موقف إعلان دمشق من مؤتمري الإنقاذ وسميراميس في دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:46:03
حصل حدث آخر لا أذكر تاريخه بالضبط، كان اجتماعاً في [حي] القابون مع جبهة الإنقاذ (مجموعة مؤتمر الإنقاذ - المحرر)، جاء الأستاذ غسان نجار، وكان على تواصل مع الأستاذ هيثم المالح ومع إسلاميين خارج سورية، وقال سيقام اجتماع في [حي] القابون، لا أذكر التاريخ، ولكنه حتماً في تلك المرحلة، وربما في الصيف، في الشهر السادس أو السابع (انعقد مؤتمر الإنقاذ في 16 تموز/ يوليو 2011 - المحرر). وجاء الأستاذ غسان نجار، وقال: لماذا لا نشارك (إعلان دمشق) في مؤتمر الإنقاذ؟ وذكر أسماء، وقال: يوجد أشخاص كثيرون سيشاركون، وسيكون اجتماعاً مفتوحاً مع جبهة الإنقاذ في إسطنبول أو أنقرة، وكان الأستاذ هيثم المالح أحد نجومه هناك، وربما يشارك آخرون، وربما يحضر الشهيد مشعل التمو أيضاً.
نحن أيضاً أبدينا تحفظاً في ذلك الوقت في التواصل مع الخارج، حتى وإن كانوا سوريين، وكنا نرى أن البعض يستعجل في خطواته، بمعنى التشبيك مع الخارج حتى ولو كان مع السوريين، فنحن نرى الأمور سابقة لأوانها، ويجب على الثورة السورية أن تتجذر في الداخل، وتصبح لها مرتكزاتها، وتصبح هي قاعدة القرار في الداخل السوري، ومن ثم نرى كيف يتكوّن المشهد، ونرى ضرورات المشهد الداخلي للتواصل مع الخارج، ومع أي جهة في الخارج، وإن كان مع السوريين، وأي فئة مع السوريين، وإلى آخره. وخاصة أننا سمعنا عن تحركات لبعض السوريين في نفس التوقيت، في مؤتمر أنطاليا، وحضره أنس العبدة وعبد الرزاق عيد، وحاولوا أن يكون هذا التمثيل باسم "إعلان دمشق"، ولكن "إعلان دمشق" رفض ذلك، و[قال لهم]: تحضرون كمراقبين بأسمائكم، و"إعلان دمشق" ليس مشاركاً في مؤتمر أنطاليا. شارك في المؤتمر الأستاذ أنس العبدة، وشارك فيه الدكتور عبد الرزاق عيد، وأظن أن المؤتمر كان برعاية الإخوان المسلمين، ثم حصل مؤتمر الإنقاذ أيضاً، لم يشارك فيه "إعلان دمشق" أيضاً.
"إعلان دمشق" لم يكن على عجلة من أمره في الذهاب إلى الخارج، كان يريد ألا يكون الوضع الداخلي قاعدة للقرار فقط، وأن القرار يتصدر إلى الخارج (إلى السوريين الموجودين في الخارج)، وكان يريد أن تتجذر الثورة السورية في كل المدن، ويصبح لها قيادة من الداخل، وندعم، ونضع كل إمكانياتنا وقدراتنا في التنسيقيات أو قيادة الثورة إذا تطور العمل إلى عمل مشترك، وخاصة فيما بين التنسيقيات، ونحن نتكلم في مرحلة الثورة السلمية، حيث لا يوجد سلاح، كان هناك قمع، ولكن لا يوجد سلاح. هذا كان موقف "إعلان دمشق"، ولم يشارك في كل هذه المؤتمرات الدولية،
من أهم ما حدث أيضاً في تلك المرحلة، في الشهر الخامس هو: مؤتمر" سميراميس" (انعقد مؤتمر سميراميس في 27 حزيران/ يونيو 2011 - المحرر). الموقف الأولي والمبدئي في هذه المؤتمرات كان هو الاعتبار الداخلي، وأما الشخصيات الخارجية سواء كانت الإخوان أو الشخصيات المستقلة فكنا لا نتوقف عندها كثيراً؛ لأنهم وإن كانوا سوريين في النهاية، ولكننا لا نعرف امتداداتهم، وإلى أين هم ذاهبون، ومع أي دول وجهات يتم تنسيقهم، وخاصة إذا تكلمنا عن الإخوان المسلمين، الإخوان المسلمون خارج سورية منذ 30 سنة، وأما بالنسبة لامتدادهم الداخلي داخل سوريا حتى بداية الثورة فليس لهم أي حضور سياسي أو غير سياسي، ونحن أكثر ما هنالك "كإعلان دمشق" تبنينا باستمرار وبشكل دائم إلغاء القانون التاسع والأربعين الذي يحرّم جماعة الإخوان المسلمين، هذه العوامل التي كانت تتحكم في إعلان دمشق (النظرة الداخلية والنظرة الخارجية)، وكنا نرى أنه من السابق لأوانه، وحتماً، كان رهان إعلان دمشق على الداخل.
