تجمع شباب التغيير وانسحاب قوات النظام من مدينة العشارة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:56:02
رجعت إلى ديرالزور وبدأت أمارس نشاطات أكبر وأكثر في مدينة العشارة، ودخلت في المجال الإغاثي في البداية، وشكلنا تجمعًا اسمه "تجمع شباب التغيير"، وكان يضم تقريبًا 40 شابًا كلهم طلاب جامعة من كلية الطب والصيدلة والهندسة، وكلية الآداب، وبدأنا نعمل.
في نهاية عام 2012 كان هناك فكرة لتشكيل تجمع شبابي، واخترنا اسم "تجمع شباب التغيير"، وكانت الفكرة أننا نحن كطلاب جامعة يجب أن يكون لنا تأثير في الثورة، ويوجد شباب لا يستطيعون أن يدخلوا في العسكرة، فكانوا -تستطيع القول- أنهم مجموعة من الشباب أصدقاء أو أقارب، وبدأت الفكرة من 5 شباب، وبدأ العمل أن نقسم التجمع إلى مكاتب مثلًا: مكتب طبي، ومكتب خدمي، ومكتب إعلامي.
بدأنا في "تجمع شباب التغيير" بفكرة أننا نحن كشباب جامعة يجب أن يكون لنا تأثير على الأرض بالثورة، والشباب كانوا في كل مظاهرة متواجدين، ونحن 5 شباب بدأنا بالفكرة، والشباب كان أبرزهم الإعلامي المعروف حاليًّا: مازن أبو تمام، وكان عبد الهادي السعدون، وكان مرهف الطالب، وهو طالب علوم سياسية، حاليًّا الدكتور عمر حمود موجود في إسطنبول، وكان نخبة شباب البلد المثقفين، وبدأنا بخمسة، وبدأ يزيد العدد حتى وصل إلى 40، وبعد ما وصل العدد إلى 40 قسمنا التجمع إلى عدة مكاتب، منها: المكتب الإعلامي، والمكتب الخدمي، والمكتب الطبي، والمكتب الإغاثي، فحين تأتي إغاثة إلى البلد نحن نستلمها ونجهزها، ومكتب الإحصاء الذي نحصي به عدد النازحين في البلد وعدد الفقراء، وبدأنا بالإغاثة، وبعدها اتجهنا إلى الخدمات؛ لأن النظام لم يعد يرسل ميزانية للبلدية، وبدأنا بتنظيف وتجميل الشوارع بزراعة الأشجار، وندهن العواميد بألوان علم الثورة، ونضع أعلام الثورة في الشوارع الرئيسية، وكان التجمع له صدًى كبير جدًّا جدًّا، وكان بعض الناس الموجودين في الخارج يريدون أن يتبنوا تجمع شباب التغيير في الدعم، ونحن رفضنا رفضًا قاطعًا، وكان تمويلنا من أنفسنا نجمع كل أسبوع مثلًا من كل واحد مبلغًا معينًا، ونعمل، وبعد ذلك كبر العمل لدرجة أننا تواصلنا مع أستاذ كان يدرسنا، وحاليًّا هو في الكويت، وبدأ يدعمنا شهريًّا، ولكن ليس الدعم الكبير ولكن شيء يمشينا ( يكفي أمورنا الأساسية)، وأهم عمل كان لنا في تلك الفترة هو: أن نصدر جريدةً اسمها "صدى التغيير"، كان يوجد فيها جانب سياسي وجانب خدمي وجانب ديني، وجانب رياضي، وكانت فعلًا اسمًا على مسمًى، فقد كان لها صدًى كبير جدًّا في الثورة.
بعد ما كبر التجمع تم انتخابي كرئيس للتجمع؛ كوني الأكبر سنًّا، والمكتب الإعلامي الذي كان يوصل الصورة إلى الخارج، وبعدها تسلم إدارة الجريدة، كان يستلمها الإعلامي المعروف حاليًّا: مازن أبو تمام، وفي فترة من الفترات أحد أعضاء التجمع كان له خال دكتور جامعي، وطبعًا الدكتور لم يكن موقفه معروفًا، هل هو مؤيد أو معارض! وهو دكتور في الحقوق طرح علينا مشروعًا سياسيًّا، ولكن أعطانا فقط قواعد أساسيةً وخطوطًا عريضةً أن نتبع لجهة السياسية، فكان رفض الشباب رفضًا قطعيًّا، رفضنا الموضوع نهائيًّا لا نريد أن نرتبط بأحد، ولا أن نُحسب على أي طرف لا سياسي ولا عسكري ولا لأي جهة معينة.
