صدى ثورتي تونس ومصر في سورية بداية الربيع العربي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:06:07
مع بداية هبوب رياح الربيع العربي في نهاية العام 2010، في تونس تحديداً، كانت هناك -دعنا نسميها- استفاقة للمعارضة السورية عموماً [وإدراك] لأهمية وجدوى الحراك الشعبي في الشارع؛ فبدأت تثار تساؤلات كثيرة في أوساط المعارضة السورية حول إمكانية أن يكون هناك حراك ثوري في الشارع فعلاً، وأن يكون هناك احتجاج أو حراك احتجاجي -دعنا نسميه- في الشارع السوري، وكان السؤال الأبرز: هل سيكون هناك استجابة فعلاً من الشارع السوري لحراك النخب؟ هل من الممكن أن يخرج هذا الشارع؟ هل من الممكن أن يخرج الشعب السوري لمساندة نخبه فيما لو تحرك باتجاه مطالب ذات طابع سياسي، وليست ذات طابع معيشي أو مطلبي؟ وهذه الأسئلة دارت كثيراً في اجتماعات ونقاشات سواء نقاشات مفتوحة أو نقاشات ثنائية بين الناشطين والمعارضين.
بالمناسبة، كان هناك أيضاً سؤال يشغل بال أجهزة الأمن، وكانوا يوجهون مخبريهم لتلقين الناس فكرة أن النظام السوري مختلف، ولا يمكن أن يحدث أي حراك احتجاجي [ضده]؛ لأن النظام متوافق مع مطالب شعبه، وبمعنى أنه يجسد رغبات وطموحات وآمال شعبه. وأذكر أن بشار الأسد قالها في أحد اللقاءات مع الإعلام الغربي، على ما أظن فيما بعد انطلاق الثورة الليبية بالتحديد. كان الطرفان على سعي دائم لاستمزاج رأي الشعب السوري، ومعرفة ما إذا كان سيتحرك ضد هذا النظام. وفعلياً. كان معظمنا كناشطين له نشاط سابق: إما في أحزاب معارضة تقليدية، أو في منظمات تعمل في الشأن العام، وليست كلها علنية بالتأكيد، وهذه المجموعات الشبابية كانت تتحدث بشكل يومي تقريباً عن إمكانية أن يكون هناك حراك في سورية، ومع انطلاق الثورة المصرية زادت الآمال بشكل كبير جداً.
طبعاً، سقوط زين الدين بن علي في تونس حرك الكثير من الناشطين الذين كانوا قد تراجعوا في السنوات السابقة عن مشاركتهم في حراك المعارضة، ودفعهم مجدداً إلى الدخول في نقاشات كثيرة. أذكر أنه كان هناك لجان وطنية تعمل في معظم المدن والمحافظات، وحتى القرى في سورية انطلقت بعد تأسيس حالة ربيع دمشق، وهذه اللجان توقفت عن العمل، وكانت قبل ثورة عام 2011، توقفت لسنوات طويلة، ولم يعد عدد المنخرطين فيها كبيراً إلى درجة أن يكون هناك نشاط. مع سقوط زين العابدين بن علي، أذكر أنها انعقدت أكثر من ثلاث إلى أربع جلسات في حمص، كانت جماهيرية، وعدد المشاركين فيها كبير. ومعظم من كان يدعو لهذه الاجتماعات قيادات سابقة موجودة في قيادات المعارضة ومنخرطة في العمل، مثل: عبد الحفيظ الحافظ (أمين عام حزب العمال الثوري)، ومحمد محفوظ من حزب الشعب الديمقراطي، وياسر الملحم من حزب العمل الشيوعي. وكانوا يدعون لجلسات في بيوتهم، وفي بيوت زملائنا وأصدقائنا، والناشط محمود عيسى (عضو المكتب السياسي في حزب العمل الشيوعي).
وعقدنا أكثر من لقاء في تلك الفترة قبل انطلاق الثورة السورية، أولاً: لتقييم ما يجري في تونس ومصر. وثانياً: لاستمزاج آراء المشاركين، والناس المنخرطين في العمل المعارض في سورية، حول ما إذا كان هناك إمكانية لتحرك ما في سورية.
مع بداية الحراك في مصر -وذكرتني سهير أتاسي قبل قليل بالاعتصامات التي كانت تجري لناشطين، يقوم بها ناشطون في دمشق دعماً للثورة المصرية، ودعماً لشباب الثورة في مصر، ضد انتهاكات نظام حسني مبارك آنذاك، وكيف كانت قوات الأمن السورية تتعامل مع المعتصمين دعماً لثوار مصر- كان هناك سعار حقيقي عند قوات الأمن تجاه أي حراك له صفة جماهيرية إلى حد ما. وأن تكتب على صفحات "الفيسبوك"، أو تكتب مقال دعم للثورة المصرية أو الثورة في تونس فهذا أمر كانت قوات الأمن لا تلحظه، ولا يثير اهتمامها، ولكن أن تنزل إلى الشارع، بمعنى أن تجعل الشارع يسمع أن هناك معارضين، وأن هناك ثواراً، وأن هناك ناشطين ضد نظام بشار الأسد أو من خارج بنية نظام بشار الأسد، كان هذا ممنوعاً على المعارضة السورية بالمطلق؛ لذلك كان رد فعل نظام بشار الأسد على هذه الاعتصامات للناشطين السوريين رد فعل أمني قمعي واضح، و ظهر بشكل واضح في اعتصام ناشطين سوريين دعماً لثوار ليبيا في 22 شباط/ فبراير 2011 ، في ما يسمى: "اعتصام السفارة الليبية".
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/29
الموضوع الرئیس
صدى الربيع العربي في سوريةكود الشهادة
SMI/OH/4-02/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
شباط 2011
updatedAt
2024/08/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-مدينة حمصشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب الشعب الديمقراطي السوري
حزب العمل الشيوعي في سوريا