بعض المحطات السياسية التي لابد أن نتوقف عندها في نفس المرحلة أيضاً هي: مؤتمر" سميراميس"، حيث تمت الدعوة له، وكان السؤال: كيف تتم الدعوة إلى مؤتمر" سميراميس" بدون موافقة السلطات؟ فأي لقاء أو أي اجتماع في هذا المؤتمر على هذا الصعيد لا شك بأنه يكون بموافقة السلطة، وإذا كان هناك ضوء أخضر من السلطة فهذا يرسم إشارات استفهام، إشارة استفهام حول طبيعة الحضور وحول سقف هذا المؤتمر، ويوجد تساؤلات: هل هو محاولة لامتصاص الثورة من خلال بعض الشخصيات المعارضة التي لها تاريخ حتى يخلقوا اتجاهاً آخر أقل مصداقية تجاه النظام السوري في تلك المرحلة؟ لأن الثورة السورية حتى الشهر الخامس وفيما بعد بدأت شعاراتها تتطور، فإذا كانت -في البداية- هناك مطالب بالإصلاح فإنها تطورت فيما بعد إلى إسقاط النظام وبشار الأسد لاحقاً، وخاصة من خلال أهم تجمعين بتقديري كانا على مستوى جماهيري وعلى مستوى مدينتين مهمتين، ليستا في سوية دمشق وحلب، وإنما حمص المدينة الثالثة، وحماة المدينة الرابعة، وحصل فيهما تجمعان كبيران كما ذكرت، اجتماع "الساعة" الذي كان فيه حوالي خمسين ألف متظاهر، وتم قمعه بشكل دموي وعنيف، وهاجمته قوات الأمن وأطلقوا الرصاص على المتظاهرين. والاجتماع الآخر الذي حضره روبرت فورد في مدينه حماة، والذي خرجت منه أنشودة: "يلا ارحل يا بشار... الحرية صارت على الباب" التي غناها إبراهيم قاشوش-رحمه الله- ويجب على الذاكرة الجمعية للسوريين أن تحفظ هذه الأغنية. هاتان المظاهرتان قدمتا بعداً للثورة السورية على الصعيد الوطني السوري. أعتقد أنهما أهم مظاهرتين في الثورة السورية، و كان ينقص هاتين المظاهرتين مظاهرة بهذه السوية في مدينة دمشق، وأنا دائما أذكر دمشق قبل حلب، رغم أنني من حلب، ومعروف أن انتمائي إلى حلب زائد قليلاً، ولكن دمشق سوف تبقى هي العاصمة و مركز القرار، والنظام السوري سيسقط في دمشق، وإذا انتصرت الثورة السورية فإنها ستنتصر في دمشق، وليس في أي مكان آخر أو مدينة أخرى، وكان هذا بعد التجربة، أعتقد أن النظام السوري يستوعب ذلك جيداً، وعمل وفق ذلك تماماً، بمعنى أنه يخسر كل البلدات والمدن السورية ولا يخسر حلب ودمشق، وإذا كان لابد من خسارة فلنخسر حلب ولا نخسر دمشق؛ لأن خسارة دمشق تعني نهاية النظام السوري وسقوط النظام في دمشق؛ لذلك كان يحاول العمل بهذا الخصوص إلى أقصى حد.
في هذا التوقيت بالذات، في الشهر الخامس، في تلك المرحلة، جاءني اتصال من لؤي حسين، وأنا كنت في مدينة حلب، وكانت العلاقة بيني وبينه ليست بهذه الأريحية، وتحمل إلى حد ما الطابع الرسمي، ولكن يوجد معرفة جيدة، فوضعني في أجواء [ترتيبات] مؤتمر "سميراميس"، وقال لي: أنا من اللجنة، ونحب أن ندعوك الى مؤتمر" سميراميس" من أجل الحضور.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/10/27
الموضوع الرئیس
الحراك السياسي في بداية الثورةكود الشهادة
SMI/OH/86-12/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
حزيران وتموز 2011
updatedAt
2024/06/27
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-القابونشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي