الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تلمس الطريق السياسي مع بوادر الربيع العربي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:24:18

الآن أنا بعد أن افتتحت العيادة واستقر الوضع قليلًا وبدأ الناس يتحاورون وبدأ الناس يأتون لزيارتي من أجل التهنئة بالإفراج من السجن ولكنهم لم يكونوا يستطيعون زيارتي في المنزل كانوا يأتون إلى العيادة بحجة العلاج وبنفس الوقت للتهنئة والمباركة وأصبحنا نأخذ ونعطي (نتحدث) قليلًا والحمد لله أنا كانت عيادتي الجديدة التي افتتحتها بعد السجن وطبعًا قمت بتجهيزها من قبل كانت ضخمة جدًا وهي بالأصل عبارة عن عيادتين كبيرتين وكان مجموع المساحة الصافية عدا الدرج أكثر من 120 مترًا، وكان يوجد فيها غرف ووكر نستطيع من خلاله اللقاء بالزوار والأحباب وكانوا يستطيعون الدخول إلى هذا المكان دون المرور في عمل العيادة يعني غرفة مكتبي كان الزوار يستطيعون الدخول إليها وأنا أستطيع الدخول إليها بدون أن تحصل حساسية من المرضى وعدنا وكل يعود إلى طبيعته، وعدت أتكلم في القضايا الفكرية مع الناس وبنفس الوقت نتكلم في القضايا السياسية ونستشرف آفاق المستقبل. 

وعدت إلى عادتي القديمة وأنا كانت عندي عادة قبل السجن كان عندي شعور أنه يجب السجناء الذين يذهبون إلى المحاكمات وكان في العادة يوجد إهمال كبير جدًا من قبل الناس لهم ولا نتخيل السجين كم ترتفع معنوياته عندما يجد في قاعة المحكمة أو أثناء إنزاله من السيارة السجن إلى الدخول إلى باب المحكمة أن يرى أحدًا من أصدقائه جاء قاصدًا حتى يلقي عليه التحية أو مثلًا كنا أمام محكمة أمن الدولة وأثناء النزول عندما يأتي بعض السجناء يعني إذا أعطيته شيئًا يستعين به على قضاء بعض حاجاته، هذه كانت نوعًا من أنواع الشعور بالمعنويات، وأنا أتذكر عددًا من أصدقائنا مثلًا محاكمات رياض درار تقريبًا أنا كلها حضرتها وأخونا ممتاز حيزة أيضًا كنت أحرص على حضور جزء مهم منها، كنت أسافر من دير الزور إلى دمشق يعني أحيانًا أسافر ليلًا وأصل في الصباح والمحاكمة تكون مثلًا الساعة 10:00 وتنتهي الساعة 12:00 ثم أعود الساعة السادسة مساء أكون وصلت إلى دير الزور وأعود إلى دوامي في العيادة وكأن شيئًا لم يكن، ولا ينتبه أحد وطبعًا الأمن يعرف فيما بعد وتبدأ المضايقات قليلًا ولكنها تمر، يعني هو بالمناسبة هذا النوع من المضايقات طالما لا يوجد إيذاء طويل بالعكس الشخص يتشجع أكثر وأكثر.

ونحن عدنا إلى العادة القديمة وأنا حتى الآن أتذكر محاكمات والد منهل باريش وكان والد منهل باريش يحضر محاكماتنا وأنا وجدت أنه من حقه علينا لماذا لا أذهب؟! وأنا اعتقد أنه كتب مقالًا أو كان له موقف وأحيل إلى المحكمة وكان يمكن أن يحكم لمدة سنة أو عدة شهور، ولكن طالما أنزلوه إلى المحكمة يعني استئنافها أكثر، وكان بالنسبة له عندما جئنا وزرناه في قفص السجن كانت جدًا مناسبة.

