشأن السياسي بشكل عام. طبعًا والدي ضابط سابق.
في عام 2004 تقريبًا وعام 2005 كان هناك تواصل بيني وبين جمعية حقوق الإنسان في سورية من خلال رئيسها في ذلك الوقت الأستاذ هيثم المالح، وكان يوجد زيارات وتواصل وكان دائمًا يوجد محاولة لرصد الكثير من الانتهاكات التي تحصل وأخبار الجمعية على مستوى دمشق.
لاحقًا بحكم خبرتي التقنية كنت أتردد كثيرًا إلى الأستاذ هيثم في العام 2004، بالإضافة إلى الموضوع الحقوقي كنت أساعده بأمور تقنية أنا وبعض الشباب من أصدقائي "3-4 شباب" في الجامعة وكانوا مهتمين بالشأن العام، وبعدها انقطعت عن هذا الموضوع؛ لأنه نُصِحت أنه إذا أردت الاستمرار في الموضوع يجب أن أكون قد حسمت موضوع الخدمة الإلزامية؛ يعني: إذا أردت البقاء في سورية فيجب أن أخدم الخدمة الإلزامية، ويجب أن أنقطع عن هذه الأمور كلها لخطورتها إذا كنت في الخدمة الإلزامية، فقطعت هذا الموضوع ولم أخدم كثيرًا، ودفعت بدلاً عن الخدمة وبعد سنة عدت إلى الحياة المدنية.
وعندما عدت كان يوجد تواصل مع الصديق الدكتور ياسر العيتي في ذلك الوقت في عام 2006، وكنا نعمل مع أنس العبدة في بريطانيا على تأسيس "حركة العدالة والبناء"، ونحن أسسنا الحركة وعملنا عليها في ذلك الوقت، وبنفس الوقت كان يوجد تواصل مع جارنا في الحي رياض سيف وهو جاري في البناء، وكان أهله في نفس بنائنا، وأنا أعرفه وأعرف عائلته. وفي عام 2005 صدر "إعلان دمشق" كإعلان وبيان، وليس كحالة مؤسسية للمعارضة. وفي يوم صدور الإعلان كان معتقلي ربيع دمشق في السجون محكومين بخمس سنوات جميعهم تقريبًا، وطبعًا فاتني أن أقول أنه في أيام ربيع دمشق حاولت أن أحضر بعض المنتديات ولكنني كنت في السنة الثانية من الجامعة وأهلي منعوني، وكنت أتابع باهتمام موضوع المنتديات، وهو كان فعلًا فاتحة أمل للشباب السوري، وبنفس الوقت -بحكم طبيعة العمل- كنت دائمًا أتواجد وقبل الانخراط أكثر في مجال العمل المعارض كنت أتواجد في يوم 9 آذار من كل عام أمام القصر العدلي في دمشق، وكان يجتمع مجموعة من نشطاء المجتمع المدني والنشطاء السياسيين يجتمعون بمناسبة ذكرى إعلان حالة الطوارئ في سورية التي أُعلنت في 9 آذار 1963 بعد انقلاب البعث، فكنت أقف هناك وأرصد عملية فضّ الاعتصام التي كانت تحصل هناك. هذا كله على التوازي في فترة عام 2003 باستثناء فترة الخدمة العسكرية 2004. وفي عام 2005 كنت كثيرًا أهتم بهذه المناسبات، وكان معظم الشباب السوريين الذين يهتمون بالشأن العام؛ كان يهتمّ أكثر بالقضية الفلسطينية، وفي ذلك الوقت كنت قد اتخذت القرار بأهمية العودة للتفكير بالقضية السورية، وبأنه يمكننا أن نفعل شيئًا، وكنت دائمًا أحاول اختراق الحجب [للمواقع الالكترونية] والدخول إلى مواقع المعارضة وأتابع أخبار المعارضة، وأي شيء عن المعارضة كان بالنسبة لي بمثابة كنز.
أتذكر في ذلك الوقت أنني وصلت وكسرت الحجب عن موقع "نداء سوريا"، وهو موقع "إعلان دمشق"، وأرسلت لهم رسالة "أنني أريد أن أكون معكم"، ولا أعرف ما الذي جرى بخصوصها ولم يخبرني أحد منهم عنها بعد أن أصبحت جزءاً من إعلان دمشق، وربما لم يروها. وبعدها تواصلت مع ياسر العيتي ورياض[سيف]، وياسر وثَّق علاقتي أكثر مع رياض لأنه يوجد فارق عمري ورياض كان كبيراً بالعمر بالنسبة لي، وأصبحنا نذهب إلى منزل رياض الذي كان في منطقة قدسيا، وهناك كان يوجد لقاءات لجميع الناشطين وجميع الشخصيات المعارضة مثل المنتديات الثقافية. وفي هذا الوقت كان رياض قد خرج حديثًا من السجن في عام 2006، وهناك أيضًا توثّقت علاقتي مع شخص قريب لي وهو فواز تللو، وأنا كنت أتردد إلى منزل فواز في الشام في المزة كثيرًا؛ كل شهر على الأقل مرَّة أو مرتين، وبنفس الوقت كانت علاقتي قوية مع معاذ الخطيب كانت منذ عام 1995، وهو الذي أحيا لدي الحسّ الثوري والحسّ المناهض للاستبداد، وبشكل أسبوعي كان عندي اجتماع مع معاذ أو كل أسبوعين ونتناقش في الشأن العام، وهذا عدا المعايدات، وفي الحقيقة كان بيت معاذ الخطيب منتدى سياسيًّا غير مُعلن، وكان يقول لي عندما أزوره: ادخل إلى الداخل، هناك أناس لا أعرفهم كثيرًا جاؤوا من أجل معايدتي، ولا تتحدث عن شيء، وعندما يوجد أشخاص يعرفهم ويثق بهم ويكون موجود تقريبًا 20 شخصًا أو 15 شخصًا، فيكون منتدى سياسيًّا. وهذا الكلام كان منذ عام 2000 وبعد، وطبعًا قبل عام 2000 وفي عام 1995 كان معاذ يخطب[في الجامع]، وحُظر عن الخطابة ومُنع من التدريس، وكانت اللقاءات تجري معه بشكل سري بسبب الحظر الأمني، وهذا أيضًا كان عاملًا إضافيًّا. معاذ كان يتواصل مع هيثم المالح ورياض الترك، وأذكر أن رياض زاره في المنزل في سنة من السنوات، وكذلك فعل الترك، وكان يوجد هذه الفاعلية عبر هذه المناخات التي تحصل والتي كنت أتابعها، ويوجد غيرها لم أكن أتابعها. ولكن مثلًا فواز يكون لديه لقاءات في المنزل، وأنا أذكر أول لقاء جمعني مع فواز بعد أن خرج مباشرة [من المعتقل]، وكان موجود فواز تللو وعبد الرحمن الحاج في هذا اللقاء في منزل فواز تللو في الشام في عام 2005، وكان موجود الكاتب العراقي أحمد خير العمري، وكان دائمًا الحديث عن الشأن السوري ومآلات حرب العراق وسقوط نظام صدام حسين ببغداد، وماذا يمكن أن يحصل في سورية بعد التهديدات الأمريكية في اليوم الثاني من سقوط بغداد.
هذه المناخات أنا عشتها تمامًا، وبعدها كان يوجد مجرد لقاءات، وبعدها انتقلنا كما ذكرت قبل قليل، وأصبح هناك معرفة أكثر وأعمق مع رياض سيف، ومع الفضاء المعارض أكثر. وفي ذلك الوقت أنا كنت متوجسًا جدًّا، ولم أكن أعطي اسمي، وكنت أذهب إلى رياض سيف ولا أعرِّف عن نفسي وأنا كنت أصغر شخص تقريبًا، وكان يوجد شاب نسيت اسمه من حلب كان بعمري تقريبًا، ونحن كنا أصغر شخصين، وهذا الشاب كان من حلب، وهو لم يكن يحضر هذه المنتديات، ولكن في يومها جاء وحضر المجلس الوطني لإعلان دمشق، اسمه حسن قاسم، وهو كان أصغر شخص وأنا أكبر منه بقليل، وفي يومها تمّ اختياره كأصغر عضو وعبد الحميد درويش أكبر عضو، وهو كان رئيس الجلسة ومساعده صغير السن. وقبل اجتماع إعلان دمشق كانت تحصل لقاءات عند رياض سيف ويحضرها الجميع: فداء حوراني، علي عبد الله، ياسر العيتي، أنا، فواز تلو، وشخصيات كثيرة؛ ميشيل كيلو، وأحيانًا يأتي برهان غليون من فرنسا، وكان يوجد كلام أننا سوف نتحول من الإعلان إلى حالة جبهة معارضة، وكانت تتمّ دراسة الموضوع في هذه اللقاءات التي كانت أشبه بالمنتديات، وكذلك غسان نجار، وكان يجتمع حوالي 60 شخصًا أحيانًا.
أتذكر أنه قبل اجتماع إعلان دمشق بأسبوعين كان يوجد لقاء كبير عند رياض، ومنزله كان كبيرًا، والذي كان يتحدث فيه بشكل أساسي هو برهان غليون، وقال أنه يجب علينا أن نعمل عملًا معارضًا، ونعمل على استراتيجية إعلان دمشق، تحدث عن المشاكل في ذلك الوقت، وكان يقول أن المعارضة نخبوية ويجب عليها أن تنتقل إلى الشارع؛ لأن الشارع بعيد. وبعد أسبوعين تبلّغت بالدعوة من خلال ياسر، فرياض أخبر ياسر وياسر أخبرني، وقال أننا في الأسبوع القادم سوف نجتمع بشكل سري في بيت رياض، وهو اجتماع المجلس الوطني لإعلان دمشق، وحصل الاجتماع، وكل ما يُقال عنه أن الأمن يعرف أو لا يعرف هذا موضوع آخر. وحصل الاجتماع، وانتُخبت الأمانة العامة التي أعلنت عن نفسها ببيان رسمي واعتُقِلَتْ، وأنا في هذا الوقت كنت خائفًا جدًّا، وأنا بالأصل لم أكن أُعلن عن نفسي ولا أعرف عن نفسي، لذلك أكثر أعضاء الإعلان لا يتذكروني؛ لأنني لا أعرّف عن نفسي وقليل من يعرفني مثل رياض وعدة أشخاص، وفي هذا الوقت تواريت لفترة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/02/18
الموضوع الرئیس
النشاط قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/131-01/
أجرى المقابلة
منهل باريش
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-ضاحية قدسيامحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
القصر العدلي في دمشق
حركة العدالة والبناء
الجمعية السورية لحقوق الإنسان
موقع نداء سوريا