مؤتمر الدوحة في 2012 والخلافات داخل المعارضة السورية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:59:13
عندما وصلنا إلى الدوحة في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر/ 2011 (2012 - المحرر) في الحقيقة كانت الأجواء في الدوحة وكأن كل سورية هناك وكان يوجد كمّ هائل من السوريين سواء السياسيون أو العسكريون وحتى الإخوة المشايخ المعروفون بأسمائهم الكبيرة، وحتى إنه كان يوجد أشخاص يتواجدون في هكذا اجتماعات وكنت أرى أشخاصًا يأتون ويحضرون ولا ينتمون إلى تيارات وكنت أرى منهم الكثير كنوع من باب الفضول ولا أعرف كيف يأتون، وأيضًا كان يوجد حضور أمني من كل مخابرات العالم وحضور دبلوماسي كثير وكنا نشعر أن كل الدوحة كانت تهتمّ وهذا هو الشيء الذي نفتقده اليوم في هذا الاجتماع للسوريين وهذا هو ما أضعناه اليوم بعد كل هذه السنوات وكل الناس مهتمّون بالملف السوري.
حضرنا الكثير من الاجتماعات الجانبية وكان يوجد الكثير من الفصائل التي اجتمعت معهم وكان عندهم تخوّف شديد وكل شخص يظن نفسه وهذه أيضًا كانت إشكالية لدينا نحن السوريين أنه أنا دائمًا كنت أظن بأنه إذا أخذ أحد الأشخاص الملف فسيفرّط فيه وأنا أحرص منه على الملف وهذا الأمر رأيته لدى الجميع لدى السياسيين والعسكريين والمشايخ ورجال الدين ورجال الأدب والأدباء وهذه كانت مشكلة جدًا كبيرة، ولذلك هذه شكّلت عدم ثقة بالبعض جدًا كبيرة بالإضافة أنهم كانوا يقولون: ماذا ستضيفون؟ وما هي خبرتكم؟ ومن أنتم؟
نحن عندما جئنا لم نجلس مع أحد إلا ويقول لنا: من أنتم؟ ونحن عندما نكون في الداخل السوري وعندما كنا نعمل في المشافي كان الجميع يشكرك عندما تموت فقط وأنت تصبح أيقونة وبطلًا ولكن عندما تخرج وتتكلم فيقولون: من أنت؟ والحقيقة هذا التناقض الكبير والكثير من الناس يعرفون في أي ملف تعمل ولكن عندما أصبحت في الخارج وأصبحت تنافسه يعني يبدو أن الأمر من باب المنافسة وإذا جئت لا يجب أن تتحدث بالشأن العام فأصبحوا [يقولون:] من أنتم؟.
العسكريون أيضًا كانوا يفكّرون أنهم أصبحوا وقد دفعوا الدم وطبعًا نصف العسكريين من أبنائنا وإخوتنا هذا أولًا، وثانيًا لولا الدعم اللوجستي البدني لا يوجد شيء اسمه عسكري ولذلك دائمًا عندما يغلق النظام أو الروس فإنه يضرب الحاضنة المدنية قبل العسكرية ومتى ما ضرب الحاضنة المدنية فسوف تسقط العسكرية فالحاضنة المدنية قوتها أكبر والعسكر بدون الحاضنة المدنية ليس لهم قوة، والحقيقة هذا التنازع وعدم النضج الذي كان موجودًا كان كارثيًا وحتى إنه كان يوجد نقاشات جانبية بيني وبين بعض الناس كانت حادّة، وخاصة أنه كان يفاجئني حتى الفارق العمري يعني أصغر مني بـ 20 سنة أو 30 سنة وحتى الثقافة ويحتدّ عليك ويظن بأنه وكيل الثورة وأبو الثورة.
كانوا يقولون: أنتم ذاهبون حتى تشكّلوا حكومة، ولكن هل هي سوف تكون حكومة علمانية؟ وأنا أقول: عن أي حكومة علمانية [تتحدثون]؟ وأقول إنها حكومة خدمات ستكون في هذه المرحلة المؤقتة لأجل الطوارئ وهي حكومة حرب وهي ليست حكومة ستضع الدستور، والدستور من سيضعه هو الشعب السوري، والحقيقة أنه كان يوجد خلط بالرؤية ما بين ما هي الدولة والحكومة التي ستدير؟ والإدارة وكيف سيتم وضع القوانين والتشريع؟ وما هي المراحل؟ وبصراحة كل شخص كان له وجهة نظر.
عندما كانوا يسألونني: من أنتم؟ كنت أقول لهم: أنا طبيب جئت من سورية وفي أحد النقاشات قلت لهم: يوجد بعض القرى تعرفني، يعني أنت قد لا يعرفك أحد وهو يظن بأنه شخص جدًا مهم، والحقيقة هذه كانت كارثية هذه الأنانية الكبيرة وحبّ السلطة وهذا ينمّ عن حب السلطة.
إخوتنا القطريون طبعًا كان يوجد لقاء مع منتدى رجال الأعمال ومع بعض الشخصيات لأول مرة ألتقي معهم وأيضًا أقنعنا أن الجسم الجديد كيف سيكون يعني لم يكن مثل الرؤية التي لدينا، يعني إذا نحن ذاهبون على شيء مثل المجلس الوطني فلا داعي وعلينا العودة لأن هذا لن يقدّم ولن يؤخّر والمجلس الوطني في الحقيقة تشكّل وهتفت له كل الجماهير في الداخل وأنا أحد الأشخاص الذين كنت في الداخل وكنا سعيدين بتشكيل المجلس الوطني ولكنه أحبطنا عندما لم يستطع التطوّر، هذا أولًا، وأحبطنا عندما أصبح يكبر أفقيًا بالعدد كأعداد خارج سورية ولم يستطع أن يكون جزءًا منا في الداخل ولم يستطع تشكيل إدارات لنا ولم يستطع إجراء تواصلات، ونحن كنا نريد شيئًا جديدًا والعبرة هي ليست إزالة الدكتور برهان غليون ووضع شخص بدلًا عنه وتنحلّ المشكلة والمشكلة هي ليست في اسم الشخص وإنما المشكلة هي في آلية هذا الجسم، وهل سيتم تشكيل إدارات؟ وكيف هي الآليات؟ وما الأدوات؟ وما هي قوانينكم الناظمة حتى نرى نتائجكم؟ وهذا بالأساس ليس في الأسماء وأنا أعتقد أنه يوجد الكثير من الأسماء في سورية تعمل وتكون مُنتجة وهي أفضل منا ومن الموجودين في الساحة.
الحقيقة في منتدى رجال الأعمال لم يكن يوجد تشكيل رسمي مع رجال الأعمال يعني هم طرف ونحن طرف، وفي هذه الفترة كنا نطرح أفكارًا بشكل عام وكيف سنصل إلى المشروع التنظيمي، وحتى لم نكن نفكّر بالاسم على الإطلاق ولكن يا جماعة نحن اليوم كيف نستطيع أن نفعل كما حصل في ليبيا وكما حصل في الدول التي استطاعت؟ وحتى تجربة منظمة التحرير الجزائرية يعني كيف كانت منظمة التحرير الفلسطينية كإدارات؟ والحقيقة أنه كان هاجسنا أنه كيف اليوم يجب أن نتحوّل من منتدى يتحدث فقط بالخطابات السياسية إلى آليات ناظمة وعمل وإدارات على الأرض؟.