جريدة "صدى التغيير" التي كانت تصدر عن تجمع شباب التغيير كان رئيس تحريرها مازن أبو تمام، والجانب السياسي كنت أنا أكتب فيه، وأذكر أنني كتبت حين شكل الائتلاف -كان رئيسه معاذ الخطيب- أنا كتبت عنه فقرةً كان لها صدًى كبير للغاية، الولادة من الخاصرة؛ لأنَّه بعد جهد كبير تم تشكيل الائتلاف، وكان يشترك في الكتابة في الجريدة جميع المكاتب، مثلًا: الجانب السياسي أنا كنت أكتبه، والجانب الإعلامي رئيس التحرير، أو مقدمة الجريدة، الصفحة الرئيسية وتصميمها وإخراجها هو الإعلامي مازن، مثلًا نشاط المكتب الخدمي رئيس المكتب الخدمي في التجمع يكتبه، والمجال الإغاثي أيضًا له فقرة، والجانب الديني كان لدينا طالب شريعة هو الذي يكتب الأمور الدينية في الجريدة، ولم يكن أحد من الخارج يتدخل بها، ويوجهها بشكل معين، وإنما من ضمن التجمع كل شاب ما هو عمله يكتب فقرةً في الجريدة.
طبعًا تحررت مدينتنا (العشارة) في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 ، وكانت من أوائل المدن في سورية التي تحررت، وكان يوجد اتفاق بين قائد الحاجز والذي هو أبو عبدو، وكان ضابطًا من الطائفة السنية، وتم التنسيق معه على تسليم الحاجز، ولكن بعض العساكر لم يكن هناك تنسيق معهم، قسم كان يعرف أنَّ هناك تسليم للحاجز، وقسم لا، وفي تاريخ 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 ذهب الشباب على أساس أنه يوجد عملية اقتحام؛ ليأخذوا الحاجز، وهناك العساكر الذين رفضوا فكرة التسليم قاوموا، وكان -الله أعلم- هناك 4 قتلى للنظام، وكان يوجد شهيد من شبابنا، وهو: أحمد النايف، وبعد ذلك تحررت المدينة، لم يعد هناك وجود للنظام نهائيًّا، وهنا كانت المظاهرات مستمرة، وكان هنا دور كبير لتجمع شباب التغيير لإدارة المدينة مع المجلس المحلي، وهنا كان يوجد كتيبة "بشائر النصر"، وكانت الكتيبة الوحيدة في البلد، وكان عدد أفرادها 27 شخصًا، كان شخص منهم معروفًا أو اثنين، وبعد التحرير خرجوا إلى العلن، وكان عملهم في الخفاء؛ يضربون الحاجز ليلًا، وبعد التحرير أصبح الجميع يعرفهم .
بعد تحرير المدينة وهي تحررت الفجر بعدما ذهب الشباب إلى الحاجز، وأخذوا الحاجز صار هنا قصف مدفعي من النظام، وكان هناك 4 قتلى من بينهم امرأة هي زوجة خالي، وصار هنا نزوح من المدينة -نزوح بسيط- ونحن كشباب تنسيقية خرجنا مباشرةً وأشعلنا دواليب، وعملنا مظاهرة، وتم إطلاق الرصاص فرحًا بالتحرير، وثاني يوم رأينا اختفاءً كاملًا للشبيحة والمؤيدين الذين كانوا يذهبون إلى الحاجز، ويعطون أسماءً وينسقون معه، فأغلب المؤيدين المعروفين خرجوا من البلد إما إلى مدينة دير الزور أو إلى دمشق، وبعض الرماديين لم يكونوا لا مع الثورة ولا مع النظام، والقسم الأكبر أصبح مع الثورة صراحةً، يعني كان متخوفًا من الحاجز أو شيء، وهنا أصبحت المدينة تأخذ طابع المدينة المعارضة جدًّا، ولم يعد هناك مكان للشبيحة، وصاروا يخافون كونه صار هناك كتيبة، وفي تلك اللحظة صارت كتيبة "بشائر النصر" توصل رسائل للمؤيدين، كانوا يضعون له كفنًا وصابونةً ورصاصةً على باب منزله، أو يرمونها على منزله أن انتبه على نفسك، وهذه العملية أرعبت الشبيحة، والذي خرج خرج، والذي لم يخرج أصبحوا يستهدفونه بطريقة غير مباشرة، قتل أو اغتيالات لم يحصل، ولكن مثلًا: هذا لديه سيارة فإنهم يقومون بتخريب دهانها وضربها، ووجود الشبيحة أصبح شبه نادر؛ فالكل خرج، والمدينة أصبحت مدينةً ثوريةً بامتياز.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/12/28
الموضوع الرئیس
حراك المجتمع المدنيانتشار واستمرارية الثورةكود الشهادة
SMI/OH/135-11/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
تشرين الثاني 2012
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة دير الزور-العشارةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
تجمع شباب التغيير - العشارة
صدى التغيير