التفاعل مع الربيع العربي في جامعة دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:11:17
في بداية الربيع العربي، أذكر أنه عندما حرق البوعزيزي نفسه كنت في منزل متولي، وتناقضت آراؤنا، كنا نجلس أنا ومتولي وسلاف ونوال وسامر خروبي، وتناقضت آراؤنا. قلت: لماذا يحرق الشخص نفسه؟ ولكن متولي قال: لا، إنه يجب أن يحرق نفسه، ويجب على هذه الشعوب أن تقوم. طبعاً، كان الحدث لم يتطوّر بعد لدرجة يصل فيها الطموح إلى سقوط رؤساء، وكان متولي يطرح فكرة، ويقول: أحياناً، أقود السيارة، ويوقفني شرطي المرور، وأعطيه 25 ليرة سورية، وأشعر أنه يجب أن تُحرق الدنيا من أجلها. هكذا كان يتكلم، وانتهى الحديث ضمن هذه السيرورة. وكان مفاجئاً جداً هروب بن علي، وكان هذا المشهد وهذا الكهل الذي قالها -ويشكّك بعض أهل تونس، ويقولون: إنه كان ينوح ولا يفرح. ولا أعرف إذا كان هذا الكلام صحيحاً أم لا-كانت بالنسبة إلى جيلنا كلمة: "هرمنا" تطرح سؤالاً: لماذا حتى نهرم؟ لماذا يجب أن ننتظر هذا الأمر، وأن يشير الشخص إلى شعره ويقول "هرمنا"؟ ولماذا يجب أن نعيش حالة الندم؟ ولكن احتمالية أن يتفجّر الوضع بهذا الشكل، وأن يذهب بشار الأسد فجأة، لم يكن يخطر على البال أبداً، ولكن هناك شيء ما يحصل، والمهم أن يحصل شيء ما.
[عند هروب بن علي] أخبرني أحمد عزام بذلك، كنت وحدي، وهذا الإحساس الذي انتابني: لماذا أنتظر هذا الوقت حتى أندم؟ فهو في النهاية رجل أشيب، وكان شعره يشبه شعر والدي، فتكوّنت عندي هذه الحالة. عندما بدأت مظاهرات مصر، والتي قد تكون أكثر نضجاً، وفي النهاية، كنا نرى فنانين، ونرى الاعتصام في الشارع بما يتضمّنه من تنظيم وغير ذلك، كانت الحالة متمايزة جداً ما بين متظاهر وما بين أشخاص ترمي "المولوتوف"، ما بين ضحية وما بين جلاد، كانت بالنسبة لي واضحة جداً على التلفاز، فلا يوجد عنف وعنف مضاد، لم أكن أراه، وعندما استمرّت على هذا الشكل أذكر أنني كنت أركب في المواصلات، وأذهب باتجاه الجامعة؛ حتى ألتقي بالشباب في مقهى اللغات في كلية الآداب، كنت أريد أن ألتقي بأحمد عزام وتمّام هنيدي، وغالباً، كان تمّام في ذلك اليوم يريد أن يذهب إلى السويداء، وكنا نريد أن نلتقي. اتصل بي أحمد عزام، وقال لي: ماذا يحدث [من تطورات] في الوضع؟ فقلت له: إن الأمر قد يطول، كما هو واضح. وأذكر في ذلك اليوم أنه كانت هناك دبابات تمشي على الجسر، وكانت الحالة هكذا.
وصلنا إلى مقهى اللغات، وكان التلفاز يعمل، ومظاهرات مصر تُعرض على الشاشة وليس شيئاً آخر، ونحن في مقهى اللغات كنا نشرب القهوة، وفجأة، ظهر الخطاب، وفي النهاية، رحل مبارك هكذا بشكل غير متوقع، وبإمكاننا أن نقول: حتى إذا أراد أن يقاوم فهو لم ينهِ مقاومته. وأذكر أن تمّام الذي قالها، حيث قال: هل من المعقول أن تحصل عندنا؟ وهو من السويداء، فخرج هذا التمازج، فأنت تسمع القاف في سؤال: هل من المعقول أن تحصل عندنا؟ فخرج هذا الاختلاط، فنظرنا جميعاً، وكنا فرحين، وفي الأصل، كانت حالة الفرح عامة، وهذا الذي رأيته، ولا أعرف إذا كانت سعادتنا جعلتنا نرى الوجوه كلها فرحة، ولكن أتوقع أن الحالة التي رأيناها بين الطلاب كانت عامة. ولكن هذا السؤال ووجود القاف فيه "معقول أن تحدث عندنا"؟ جعلنا نسكت، وننظر إلى بعضنا البعض، وما فعلناه أننا أنهينا الجلسة، وذهبنا إلى مكان آخر، وانتهى النقاش هنا، ولكن بإمكانك أن تقول: لقد بدأ الحلم. وبدأ الآن، وأصبح بإمكاننا التفكير بشكل جديّ، وليس كما هو الحال عندما ذهب زين العابدين. ربما كان في تاريخنا هذا التآخي وفي ثقافتنا وفي موروثنا (التآخي بين مصر وسورية)، بمعنى أنه موجود ما بين السلطة هنا وهناك، ربما أحسسنا أن نصف البطيخة قد ذهب.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/10/14
الموضوع الرئیس
صدى الربيع العربي في سوريةكود الشهادة
SMI/OH/53-09/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة دمشق-مخيم اليرموكشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جامعة دمشق