نقاط اللقاء مع أكثر الناس أن أكثر الناس همّها أن يكون هناك حلّ وهمّها هو تغيير النظام وكانت هذه هي الخطوط العريضة ولكن في الحقيقة الذي كان يصدم دائمًا هو الآليات والأدوات التي كان يوجد خلاف عليها وهذا أولًا، وثانيًا أكثر الإخوة الذين كانوا بعيدين عن العمل الحكومي الذين نحن كنا جزءًا منه قبل الثورة كان لديهم في الحقيقة تطرّف بالاستهانة بجميع السوريين الموجودين في العمل ضمن المؤسسات، يعني لا يرون أنه يوجد خبراء ولا يرون أنه يوجد أشخاص أكفاء والحقيقة هذا كان تطرفًا وخاصة الذين كانوا يعيشون في أمريكا أو أوروبا ويظنّون أن البلد كانت قاحلة وصحراء ولا يوجد فيها أحد، وأنا مع بعض أصدقائي اليوم أعتقد كان يوجد صدامات عنيفة يعني يسألون: كيف أنتم تقومون بجراحات القلب؟ وأقول لهم: نحن نُجري الجراحات مثل لندن، يعني الفكرة ليست في المشفى وشكلها وأيضًا كان لديهم عدم ثقة في جميع الموظفين أو جميع الثوار الذين جاؤوا من النظام يعني سواء العسكريون أو المدنيون وكانت الثقة تقريبًا مفقودة وخاصة أنها كانت مفقودة من طرف السياسيين الذين كانوا يعيشون في الخارج، أنه: هل من المعقول أن الشخص الذي كان مع النظام يأتي إلى هنا؟ وهذه أيضًا كانت كارثية وهي التي أخرت النتائج كثيرًا وكانت الثقة صفرًا وبدت هذه عندما وافقنا أن يكون رياض حجاب هو رئيس الحكومة لأن بشار الأسد نصّبه رئيس حكومة وهذه كانت كارثة وكان يوجد عدم قبول من جميع الأطراف العلمانية والإسلامية والجميع كان يرفض، وهذا دليل يؤكد أنه لم يكن يوجد ثقة بيننا وبين الإخوة الذين نجلس معهم ولكن أنت إذا متَّ فستصبح ثائرًا وأما إذا بقيت على قيد الحياة فأنت عليك شكّ و[يقولون لك:] أنت البارحة كنت مع النظام، ولكن جميع السوريين الذين كانوا موجودين في سورية وجميع الذين خرجوا والملايين التي خرجت هي كانت جزءًا من الدولة والدولة لا تعني النظام، يعني اليوم النظام الصحّي يوجد فيه 30,000 طبيب والمهندسون والتجار وكل الناس والفعاليات وحتى الناس غير الراضين عن النظام كانوا هم جزءًا [من الدولة] وكانوا موظفين في دوائر الدولة فكانت هذه المقاربة هي إحدى سقَطات المعارضة، وأنا برأيي كان لها تأثير في تطور إنشاء دولة أو إدارة ونحن اليوم في المنطقة الشرقية اليوم الإدارة الذاتية لأن لديهم إدارة ولدى أبو محمد الجولاني أصبح يوجد إدارة، ونحن ما زلنا في المناطق المحررة نتنازع حتى اليوم وحتى الآن يوجد خلاف على أن هذا القانون مسموح يعني اليوم لم نعُد نستطع التفريق أن قانون التعليم احتاج إلى 100 سنه حتى يتطوّر وبصراحة الجامعي أو قانون حفر الآبار أو قانون.. يعني يوجد قوانين فنية بحتة وتأصّلت عبر زمن طويل يعني نحن لدينا أعتقد 37,000 وثيقة قانونية وليس في يوم وليلة تأصّلت ومن بين أن ترميها وتخلطها بالسياسة وكان يوجد عدم وضوح الرؤية وماذا نريد والحقيقة أن المعارضة كانت تتكلم بالعواطف وليست بالآليات الحقيقية يعني كيف سننتقل بشكل حقيقي، والأمر الثاني أنه بدأ حبّ الناس للسلطة أو الكرسي وكانوا يختبئون خلف المفاهيم يعني كانوا يقولون: نحن في ريف دمشق لم يتم تمثيلنا، ولكن الأمر ليس كذلك ولكن هذا الشخص يحب أن يكون، ويقولون: نحن الكرد ونحن العرب لم يتم تمثيلنا، وبدأ هذا الأمر في تلك الفترة يكبر ويقولون: لم يأتِ شخص عن القبائل، يعني بدأت الأنانية تختبئ خلف التعصب أو حب السلطة من شخص ينتمي إلى فئة معينة وهو قد لا يتذكر الفئة التي يتكلم باسمها إلا في هذه اللحظة وأيضًا هذه كانت نقطة ضعف في المعارضة السورية وما زالت، وإذا تحدثنا عن أي جسم فإنه يقول: فلان لم يتم تمثيله وفلان لم يتم تمثيله.
أنا التقيت مع شخصيات ربما في الكواليس أو في جلسات والحقيقة كانت كلماتهم قاسية جدًا يعني يقولون: من أنتم؟ ومنهم [أشخاص] أصغر مني بالعمر وأصغر بالخبرة وأقل بالشهادات ولا يعملون في الشأن العام وكانوا يقولون ويظنّون أنفسهم والحقيقة نحن كنا نستوعبهم وأنا حتى الآن أذكر تلك الفترة وأكثر الذين كنت أجلس معهم كنت أحاول أن أستوعبهم مع أنه يجب أن يكون العكس، يعني نحن جئنا من الداخل السوري وربما كانت ظروفنا أصعب والحقيقة نحن كنا نحاول أن نستوعبهم وهذا ما يحزّ في نفسي إلى اليوم أنه نحن سايرنا كثيرًا حتى نستوعبهم مع أنه كان يجب أن يحصل العكس تمامًا، يعني نحن اليوم لو أننا أدرنا ظهرنا ومشينا وعدنا إلى العمل لكان قد يكون إنجازنا أفضل ولكن نحن كنا نحاول أن نستوعبهم من أجل المصلحة العامة فكانت هذه مشكلة كبيرة، والحقيقة أننا سمعنا بعض العبارات غير المقبولة من بعض الشخصيات وهم اليوم أصدقائي ولكنها كانت في ذلك الوقت غير مقبولة يعني كان يوجد استهانة في قدراتنا ويقولون: متى عملتم بالسياسة؟ و[يتم] التشكيك في مواقفنا وأننا ليّنون، وأنا برأيي وأنا أقول اليوم: هذا في أحسن الأحوال بسبب عدم معرفة الطرف الآخر ولكن أنا أعتقد أنهم كانوا يجب أن يعرفوا أن الذين أمامهم أكثرهم لديهم خبرة ولكن هذا كان من باب الإقصاء.
أولًا المعارضة كانت تظن أنها ستأتي على دبابة وتدخل إما من الشمال أو من الجنوب كما حصل في العراق وهذا لم يحصل، وهذا هو السبب الذي جعلهم يقلّدون معارضة العراق من الخارج ويدخلون على دبابة يعني أنا أعتقد أن هذا هو الفكر [هو] الذي كان موجودًا ولكن اليوم أيقنوا أنه لا يوجد تغيير أو الدول شرحت لهم أنه لا يوجد تغيير والتغيير سيكون في سورية فكان لا بد اليوم من أن يكون العامل الداخلي هو الأساسي في التشكيل الجديد، وإذا رأينا الأجواء في تلك الفترة فإن المجالس المحلية أو الإدارات المحلية أو المجالس الثورية كانت موجودة في كل المناطق ولم يكن يوجد شيء يجمعها وكان هذا في بداية طلبنا للتداعي (للاجتماع) حتى نستطيع أن نفعل شيئًا في سورية.
