تأسيس فريق مركز توثيق الانتهاكات
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:13:19
أول فريق عَمِل في [مركز توثيق الانتهاكات] كان هو فريق المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، ثم بعد أن أخذت الموافقة من "IMS" بأنهم سيعملون على التمويل، كانت قد بدأت مها السبلاني بصياغة المشروع المقترح، وتحدّثت مع حسان عباس وصباح حلاق وكانوا يعقدون ورشة عمل في منزل رياض سيف لمجموعة شباب وصبايا، فتكلّمت مع صباح أو حسان لا أذكر من منهما بالضبط، وقلت أريد شبابًا وصبايا يكونوا "ظراف" ويعملون معي في المركز، فقالت لي صباح: "في المركز أو عند ابن عمه (بمعنى من أجل المظاهرات)"، قلت لها: لا، في المركز. وقالت: نعم، هناك شباب حلوين (جيدون) غدًا سينتهون من ورشة العمل التي نعقدها لهم أنا وحسان في منزل رياض سيف، وهم من شبابنا وندربهم. وقلت لها: كم شخصًا؟ فقالت لي: 16، وقلت لها: انتهي من الورشة غداً، وأرسليهم لي كلهم بعد غد. وهذا كان أول فريق من خارج فريق المركز السوري، وكان بينهم بسام الأحمد، وأيهم غزول الله يرحمه، وقسم من الشباب الذين اعتُقلوا معنا، ومن شباب كانوا في المركز أصلًا مثل هاني الزيتاني، منصور، محي الدين عيسو، دلشاد عثمان، وهؤلاء أصلًا كانوا موجودين، بينما الآخرون كانوا أول دفعة أتت إلى مركز التوثيق، وليسوا كادرًا خارجيًّا.
لم يكن [الأمر] سهلًا، وإلى اليوم ليس سهلًا، بالرغم من وجود أدوات أفضل اليوم، ولكن كنا نعمل على هذا السيستم (النظام)، وبدأنا من السيستم الذي برمجه دلشاد، وبعد ذلك عملنا مع مبرمج ثانٍ، وكان ذلك في شهر نيسان، وكانت تلك واحدة من أخطائي الكارثية، وهو شاب مازال موجودًا في دمشق، وأعرف أنه مبرمج جيد وممتاز، وعملنا على السيستم بناءً على السيستم الأول الذي عمل عليه دلشاد، وبالنسبة لنا كان قفزة نوعية في شهر نيسان عام 2011، وفي شهر أيلول كنت أقتل نفسي، فأنا لم أكن قد حسبت حساباً لكل هذه الأشكال من الانتهاكات ومن عدة أطراف، فأنا كنت قد بنيت السيستم وطلبت من المبرمج أن يكون مبنيًا على الاعتقال والتعذيب والقتل، وكان هذا هو الشكل الأساسي، كما بنيته على أساس أن محور التوثيق هو "الضحية الفرد"، والطريقتان كانتا خاطئتين تمامًا.
فعدت في شهر أيلول إلى "IMS"، وقلت" واضح أنني لم أكن أتخيل أن تذهب القصص إلى هذا المستوى وهذا الشكل، وأنا بحاجة لمؤسسة أكثر احترافية وخبرة في موضوع التوثيق بهدف بناء سيستم جديد، وأوصلوني بمؤسسة اسمها هيرودوكس، وهي مؤسسة سويسرية مختصة في موضوع توثيق الانتهاكات، وبدأنا في شهر أيلول العمل على السيستم الآخر الأكثر احترافية. وعمل معنا حسين غرير على هامش هذا المشروع، وكان يترجم لأنَّ هيرودوكس كان لديهم سيستم اسمه "أوازي"، وقال لنا حسين: إنه من أجل ألا يعودوا ويبنوا من البداية والوقت [مهم]، فنحن سنعمل على تعديل وتكييف سيستم "أوازي" بحيث يناسب الحالة السورية. وكان حسين يترجم المصطلحات والأماكن والمناطق فقد كان السيستم انكليزياً، واعتُقلنا قبل تطبيق البرمجية. وبالمناسبة بعد خروجي من السجن عدت وتواصلت مع هيرودوكس، وقلت لهم: إن هناك مهامَّ كنا قد بدأنا بها في العام 2011 ولم ننتهِ منها، وأتوا إلى باريس، وأتيت بشباب مركز توثيق الانتهاكات، وعدنا مرة ثانية وعقدنا معهم ورشة لمدة 4 أيام ببلدية [باريس] 15، حيث يعطون للجمعيات أماكن مجانية، وأتى الشباب والصبايا وكنت خارجًا من السجن وكانت مناسبة أن أراهم بالمعنى الشخصي، وجلسنا وعقدنا ورشة مع هيرودوكس نفسهم. وآخر يوم أتوا ببروجيكتور (جهاز إسقاط)، قالوا: فقط نريد أن نعرض عليك شيئًا، وعرضوا الايميلات التي كنت قد أرسلتها في شهر أيلول 2011، وقالوا: هذه المسألة أول مرة تحدث معنا، شخص عنيد بهذه القصة خرج من **المعتقل عام في 2017** ويعود لنا بعمل بدأناه في عام 2011 ويقول لنا: هذا العمل لم ينتهِ، تعالوا وأخبرونا ما الذي حصل بخصوصه. أيهم غزول اعتُقل معنا في 16 شباط 2012، وبعد ذلك خرج من المعتقل واعتُقل مرة ثانية، وظهرت صوره ضمن صور قيصر، واستُشهد في الفرع 215 (فرع المداهمة). كنا نحن نصوّر ونوثّق حتى فيديو، ففي المقابلات كان مثلًا الشباب يذهبون إلى عيادة أيهم على أساس موعد مع طبيب أسنان، فهناك شهادات قد أخذناها [والشاهد] جالس على كرسي لطبيب الأسنان ويعطي شهادته عن الاعتقال الخاص به.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/16
الموضوع الرئیس
حراك المجتمع المدنيكود الشهادة
SMI/OH/90-76/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011 - 2012
updatedAt
2024/04/18
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
مركز توثيق الانتهاكات في سوريا
فرع المداهمة والاقتحام 215- شعبة المخابرات العسكرية
المركز السوري للإعلام وحرية التعبير