انعقاد مؤتمر إعلان دمشق ومحاكمة معتقليه
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:25:23
في هذه الفترة بدأ حراك وبدأ المجتمع يلملم جروحه وبدأت الناس يتقاربون أو يتماسك المجتمع قليلًا وهنا هيؤوا لمؤتمر إعلان دمشق، وإعلان دمشق تشكل من القوى السياسية الموجودة في المعارضة بما فيها الأكراد أيضًا القوى الكردية جميعها وحزب الشعب تحول وتغير الحزب الشيوعي من المكتب السياسي إلى حزب الشعب الوطني الديمقراطي. إعلان دمشق مؤلف من حزب الشعب والاتحاد الاشتراكي وحزب العمال الثوري وحزب العمل الشيوعي ومن كافة القوى الكردية والمنظمة الآثورية والمستقلين وحركة الإخوان المسلمين، وكانت توجد شخصيات إسلامية مستقلة مثل: غسان نجار وجودت سعيد وأحمد طعمة. وفي هذه الفترة انشق عبد الحليم خدام وترك سورية وخرج، وبدأ تحالف بين الإخوان المسلمين وعبد الحليم خدام ثم تركوه فيما بعد، وفيما بعد انعقد المؤتمر الأكراد حاولوا وقالوا: أنتم أكثرية ونحن لا نقبل. وكان قد حضر المؤتمر تقريبًا 75 شخصية، ولم أكن موجودًا وحضر من حزب الشعب 10 أشخاص.
حضروا المؤتمر، ولكن لم يشاركوا هم والاتحاد الاشتراكي تجمدوا (جمدوا عضويتهم) ولم ينسحبوا وإنما جمدوا حالتهم في إعلان دمشق ومن ثم انسحبوا، وهذه الحالة وأيضًا إعطاء دور للمستقلين هكذا إعلان دمشق كان يعني أن تكون الأحزاب دورها فاعل كونها تعمل بالسياسة، ولكن الدور الأكبر هو للمستقلين مثل: رياض سيف و[أكرم] البني، وهنا الأكراد اعترضوا يريدون "كوتا" بالهيئة القيادية لإعلان دمشق الذي كان يتشكل من 13 شخصًا ويريدون شخصيتين والمنظمة الآثورية يريدون شخصًا واحدًا فقاموا وفرضوا هؤلاء الثلاثة.
بالنسبة للأحزاب هنا بدأ الخلاف رسب عبد المجيد منجونة وحسن عبد العظيم ومن حزب العمل رسب فاتح جاموس، ونجح علي العبد الله كمستقل ورياض سيف وسليمان شمر أبو راوية ورياض [الترك] وموفق نيربية، نجح 13 شخصًا أغلبهم كانوا من الشام (دمشق)، ولكن أحمد طعمة نجح كأمين سر وأكرم البني وسمير نشار وغسان نجار.
لم يكن في البداية هكذا كان يوجد موضوع وهو سياسي، كنا نعتبرهم جزءًا من سورية كمشروع ورؤية، ولكن اعتراض حزب العمل والاتحاد الاشتراكي كان سياسيًا وأنه كفى، فشكل ومضمون إعلان دمشق سوف يصطدم مع السلطة، أي هم لم يريدوا الاصطدام وهم مؤمنون بموضوع التغير التدريجي، وأنا أريد أن أروي حادثة عن هذا السبب وهكذا نقل لي: في عام 1972 الاتحاد الاشتراكي انسحب من الجبهة [الوطنية التقدمية] وهذه مشهودة للدكتور جمال الأتاسي وعبد المجيد منجونة رمى المفاتيح، وهو كان وزيرًا وقالها لي فقد كان زميلي محامي، ورمى المفاتيح في الجبهة وقام مصطفى طلاس وكان حافظ الأسد موجودًا قال له بما معناه: (...) افعلوا ما شئتم لن نخاف، فاذهب، ونحن جئنا على ظهر دبابة ولن نذهب إلا على ظهر دبابة، وهذه قالها للدكتور جمال الأتاسي وقالها للناس.
كانوا يعرفون أن هذا النظام لن يتزحزح لا بطرق ديمقراطية ولا بشتى الطرق، ولكن مع ذلك كان موضوع التصادم وهذا السبب لاختلاف رياض الترك وحسن عبد العظيم، أن حسن عبد العظيم لا يريد التصادم مع [النظام]، وأولئك لأسباب عديدة كانوا قد خرجوا مجروحين من السجن آلاف السنوات يعني عدد سنوات سجونهم هم وحزب الشعب يعني هم كانوا يعتبرون أنه يوجد لديهم فلسفة أن الظروف لم تتهيأ للتغيير.