وهنا بدأت الدول تلتقط القصة، حاولت أكثر من دولة أن تلعب هذا الدور وأن هؤلاء جاؤوا من الداخل ويجب أن نكسبهم ونحن نعرف أنه حصل أكثر من مشروع في هذا الموضوع لذلك كان الإخوة يتحدثون بانطباع الدول ويتحدثون بالداخل، يعني أنا أعرف أن بعض الإخوة حتى اليوم يقولون إنه لا يوجد مجالس محلية، ولكن من الذي كان يدير داريا في الحصار؟ ومن كان يدير الزبداني؟ ومن الذي فاوض؟ وماذا عن مجلس حلب الثوري؟ يعني لا يوجد منطقة إلا وكان فيها [مجلس محلي] وهم ينظرون فقط بالعين أن الدول ماذا تريد، يعني هذا مثل الثورة التي خرجت وخرج الناس وكان النظام يقول إن الدول هي التي حركتها ولكن هذا الكلام غير صحيح والصحيح أنها تحركت وبعدها تدخلت الدول يعني كانت الدول دائمًا في أي ظرف يحصل في أي منطقة هي تحاول أن تستفيد منه بأقصى ما يمكن أو تحوّله إلى مصالحها ولكن ليست هي من حرّك الثورة السورية كما يقول النظام، والناس عندما خرجت لم يحركها أحد ولا تستطيع أي دولة أن تحركها، وكان يوجد نفس القصة أن الداخل السوري يريد أن يلعب دورًا فأصبح الإخوة يحسّون أنهم سوف يخسرون الفترة السياسية من الخارج وسيأتي شريك من الداخل السوري، وأنا من هنا أعتقد أن المنتدى لعب دورًا في كسب جهة من الداخل ويمدّ يده لها ونحن لم نجد هذا الأمر سلبيًا وقد يكون الجميع يلعب نفس القصة وهو أنك تعقد تعاونًا مع مكّون جديد قوي من الداخل السوري من أجل تنشيط نفسك ولكن يوجد أشخاص أخذوا الأمر بالعكس يعني أخذوا السلبية والتصغير بهم وأنه: من هم هؤلاء؟ وأنا برأيي أن هذا الأمر أضعفنا جميعًا هذا التنافس وعندما تأسّس المجلس الوطني هو لم يكن كتلة وإنما عبارة عن كتل، ولكن عندما جئنا نحن من الداخل السوري نحن كنا كتلة وكان لها دور كبير في البداية وكانت حاسمة، ولو أن المجلس الوطني استوعبها ما كانت أصبحت كتلة يعني لم تجتمع وتصبح كتلة.
نحن اجتمعنا مع رياض سيف في الدوحة قبل ذلك وتحدث لنا عن المبادرة وأذكر أنه قد لاقى الكثير من الاعتراض، هو كان يريد أن يطرحها وهو عندما اجتمع معنا لم يطرحها بعد على المجلس الوطني فجلس معنا وكان يريد أن يطرحها على المجلس الوطني وهو توقّع أن يجد صدامًا وفي هذه الجلسة طرحها ونحن من حيث المبدأ لم نعترض ولكن قلنا له إنه: يمكننا إنضاجها ومناقشتها يعني نأخذها كأرضية وهي تحتاج إلى تنضيج في كل الأحوال، وبعدها نحن نعرف أن المبادرة الوطنية الكثير من الناس اعترضوا عليها ثم أصبحت ائتلافًا ونحن لم نكن معترضين على الاسم ولكن كنا نريد الإنضاج ونحن كنا دائمًا متفقين على ألا تكون الكتلة كبيرة ولا نريد إحضار أشخاص يقومون بالتعطيل ويكفي 14 بالإضافة إلى 14 وهكذا كنا نفكر.
أنا بصراحة أتحدث عن نفسي شخصيًا وأنا لا أعرف [مصطفى] الصباغ ولم نلتقِ سابقًا ولم يكن يوجد معرفة سابقة ولا أعتقد جلال خانجي وهو قد يكون نشيطًا ويتواصل، واليوم يوجد فرق كبير، يعني أخونا أبو محمود مصطفى الصباغ عندما عرف أننا نستطيع إحضار فلان من حلب وفلان يعني إذا تواصل حتى يعرف من سوف يأتي من حلب فهذا شيء آخر يعني نحن اليوم يجب علينا التفريق ما بين أنت تكون في فريق وتضع شخصًا وما بين هو يتواصل، وأنا اليوم إذا أردت تشكيل كتلة فأنا أتواصل مثلًا مع [مدينة] إعزاز وأسأل عن الفاعلين الذين يجب أن أتواصل معهم ومن الأشخاص الفاعلين في الباب، وهذا في الحقيقة نسمّيه نتائج عمل ولكنهم لم يستطيعوا فهمها، يعني أنا اليوم لا أعرفه من قبل ولكن التواصل ونحن جلسنا معه في الدوحة وأنا لأول مرة أجلس معه في الدوحة بشكل رسمي وأنا من قبل لم أجلس مع مصطفى الصباغ، ولكن هذا لا يعني وهو قد تواصل مع الحراك الموجود وهذا لا يعني أنني أهم شخص في ريف دمشق وقد يكون هناك الكثير من القوى ولكن أنت لا بد عليك أن تحضر قوى من ريف دمشق حتى تتعاون معها ولا بد أن تحضر قوى من حلب، وبصراحة هذه كان يوجد عليها إشكالية ولم يستطع استيعابها الإخوة، يعني مجلس حلب الثوري كان جلال خانجي هو نائبه عندما تشكّل وإذا أراد الشخص التواصل فيجب عليه أن يتواصل إما مع هذه الكتلة ويأخذ شخصًا منها ولكن هذا الأمر كان يوجد فيه صعوبة.
من المستحيل إلا وأن تجد بعض نقاط الضعف وخاصة المحافظات التي لم يكن يوجد فيها حراك قوي، ونحن نعرف أنه في تلك الفترة لم تكن كل المحافظات فيها حراك وبنفس القوة ونفس العزم، يعني مثلًا اللاذقية ونحن نعرف أن اللاذقية كان [النظام] مُسيطرًا عليها بشكل كامل ولذلك لا يوجد قوى واضحة من اللاذقية موجودة، مع أنه كان موجودًا معنا الدكتور أحمد شاكر وكنا نتوقع أن يأتي هو عن اللاذقية، والدكتور أحمد شاكر حضر معنا في البداية وأنا أعتقد أنه قد حصلت بعض التغييرات ولكن لا نستطيع أن نقول إن كل الذي حصل، وأنا أعتقد أن المنتدى كان يوجد حركة ذكية منه ويقوم بالمبادرة بمشروع وحتى الدول كانت تحاول أخذه.
بصراحة كانت الأوضاع لكل شخص في محافظته أكبر من حجمه وحجمنا جميعًا حتى نكون واضحين، يعني أنا في محافظتي في ريف دمشق كانت الحرب قائمة ونحن بالكاد نتواصل مع بعضنا وحتى أنا اليوم عندما كنت أتواصل مع إخوتنا في الغوطة الشرقية وهم يعرفون ومهما كان يوجد خلافات ولكننا أصدقاء ولا أحد منهم كان يشكّك في شرعية الآخر ولكن في الحقيقة كنا موجودين على الساحة وكانت الأمور أكبر من أن ترى ماذا يحصل فكانت الأعباء أكبر من حجمنا، والذي زاد الطين بلّة أنه بدلًا من توحيد الأيادي مع أنه يوجد بعض الإخوة يقول: أنا أريد الدفاع عن نفسي، أمر لا داعي له وبصراحة من المعيب أن أخرج حتى أشرح لشخص، والحقيقة أننا وصلنا إلى هذه المرحلة، وحتى عندما كنت في القاهرة وكانوا يريدون الذهاب إلى مراكش وحصل خلاف على الحكومة أنا عدت إلى الأردن ولم أذهب إلى مراكش، يعني هل من المعقول أن يصل الخلاف إلى هذا الحد؟ الحقيقة أنني وجدت فجوة كبيرة وهذا هو سبب التردد الذي كان عندي أنه هذه الفجوة في الرؤية والآليات وفهم كل فريق للآخر.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/09/26
كود الشهادة
SMI/OH/80-32/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
تشرين الثاني/ نوفمبر 2012
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
المجلس الوطني السوري