يعني منهل -ذكره الله بالخير- من أحبابنا وأصدقائنا كان هو أصغر عضو حضر في مؤتمر إعلان دمشق في تاريخ 1 كانون أول/ ديسمبر عام 2007 وكان ممثلًا عن محافظة إدلب والحقيقة كان يوجد رغبة من الإخوان أن يكون هو ممثل عن المحافظة في الوقت الذي كانت فيه شخصيات كبيرة في إدلب.

أيضًا مثلًا محاكمات الأستاذ هيثم المالح يعني هيثم المالح اعتقل أثناء وجودنا في السجن، ولكن محاكماته صارت فيما بعد وكان الأستاذ حسن عبد العظيم وكيلًا عنه أو طَلَبَ أن يكون وكيلًا عنه وهيثم المالح طلب من القاضي عزله والقاضي استجاب لذلك وأنا لو كنت مكان الأستاذ هيثم لما فعلت ذلك لأنه لا يوجد داع، يعني يبقى الأستاذ حسن وبالتأكيد لم يتصدى لهذه المهمة من أجل الدفاع عن الأستاذ هيثم إلا لأمر خير وليس كما تخيل أو تصور الأستاذ هيثم، ولكن هذه الأمور تحصل بين السياسيين يعني أنا أذكر في يوم محاكمتي الذي دخل معنا إلى القاضي يستمع للشهادة كان الأستاذ [بهاء الدين] ركاض من دير الزور وحسن عبد العظيم رغم أنه بين التيار الإسلامي والتيار الناصري يحصل شد وجذب ومع ذلك و طبعًا أنا والأستاذ حسن حصل بيننا قصص طريفة جدًا.

[أنا عدت أعمل في السياسة] والناس بدؤوا يتحدثون ويتساءلون ما هي القصة؟ ما هو إعلان دمشق؟ ونحن لم نقصر وأخذنا ننشر ونحاول أن نستفيد من الزخم الذي كنا به من أجل توعية الناس يعني من يأتي إليك سوف يسألك ما هي القصة؟ لماذا سجنت؟ وأنت تشرح له ونحن من أهم الأفكار أنه يا جماعة الخير المجتمعات لا يمكن أن تتخلص من الأنظمة الدكتاتورية إلا أن تبدأ بالحرية بنفسها وعليكم التشجع قليلًا، صحيح أن الظروف قاسية على الجميع وكلنا من الذين كنا نتهيب من سلوكيات معينة في مواجهة النظام، ولكن يوجد حد أدنى يعني أنا كيف أبرر لأي مواطن مهما ساق من الحجج أن يصوت بالدم لانتخابات بشار [الأسد] أو حزب البعث أو الانتخابات البرلمانية يعني شيء معيب.

أولًا- أريد أن أقول نحن لم نعد الزخم إلى الناس لأن حالة الإحباط كانت كبيرة والذي أعاد الزخم إلى الناس كان هو حادثة [محمد] البوعزيزي ثورات الربيع العربي وبالتالي الناس عادوا أنه تعالوا حتى نرى هذه التجربة التي حصلت ونحن وجدنا أنها فرصة مناسبة جاءت من الله سبحانه وتعالى حتى نعود إلى المجتمع، وأنا لا أريد أن أقول إنه نحن أعدنا الزخم إلى الناس لأنه الأمر كان باكرًا.

وأما الإحباط البعض منا نعم البعض منا انكفأ وقال أنا ماذا أريد من هذه القصة حاليًا وأريد العمل في الحد الأدنى والبعض قال إنه يريد الذهاب باتجاه العمل الخيري والبعض قال يجب أن نعود إلى مرحلة التبوّغ، وهذا أمر طريف ومضحك أن البذرة عندما توضع في الأرض وتسقى بالماء تقوم بالإنتاش وتنبت الزرعة ولكن في حالات معينة عندما تكون الظروف غير مناسبة ماذا تفعل البذرة بنفسها حتى لا تخرب كانت تقوم بحالة من التبوغ أو التكيس وتغلف نفسها بغلاف يحميها وتبقى في حالة كينونة، والبعض يقول إن بعض البذور تمر بحالة التبوّغ لفترة 500 سنة ثم بعد أن تنتش وتتاح لها الظروف المناسبة، حتى إنني في إحدى المرات كنت أمزح مع بعض إخوتنا وأقول لهم إذا لم يستطع المسلم الإنتاش فلا أقل من أن يتكيس أو يتبوغ، ولكن أن يتميع ويصبح جزءًا من هذا المجتمع هذا لا يجوز ونفس الأمر نقيس هذا الأمر على السياسي، والسياسي إذا لم يستطع الإنتاش في ظرف معين فلا أقل من أن يتكيس أو يتبوغ بانتظار المرحلة القادمة وأحيانًا وجود حالة سياسية بارزة ولو كانت في حالة تكيس وتبوغ حتى لو أنه لا يتكلم أبدًا لمجرد أنه صامت لها تأثير هائل عند الناس كان عندنا المرحوم جاك عبد الله وهو مسيحي وصاحب مكتبة يوجد فيها جرائد في أهم شارع من شوارع دير الزور ومع ذلك كان متمردًا واصطدم هو وشركة الكهرباء وقامت شركة الكهرباء بتهديده بقطع الكهرباء في حالة عدم دفعة للفواتير فقال لهم: اذهبوا واقطعوا الكهرباء وقاموا بإزالة ساعة الكهرباء بشكل كامل وبقي سنوات طويلة هذا المحل الضخم له واجهتان وهو عبارة عن مكتبة في الليل يبقى في المكتبة ويشعل الشمع والناس يشترون منه ويأمرون في هذا الشارع الشديد الازدحام ويسألون ما هي قصته؟ أصبح له سنين بدون كهرباء يعني عمل جبار وليس سهلًا أبدًا ولا يقوم بهذا الأمر إلا شخص وحتى الأمن استخدم كل وسائل الترغيب والترهيب من أجل تغيير قناعته، وفي النهاية قدموا له عرضًا بإعادة الساعة بدون دفع الفواتير.

إعلان دمشق كان له اجتماعات وبدأت تزداد أكثر وكان يوجد قرار من قيادة إعلان دمشق بحضور كل السجناء الذين خرجوا من السجن اجتماعات الأمانة العامة إذا رغبوا وبحسب وقتهم المتاح وأنا كنت أرغب بالعودة للحضور وطبعًا في الاجتماعات الأولى أهم شخص افتقدناه في الحضور كان أخونا رياض سيف يعني أخونا رياض سيف أعلن أنه لا يريد الإكمال وطبعًا هذا الأمر لم يستمر طويلًا يعني عندما قامت الثورة بعد أسبوعين من بداية الثورة عاد الرجل.

مثلًا أخونا الدكتور ياسر العيتي بعد فترة حضر في البداية بعض الاجتماعات وفيما بعد قال أنا [سأنكفيء]… هو بالأصل الدكتور ياسر هو كان متخصصًا في التنمية البشرية وهو عندما انخرط في إعلان دمشق انخرط في القسم السياسي انطلاقًا من التنمية البشرية وأحيانا موقف يؤدي إلى انكفاء بعض الأشخاص، وبشكل عام أبرز شخص ظهر وكان له ضجه في خروجه النهائي والانكفاء كان الدكتور وليد البني هو جاء وقال: يجب حل المشكلة المالية أنتم بأي حق؟ وهي القصة التي ذكرتها في الحلقة الماضية وذكرت أنني لم أكن معترضًا على سياسة إعلان دمشق بهذا الصدد طالما هذه السياسة التي قلصت من الإعطاء لبعض الأطراف لصالح مجموعة سجناء آخرين يعني لا حرج في ذلك خصوصًا إذا كان يوجد إمكانية مادية، وأيضًا حتى نكون منصفين الدكتور وليد يعني كان وضعه المادي جدًا صعب وخصوصًا أنه سجن في المرة الأولى 5 سنوات وهذه سنتان ونصف وبنفس الوقت كانت توجد خلافات حول المنهج وأيضًا يجب أن نعترف أن قيادة إعلان دمشق في النهاية القرار يكون عند مجموعة صغيرة وهذا لا يتناسب وهذه كانت من الأمور التي تستفز الدكتور وليد. 

يوجد أمر يجب أن نأخذه بعين الاعتبار والسياسيون الكبار كانوا يخطئون به يعني أنا أزعم أنه بالإمكان الوصول إلى القرار الذي يريده الكبار في النهاية بعد مزيد من التشاور بحيث أن القرار الذي يتخذ في النهاية يبدو كما لو أنه قد خرج من مجموعة الشباب ويصبحون يتبنونه ويدافعون عنه، وهو في الحقيقة أوحي إليهم به من قبل الكبار والجميع يكون راضيًا يعني أنا أتذكر من الأمور المهمة جدًا كان يعلمها لنا شيخنا محمود مشوح أبو طريف أنه لا تملي على حواريك (محيطك) مجموعة تعليمات لأن هذا إلا أن يخرج شخصًا منهم أو لسبب ما أو شخص يحرضه وتكون لها آثار سلبية فيما بعد ولكن فكرة ما بدؤوا بطرحها للنقاش وبما أن الشخص الكبير قادر على جمع أدلة وحيثيات بحيث تضعك أنت عندما كنت في الصف الثاني أو حتى في الصف الأول ولكن لست في مركز القرار بوضعية معينة وتصبح أنت تتخذ قرارًا هو نفسه يتطابق مع ما يريده صاحب الطرح الأول، فلماذا أنا هذا الطرح الذي أستطيع أن أصل إليه بشكل من "المناورة" في النهاية ،لماذا يجب أن أعطيك تعليمات أنه اذهب وافعل كذا؟ وهذا يخلِّف في النفس الكثير وهذا ظني أنه كان أحد العوامل التي جعلت الدكتور وليد البني يعني كان الدكتور وليد يشعر أن رأيه لا يؤخذ بعين الاعتبار كما ينبغي، وبالتالي كان هو لا تعجبه آراء الأستاذ ميشيل كيلو ولا الأستاذ رياض الترك فهو انكفأ.

نحن كنا ضمن نشاط وكانت تحصل علاقات اجتماعية وسياسية وكانت في كل المحافظات يعني مثلًا كنا نخطط لزيارتين واحدة إلى درعا والأخرى إلى السويداء وفي زيارة السويداء حصل الكثير من التحضير لها ولكن بدأت الثورة. 

لم نقم بهذه الزيارات إلى درعا والسويداء ونحن كنا نخطط لها، ولكن كان يوجد تقصير والهدف من الزيارات هو هدفان كما ذكرت الحديث في عالم الأفكار وتنشيط إعلان دمشق وأفكار إعلان دمشق وأنا أحد الأشخاص الذين تشربوا أفكار إعلان دمشق تشربًا كبيرًا جدًا وأصبحت أعتبر إعلان دمشق ليس مسألة تحالف وإنما أصبح كيانًا يعني روحًا تسري في جسمي ولا أزال يعني من أكثر ما أفتخر به أنني كنت أمين سر إعلان دمشق وكنت ممثل محافظة دير الزور في إعلان دمشق ولا أزال ولا يمكن ولا يدور في ذهني أبدًا على الإطلاق أن أترك إعلان دمشق حتى لو اتخذ قرار وكما نعرف عندما تحصل خلافات بين الأقران في قيادات إعلان دمشق تأتي القيادة العالية وتصدر قرارًا يفصل فلانًا كما حصل عندما جرى المؤتمر التحضيري لإعلان دمشق في المهجر في عام 2014 حصل إبعاد لأخينا أنس العبدة في المباشر ومنع حضوره في هذا المؤتمر لمجرد خلافات سياسية يعني الأستاذ أنس هو الأمين العام رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق في السابق لا يحضر المؤتمر التالي لماذا؟!

أنا أول مرة ظهر فيها الأستاذ أنس على الشاشة كان عندما أسس حركة العدالة والبناء في عام 2006 سبحان الله هذا الرجل أنا رأيته على التلفزيون وقع حبه في قلبي وبدأت أشعر أن هذا النموذج من الفكر يمكن أن يكون له دور وأصبحت أتمنى أنه لو تتاح لنا الفرصة ونكون جزءًا من هذه الحركة ولم أكن أعلم على الإطلاق أن زميلنا الدكتور ياسر العيتي هو عضو في الحركة، ودخلنا السجن وأنا لم أكن أعرف أن ياسر جزء من حركة العدالة والبناء، ولكن في السجن بدأ يظهر الأستاذ أنس وبدأت تصلنا الأخبار حول انضمامه وأصبح جزء من إعلان دمشق على قناة "بردى" وهذا شجعنا على… وقربنا أكثر وأكثر وأنا أتذكر بعد الإفراج عني من السجن بيومين أو ثلاثة حصل لقاء بيني وبينه على "السكايب" وكان هذا هو التعارف الأول في نهاية عام 2010 وأصبحت توجد علاقة طيبة بيننا وحتى الآن لا أزال أتذكر في عام 2013 عندما التقينا أول مرة في فندق "الجاردن إن" [في اسطنبول].

كما ذكرت هي التركيز على نقطتين القضايا الفكرية وهذه في الحسكة لا يهتمون بها كثيرًا يعني الأوساط في الحسكة لم تكن أوساط إسلامية وإنما أوساط ديمقراطية وكانت تحصل دعوات من خلال أصدقاء سابقين.

عندما أفرج عني من السجن كان أكثر الأشخاص الذين تشجعوا على زيارتنا في بيتي كانت جزءًا من الأحزاب الكردية والمنظمة الآثورية ونحن علاقتنا مع المنظمة الآثورية كانت قوية جدًا مع الأستاذ غابرييل بسبب وجودنا في إعلان دمشق يعني الانطلاقة كانت من إعلان دمشق وبنفس الوقت كانت علاقتنا طيبة مع الأستاذ نضال درويش، نعم كانت علاقتنا طيبة جدًا مع نضال درويش رغم أنه كان مسيحيًا إلا أنه كان في الحقيقة هو الشخصية الأهم لوجستيًا التي أشرفت على لقاء الحسكة في تاريخ 6 أيار/ مايو عام 2005 وهذا أول لقاء وكان لقاء مهمًا جدًا بوجود 57 شخصية 10 منهم من دير الزور من مشارب مختلفة عندما ذهبنا إلى الحسكة وأنا أظن أن هذا الاجتماع بالذات هو الذي أسس فيما بعد لإعلان دير الزور بعدها بأسبوعين في تاريخ 20 أيار/ مايو ثم هذا الذي أسس لإعلان دمشق فيما بعد في تاريخ 16 تشرين أول/ أكتوبر عام 2005.

نحن بدأنا بالمتابعة والاهتمام والنقطة التي كانت حدثًا مهمًا كان يوم الجمعة عندما سقط زين العابدين يعني هذا الحدث وأنا حتى الآن أذكر بعد المغرب كنت ذاهبًا باتجاه تعزية فأحد الإخوة الجيران مر في الشارع وله اهتمامات سياسية وبشرني وقال لي: يا دكتور زين العابدين [بن علي] هرب. وأنا أمضيت ساعة من الزمن بدون مشاهدة التلفاز ويبدو خلال هذه الساعة نزلت، ولكن كيف هرب زين العابدين هذا يعني أنه سقط النظام وبالنسبة لنا سقط النظام في أي بلد من بلدان العالم إذًا فلنبدأ منذ تلك اللحظة بالبدء كيف نسقط النظام عندنا؟ وسبحان الله هذه هي اللحظة الفارقة.

أنا قضيت مشاويري وبدأت أجري اتصالات وذهبت لرؤية أصدقائي والتقيت مع أخينا يوسف الذيب وأحمد الرمح وكان الأستاذ إسماعيل صياح لايزال سجينًا في تلك الفترة يعني هذه المجموعة التي حولنا وأخونا الصيدلي محمد الهزاع والتقينا في ذلك اليوم في الليل وبدأنا نتبادل وجهات النظر أنه ما هي الآفاق؟

متى بدأنا نحزم أمورنا على وجوب التخطيط للمسألة بدأنا عندما بدأت الثورة في مصر في 25 كانون ثاني/ يناير وعندما قامت في مصر إذًا الشرارة انتقلت إلى مصر وبدا واضحًا في مصر أن الأمور سوف تمشي بشكل جيد، ولكن كيف نتعامل مع هذه القصة؟ وهنا بدأ الاستعداد النفسي حتى لا أقول إننا بدأنا بالاستعداد العملي وحتى في "إعلان دمشق" كان لا يزال في مرحلة طور الاستعداد النفسي، وأذكر حصل لقاء في وقتها في قيادة "إعلان دمشق"، ولكن كان استجلاء لما يجري ولم يتخذ قرار أبدًا في ذلك الوقت بالبدء بالعمل في الثورة والتجهيز للثورة في تلك الفترة.

وكان رد فعل النظام أسرع منا فالنظام فجأة في يوم الأربعاء 2 شباط/ فبراير اتصلوا بنا وقالوا لنا: غدًا تكون موجودًا في مقر الأمن السياسي يريد أن يراكم نائب رئيس فرع الأمن السياسي كان ضابطًا علويًا يريد أن يراكم غدَا يعني أنت ومجموعة من الناشطين في دير الزور وأنا مباشرة قدرت أنه مجموعة إعلان دمشق الموجودون في دير الزور عددهم عشرة أشخاص وبعض السياسيين وفعلًا كان تخميني في محله وكان مثلًا أبو مرهف من حزب العمل الشيوعي ويوسف الذيب وفوزي الحمادة من حزب الشعب يعني هذه الأوساط.

كان من المفترض في صباح الخميس وفجأة الساعة تقريبًا التاسعة والنصف ليلًا اتصل بي وقال: المعلم يريدكم الآن في يوم الأربعاء 2 شباط/ فبراير ونحن فيما بعد عرفنا لماذا طبعًا جاء وكان لديه رسالتان الرسالة الأولى ترهيبية هو الضابط غسان في الأمن السياسي وهو نائب رئيس الفرع وفي ذلك الوقت كان رئيس الفرع أخانا العقيد محي الدين هرموش الذي انشق فيما بعد وأصبح معي في الحكومة يعني كان مرشحًا أن يكون في الحكومة وفيما بعد أصبح وزير الداخلية ولايزال الآن في الحكومة السورية المؤقتة والنعم منه وكان الناس الذين يريدون أن يخففوا من أنفسهم ويهربون كانوا يقومون بتسليم أنفسهم إلى الأمن السياسي بشرط الاستلام عند محي الدين والحقيقة كان شخصًا محترمًا جدًا، وساعد الكثير من الناس ونَفَسُه مع الثورة منذ اليوم الأول على عكس نائبه الذي كان شخصًا أقل ما يمكن أن يقال عنه: إنه منحط وتتجمع فيه كل صفات الدكتاتورية والرزالة وفيما بعد أصبح يرأس اللجنة الأمنية يعني تشكلت اللجنة الأمنية بعد أن بدأت الثورة في طرف مدينة دير الزور وهو كان يرأس اللجنة وكان قاسيًا جدًا.

لازلت أتذكر من الأمور التي قالها لنا على المباشر أن انظروا الوضع هنا في سورية مستقر ولا أحد يستطيع أن يتحرك ويقوم بثورة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/06/05

الموضوع الرئیس

صدى الربيع العربي في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/6-30 /

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

شباط 2011

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة دير الزور

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

المنظمة الآثورية الديمقراطية

المنظمة الآثورية الديمقراطية

فرع الأمن السياسي في دير الزور

فرع الأمن السياسي في دير الزور

المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر

المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر

حركة العدالة والبناء

حركة العدالة والبناء

الشهادات المرتبطة