وهم يعتبرون رياض الترك يقول أمرًا هو: كل شيء مسموح إلا هذا النظام يجب أن يُسقط. يعني يوجد مثلًا كما يسمونه حقد على حافظ الأسد وأن هذه المسألة لن ينساها رياض الترك، وبالتالي أحيانًا تجعل بوصلته ليست بالضرورة سوية بسبب كثرة حقده على هذا النظام يعني هذا النظام يجب أن يتغير وهذه وجهة نظر رياض الترك أن هذا النظام… يعتبرونه (رياض الترك) من النظرية الحقدية…
رياض الترك كان يتهم أحيانًا حزب العمل الشيوعي أن لديه نفسًا طائفيًا.
في هذه المرحلة بدأ إعلان دمشق فعلًا يتحرك وينشط والناس تتابعه.
[هذه المشاكل] أثرت جدًا وأساسًا عندما بدؤوا بالضربة مباشرة حيث لم يمضي شهران حتى اعتقلوا حسن قاسم أبو نوار ومحمود نجار وتم اعتقالهم لمدة 40 أو 45 يومًا لأنهم كانوا أمناء سر كانوا أصغر شيء (سنًا).
كان حسن قاسم أصغر شاب يحضر اجتماع الإعلان وكان هو أمين السر يعني يكتب المحضر في دمشق، وكان يوجد أشخاص حاضرون من دمشق، ولكن، أنا أعرف حسن قاسم ومحمود نجار وهاتان الشخصيتان من حلب وأول من ضربت الأجهزة الأمنية ضربت هذين الشخصين.
جميع أسماء الـ 75 شخصًا أو 70 شخصًا لم أعرفها جميعها لأنهم كانوا من جميع المحافظات السورية، ولكن أعرف الوجوه وخصوصًا المعتقلين فيما بعد تعرفت عليهم، ولكن عندما ضربوا حسن قاسم ومحمود نجار في حلب تم اعتقالهم لمدة 45 يومًا أخذوهم إلى الشام وطبعًا في هذه الفترة كان يوجد حراك ندوات ومحاضرات.
عندما يكونوا عند المخابرات في البداية لا نتدخل لأنه لا يوجد مجال ولا يمكن ولا نعرف أين هم، ولكن عندما يحولونهم إلى القضاء كنا نتدخل ونتوكل عنهم.
مثلًا: ندوة حول حقوق الإنسان كان يلقيها -أعتقد- ميشيل كيلو (المقصود كان يفترض أن يلقيها هيثم المالح - المحرر) أو أحد الشباب كان قد أتى من دمشق في مكتب سمير نشار في دمشق عام 2006 أعتقد قبل محاكمات الإعلان، وطبعًا المخابرات على ما يبدو كانوا يراقبون الهواتف واعتقلوهم عند الباب 14 أو 15 شخصًا أو سميت بموضوع اعتقال الـ 14 وحولوهم في اليوم الثاني إلى القضاء العسكري، ولكن طبعًا كان قد أطلق سراحهم، وأنا زرتهم في المخفر في جنائية العزيزية، اعتقلتهم المخابرات وسلموهم للجنائية على أساس أن تلك المرة كان هذا الشاب بشار الأسد يريد أن ينشئ سلطة قضائية وسلمهم للأمن مباشرة للجنائية والجنائية اعتبرتهم مجرد جنائيين عاديين وحولوهم إلى القضاء العسكري، وفي القضاء العسكري أطلق سراحهم وحوكموا بشكل طليق، كانت تظاهرة فعلًا من كل المحافظات، كنا تقريبًا 60 محاميًا من ضمنهم عبد المجيد منجونة وأنا وخليل معتوق وأنور البني وإبراهيم حكيم ورزان زيتونة يعني تقريبًا 60 محاميًا ومن مدينة حلب أغلب المحامين الذين يهتمون بالشأن العام، كانوا يحضرون وكنا نلبس بشكل نظامي ورسمي ونذهب. والقاضي كان شابًا صغير يرتبك جدًا، ولم يعرف ماذا يتصرف وإحدى المرات انزعج منه عبد الرزاق عيد وسمير نشار، وكان هناك تصادم حتى نزل رئيس النيابة العميد وحل الموضوع، لأنه كان أحيانًا يرفع صوته يعني وصلنا إلى مرحلة أنه لا يجرؤ القاضي أن يرفع صوته يعني انتزعنا للمجتمع السوري أو انتزعنا نوعًا من الحقوق طبعًا هذا الشيء هو حقك، ولكن لم تكن موجودة وانتزعناها وتشعر أن القاضي يعني القاضي كنت أنظر إليه كان يرتجف يعني 60 محاميًا ويلبسون [ثوب المحاماة] ومسؤولين وجاؤوا من كل المحافظات. وحضر القنصل الأمريكي في حلب، وكانت تأتي سيارات مواطنين عاديين كانوا يأتون مثلًا مع فاتح جاموس وكان يأتي من اللاذقية باصان أو ثلاثة كانوا يأتون ونوقفهم في الساحات وندخل إلى القضاء العسكري، يعني كنا قد بدأنا نخترق هذا الطابو وبدأ الناس يتعاطفون معك وبدأ الناس يسألون يعني مثلًا في المحكمة العسكرية لم تكن تكفي 200 شخص، وكنا ندخل 400 شخص وهنا ارتبك النظام خصوصًا أن الأمن لم يبدأ بشكل مباشر التماس مثل الوقاحة التي كانت من قبل.
