محاولات النظام تطييف الثورة السورية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:59:18
بالنسبة للنقاش في أمانة "إعلان دمشق" وبشكل مستمر، فإنه بالإضافة للموقف الجذري من النظام فنحن لم نكن قد بنينا موقفاً سياسياً واضحاً مستقبلياً حول ما سيحصل في سورية؛ لأنه كما ذكرت، كان رهاننا الأساسي هو: قوى الثورة إلى أين ذاهبة؟ الشباب والصبايا إلى أين ذاهبون؟ نحن لم نلعب دور الوصي ولا دور الأب الكبير، نحن لم نلعب هذا الدور ولا دور الحزب القائد، نحن كنا محرّضين، وكنا مندمجين وداخلين في صفوف الثوار، ونقدم نصائحاً إذا سُئلنا، ونتحاور بما هو الأفضل، ولكن كنا دائما نراهن على أن الحالة عند الحراك الثوري والثورة يجب أن تنضج أكثر، وتفرز رؤية أكثر[وضوحاً]، ونحن من ضمن صفوفها، بمعنى أننا مساهمون من داخلها وليس من فوقها أو من الخارج، ونرى أن الأمور تتطور.
وكان لدينا رأي ربما لم نوضحه من خلال بيان معين، ولكننا كنا نعرف عن طبيعة النظام السوري بأن النظام سيواجه الثورة بشكل أسوأ مما فعله معمر القذافي؛ لأنه في الثورة وفي الجهة المقابلة لها التي هي النظام لا يوجد أحد ينكر أنه كان هناك عصب(رابط) طائفي عند أقطاب السلطة الذين يقبضون على زمام الأمور في الأجهزة الأمنية والأجهزة العسكرية، وليس في الأجهزة السياسية. كل هؤلاء مرتبطون ضمن شد عصب طائفي علوي(تحالف مبني على الطائفة)، ومرتبطون مع بشار الأسد وعائلة الأسد مباشرة، وآخر شيء يفكر به هؤلاء هو: التخلي عن السلطة. أنا دائماً أقول: هم لديهم نظرية "يا قاتل يا مقتول" مع السوريين، وليس مع الدول الخارجية. فمع الدول الخارجية يمكن أن يكون هناك نقاش وتنازلات، ولكنهم مع السوريين لن يقدموا تنازلاً للشعب السوري من أجل عملية انتقال أو إصلاحات دستورية وديمقراطية ، تنقل سورية بدون عنف وبدون قمع، تنقلها إلى مسار آخر (مسار ديمقراطي وتصالحي). لا يوجد شيء كهذا في ذهن النظام مثل أي نظام استبدادي شمولي، ويزداد سوءاً لأن فيه عصباً طائفياً، ولا يريدون التخلي عن السلطة، وأخذوا الطائفة العلوية رهينة، بمعنى أن جوهر هذه الثورة هو أن أهل السنة ضد العلويين، وإذا نجحت الثورة فهذا يعني أن الله وحده أعلم بما سوف يفعله السنة بالعلويين. هذا الخطاب لم يكن وارداً أبداً، كما ذكرت سابقاً، ففي دمشق وفي جامع الرفاعي خرج الشعب السوري يهتف: "واحد واحد واحد..." وكان هذا في الشهر الرابع على ما اعتقد أوفي الشهر الخامس، ولم يكن يوجد هذا الخطاب بالإضافة إلى ما ذكرت، ولكن النظام يهمه هذا المنحى الطائفي الذي تذهب إليه الثورة، أولاً- حتى يسترهن الطائفة العلوية. وثانياً- حتى يدفع بعض قوى الثورة للوقوع في هذا المطبّ وتبني خطاب متطرف إسلامي، ومع الأسف نجح في ذلك.
و لكن الثورة لم ترفع شعارات" إيديولوجية" أبداً، لم يكن هناك دليل على أنها ثورة إسلامية، أنا أتكلم عن مرحلة الثورة السلمية (مرحلة التظاهرات والاحتجاجات)، وأنا أتكلم عن مرحلة كانت فدوى سليمان مع عبد الباسط ساروت يقودان الاحتجاجات، وكانت تُرفع على أكتاف الرجال، وهي تهتف للثورة،منتهى الأطرش السيدة الجليلة التي كانت متقدمة في العمر نوعاً ما، و هي من محافظه السويداء، والتي كانت تذهب إلى دوما، كانت هي أيضاً تشارك في الاحتجاجات والمظاهرات والخطابات. يوجد لدينا أمثلة مشرقة عن الثورة السورية حقيقة، وهي ثوره سوريّة مائة بالمائة، وهي ليست ضد مكوّن معين، وليست ضد العلويين، وإنما ضد بشار الأسد، وضد نظامه. للأسف السياقات تغيرت لاحقاً في ظل هذه المناخات كلها، بدأت التفاعلات السياسية في الداخل وفي الخارج تنشط.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/10/30
الموضوع الرئیس
الحراك السياسي في بداية الثورةكود الشهادة
SMI/OH/86-14/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/04/07
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي