الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

عودة أعضاء الأمانة العامة لاعلان دمشق للنشاط بعد الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:30:06

ذكرت قبل قليل أنني كنت أنقل مشاهداتي وانطباعاتي عن الحراك الثوري والتنسيقيات ومحاولة التظاهر في مدينه حلب، والمظاهرة الضخمة التي حصلت في مدينة حمص، أعتقد أنها كانت في الشهر الخامس (ايار)، وكانت مظاهرة ضخمة جداً. أعتقد أن مظاهرة حمص ومظاهرات حماة لاحقاً هي من أهم المظاهرات الضخمة السلمية التي شهدت عشرات الآلاف من المحتجين والمتظاهرين من النساء والرجال، وكانت بعيدة كل البعد عن العنف.

كنت أتردد إلى الشام من أجل التواصل السياسي على ضوء تطور الأحداث والمشاهدات الجديدة، وكان النشاط الثوري يمتد من خلال التنسيقيات طبعاً، فهي المعبّر الأساسي عن الثورة في تلك المرحلة، وكنا نرى ما هي الأخبار والأوضاع.

في دمشق وفي اجتماعات أمانة "إعلان دمشق"، طُرِح موضوع عودة بعض الأصدقاء الذين غادروا "إعلان دمشق" عقب الاعتقالات، فكانوا يريدون بعد الثورة العودة إلى "إعلان دمشق"، وأن يمارسوا النشاط السياسي والثوري من خلال "إعلان دمشق"، وكان أولهم الأستاذ رياض سيف، والأستاذ موفق نيربية، والأستاذ غسان نجار، وهو إسلامي، وكان مبتعداً، وأعتقد أن الدكتور ياسر العيتي كان مبتعداً أيضاً. وعلى اعتبار أن "إعلان دمشق" كان يبحث عن مظلة أوسع من "إعلان دمشق" فقد رحّب بحضور الزملاء العائدين إلى النشاط السياسي والعمل ضمن صفوف "إعلان دمشق".

في نفس الوقت الذي كانت الأحداث تتطور فيه، وردت أخبار بأن بعض المعارضين الذين كانت أصولهم من "إعلان دمشق" أيضاً، بدؤوا يجرون اتصالات، أو كان النظام يتصل بهم لعقد لقاءات بعيدة عن الأضواء؛ لطرح حوارات والبحث عن المخارج من الوضع السوري، ومعرفة رؤيتهم للوضع. ومما سمعته أنه حصل اجتماعان: اجتماع في منزل سميرة مسالمة التي كانت رئيسة تحرير جريدة تشرين، ولقاء آخر في منزل مناف طلاس، وهو مقرّب من بشار الأسد، وابن وزير الدفاع السابق، وضابط في الحرس الجمهوري. حصلت اتصالات مع بعض المعارضين، ربما تواصلوا مع الأستاذ ميشيل كيلو، والأستاذ فايز سارة، والأستاذ حسين العودات-رحمه الله- وذُكر اسم حازم نهار، وربما بعض أعضاء الاتحاد الاشتراكي، ولا أذكر إذا كان الأستاذ حسن عبد العظيم شارك في هذه اللقاءات أم لا. كانت هذه الحوارات تتم بمساعي وسطاء، ولم تتم بشكل مباشر. ولاحقاً، تبيّن أن هؤلاء الوسطاء - في نفس الفترة، ومن خلال مؤتمر سميراميس الذي عقد في الشهر الخامس- كانوا أشخاصاً مسيسين من حزب العمل الشيوعي، أحدهم الأستاذ لؤي حسين، والآخر الأستاذ وائل سواح، وهم قريبون جداً من بعضهم البعض، وكانوا قد اعتزلوا العمل السياسي بشكل نهائي. ولكن من خلال نشاط الثورة ومعرفتهم بأوساط ومناخات المعارضين يستطيعون الاتصال- سواء كان لؤي حسين أو وائل السواح- مع المعارضين، ويقولون: إن هناك رسالة من بثينة شعبان مثلاً، وحصلت لقاءات مع بثينة شعبان، وربما حصلت مع آخرين، أنا لا أعرف، ولم أحضر.

كان "إعلان دمشق" بعيداً جداً عن هذه اللقاءات، كان إعلان دمشق أكثر جذرية وأكثر التحاماً بالثورة، ولم يفتح حواراً خلال كل هذه الفترة مع النظام السوري أبداً، وكانت الشخصيات الموجودة في "إعلان دمشق" معروفة وعلى رأسهم حزب الشعب الديمقراطي، كانوا معروفين بصلابة الموقف. أنا كشخص مستقل بكل تواضع، وأنتمي إلى "إعلان دمشق"، لم أفكر في يوم من الأيام رغم أن لؤي حسين حاول -كما ذكرت- أن يجاملني، ويقول: ما رأيك بأن تصبح وزيراً؟ كي يفتح نقاشاً سياسياً، وأنا أغلقت الموضوع، وقلت له: أنا لا أريد أن أصبح وزيراً. كل "إعلان دمشق" أو أغلبه لم يصبح.....، طرأ تحول بعد أن عاد الزملاء إلى "إعلان دمشق" في إحدى الجلسات، في تلك المرحلة، حيث طرح الأستاذ رياض سيف فكرة على أعضاء الأمانة بحضور الجميع في أحد الاجتماعات، في الشهر الخامس، وبعد أن حضر عدة اجتماعات للأمانة العامة، حيث قال: ما رأيكم أن أصبح مندوب "إعلان دمشق" في التواصل مع السفراء الأجانب في دمشق؟ السفراء الأجانب الأكثر تواصلاً كانوا معروفين، وهم: روبرت فورد (المندوب الأمريكي)، وشوفالييه المندوب الفرنسي، وأعتقد أن السفير الألماني موجود في هذه الدائرة، ولكن الأمريكي والفرنسي هم الأكثر التصاقاً، وعلى ما يبدو أن الصلات الشخصية بينهما كانت[قوية]، فكانا قريبين من بعضهما البعض. كان الجواب واضحاً وقاطعاً من كل أعضاء الأمانة العامة "لإعلان دمشق" للأستاذ رياض سيف وهو: إن إعلان دمشق ليس في وارد تفويضك كي تتواصل مع السفراء الأجانب. كان إعلان دمشق حتى تاريخ تلك اللحظة لديه موقف، ويريد أن يحافظ على الخصوصية السورية الوطنية للثورة، ولا يذهب في امتدادات خارجية في تلك المرحلة على الأقل بشكل جازم. فقطع الطريق على الأستاذ رياض سيف، وقال له: هذا الكلام غير وارد أبداً بالنسبة لنا. طبعاً، أنا أتحدث عما دار ضمن الاجتماع، وقالوا له: إذا كنت- أكثر من زميل تكلم بهذا الأمر- تفكر بالتواصل، ومن يعرف الأستاذ رياض سيف عن قرب يعلم بأنه كان يحبّذ، ويرغب بأن يتواصل مع السفراء دائماً، وهذا الأمر معروف عنه، وليس موضوعاً جديداً، فمن خلال "ربيع دمشق" كان معروفاً بأنه يحب أن تكون له صلات وعلاقات مع الدول الأجنبية، هذا الأمر يعود إلى تقديره، وعندما عاد وعرض هذا الأمر أثناء الثورة وبعد عودته إلى "إعلان دمشق"، كان جواب "إعلان دمشق": لا يوجد تفويض لك باسم "إعلان دمشق أبداً"، ولكن إذا أردت أن تتواصل باسمك الشخصي فأنت حرّ في هذا الأمر لوحدك، ولكن لا تحمّل "إعلان دمشق" مسؤولية ذلك. والجميع يعرف أن "إعلان دمشق" هو ائتلاف، وهو ليس حزباً؛ حتى يفرض على أعضائه، ويملي عليهم ما يجب فعله وما يجب تركه، ولكنه يفرض موقفاً عاماً على أعضائه، وجميعنا نلتزم بهذا الموقف، وإذا كان لديك مواقف أخرى فأنت وحدك من يحمل تبعاتها، هكذا كان الوضع مع الأستاذ رياض سيف تماماً، بمعنى أنك تتواصل مع السفراء لوحدك، ولكن لا يوجد تواصل معنا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/27

الموضوع الرئیس

الحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/86-11/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/07

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

حزب العمل الشيوعي في سوريا

حزب العمل الشيوعي في سوريا

الشهادات المرتبطة