جلستان والثالثة ثم نُقلت إلى الشام وبعدها تم حفظ الملف طبعًا بقوا 24 ساعة في السجن، يعني أنا أقول لك على حالات التماسك في المجتمع يعني بدأ يتماسك والمجتمع بدأ يتوحد وتعيد لحمته وبدأ صوتك يرتفع.
بعد إعلان دمشق بمدة أسبوع بدأت الاعتقالات وأول شخص اعتقل في حلب محمود نجار كان معتقلًا مع حسن قاسم، ولكن اعتقلوا محمد حجي درويش [أيضاً]، ويبدو أنه تكلم وشيء طبيعي أن يتكلم وهنا سمير [نشار] اختفى، واعتقلوا من الأحزاب محمد حجي درويش وطلال أبو دان واعتقلوا أكرم البني ووليد البني ورياض سيف لم يعتقلوه ولكن هو ذهب إليهم رياض، وفايز سارة اعتقل وعلي العبد الله وميشيل كيلو كان موجودًا في المعتقل وأحمد طعمة وياسر العيتي ومروان العش تقريبًا 10 أشخاص قيادات الإعلان، وكنت أزورهم في سجن عدرا كل شهر أو شهرين أذهب إليهم مرة وأزور ثلاثة أو أربعة منهم، طبعًا أنا زرت جميعهم وفداء حوراني اعتقلت أيضًا لأنها هي الرئيسة والباقي أعضاء.
طبعًا في هذه الفترة كان هناك تعاطف والفضائيات تنشر المعلومات والأخبار حول المعتقلين وأين هم؟ وشكلنا هيئة الدفاع وتكلم معي خليل معتوق طبعًا بالنسبة لنا كنا ملتزمين بأحزاب يعني ليس هناك حاجة أن يسجلوا أسماءنا بشكل مباشر، كان يوجد عبد المجيد منجونة ونجيب ددم وعلي خليل [المقصود عبد الله الخليل - المحرر] من الرقة ورزان زيتونة وكان حسن عبد العظيم، كنا تقريبًا 60 محاميًا نذهب إلى الشام ونصل في الصباح ونحضر الجلسة.
في الجلسات كان يأتي بعض الأجانب وهنا بدأ النظام يضغط أو يكبت الثقب الذي فتحه في مجال الحريات.
أنا رأيت هيثم مناع وحضر برهان غليون وأشخاص لبنانيون، ولكن كان بحذر.
كانت المرافعة يقودها محام اسمه جوزيف لحام وحسن عبد العظيم وعبد المجيد منجونة، ولكن نحن كنا نتكلم يعني فورًا نطلب إذنًا من القاضي كهيئة دفاع والبقية يسمعون كانت توجد مرافعات شفهية وفيما بعد قمنا بمرافعات كتابية عن الجميع يعني كانت جلسات يعني 5 أو 6 جلسات.
هم كانوا يتكلمون رياض سيف تكلم لمدة ربع ساعة وتكلم علي العبد الله ومحمد حجي درويش جميعهم تكلموا، ولكن كان يقول له حول سبب الاعتقال: أنت متهم في موضوع "وهن نفسية الأمة" وو..الخ من المادة 287 من قانون العقوبات، كانوا يتكلمون ويدافعون عن أنفسهم حول الديمقراطية، وفي إحدى المرات أقاموا هوسة (ضجة) وتضامنًا معهم من ضمن القاعة أن سورية ذاهبة إلى الديمقراطية إن شئتم أم أبيتم أي كان يوجد صراع مع المحكمة، والدبلوماسيون كانوا يسمعون ولم يتدخلوا أبدًا علمًا أن البعض منهم كان يمنعهم الجهاز الأمني، كان يوجد ضغط جهاز أمني يعني في إحدى المرات خليل كان في الاتحاد الاشتراكي وأخذته داعش أتوقع، أقام مشكلة في القاعة، وفي إحدى المرات تشاكلت (تجادلت) مع القاضي أيضًا من أجل فداء حوراني لأنهم كانوا لا يضعونها معهم في القفص وإنما لوحدها ويأتي الأمن ويتجمعون وهي لا تعرف وكل ظنها أنهم مواطنون وطبعًا نحن نعرفهم [أنهم أمن]، كانوا يتكلمون معها قصصًا تافهة كالأولاد، كانوا وقلت للقاضي طبعًا كان يوجد تنظيم بالعمل وقلت له: نحن لن نتكلم بأي كلام وننسحب من القاعة حتى تخرج أجهزة الأمن من هنا. فقال: ماذا فعلوا لك؟ فقلت له: انظر إليهم إنهم حول موكلتي ويتكلمون ويستفزونها. طبعًا فعلًا أخرجهم للخارج، وفي تلك المرة كان قد اعتقل مشعل التمو ولكن كان لوحده.
أخرجهم القاضي وبدؤوا كانوا يريدون أن يصطادونا في الخارج خارج القصر العدلي يعني خليل [معتوق] في تلك المرة أنقذنا وأخرجني لا أعرف من أي باب وهربنا منهم من الشام.
يعني هذا الانفراج ما بين 2005 إلى 2008 كانت توجد فترة بدأت الناس تنهض فيها، ولكن بدأت النكسة أيضًا بعد اعتقال إعلان دمشق، وفيما يتعلق بموضوع الطحش (المقارعة) النظام يجب ألا تذهب إلى ملعبه ومقارعته وهي العنف لأنه (النظام) لا يوجد لديه شيء سياسي أو اقتصادي أو فكري وإنما لديه بندقية وسلاح وقمع هذا ما لديه وأنت يجب أن تجابهه بنقاط ضعفه وهي العمل السياسي والعمل الفكري.
أبرز النقاط التي حدثت أن سورية التي كنا نقرأها أو التي كنا نوزع بها أننا مقبلون على تغيير وانفجار ومقبلون على انتفاضة لماذا؟ لأن النظام بدأ ومؤسساته بدأت بالتوقف يعني مثلًا: في القضاء وضعوا غرفًا للأجهزة الأمنية الأربعة وفي المكاتب، وبدأ الشارع يتلمس الحالة الأمنية وأحيانًا شبهوها بالثمانينات أن النظام عاد كما هو.
أنا كنت أوصل مساعدات إلى جماعة إعلان دمشق كان محمد حجي درويش وطلال أبو دان في منطقتي وأحيانًا يعطيني المساعدات رياض الترك أو الشيخ أمين [عبدي]، كانت المبالغ حوالي 16 أو 17 ألف ليرة سورية للعائلة ولا أعرف مصدرها، ولكن أعرف أنه توجد مساعدات وكانت توجد مصاريف للسجين تقريبًا 6000 ليرة سورية إلى السجن، وكانت توجد مساعدات كثيرة للعائلة، وبدأت تأتي مساعدات يعني اعتبروا أن إعلان دمشق عمل مدني مؤسساتي وبدأ الغرب يساعدك بطريقة ما.
وهنا اعتقلوا جماعة حقوق الإنسان حيث اعتقلت رغدة الحسن واعتقل حبيب صالح وعمار الشيخ حيدر.
ورياض الترك في تشارين (تشرين الأول والثاني/ أكتوبر ونوفمبر) خرجنا أنا وهو نتمشى حول مكتبي فقلت له: أبو هشام (رياض الترك) بدأ البلد يدخل في عنق الزجاجة وتكربج (علق) على طريقة "موتور" السيارة. فقال لي الدلائل وتكلمنا عن المؤسسات والرشوة علنًا والفساد والسلبطة (الاستغلال) فقال لي: نحن مقبلون على انفجار واسع حكمًا في سورية ويجب أو أنا أرى أنه سيحدث تغيير والنظام ذاهب إلى الهلاك، وتكلم عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والمؤسساتي بشكل عام.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/09/30
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي قبل الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/17-06/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2007-2008
updatedAt
2024/08/19
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةمحافظة حلب-مدينة حلبمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية
حزب العمال الثوري العربي
حزب الشعب الديمقراطي السوري
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
حزب العمل الشيوعي في سوريا
المنظمة الآثورية الديمقراطية
الجبهة الوطنية التقدمية
سجن عدرا / دمشق المركزي
القصر العدلي في دمشق
المحكمة العسكرية في حلب - النظام
منتدى الكواكبي